أزمتنا أزمة أخلاق وقيم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         زوجات يابانيات: الإسلام غيَّر حياتنا ومنحنا السعادة الحقيقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 71 - عددالزوار : 16860 )           »          كلمات في العقيدة حوار من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إن ربـي قريـب مجـيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الاتفاقيات الدولية وأثرهــا علــى دولنــا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1169 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2020, 01:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,997
الدولة : Egypt
افتراضي أزمتنا أزمة أخلاق وقيم

أزمتنا أزمة أخلاق وقيم


أ. حنافي جواد



إننا نسجلِّ بمرارة تَدنِّي مُنحنى القِيَم الجميلة في المجتمعات المسلمة وغيرها، ولا يُنكِر هذه الحقيقةَ إلا منافقٌ، ونخشى أن يتحوَّل العيشُ على ظهْر هذا الكوكب إلى جحيم، ولعلَّ إشارات ما نقوله بادية للعَيان واضحة:
ففساد الأخلاق، وانحرافُ الشباب، وغيابُ القدوة الصالحة، وتلوث البيئة، ومظاهر الإسراف والتبذير، والحروب والنِّزاعات الطائفيَّة والعِرقية، والعائلة الأسريَّة، كلُّها تدلُّ دَلالة قاطعة - لا ريبَ فيها - على أنَّنا مُهدَّدون تهديدًا كبيرًا، ولن ينصلحَ المجتمعُ ما لم نرجعْ إلى جادَّة الصواب.

قيمة القِيَم:
اعْلمْ - رحمك الله - أنَّ قيمةَ القِيَم مَخافة الله، والتزام الأوامر، واجتناب النواهي، والتحلِّي بالأخلاق الإسلامية؛ فإنَّها منقذة من الضلالة.

ولن يستقيمَ حال الناس في مآلهم ومعادِهم ما لم يلتزموا بشريعة الإسلام جملة وتفصيلاً، فالتعاليم الإسلامية تؤخذُ بالجملة والتفصيل، ولا تقبل التجزيء كوصفة الطبيب، فلا يعقل ولا يصحُّ أن نأخذَ بعضَ الدواء وندعَ الآخر؛ فالعلاجُ لا يتمُّ ولا يتحقَّق إلا بالالتزام الحَرْفي بالوصفة الطبيَّة.

فصْل الدِّين عن الدولة:
وهل يُعقل فصْلُ الرُّوح عن الجسد؟! فقد ثبَتَ بالمنقول والمعقول أنَّ الأسلوب العلماني في الحياة فاشلٌ فشلاً ذريعًا، فما الويلات والمشكلات والتوتُّرات، والأزمات الداخلية والخارجيَّة إلاَّ نتيجة مباشرة وغير مباشرة، وثمرة خبيثة لمنهج فاسدٍ دمَّر الكونَ والحياة.

التناقض واضح في المقولات العلمانية:
فلا يُمكن فصْلُ الدِّين والتوجُّهات والأيديولوجيَّات والأهداف عن الدولة ومناهج الحياة، إنَّه فصْلٌٌ مزعوم، نظري لا عَملي، والتديُّن ضرورة كونيَّة وجوديَّة، فمَن لا يعبد الله فإنَّه يعبدُ غيرَه؛ كمالِه أو هواه وشهواته، عبَّاد الشهوات والملذَّات، يعتبرون من العابدين شاؤوا أم أبَوا، فليس في الأمر فصلٌ للدِّين عن الدولة، وإنَّما هي أضغاث أحلام.

ويجرني هذا جرًّا إلى الحديث عن أكذوبة الإعلام المجانِب - المحايد:
فليس هناك ولا هنالك إعلامٌ محايد؛ فكلُّ الإعلام خاضعٌ لتوجُّهات وإيديولوجيَّات وفَلسفات مصرَّح بها أو مُضمرة.

أمَّا الذي يقول: أنا رجلٌ محايد - مجانب:
لا مِن هؤلاء ولا هؤلاء، فكلامُه ضَرْبٌ من الخيال - غير النافع - ووهمٌ وجَهْل؛ فإمَّا أن تكون أو لا تكون، ولا شيء بينهما، فمَن منَّا يَرضى بالنفاق مَنهجًا وأسلوبًا في الحياة؟!


