بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 15 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 22-02-2020, 12:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(21)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
قال محمد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن.


فائدة:
قال في الحلية ترجمة شريح بن يونس: قال أحمد الضحاك الخشاب يقول - وكان من البكائين -: رأيت فيما يرى النائم شريح بن يونس فقلت: ما فعل بك ربك يا أبا الحارث؟ فقال: غفر لي، ومع ذلك جعل قصري إلى جنب قصر محمد بن بشير بن عطاء الكندي، فقلت: يا أبا الحارث، أنت عندنا أكبر من محمد بن بشير. فقال: لا تقل ذاك فإن الله تعالى جعل لمحمد بن بشير حظًّا في عمل كل مؤمن ومؤمنة، لأنه كان إذا دعا الله قال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، والكائنين منهم[1].

فائدة:
قال أحمد بن أبي الحواري: من أحب أن يعرف بشيءٍ من الخير أو يذكر به فقد أشرك في عبادته.


قاعدة:
درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.


قال في الدرر:
رئي أن السلطان ظل الله في الأرض، ويقال ستون سنة من إمام جائر؛ أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان؛ ولهذا كان السلف - كالفضيل وأحمد بن حنبل وغيرهما - يقولون: لو كان لنا دعوة مستجابة لصرفتها للإمام. [2]

فائدة:
مر معروف الكرخي على سقاءٍ يسقي الماء وهو يقول: رحم الله من شرب. فشرب وكان صائمًا وقال: لعل الله أن يستجيب له.


فائدة:
قال في الكواشف الجلية عن معاني الواسطية صفحة 545 على قوله «ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت » إلى ص561 بحث مفيد فليراجع.


فائدة:
نظم أسماء الفقهاء السبعة:
إذا قيل من في الفقه سبعة أبحر
روايتهم ليست عن العلم خارجة

فقل هم عبيد الله عروة قاسم
سعيد أبو بكر سليمان خارجة



فائدة:
قال مالك: إنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع[3].


فائدة:
قال شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما في تزيين الصوت في القرآن: هو التحسين والترنم بخشوعٍ وحضور قلب؛ لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج مخارج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وشغله بالوصل والفضل والإرجاع مما هو مفضٍ إلى تغير كتاب الله والتلاعب به مما هو حائلٌ للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته ولا من هدي أصحابه - رضي الله عنهم -.[4]

فائدة:
قاعدة: فيما إذا رجع الأصل إلى صاحبه أن الزائد لا يرجع.

زكاة وبيع مع صداق ولقطة
وقرض وإفلاس ووهبة والدِ

إذا رجعت أربابها بأصولها
فزائده المفصول ليس بعائد

وثامنها أخذ النخيل بشفعة
فكن حافظًا ترقى أجل المقاصد



فائدة:
الزنديق: هو المنافق الذي أظهر نفاقه؛ فإذا لم يتكلم فهو منافقٌ فقط.


المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية الأولياء (ص116).

[2] الدرر السنية (ج9/118).

[3] مختصر سير أعلام النبلاء (ج2/ص728).

[4] حاشية الروض المربع (ج2/ص209).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 22-02-2020, 12:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(22)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
قال الأصحاب: لو سجد على حشيش أو قطنٍ ونحوه ولم يجد حجمه لم يصح لعدم المكان المستقر[1].

فائدة:
ويكره أن يقدم إحدى رجليه إذا قام للصلاة. ذكره في الغنية، وعن ابن عباس أنه يقطع الصلاة[2].

فائدة:
الدليل ليس على النافي؛ بل على المثبت؛ فإذا لم يرد دليل عن الشارع أن هذا مشروع؛ فالأصل مع النافي وهو أنه لا دين إلا ما شرعه الله ورسوله[3].

فائدة:
وأجاب الشيخ عبد اللطيف في باب الوقف؛ الذي أوصى فيما خلف بثلاث حجج وثلاث أضاحي، وباقي الثلث وقفًا على عياله.. الخ: فما أوصى به الميت من الوقف باطل فلا وصية لوارث؛ وإنما يثبت ما فيها من الوصية بالحجج والأضاحي، والباقي ميراث على ما بينه الله في كتابه[4].

فائدة:
ذكر الشيخ إبراهيم بن سليمان العمر: أن يحيى بن عبيد المذحجي أم في مسجد حمص ستين سنة وأنه لم يسهُ في صلاته ولا مرةً، فقيل له في ذلك. فقال: إني إذا دخلت في الصلاة لم يكن في قلبي إلا الله.

فائدة:
يذكر أن الشيطان أوقع بعض الصالحين في ذنبٍ؛ فراغمه فأصبح صائمًا؛ مراغمةً للشيطان.


فائدة:
حدث إسحاق بن راهويه أن الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجلٌ بحديث قط إلا حفظته، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث في كتبي. اهـ[5].


فائدة:
عن حماد، وأبي عوانة، قالا: شهدنا حبيبًا الفارسي يومًا فجاءته امرأة، كأنها تريد الصدقة ولها عيال، فقام حبيب إلى وضوئه فتوضأ ثم جاء إلى الصلاة فصلى بخضوع وسكون، فلما فرغ، قال: يا رب إن الناس يحسنون ظنهم بي وذلك من سترك علي فلا تخلف ظنهم بي، ثم رفع حصيره فإذا بخمسين درهمًا فأعطاها إياها، ثم قال: يا حماد اكتم ما رأيت حياتي.

فائدة:
قال حبيب: أتانا سائل وقد عجنت عمرة وذهبت تجيء بنار تخبزه، فقلت للسائل: خذ العجين، قال: فاحتمله فجاءت عمرة، فقالت: أين العجين؟ فقلت: ذهبوا يخبزونه فلما أكثرت علي أخبرتها، فقالت: سبحان الله لا بد لنا من شيء نأكله، قال: فإذا رجل قد جاء بجفنة عظيمة مملؤة خبزًا ولحمًا، فقالت عمرة: ما أسرع ما ردوه عليك، وقد خبزوه وجعلوا معه لحمًا[6].

فائدة:
قال عبد الواحد بن زيد: جالسوا أهل الدين؛ فإن لم تجدوهم فجالسوا أهل المروءات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.


قيل: لو قسم بث عبد الواحد بن زيد على أهل البصرة لوسعهم؛ فإذا أقبل سواد الليل نظرت إليه كأنه فرس رهان مضمر؛ فيقوم إلى محرابه كأنه رجل مخاطب[7].

فائدة:
يحيى بن معين. قال أحمد بن عقبة سألت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث؟ قال: كتبت بيدي هذه ست مئة ألف حديث.


وقال يحيى بن معين: كنت إذا دخلت منزلي بالليل أقرأ آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات؛ فبينا أنا أقرأ إذا شيء يكلمني: كم تقرأ هذا.. كأن ليس إنسان يحسن يقرأ غيرك؟! فقلت: أرى هذا يسوؤك، والله لأزيدنك.

فائدة:
يروى أن سفيان بن عيينة كان يقول في كل موقف: اللهم لا تجعله آخر العهد منك، فلما كان العام الذي مات فيه لم يقل شيئًا. وقال: قد استحييت من ربي، وقال: شهدت ثمانين موقفًا.


المصدر: مجمع الفوائد


[1] الإنصاف (ص 70/ج 2).

[2] الكشاف (ج 1/ص 474).

[3] الدرر السنية (ج 7/33).

[4] الدرر السنية (ج 7/51).

