شرح حديث: إن أحب الصيام إلى الله صيام داود - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الزلاقة يوسف بن تاشفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-05-2021, 04:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,096
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: إن أحب الصيام إلى الله صيام داود






شرح حديث: إن أحب الصيام إلى الله صيام داود



















الشيخ محمد بن إبراهيم السبر




الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:







متن الحديث:



عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا».











الشرح:



وهذا الحديث الشريف مخرج في الصحيحين، وموضوع هذا الحديث: أحب التطوع في الصيام والصلاة إلى الله تبارك وتعالى.







وقوله: صيام داود وصلاة داود، هذا فيه نسبة الصيام والصلاة إلى داود عليه السلام، لأنه أول من سنَّهما.







وهذا الحديث يذكر فيه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فضيلة الصيام والصلاة، وما كان عليه نبي الله داود عليه السلام من التعبد وملازمة فعل الخير، وأنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان يقوم الليل، فينام النصف الأول من الليل ليقوم نشيطًا على العبادة، فيصلي ثلثه ثم ينام سدسه ليكون نشيطًا لعبادة أول النهار، فيصلي الفجر، ويقرأ الأذكار وما إلى ذلك، وهذه الكيفية رغب فيها الشارع الحكيم، فهذا يدل على فضيلة نبي الله داود، وعلى ملازمته لعبادة الله تبارك وتعالى، وقوته وجلده، وحسن إدارته للأمور، وترتيبه للعبادات والأولويات، وفيه الاقتداء بالأنبياء والصالحين، فنبي الله داود أحد أنبياء بني إسرائيل من بعد موسى، وآته الله عز وجل الزبور، وآتاه الحكمة وفصل الخطاب، وألان له الحديد، وجمع الله جل وعلا بين النبوة وبين الملك والسلطان في الأرض المباركة في فلسطين، وكان يحكم بين الناس بالعدل وبالحق، وكان ملازمًا للمحراب والاعتكاف، والقصة في ذلك معروفة، ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴾ [ص: 21]، إلى آخر فضائله عليه السلام .







ومن الفوائد، قول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «إن أحب الصيام إلى الله صيام داود» فيه اثبات صفة الحب لله عز وجل، واثبات المحبة لله تبارك وتعالى على الوجه اللائق به سبحانه، وربنا جل وعلا يُحِب ويُحَب، فهو يُحِب التوابين، وأيضًا يُحَب سبحانه وتعالى:﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]، فهو يُحِب جل وعلا «إن أحب الصيام إلى الله».







ومن الفوائد: أجر من صام يومًا وأفطر يومًا، وأن من فعل هذا فإنه ليس متشددًا ولا متعنتًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه أحب الصيام إلى الله كان يصوم يومًا ويفطر يومًا عليه السلام، فهذا هو أفضل الصيام، بما في ذلك صيام الدهر.







ومن الفوائد: أن ملازمة العبادة والثبات عليها سبب لمحبة الله تبارك وتعالى.







ومن الفوائد في هذا الباب: أن الأعمال تتفاوت في محبة الله تبارك وتعالى، والأعمال والفضائل والعبادات متفاوتة بحسب حُسنها وموافقتها للشرع، فهي تتفاوت، ومحبة الله تبارك وتعالى كذلك تتفاوت، ولذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على الأعمال التي يحبها تبارك وتعالى.







ومن الفوائد: أن عبادة الله تبارك وتعالى قائمة على التوسط والقسط والاعتدال، فالإنسان لا يغلو في مجال العبادات، فإن لربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه، ولذلك جاء الشرع بالعدل في كل شيء، والنهي عن الإسراف في كل شيء، حتى في العبادات، لا يجوز للإنسان أن يجور في العبادات التي نهى الله عز وجل عنها، لهذا تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن عمرو بهذه الطريقة، في الحديث هذا والذي قبله، فأرشده إلى الأفضل، وإلى الأسهل، والأحسن، وإلى ما يوافق الشارع، فالشارع أمر بالاقتصاد في العبادات، أمر بتعجيل الفطر، وتأخير السَّحور، ونهى عن الوصال، لأن القصد والاعتدال في العبادات من مقاصد الشرع، وأن هذه الأوامر الشرعية مبناها على التوسط والعدل والاقتصاد.







وفيه من الفوائد: تنظيم العبادات وترتيبها بحسب قوة الإنسان، وبحسب رغبته، وكما مر معنا بعض الناس يُفتح عليه في باب، وآخر لا يُفتح عليه في باب، لكن لا يوغل في أبواب معينة ويهمل الباقي، ولذلك يحرص على إبقاء شيء من قوته وحياته، لسائر العبادات والطاعات.







ومن الفوائد: أن الإنسان ينبغي أن يوازن بين حاجات النفس، وحاجات الروح، والدين والدنيا، ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77]، حتى العادات: معاشرة الأهل، زيارة الأصدقاء، طلب الرزق، النوم إلى آخره، إذا نوى بذلك الأجر، وأداء حقوق الأهل والأولاد، كانت هذه العادات عبادات وفضل الله جل وعلا واسع، فالإنسان يحرص على أعمال الخير، ويحرص على ما يحبه الله تبارك وتعالى.







وفق الله الجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-10-2021, 04:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,096
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح حديث: إن أحب الصيام إلى الله صيام داود

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.37 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.91%)]