دعاء سجود التلاوة

[ابوالوليد المسلم]

دعاء سجود التلاوة



الشيخ طارق عاطف حجازي




عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ وَأَنَا نَائِمٌ كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ، فَسَجَدْتُ، فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَةً، ثُمَّ سَجَدَ"، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ [1].





[1] ضعيف: أخرجه الترمذي (579)، (3424)، وابن ماجه (1053)، وابن خزيمة (562، 563)، وابن حبان (2768)، والحاكم (1/219، 220)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (2/320)، وفي ((الدعوات الكبير)) (441، 442)، وفي ((دلائل النبوة)) (7/20، 21)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (1/243)، والطبراني (11/رقم: 11262)، والبغوي في ((شرح السنة)) (771)، وفي ((تفسيره)) (4/59)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (2/320)، والمزي في ((تهذيب الكمال) (6/314، 315)، وأبو أحمد الحاكم في ((شعار أصحاب الحديث)) (84)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/113)، والخليلي في ((الإرشاد)) (1/353، 354)، وغيرهم من طريق محمد بن يزيد بن خنيس ثنا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد المكي قال: قال لي ابن جريج: يا حسن حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس يقول... فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي الباب عن أبي سعيد.
وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح، رواته مكيون لم يذكر واحد منهم بجرح، وهو من شرط الصحيح...ولم يخرجاه. ولم يتعقبه الذهبي في ((التلخيص)) إلا أنه تكلم على رواته في غيره.
وقال الخليلي في ((الإرشاد)): هذا حديث غريب صحيح من حديث ابن جريج، قصد أحمد بن حنبل محمد بن يزيد بن خنيس وسأل عنه، وتفرد به الحسن بن محمد المكي، وهو ثقة. ((التهذيب)) (2/293).
وقال العقيلي في الحسن بن محمد الذي أخرج الحديث في ترجمته: لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به، وليس بمشهور النقل... ولهذا الحديث أسانيد لينة وكلها فيها لين، ونقل بعضه الذهبي في ((الميزان)) (1/520) وقال غيره: فيه جهالة: ما روى عنه سوى ابن خنيس. وقال في ((المغني)) (1/257): غير معروف، وفي ((الكاشف)) (1/329): غير حجة.
قلت: والراوي عنه: محمد بن يزيد بن خنيس وثقه أبو حاتم والعجلي، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) وقال: كان من خيار الناس، ربما أخطأ ويجب أن يعتبر حديثه إذا بيَّن السماع في خبره ولم يرو عنه إلا ثقة.
((الجرح والتعديل)) (8/127)، ((الثقات)) (9/61)، ((تاريخ الثقات)) (6/15)، ((الميزان)) (4/68)، ((التهذيب)) (7/491).
قلت: قد بين السماع وروى عنه الثقات إلا أن تفرده مع كونه ربما يخطئ، فهذا ما لا تطمئن إليه النفس، لا سيما وقد تفرد به عن ابن جريج الحسن بن محمد وهو غير معروف، ولم يتابع عليه، وإنما يقبل التفرد ممن يحتمله؛ فالحديث غريب كما قال الترمذي، والله أعلم.
وأخرجه محمد بن الحسن في ((الحجة)) (1/111-113) عن أبي الأحوص بن أبي رباح عن ابن عباس.
قلت: إسناده ضعيف كما ترى.
وفي الباب عن أبي سعيد رضي الله عنه:
أخرجه أبو يعلى (1069)، والطبراني في ((الأوسط)) (4765)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/147، 148) ولم يسق لفظه من طريق اليمان بن نصر صاحب الدقيق ثنا عبد الله بن سعد المزني ثني محمد بن المنكدر ثني محمد بن عبد الرحمن بن عرف، قال: سمعت أبا سعيد يقول: ((رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة...)) الحديث.
قلت: وهذا منكر تفرد به عبد الله بن سعد المزني، وقيل: المدني - عن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن سعد هذا لم أر من ترجم له، وقال الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (2/115): ما عرفته.
وقال أبو حاتم في ((الجرح والتعديل)) (9/311): هو وهم.
قلت (طارق): واليمان بن نصر ذكره الذهبي في ((الميزان)) (4/461) أنه مجهول.
وانظر: ((المجمع)) للهيثمي (2/285). والحديث حسنه الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (2/107).
وانظر: ((التلخيص الحبير)) (2/10)، والله أعلم.
وفي الباب عن أبي موسى رضي الله عنه:
أخرجه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (773) بإسناد ضعيف جداً.
وانظر: ((نتائج الأفكار) (3/130) و((الفتوحات)) لابن علان (3/193)، والله أعلم.