[5] مختصر سير أعلام النبلاء (ج 2/ص 953).

[6] حلية الأولياء (ج 6/ص 164).

[7] حلية الأولياء.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 22-02-2020, 12:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(23)
صالح بن عبدالله الرشيد






فائدة:
سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد ثم قال: أستغفر الله. إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.


وقال سفيان الثوري: كان المال فيما مضى يكره؛ فأما اليوم فهو ترس المؤمن. وقال: لولا هذه الدنانير لتمندل بنا الملوك.


فائدة:
قال سفيان بن عيينة: الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب ترك حكمته وأبقاها عليك، واليوم صديق مودع كان عنك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته وهو عنك سريع الظعن وغدًا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون.


وعن عبدالله بن وهب قال: ثنا سفيان بن عيينة قال: لم يجتهد أحد قط اجتهادًا ولم يتعبد أحد قط عبادة أفضل من ترك ما نهى الله عنه.


وقال: كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملاً منه ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلم غيره فانتفع به[1].

فائدة:
قال محمد بن المنكدر: كم من عينٍ ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر. وقال ابن عيينة: تبع ابن المنكدر جنازة سفيه؛ فعوتب. فقال: والله إني لأستحي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد.


وقال مالك بن دينار: إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره علمه، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا وكبرًا.


وعن الحسن البصري: يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به؛ ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك.


وكان يقول: الفقيه هو الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه.


فائدة:
أبو بكر بن عياش. قال للحسن بن الحسن بالمدينة: ما أبقت الفتنة فيك؟ قال: وأي فتنة رأيتني فيها؟ قال: يقبلون يدك ولا تمنعهم. وقال أيضًا رحمه الله: أدنى نفع السكوت السلامة؛ وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة؛ وكفى بها بلية.


فائدة:
قال الحسن بن أحمد الأوقي: كانوا يأتون السلفي ويطلبون منه دعاءً لعسر الولادة. فيكتب لمن يقصده؛ فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب فوجدته يكتب: اللهم إنهم أحسنوا ظنهم بي فلا تخيب ظنهم فيّ. [2]

فائدة:
عبدالله بن الزبير: عن عبدالله بن الزبير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها.


قال ابن جريج وزاد عمرو قال أخبرني عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو كذلك ويتحامل بيده اليسرى على رجله اليسرى. [3]

فائدة:
أبو العباس في القرن الخامس. قيل إنه أقسم على أصحابه إن كان فيه عيب ينبهونه عليه، فقال أحدهم: أنا أعلم فيك عيبًا. فقال: ما هو؟ قال: أننا من أصحابك. فبكى الشيخ، وقال: إن سلم المركب حمل من فيه. وقال: أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار، تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.


وقيل: كان شافعيًا يعرف الفقه.


وقيل: كان يجمع الحطب، ويجئ به إلى بيوت الأرامل، ويملأ لهم بالجرة.


وقيل: أحضر بين يديه طبق تمر، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله، ويقول: أنا أحق بالدون، فإني مثله دون.


وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: النظر إلى وجوههم يقسي القلب وكان كثير الاستغفار، عالي المقدار، رقيق القلب[4].


فائدة:
الحافظ عبد الغني المقدسي. كان لا يرى منكرًا إلا غيره بيد أو بلسانه وكان لا تأخذه في الله لومة لائم.


وقد رأيته مرة يهريق خمرًا فجبذ صاحبه السيف فلم يخف منه، وأخذه من يده، وكان قويًا في بدنه، وكثيرًا ما كان بدمشق ينكر ويكسر الطنابير والشبابات.


وسمعت أبا بكر بن أحمد الطحان، قال: كان بعض أولاد صلاح الدين قد عُملت لهم طنانير، وكانوا في بستان يشربون، فلقي الحافظ الطنابير فكسرها.


وسمعت أبا بكر ابن الطحان، قال: كان في دولة الأفضل جعلوا الملاهي عند الدرج، فجاء الحافظ فكسر شيئًا كثيرًا، ثم صعد يقرأ الحديث، فجاء رسول القاضي يأمره بالمشي إليه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك عندي حرام ولا أمشي إليه، ثم قرأ الحديث.



فعاد الرسول فقال: لابد من المشي إليه، أنت قد بطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال الحافظ: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان، فمضى الرسول وخفنا، فما جاء أحد[5].


شعبة بن الحجاج:
قال أبو بحر: ما رأيت أعبد لله من شعبة؛ عبدالله حتى جف جلده على عظمه.


قال البغوي: ما رأيت شعبة ركع إلا ظننت أنه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي.


وقال يحيى القطان: كان شعبة من أرق الناس؛ يعطي السائل ما أمكنه.


وقال النظر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.


وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتهم منتهون.


قال مسلم بن إبراهيم: كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى، أو يضمن له[6].


سفيان الثوري:
من سمع ببدعة فلا يحكيها لجلسائه؛ لا يلقيها الشيطان في قلوبهم.


قال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان إلا باكيًا. فقلت: ما شأنك؟ قال: أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيًا.


قال ابن وهب: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدةً فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.


فائدة:
بحث نفيس في طواف الإفاضة للحائض المضطرة في ص217 ج26 من فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله. فليراجع.


المصدر: مجمع الفوائد.


[1] صفة الصفوة (ج2/ص235).

[2] مختصر النبلاء (ج4/1593).

[3] سنن النسائي (ص194).

[4] مختصر سير أعلام النبلاء (ج4/ص1601).

[5] مختصر سير أعلام النبلاء (ج4/ص1646).

[6] مختصر سير أعلام النبلاء (ج4/ص693).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 22-02-2020, 12:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(24)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
قال علي بن الموفق: حججت نيفًا وخمسين حجة فجعلت ثوابها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولأبوي. وبقيت حجة فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم، فقلت: اللهم إن كان في هؤلاء أحد لم تقبل منه حجته فقد وهبت له هذه الحجة، ليكون ثوابها له. قال: فبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي - عز وجل - في المنام، فقال لي: يا علي بن الموفق علي تتسخى؟ قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم وأضعاف ذلك، وشفعت كل رجل منهم في أهل بيته وخاصته وجيرانه، وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة[1].

وعن العباس بن يوسف الشكلي، قال: سمعت علي بن الموفق يقول: حججت سنة من السنين في محمل فرأيت رجالة فأحببت المشي معهم، فنزلت وأقعدت واحدًا في محملي ومشيت معهم، فعدلنا عن الطريق فنمنا فرأيت في منامي جواري معهن طسوت ذهب وأباريق فضة يغسلن أرجل المشاة، فبقيت أنا، فقالت إحداهن لصاحبتها: ليس هذا منهم، هذا له محمل. فقالت: بل هو منهم لأنه أحب المشي معهم. فغسلن رجلي فذهب عني كل تعب كنت أجده[2].

فائدة:
قال أحمد بن أبي الورد: إن ولي الله إذا زاد ثلاثة أشياء زاد منها ثلاثة أشياء؛ إذا زاد جاهه زاد تواضعه، وإذا زاد ماله زاد سخاؤه، وإذا زاد عمره زاد اجتهاده[3].

فائدة:
قال إبراهيم الخواص: علم العبد بأن الخلق مسلطون مأمورون يزيل عنه خوفهم، ويقيم في قلبه خوف المسلط لهم.


وكان يقول دواء القلب خمسة: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.