فالعلمانية إذًا ضرْبٌ من الخيال والوهمِ أو النفاق، والفصل المتحدَّث عنه مزعومٌ، مُحال الوجود بالقوَّة والفِعل.

العلمانية: نسبة إلى العلم أو إلى العالَم:
إذا كانت العلمانية نسبة إلى العلم:
فلا قيمة لعلم بلا خُلق، ولا فائدة مِن علمٍ لا يؤطِّره منهجٌ وقِيَمٌ جميلة، فالعلم وسيلة لغايةٍ نبيلة، أمَّا إذا تحوَّل العلمُ إلى فسادٍ ودمار وخرابٍ، فذلك يدلُّ دَلالة قاطعة على أنَّ العلمَ لم يهتدِ بالخُلق الفاضل، والتوجُّهِ القويم، فالعلمُ بلا خُلق دَمَار وخراب، فليس كلُّ علمٍ نافعًا؛ فمنه النافع والضار، ومنه مَنْ غلَبَ نفعُه أو ضَرَرُه.

إذا كانت العلمانية نسبة إلى العالَم:
فلا قيمة لعالَم لا تؤطِّره أخلاقٌ وقيمٌ جميلة تحصِّنه من الفساد، فالواجب أن نُعَوْلِمَ الخيرَ لا الشَّرَّ.

لقد جعلتْ وسائل الإعلام العالَمَ قريةً صغيرة، ونريدُها أن تكون قريةً صالحة لا فاسدة، قرية هنيئَة لا مُتوتِّرة، قرية سليمة مُعافاة، لا مريضة هالكة.

الإعلام، وما أدراك ما الإعلام؟
فكم جاهل نصَّبه عالِمًا! وكم عالِم جعَلَ منه جاهلاً! وكم خيِّر جعَلَ منه شِرِّيرًا! حقًَّّا إنَّه سلطة السُّلطات.

بين عشيَّة وضُحاها؛ بل في رمشة عينٍ، يُمكن أن يجعلَك الإعلامُ - أيها القارئ الفاضل - فنانًا أو بطلاً، أو خبيرًا أو جاهلاً، أو أسطورة، نعم ذلك مُمكنٌ.

إنَّ الإعلام وسيلة للتلاعُب بالعقول والمشاعر والعواطف، والترويج والدعاية، كما أنَّه وسيلةٌ لنشْر العِلم والمعرفة الحقيقة.

يكون الإعلام وسيلة خيِّرة إذا...
ويكون وسيلةً شِرِّيرة إذا...

فالجواب معلوم، والحقُّ أبلجُ، والباطل لجلجُ، وحاجتُنا إلى القِيَم الجميلة والأخلاق الفاضلة كحاجتنا إلى الماء والهواء.

محرِّكات البشر:
يتحرَّك البشر - أغلب البشر - تحرُّكَ الفاعل والمنفعل بداعي الأسباب التالية:
الشهوة الماديـة: مُتمثلة في المال.

الشهوة الفرْجيَّة: متمثلة في إشباع الرغبة الجنسيَّة.

الشهوة البطنيَّة: متمثلة في إشباع البطن.


أمَّا العقل عند هؤلاء، فوسيلة لتحقيق الشهوات والحِفاظ على المكتسبَات.

ولقد نظَّم الإسلام هذه المحرِّكات وَفْقًا لأخلاق وقِيم جميلة، فجعلَها جميعَها وسيلةً لغاية سامية: هي الفوز بالجنة.

أمَّا العلمانيون وأشباه العلمانيين والحَدَاثيُّون وما بعد الحَدَاثيين، فقد ضلُّوا وأضلُّوا، فجعلوا مِن تلك المحرِّكات أصولاً وغاياتٍ، فبونٌ شاسعٌ بين المنهَجَين والأسلوبين في الحياة.

النظرة الإسلامية للحياة:
الحياة من منظور إسلامي قنطرة للدار الآخرة، ووسيلة لغاية نبيلة، فبِناءً على التصور الإسلامي، فإنَّ الحياة فانية، وعُمر الإنسان مَهْمَا طالَ فقصير.