فائدة:
سمعت أبا يعقوب الزيات وقال لمريد: تحفظ القرآن؟ فقال: لا فقال: واغوثاه بالله؛ مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها، فبم يتنغم، فبم يترنم، فبم يناجي ربه، أما علمت أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم ومن غيرهم[4].

وكان ابن الفرغاني يقول: ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءة.


فائدة:
محفوظ بن محمود: كان يقول: من أبصر محاسن نفسه ابتلي بمساوئ الناس، ومن أبصر عيوب نفسه سلم من رؤية مساوئ الناس، ومن ظن بمسلم فتنة فهو المفتون. وكان يقول: أكثر الناس خيرًا؛ أسلمهم صدرًا للمسلمين. وقال: لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك بميزان المؤمنين لتعلم فضلهم وإفلاسك. وقال بعضهم: أحسن الناس حالاً من أسقط عن نفسه رؤية الخلق وكان صادقًا في الخلوات؛ لسره راعيًا، واعتمد في جميع أحواله على من كان له كافيًا[5].

فائدة:
يقول أبو بكر الكتاني: الشهوة زمام الشيطان؛ من أخذ بزمامه كان عبده.


قال بعض السلف: إن الله يرزق العبد حلاوة ذكره فإن فرح به وشكره آنسه بقربه، وإن قصر في الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلبه حلاوته به.


سئل بعض السلف: ما خير ما أعطي العبد؟ قال: فراغ القلب عما لا يعنيه ليتفرغ إلى ما يعنيه. وكان يقول: أفضل أعمال العباد حفظ أوقاتهم وهو أن لا يقصروا في أمره ولا يتجاوزوا عن حده. وقال: العارف من جعل قلبه لمولاه وجسده لخلقه. وقال: أفضل ما يلقى به العبد ربه نصيحة من قلبه وتوبة من ذنوبه[6].

فائدة:
قال رجل لعمر بن عبد العزيز: جزاك الله عن الإسلام خيرًا. قال: لا بل جزى الله الإسلام عني خيرًا[7].

عن ابن عمر: تعلم عمر البقرة في ثنتي عشرة سنة فلما تعلمها نحر جزورًا[8].

المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية الأولياء (ج10/ص332).

[2] حلية الأولياء (ج10/ص332).

[3] المرجع السابق.

[4] حلية الأولياء (ج10/ص365).

[5] حلية الأولياء (ج10/ص377).

[6] حلية الأولياء (ج10/ص386).


[7] مختصر النبلاء (ص592).

[8] مختصر النبلاء (ص47/ج1).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 22-02-2020, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(25)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
ذكر في منسك ابن جاسر ص114 قال: صرح الأصحاب أن أول وقت ذبح الهدي والأضاحي وذبح هدي التمتع والقرآن ونحوهما هو بعد صلاة العيد يوم النحر.


فائدة:
قال بعض السلف: من أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مرائي، ومن أحب أن يطلع الناس على حاله فهو كذاب.


فائدة:
قال الشافعي: كان غلامي أعشى لا يبصر باب الدار فأخذت له زيادة الكبد فكحلته فأبصر. وكان رحمه الله له يد في الطب. وعنه: الفول يزيد في الدماغ؛ والدماغ يزيد في العقل[1].

فائدة:
وقال بعضهم: ما بلغ أحد حالة شريفة إلا بملازمة الأدب، وأداء الفريضة، ومحبة الصالحين، وخدمة الفقراء الصادقين.


وكان يقول: القلوب ظروف، فقلب مملوء إيمانًا وعلامته الشفقة على جميع المسلمين والاهتمام بما يهمهم، ومعاونتهم على مصالحهم. وقلب مملوء نفاقًا وعلامته الحقد والغل والغش والحسد[2].

فائدة:
قال بعض السلف: لا يجد العبد لذة العبادة مع لذة النفس؛ لأن أهل الحقائق قطعوا العلائق التي تقطعهم عن الحق.


وكان أبو بكر الطمستاني يقول: جالسوا الله كثيرًا وجالسوا الناس قليلاً.


وكان يقول: الطريق واضح والكتاب والسنة قائمة بين أظهرنا، فمن صحب الكتاب والسنة وعزف عن نفسه والخلق والدنيا، وهاجر إلى الله بقلبه فهو الصادق المصيب المتبع لآثار الصحابة، لأنهم سموا السابقين لمفارقتهم الآباء والأبناء المخالفين، وتركوا الأوطان والإخوان، وهاجروا وآثروا الغربة والهجرة على الدنيا والرخاء والسعة وكانوا غرباء، فمن سلك مسلكهم واختار اختيارهم كان منهم ولهم تابعًا.


وكان يقول: لا يمكن الخروج من النفس بالنفس، وإنما يمكن الخروج من النفس بالله وبصحة الإرادة لله.


وكان يقول: من استعمل الصدق بينه وبين ربه حماه صدقه مع الله عن رؤية الخلق والأنس بهم.


وكان يقول: من لم يكن الصدق وطنه فهو في فضول الدنيا وإن كان ساكنًا.


وكان يقول: العلم قطعك عن الجهل فاجتهد ألا يقطعك عن الله.


وكان يقول: النفس كالنار إذا أطفئ من موضع تأجج من موضع، كذلك النفس إذا هدأت من جانب ثارت من جانب.


وكان يقول: كيف أصنع والكون كله لي عدو، وإياك والاغترار بلعل وعسى، وعليك بالهمة فإنها مقدمة الأشياء وعليها مدارها وإليها رجوعها[3].


فائدة:
كان - صلى الله عليه وسلم - يقول دبر كل صلاة "اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وأن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر" رواه البخاري.


فائدة:
قال بعض السلف: لا بلاغ إلى مراتب الأخيار إلا بالصدق وكل وقت وحال خلا من الصدق فهو باطل.


قال أحمد بن عطاء الروذباري: الخشوع في الصلاة علامة الفلاح، قال الله تعالى: ï´؟ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ï´¾ [المؤمنون الآية 2]، قال ابن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية".


فائدة:
أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد ليلة ً فذكرت أنها أكرهت على نفسها وأنها حبلى؛ تقول وذكرت الناس أنك زوجي فلا تفضحني واسترني سترك الله. قال: فأظهرتُ للناس حينما جاؤا يهنئوني بالمولود، فلما توفي أظهرت لهم التسليم والرضا، وقد كنت أدفع لها كل شهر دينارين، فجاءتني المرأة بعد ذلك ومعها الدنانير وقالت: سترك الله كما سترتني، فقلت هذه الدنانير صلة مني للمولود وهي لك؛ لأنك ترثينه فاعملي فيها ما تريدين.[4] ص120.

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهي عن سب الأموات وقال: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا).


وعن محمد بن الشخير: من صفى صفي له ومن خلط خلط عليه. قال بعض السلف: لا تخاصم لنفسك فإنها ليست لك؛ دعها لمالكها يفعل بها ما يشاء. وقال بعضهم إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى، فاغسل يديك منه.



وقال بعضهم: إذا تواضعت فقد أدركت جميع الفضائل، وإذا حفظت لسانك فقد حفظت جميع جوارحك، وإذا أخلصت الأعمال فقد أحكمت جميع عملك. وقال: إن من التوفيق ترك التأسف على ما فات، والاهتمام بما هو آت، ومن أراد تعجيل النعم فليكثر من مناجاة الخلوة[5].

فائدة:
كان رفقةٌ لإبراهيم بن أدهم معه في سفر، فقالوا: إن الأسد قد وقف على طريقنا: فأتاه إبراهيم وقال: يا أبا الحارث إن كنت أمرت فينا بشيءٍ فامضِ لما أمرت به، وإلا فتنح عن طريقنا؛ فمضى وهو يهمهم فقال لنا إبراهيم ابن أدهم: وما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا ولا تهلكنا وأنت الرجاء، قال إبراهيم: إني لأقولها على ثيابي ونفقتي فما فقدت منها شيئًا.


وقيل لإبراهيم بن أدهم: هو هذا السبع قد ظهر لنا، فقال: أرنيه، قال: فلما نظر إليه ناداه: يا قسورة إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به وإلا فعودك على بدئك، قال: فضرب بذنبه وولى ذاهبًا، قال: فعجبنا منه حين فقه كلامه، ثم أقيل علينا إبراهيم، فقال: قولوا: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، اللهم واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، اللهم وارحمنا بقدرتك علينا ولا تهلكنا وأنت الرجاء، قال خلف: فأنا أسافر منذ نيف وخمسين سنة فأقولها لم يأتني لص قط ولم أر إلا خيرًا[6].

ولما عصفت الريح واشتدت جاء إليه رجل وهو ملفوفٌ في كسائه؛ فقال: ما ترى ما نحن فيه من الهول؟ فرفع رأسه إلى السماء فقال اللهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك. قال: فسكن البحر حتى صار كالدهن.


فائدة:
قوله "ثم يقرأ الفاتحة وهي ركن في كل ركعة لحديث عبادة مرفوعًا: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" متفق عليه. قال البخاري رحمه الله: باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات. وقال مسلم في صحيحة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. اهـ من الكشاف[7].

المصدر: مجمع الفوائد


[1] سير أعلام النبلاء (ج10).

[2] حلية الأولياء (ج10/ص407).

[3] حلية الأولياء (ج10/ص413).

[4] حلية الأولياء (ج10/ص430).

[5] حلية الأولياء (ج10/ص437).

[6] حلية الأولياء (ج5/ص5).

[7] (ج1/ص450).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 22-02-2020, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(26)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
من أراد الآخرة كان الناس منه في راحة، لا يجزع من ذلها، ولا ينازعهم في عزها، هو من نفسه في شغل، والناس منه في راحة، فاتق الله وعليك بالسداد، فإن من مضى إنما قدموا على أعمالهم، ولم يقدموا على الشرف والصوت والذكر، فإن الله تعالى أبى إلا عدلا، أعاننا الله وإياكم على ما خلقنا له، وبارك لنا ولكم في بقية العمر.[1]

فائدة:
قال يحيى بن آدم سمعت شريكًا يقول: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية فبكى، فندمت على سؤالي إياه، ثم رفع رأسه فقال: إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره.


فائدة:
سئل إبراهيم بن أدهم: بم يتم الورع؟ قال بتسوية كل الخلق من قلبك، واشتغالك عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلبٍ ذليل لربٍ جليل؛ فكر في ذنبك وتب إلى ربك يثبت الورع في قلبك، واحسم الطمع إلا من ربك.

قيل لإبراهيم إن فلانًا يتعلم النحو. فقال: هو أن يتعلم الصمت أحوج. ثم قال: اللهم لا تمقتنا. ثم قال: تكلمنا بالعربية فما نكاد نلحن، ولحنا بالعمل فما نكاد نعرب.

ثم قال: ينبغي للعبد أن يصمت أو يتكلم بما ينتفع به، أو ينفع به من موعظة أو تنبيه أو تخويف أو تحذير، ثم قال: مثل لبصر قلبك حضور ملك الموت وأعوانه لقبض روحك، فانظر كيف تكون، ومثل له هول المطلع ومساءلة منكر ونكير، فانظر كيف تكون، ومثل له القيامة وأهوالها وأفزاعها، والعرض والحساب والوقوف، فانظر كيف تكون، ثم صرخ صرخة وقع مغشيًا عليه. ص125.

كتب عمر بن المنهال القرشي إلى إبراهيم بن أدهم وهو بالرملة: أن عظني عظة أحفظها عنك، فكتب إليه: أما بعد فإن الحزن على الدنيا طويل، والموت من الإنسان قريب، وللنفس منه في كل وقت نصيب، وللبلى في جسمه دبيب، فبادر بالعمل قبل أن تنادى بالرحيل، واجتهد في العمل في دار الممر قبل أن ترحل إلى دار المقر.

قال إبراهيم بن بشار: سمعت إبراهيم يقول: بلغني أن عمر بن عبدالعزيز قال لخالد بن صفوان: عظني وأوجز، فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله وفتنهم حسن الثناء، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعما افترض الله علينا متخلفين ومقصرين، وإلى الأهواء مائلين. قال: فبكى ثم قال: أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوى.

قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى، من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلاها، وكان محفوظًا ومعافى من أذاها. وكان يقول: الهوى يردي وخوف الله يشفي، وأعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم أنه يراك.

وكان يقول: اذكر ما أنت صائر إليه حق ذكره، وتفكر فيما مضى من عمرك هل تثق به وترجو النجاة من عذاب ربك، فإنك إذا كنت كذلك شغلت قلبك بالاهتمام بطريق النجاة عن طريق اللاهين الآمين المطمئنين الذين أتبعوا أنفسهم هواها فأوقعتهم على طريق هلكاتهم لا جرم سوف يعلمون، وسوف يتأسفون، وسوف يندمون: ï´؟ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ï´¾ [الشعراء: 227]، [2] ص126.

فائدة:
وكان السلف يوصون بإتقان العمل وتحسينه دون الإكثار منه؛ فإن العمل القليل مع التحسين والإتقان أفضل من الكثير مع الغفلة وعدم الإتقان.


قال بعض السلف: إن الرجلين ليقومان في الصف وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض، كم بين من تصعد صلاته لها نور تقول حفظك الله كما حفظتني، وبين من تلف صلاته كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني.

قال ابن عباس وغيره: صلاة ركعتين في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساهٍ؛ فمن اتقى الله في العمل قبله منه، ومن لم يتقه فيه لم يقبله منه، والتقوى في العمل أن يأتي به على وجه إكمال واجباته الظاهرة والباطنة وإن ارتقى إلى الإتيان بآدابه وفضائله كان أكمل كما رئي بعض العلماء المفرطين في النوم فسئل عن حالة فقال: غفر لي وأعرض عني وعن جماعة من العلماء لم يعملوا بعلمهم. [3]

فائدة:
كتب إبراهيم بن أدهم إلى بعض إخوانه: أما بعد فعليك بتقوى الله الذي لا تحل معصيته، ولا يرجى غيره، واتق الله، فإن من اتقى الله - عز وجل - عز وقوي، وشبع وروي، ورفع عقله عن الدنيا، فبدنه منظور بين ظهراني أهل الدنيا، فقدر حرامها وجانب شهواتها، وأضر بالحلال الصافي منها إلا ما لابد له من كسرة يشد بها صلبه، أو ثوب يواري به عورته، ليس له ثقة ولا رجاء إلا بالله، فأبدله الله تعالى بذلك زيادة في عقله، وقوة في قلبه، وما ذخر له في الآخرة أكثر، فارفض يا أخي الدنيا فإن حب الدنيا يصم ويعمي، ويذل الرقاب، ولا تقل في نفسك غدًا وبعد غد فإنما هلك من هلك بإقامتهم على الأماني حتى جاءهم الحق بغتة وهم غافلون، فنقلوا على إصرارهم إلى القبور المظلمة الضيقة، وأسلمهم الأهلون والولد، فانقطع إلى الله بقلب منيب، وعزم ليس فيه شك والسلام. [4]

فائدة:

كان إبراهيم يقول: حب لقاء الناس من حب الدنيا، وتركهم من ترك الدنيا. وكان يقول: أقلوا من الإخوان والأخلاء. ويقول: لم يصدق الله من أحب الشهرة.