النظرة العلمانية وشبه العلمانية:
الحياة - في نظرهم ووَفْقًا لفلسفتهم وأيديولوجيَّتهم - غايةٌ من أسْمَى الغايات، والتمتُّع باللحظة من أهمِّ أصول هذه النظرة؛ لهذا فالحرص على المتعة والمال والمصلحة العاجلة أهمُّ غاية يدركُها العلمانيون والملاحِدَة.

الطائفة المنافقة:
هي طائفة تائهة أُشْفِقُ عليها، تضعُ رجلاً هنا ورجلاً هناك، تتحدَّث عن القِيم والأخلاق؛ وتدعو لها دعوة ملحاحة قويَّة، سَمِّـها إنْ شئتَ الحَدَاثة الإسلاميَّة أو الإسلام الحَدَاثي، تدعو إلى التجديد والتحديث، والتواصُل والحوار، ومدِّ جسور التواصُل وفكِّ العُزْلة، وتحرير المرأة، تدعو إلى ذلك من غير أن تلتزمَ بالأصول والضوابط والحدود.

وهذه الطائفة أشدُّ خطورة على الأخلاق والقِيم الجميلة من الطائفتين السابقتين، لماذا؟ لأنها منافقة تغرِّر بالجُهَّال.

البرغماتية والبرغماتيون:
البرغماتية في اعتقادنا نوعان:

1- البرغماتية العقلانية؛ حيث إنَّ مستندَها العقْل المصلحي، والنظرة النفعيَّةُ العمليةُ، وأساسها الأخْذُ والعَطَاءُ؛ وفْقاً لمبدأ المصالحِ المتبادلة.

2- البرغماتية المتوحِّشةُ: استغلالٌ للمصالحِ والمنافعِ بشكلٍ لا يراعي منطقَ التَّبادلِ والتقاسم؛ ولهذا أسْمَيتُها البرغماتية المتوحِّشة.

والبرغماتيَّتان كلتاهما لا تستندان إلى الأساس الجزائي الأخروي: "العمل في سبيل الله، وابتغاء مرضاته".

الإسلام والبرغماتية:
1- تختلف نظرة الإسلام للمصلحة عن نظرة أصحاب الفِكر البرغماتي العقلاني والوحْشِي.

2- المصالح المعتبرةُ في الشَّريعة الإسلامية نوعان:
أ- مصالح أخرويَّة: خدمةً للدارِ الآخرةِ.

ب- مصالحُ دنيوية: باعتبار الدنيا مَعبرًا للآخرة، ودار عمل وابتلاء.

ملحوظة:
إنَّ المصالح الدنيويَّة مرتبطة بالمصالح الأخرويَّة ارتباطًا عضويًّا، فما خُلِقَ الإنسان إلاَّ للعبادة والعمل الصالح، العمل عبادة، والبيع عبادة، واللهو المباح عبادة بشروط.

استغلالُ الناس والتلاعبُ بعقولهم ومصالحهم مُحَرَّمٌ في الشريعةِ الإسلاميَّة.

لقد حرَّم الإسلامُ استغلالَ جهْل الناسِ وغفْلتهم وقِلَّة خِبرتهم.

المصلحة العَامة في الشريعة الإسلامية مُقدَّمة على المصلحةِ الفرديَّة، والإيثارُ سلوك مطلوب مُرغَّبٌ فيه.

المبدأ الإسْلامي في الجزاء أنَّ لكلِّ امرئ ما نوى.

البرغماتيون دالة فساد المنظومة القِيَميَّة:
لقدْ أصبح الإنسانُ المعاصر برغماتيًّا إلى النخاعِ، تحرِّكُه المصلحة والغاية المادية، بصرف النظر عن مقاصد الدار الآخرة، فإذا تحدَّث أو عَمِل أو أقْبَل أو أدْبَر، لا يفعل إلاَّ لمصلحة عاجلة ماديَّة أو معنويَّة، فلا يهُمُّ أن يُتْلِفَ البيئةَ ويُدمِّرَ الحياةَ ما دامَ يبحثُ عن المصلحة العاجلة.

ويشكِّل هذا السلوك خطرًا على المنظومة القِيَميَّة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.93 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]