ورئي إبراهيم بن أدهم خارجًا من الجبل، فقيل من أين؟ فقال: من الأنس بالله - عز وجل.[5]

فائدة:
قال مخلد بن الحسين: ما انتبهت من الليل إلا وإبراهيم يذكر الله فأغتم، ثم أتعزى بهذه الآية ï´؟ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ï´¾ [المائدة: 54]، قال إبراهيم بن أدهم عن ابن عجلان: ليس شيء أشد على إبليس من عالم حليم إن تكلم تكلم بعلم، وإن سكت سكت بحلم، وقال إبليس: لسكوته أشد عليه من كلامه. ص128.


فائدة:
قال عبدالله بن مسعود: نعم كنز الصعلوك البقرة وآل عمران يقوم بهما في آخر الليل.[6]

فائدة:
كان الحسن إذا قرأ هذه الآية ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ï´¾ [فصلت: 30]، يقول اللهم أنت ربنا فرزقنا الاستقامة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".


قال الراوي: بلغني أن إبراهيم بن أدهم رأى في المنام كأن جبريل عليه السلام نزل إلى الأرض فقال له لم نزلت إلى الأرض؟ فقال: لأكتب المحبين. قال: مثل من؟ قال: مثل مالك بن دينار، وثابت البناني، وأيوب السختياني، وعد جماعاتٍ كثيرة. قال: أنا منهم؟ قال: لا. قلت فإذا كتبتهم فاكتب تحتهم: محبٌ للمحبين. قال: فنزل الوحي: اكتبه أولهم.[7]

فائدة:
قال إبراهيم بن أدهم: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول لي: أو يحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد وهو يجد عند مولاه ما يريد.


قال ابن مسهر: قال إبراهيم: محال أن تواليه ولا يواليك.


المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية الأولياء (ج8/ص15).

[2] حلية الأولياء (ج8/ص18).

[3] مجموع ابن رجب (ج1/352).

[4] حلية الأولياء (ج8/ص19).

[5] حلية الأولياء (ج8/ص20).

[6] مجموع ابن رجب (ج1/338).

[7] حلية الأولياء (ج8/ص35).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 22-02-2020, 12:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(27)
صالح بن عبدالله الرشيد




فائدة:
قال في المدارج: غيرة المريد وهي غيرة على وقت فات؛ فإن الوقت وحي التقضي بطيء الرجوع، والمريدون هم أرباب الأحوال والعباد أرباب الأوراد والعبادات وهما متلازمان وكل مريدٍ لا يكون عابدًا فزنديق، وكل عابد لا يكون مريدًا فمُراءٍ، والوقت عند المريد وقت الإقبال على الله وهو أعز شيءٍ عليه فهو يغار أن ينقضي بدون إقبالٍ على الله؛ فإن فاته الوقت لا يمكنه استدراكه لأن الوقت الثاني حضر واستحق واجبه ولذلك يقال: الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك. فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعظم فواته واشتدت حسراته، فكيف حاله إذا علم مقدار ما أضاع وطلب الرجعى وحيل بينه وبين الاسترجاع؛ فكيف يرد الأمس في اليوم الجديد ومنع مما يحبه ويرتضيه، وعلم أن ما اقتناه ليس ينبغي للعقل كما قيل:
فيا حسراتٍ ما إلى ردِّ مثلها
سبيلٌ ولو ردت لهان التحسرُ

هي الشهوات اللاتِ كانت تحولت
إلى حسراتٍ حين عز التصبرُ

فلو أنها ردت بصبرٍ وقوةٍ
تحولن لذاتٍ وذو اللب يبصرُ


والمقصود أن الواردات سريعة الزوال تمر أسرع من السحاب وينقضي الوقت بما فيه؛ فلا يعود عليك إلا أثره وحكمه، فاختر لنفسك ما يعود عليك من وقتك فإنه عائدٌ عليك لا محالة؛ لهذا يقال: للسعداء ï´؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ï´¾ [الحاقة: 24]، ويقال للأشقياء ï´؟ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ï´¾ [غافر: 75][1].


فائدة:
قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق البلخي ونحن مصافو الترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسًا تندر، وسيوفًا تقطع، ورماحًا تقصر، فقال لي شقيق ونحن بين الصفين: كيف ترى نفسك يا حاتم؟ تراه مثله في الليلة التي زفت إليك امرأتك؟ قلت: لا والله! قال: لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفت فيها امرأتي. قال: ثم نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه، حتى سمعت غطيطه، قال حاتم: ورأيت رجلاً من أصحابنا في ذلك اليوم يبكي، فقلت، مالك؟ قال: قتل أخي، قلت: حظ أخيك صار إلى الله وإلى رضوانه، قال: فقال لي: اسكت، ما أبكي أسفًا عليه ولا على قتله، ولكني أبكي أسفًا أن أكون دريت كيف كان صبره لله عند وقوع السيف به. قال حاتم: فأخذني في ذلك اليوم تركي فأضجعني للذبح فلم يكن قلبي به مشغولاً، كان قلبي بالله مشغولاً، أنظر ماذا يأذن الله له في، فبينا هو يطلب السكين من جفنته إذ جاءه سهم غائر فذبحه فألقاه عني.[2]

فائدة:
قال شقيق بن إبراهيم: استتمام صلاح عمل العبد بست خصال، تضرع دائم، وخوف من وعيده، والثاني حسن ظنه بالمسلمين، والثالث اشتغاله بعيبه لا يتفرغ لعيوب الناس، والرابع يستر على أخيه عيبه ولا يفشي في الناس عيبه رجاء رجوعه عن المعصية، واستصلاح ما أفسده من قبل، والخامس ما اطلع عليه من خسة عملها استعظمها، والسادسة أن يكون صاحبه عنده مصيب.[3]

فائدة:
أمر ابن عمر أن يقرأ عليه فواتح البقرة وخواتمها بعد موته. ذكره الشيخ.


حديث الحلة: قال علي - رضي الله عنه -: شققتها بين الفواطم: بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبنت حمزة وأم علي - رضي الله عنه -.

فائدة:
وقد جاء في الأثر: من لا يستحي من الحلال خفت مؤنته وقل كبرياؤه، ومن يستحي من الحلال فهو متكبر. يعني يقدم لمن دخل عليه الميسور ولا يقول أستحي أن أقدم للناس هذا الشيء الرديء. وكان نبينا لا يدخر موجودًا ولا يتكلف مفقودًا. اهـ - من كلام الشيخ علي بن عبد الله الصقعبي.


وقال شقيق: إذا أصبحت فلا يكون همك في طلب رضا الخلق وسخطهم، ولا يكون خوفك إلا ما قدمت من الذنوب، ولا يكون استعدادك إلا للموت، فإذا كان استعدادك للموت لو جعلت لك الدنيا لم ترغب فيها.

وقال إبراهيم بن أدهم: يكتفي من الأحاديث والقيل والقال، وما كان وما يكون بقول الله تعالى ï´؟ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ï´¾ [الإسراء: 14]، قال شقيق: قال إبراهيم فمن فهم هذا بقلبه استنار وأشرق وهدي وأيقن إن شاء الله.[4]

قال شقيق: طريق الاستقامة لا يترك أمر الله لشدة تنزل به ولا لشيءٍ يقع في يده من الدنيا فلا يعمل بهوى أحد، ولا يعمل بهوى نفسه؛ لأن الهوى مذموم بل يعمل بالكتاب والسنة.


فائدة:
قال حاتم الأصم رحمه الله: تعاهد نفسك في ثلاث مواضع، إذا علمت فاذكر نظر الله تعالى عليك وإذا تكلمت فاذكر سمع الله تعالى منك وإذا سكت فاذكر علم الله تعالى فيك. وقال: لا أدري أيهما أشد على الناس اتقاء العجب، أو الرياء، ومثلهما أن يكون معك في البيت كلب عقور وآخر خارج البيت فأيهما أشد عليك؟ فالداخل العجب والخارج الرياء؛ فالعجب أشد عليك من الرياء.[5]

المصدر مجمع الفوائد.


[1] المدارج (ج3/50).

[2] حلية الأولياء (ج8/ص67).

[3] حلية الأولياء (ج8/ص69).

[4] حلية الأولياء (ج8/ص73).

[5] حلية الأولياء (ج8/ص80).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 22-02-2020, 12:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(28)
صالح بن عبدالله الرشيد





فائدة:

قال المزني: إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصرت إليه، وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدًا لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب، ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم، قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون.




أبلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجمًا في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها: تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟! ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذ هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله، وإلى قوله تعالى: ï´؟ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ï´¾ [البقرة: 163، 164]، فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك. قال: فتبت[1].




وعن ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة [2].




فائدة:

عن عبيدالله بن شميط بن عجلان، عن أبيه أنه كان يقول في مواعظه: إذا أصبحت آمنًا في سربك معافى في بدنك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء وعلى من يحزن عليها، إن المؤمن يقول لنفسه: إنما هي ثلاثة أيام فقد مضى أمس بما فيه وغدًا أمل لعلكِ لا تدركه، إنما هو يومك هذا فإن كنت من أهل غدٍ فسيجيء رب غدٍ برزق غد إن دون غد يومًا وليلة تخترم فيه أنفس كثيرة فلعلك المخترم فيه. كفى كل يوم همه ثم حملت على قلبك الضعيف هم السنين والدهور والأزمنة وهم الغلاء والرخص وهم الشتاء قبل أن يجيء وهم الصيف قبل أن يجيء، فماذا أبقيت من قلبك الضعيف للآخرة؟ ما تطلب الجنة بهذا، متى تهرب من النار؟ كل يوم ينقص من أجلك ثم لا تحزن. أعطيت ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع، فكيف لا يستبين للعالم جهله، وقد عجز عن شكر ما هو فيه، وهو مفتن في طلب الزيادة؟ أم كيف يعمل للآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقطع عنها رغبته فالعجب كل العجب لمن صدق بدار الحيوان كيف يسعى لدار الغرور.




وكان يقول: إن أولياء الله آثروا رضا ربهم تعالى على هوى أنفسهم، فأرغموا أنفسهم كثيرًا في رضا ربهم فأفلحوا والله وأنجحوا، وإن المنافق عبدهواه وعبد بطنه وعبد فرجه وعبده جلده، عبدالدنيا وعبد أهل الدنيا.



وكان يقول: الناس رجلان، فمتزود من الدنيا ومتنعم فيها فانظر أي الرجلين أنت. إني أراك تحب طول البقاء في الدنيا فلأي شيء تحبه؟ أن تطيع الله - عز وجل - وتحسن عبادته وتتقرب إليه بالأعمال الصالحة؟ فطوبى لك، أم لتأكل وتشرب وتلهو وتلعب وتجمع الدنيا وتثمرها وتنعم زوجتك وولدك؟ فلبئس ما أردت له البقاء.



وكان يقول إذا وصف المؤمنين: أتاهم عن الله تبارك وتعالى أمر وقذهم عن الباطل فأسهروا الأعين وأجاعوا البطون وأظمؤوا الأكباد وأنفقوا الأموال واهتضموا التالد والطارف في طلب ما يقربهم إلى الله - عز وجل - وفي طلب النجاة مما خوفهم به.



وكان يقول: إن المؤمن اتخذ كتاب الله - عز وجل - مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المؤمنين، ومرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المغترين، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله - عز وجل - فيها، ومرة ينظر إلى النار وما أعد الله - عز وجل - فيها. تلقاه حزينًا كالسهم المرمى به شوقًا إلى ما شوقه الله - عز وجل - إليه وهربًا مما خوفه الله - عز وجل - منه.



وكان يقول: بلغنا أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام، يا داود ألا ترى إلى المنافق كيف يخدعني وأنا أخدعه؟ يسبِّحني ويوقر بلسانه وقلبه مني بعيد، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا في أضبانهم[3]. ليضعوها ثم ليدعوني أستجب لهم.



وكان يقول: اللهم اجعل القليل من الدنيا يكفينا كما يكفي الكثير أهله، اللهم ارفع رغبتنا إليك واقطع رجاءنا ممن سواك، اللهم اجعل طاعتك ألذ عندنا من الطعام عند الجوع، ومن الشراب عند الظمأ، اللهم اجعل غفلة الناس لنا ذكرًا ومرح الناس لنا شكرًا، اللهم إذا تنعم المتنعمون بالدنيا فاجعلنا نتنعم بذكرك.




وكان يقول: بالدراهم والدنانير أزمة المنافقين تقودهم إلى السوءات. وكان يقول إذا وصف أهل الدنيا: حيارى سكارى فارسهم يركض ركضًا وراجلهم يسعى سعيًا، لا غنيهم يشبع، ولا فقيرهم يقنع.



وكان يقول إذا وصف المقبل على الدنيا: دائم البطنة قليل الفطنة إنما همه بطنه وفرجه وجلده، متى أصبح فآكل وأشرب وألهو وألعب، متى أمسى فأنام، جيفة بالليل بطال بالنهار ويحك ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ أم بهذا تطلب الجنة وتهرب من النار؟ وكان يقول: إن العافية سترت البر والفاجر، فإذا جاءت البلايا استبان عندها الرجلان. [4].



فصل: قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:

المرتبة الثامنة من مراتب الحياة: حياة الفرح والسرور، وقرة العين بالله. وهذا الحياة إنما تكون بعد الظفر بالمطلوب، الذي تقر به عين طالبه؛ فلا حياة نافعة له بدونه. وحول هذه الحياة يدندن الناس كلهم؛ وكلهم قد أخطأ طريقها وسلك طرقًا لا تفضي إليها بل تقطع إلا أقل القليل. فدار طلب الكل حول هذه الحياة وحرمها أكثرهم؛ وسبب حرمانهم إياها ضعف العقل والتمييز والبصيرة وضعف الهمة والإرادة؛ فإن مادتها بصيرة وقادة وهمة نقادة والبصيرة كالبصر تكون عمىً وعورًا وعمشًا ورمدًا وتامة النور والضياء وهذه الآفات قد تكون بالخلقة بالأصل وقد تحدث لها بالعوارض الكسبية، والمقصود أن هذه المرتبة من مراتب الحياة هي أعلى مراتبها؛ ولكن كيف يصل إليها من قلبه مسبيٌّ في بلاد الشهوات وأمله موقوف على اجتناء اللذات وسيرته جارية على أسوء العادات وهمته واقفة مع السفليات قلبه في كل وادٍ هائم فلو أنه تجرد من نفسه ورغب عن مشاركة أبناء جنسه وخرج من ضيق الجهل إلى فضاء العلم ومن سجن الهوى إلى ساحة الهدى لرأى الإلف الذي نشأ بنشأته وشرف عند نفسه وأبناء جنسه بحصوله قذى في عين بصيرته وشجًا في حلق إيمانه ومرضًا متراميًا به إلى هلاكه والله المستعان وعليه التكلان.




فإن قلت قد أشرت إلى حياة غير معهودة بين أمواتٍ غير أحياء فهل يمكنك وصف طريقها لأصل إلى شيءٍ من أذواقها؛ فقد بان لي أن ما نحن فيه من الحياة حياة بهيمية بل أردى. قلت لعمر الله إن اشتياقك إلى هذه الحياة وطلب علمها ومعرفتها لدليل على حياة قلبك وعلى حياتك وأنك لست من جملة الأموات، فأول طريقها أن تعرف الله وتهتدي إليه طريقًا يوصلك إليه ويحرق ظلمات الطبع بأشعة البصيرة فيقوم بقلبك شاهدٌ من شواهد الآخرة فينجذب إليها ويزهد بالتعلقات الفانية، ويدأب في تصحيح التوبة ثم يقوم حارسًا على قلبه فلا يسامحه بخطرة يكرهها الله تعالى ولا بخطرة فضول لا تنفعه؛ فيصفوا بذلك قلبك عن حديث النفس ووساوسها فحينئذٍ يجتمع قلبك وخواطره وحديث نفسه على إرادة ربه وطلبه والشوق إليه؛ فإذا صدق بذلك رزق محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واستولت على قلبه فجعله إمامه ومعلمه وشيخه وقدوته فإذا رسخ قلبه في ذلك فتح عليه بفهم الوحي المنزل عليه من ربه فإذا تمكن من ذلك انفتح في قلبه عين أخرى يشاهد بها صفات الرب - عز وجل - فيشاهد قلبه ربًا قاهرًا فوق عباده آمرًا ناهيًا باعثًا لرسله منزلاً لكتبه معبودًا مطاعًا لا شريك له ولا مثيل تعالى وتقدس فيشهد ربه سبحانه قائمًا بالملك والتدبير فلا حركة ولا سكون ولا نفع ولا ضر ولا عطاء ولا منع ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره فحينئذٍ يشد مئزر الجد في طلب محبة حبيبه له بأنواع التقرب إليه فقلبه للمحبة والإنابة والتوكل والخوف والرجاء، ولسانه للذكر وتلاوة كلام حبيبه وهذا هو السير المفضي إلى هذه الغاية التي لا تنال إلا به. [5] ص138.



فائدة:

قال مطرف بن عبدالله: لأن يسألني الله يوم القيامة لمَ لم تفعل كذا أحب إلي من أن يسألني لم فعلت كذا.




فائدة:

قال في الدرر: سؤال عن فرش المسجد هل يجوز أخذ شيءٍ منه؟ فأجاب الشيخ عبدالله العنقري: قال في المقنع وشرحه الإنصاف للمرداوي: وما فضل من حصره وزيته جاز صرفه إلى مسجد آخر، والصدقة به على فقراء المسلمين.. الخ. [6]



المصدر: مجمع الفوائد





[1] مختصر أعلام النبلاء (2/847).




[2] مختصر أعلام النبلاء (2/819).




[3] مفردها ضِبن بكسر الضاد وسكون الياء وهو ما بين الكشح والإبط.




[4] صفة الصفوة (ج3/ص342).




[5] مدارج السالكين (ج3/271).




[6] (ص77/ج7).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 22-02-2020, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(29)
صالح بن عبدالله الرشيد



فائدة:
قال المزني: إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصرت إليه، وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدًا لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب، ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم، قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون.


أبلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجمًا في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها: تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟! ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذ هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله، وإلى قوله تعالى: ï´؟ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ï´¾ [البقرة: 163، 164]، فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك. قال: فتبت[1].


وعن ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة [2].


فائدة:
عن عبيدالله بن شميط بن عجلان، عن أبيه أنه كان يقول في مواعظه: إذا أصبحت آمنًا في سربك معافى في بدنك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء وعلى من يحزن عليها، إن المؤمن يقول لنفسه: إنما هي ثلاثة أيام فقد مضى أمس بما فيه وغدًا أمل لعلكِ لا تدركه، إنما هو يومك هذا فإن كنت من أهل غدٍ فسيجيء رب غدٍ برزق غد إن دون غد يومًا وليلة تخترم فيه أنفس كثيرة فلعلك المخترم فيه. كفى كل يوم همه ثم حملت على قلبك الضعيف هم السنين والدهور والأزمنة وهم الغلاء والرخص وهم الشتاء قبل أن يجيء وهم الصيف قبل أن يجيء، فماذا أبقيت من قلبك الضعيف للآخرة؟ ما تطلب الجنة بهذا، متى تهرب من النار؟ كل يوم ينقص من أجلك ثم لا تحزن. أعطيت ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع، فكيف لا يستبين للعالم جهله، وقد عجز عن شكر ما هو فيه، وهو مفتن في طلب الزيادة؟ أم كيف يعمل للآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقطع عنها رغبته فالعجب كل العجب لمن صدق بدار الحيوان كيف يسعى لدار الغرور.


وكان يقول: إن أولياء الله آثروا رضا ربهم تعالى على هوى أنفسهم، فأرغموا أنفسهم كثيرًا في رضا ربهم فأفلحوا والله وأنجحوا، وإن المنافق عبدهواه وعبد بطنه وعبد فرجه وعبده جلده، عبدالدنيا وعبد أهل الدنيا.

وكان يقول: الناس رجلان، فمتزود من الدنيا ومتنعم فيها فانظر أي الرجلين أنت. إني أراك تحب طول البقاء في الدنيا فلأي شيء تحبه؟ أن تطيع الله - عز وجل - وتحسن عبادته وتتقرب إليه بالأعمال الصالحة؟ فطوبى لك، أم لتأكل وتشرب وتلهو وتلعب وتجمع الدنيا وتثمرها وتنعم زوجتك وولدك؟ فلبئس ما أردت له البقاء.

وكان يقول إذا وصف المؤمنين: أتاهم عن الله تبارك وتعالى أمر وقذهم عن الباطل فأسهروا الأعين وأجاعوا البطون وأظمؤوا الأكباد وأنفقوا الأموال واهتضموا التالد والطارف في طلب ما يقربهم إلى الله - عز وجل - وفي طلب النجاة مما خوفهم به.

وكان يقول: إن المؤمن اتخذ كتاب الله - عز وجل - مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المؤمنين، ومرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المغترين، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله - عز وجل - فيها، ومرة ينظر إلى النار وما أعد الله - عز وجل - فيها. تلقاه حزينًا كالسهم المرمى به شوقًا إلى ما شوقه الله - عز وجل - إليه وهربًا مما خوفه الله - عز وجل - منه.

وكان يقول: بلغنا أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام، يا داود ألا ترى إلى المنافق كيف يخدعني وأنا أخدعه؟ يسبِّحني ويوقر بلسانه وقلبه مني بعيد، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا في أضبانهم[3]. ليضعوها ثم ليدعوني أستجب لهم.

وكان يقول: اللهم اجعل القليل من الدنيا يكفينا كما يكفي الكثير أهله، اللهم ارفع رغبتنا إليك واقطع رجاءنا ممن سواك، اللهم اجعل طاعتك ألذ عندنا من الطعام عند الجوع، ومن الشراب عند الظمأ، اللهم اجعل غفلة الناس لنا ذكرًا ومرح الناس لنا شكرًا، اللهم إذا تنعم المتنعمون بالدنيا فاجعلنا نتنعم بذكرك.


وكان يقول: بالدراهم والدنانير أزمة المنافقين تقودهم إلى السوءات. وكان يقول إذا وصف أهل الدنيا: حيارى سكارى فارسهم يركض ركضًا وراجلهم يسعى سعيًا، لا غنيهم يشبع، ولا فقيرهم يقنع.

وكان يقول إذا وصف المقبل على الدنيا: دائم البطنة قليل الفطنة إنما همه بطنه وفرجه وجلده، متى أصبح فآكل وأشرب وألهو وألعب، متى أمسى فأنام، جيفة بالليل بطال بالنهار ويحك ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ أم بهذا تطلب الجنة وتهرب من النار؟ وكان يقول: إن العافية سترت البر والفاجر، فإذا جاءت البلايا استبان عندها الرجلان. [4].

فصل: قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
المرتبة الثامنة من مراتب الحياة: حياة الفرح والسرور، وقرة العين بالله. وهذا الحياة إنما تكون بعد الظفر بالمطلوب، الذي تقر به عين طالبه؛ فلا حياة نافعة له بدونه. وحول هذه الحياة يدندن الناس كلهم؛ وكلهم قد أخطأ طريقها وسلك طرقًا لا تفضي إليها بل تقطع إلا أقل القليل. فدار طلب الكل حول هذه الحياة وحرمها أكثرهم؛ وسبب حرمانهم إياها ضعف العقل والتمييز والبصيرة وضعف الهمة والإرادة؛ فإن مادتها بصيرة وقادة وهمة نقادة والبصيرة كالبصر تكون عمىً وعورًا وعمشًا ورمدًا وتامة النور والضياء وهذه الآفات قد تكون بالخلقة بالأصل وقد تحدث لها بالعوارض الكسبية، والمقصود أن هذه المرتبة من مراتب الحياة هي أعلى مراتبها؛ ولكن كيف يصل إليها من قلبه مسبيٌّ في بلاد الشهوات وأمله موقوف على اجتناء اللذات وسيرته جارية على أسوء العادات وهمته واقفة مع السفليات قلبه في كل وادٍ هائم فلو أنه تجرد من نفسه ورغب عن مشاركة أبناء جنسه وخرج من ضيق الجهل إلى فضاء العلم ومن سجن الهوى إلى ساحة الهدى لرأى الإلف الذي نشأ بنشأته وشرف عند نفسه وأبناء جنسه بحصوله قذى في عين بصيرته وشجًا في حلق إيمانه ومرضًا متراميًا به إلى هلاكه والله المستعان وعليه التكلان.


فإن قلت قد أشرت إلى حياة غير معهودة بين أمواتٍ غير أحياء فهل يمكنك وصف طريقها لأصل إلى شيءٍ من أذواقها؛ فقد بان لي أن ما نحن فيه من الحياة حياة بهيمية بل أردى. قلت لعمر الله إن اشتياقك إلى هذه الحياة وطلب علمها ومعرفتها لدليل على حياة قلبك وعلى حياتك وأنك لست من جملة الأموات، فأول طريقها أن تعرف الله وتهتدي إليه طريقًا يوصلك إليه ويحرق ظلمات الطبع بأشعة البصيرة فيقوم بقلبك شاهدٌ من شواهد الآخرة فينجذب إليها ويزهد بالتعلقات الفانية، ويدأب في تصحيح التوبة ثم يقوم حارسًا على قلبه فلا يسامحه بخطرة يكرهها الله تعالى ولا بخطرة فضول لا تنفعه؛ فيصفوا بذلك قلبك عن حديث النفس ووساوسها فحينئذٍ يجتمع قلبك وخواطره وحديث نفسه على إرادة ربه وطلبه والشوق إليه؛ فإذا صدق بذلك رزق محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واستولت على قلبه فجعله إمامه ومعلمه وشيخه وقدوته فإذا رسخ قلبه في ذلك فتح عليه بفهم الوحي المنزل عليه من ربه فإذا تمكن من ذلك انفتح في قلبه عين أخرى يشاهد بها صفات الرب - عز وجل - فيشاهد قلبه ربًا قاهرًا فوق عباده آمرًا ناهيًا باعثًا لرسله منزلاً لكتبه معبودًا مطاعًا لا شريك له ولا مثيل تعالى وتقدس فيشهد ربه سبحانه قائمًا بالملك والتدبير فلا حركة ولا سكون ولا نفع ولا ضر ولا عطاء ولا منع ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره فحينئذٍ يشد مئزر الجد في طلب محبة حبيبه له بأنواع التقرب إليه فقلبه للمحبة والإنابة والتوكل والخوف والرجاء، ولسانه للذكر وتلاوة كلام حبيبه وهذا هو السير المفضي إلى هذه الغاية التي لا تنال إلا به. [5] ص138.

فائدة:
قال مطرف بن عبدالله: لأن يسألني الله يوم القيامة لمَ لم تفعل كذا أحب إلي من أن يسألني لم فعلت كذا.


فائدة:
قال في الدرر: سؤال عن فرش المسجد هل يجوز أخذ شيءٍ منه؟ فأجاب الشيخ عبدالله العنقري: قال في المقنع وشرحه الإنصاف للمرداوي: وما فضل من حصره وزيته جاز صرفه إلى مسجد آخر، والصدقة به على فقراء المسلمين.. الخ. [6]

المصدر: مجمع الفوائد


[1] مختصر أعلام النبلاء (2/847).

[2] مختصر أعلام النبلاء (2/819).

[3] مفردها ضِبن بكسر الضاد وسكون الياء وهو ما بين الكشح والإبط.

[4] صفة الصفوة (ج3/ص342).

[5] مدارج السالكين (ج3/271).

[6] (ص77/ج7).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 22-02-2020, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(30)
صالح بن عبدالله الرشيد




فائدة: عن لوين قال: أراد داود الطائي أن يجرب نفسه هل تقوى على العزلة. فقعد في مجلس أبي حنيفة سنة. قال فكانت المسألة تجيء وأنا أشد شهوة للجواب من العطشان إلى الماء؛ فلا أجيب. قال: فاعتزل الناس.


فائدة:
رئي داود الطائي في المنام يعدو في صحراء الحيرة. فقيل له: ما هذا؟ قال: الساعة خرجت من السجن. فنظروا فإذا هو قد مات في ذلك الوقت[1].

وكان يقول: ما أخرج الله عبدًا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس.


عوتب داود في التزوج. فقيل: لو تزوجت؟ فقال: كيف بقلبٍ ضعيف ليس يقوم بهمه يجتمع عليه همان.


فائدة:
عن أم سعيد النخع الطائية قالت: كان بيننا وبين داود جدار قصير فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، ولربما سمعته في جوف الليل يقول: اللهم همك عطل عليّ الهموم، وحال بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك منع مني اللذات والشهوات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت: ولربما ترنم في السحر بشيءٍ من القرآن؛ فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة. قالت: وليس عنده في البيت مصباح[2].

فائدة:
قال ابن السماك: أوصاني أخي داود بوصية: انظر لا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك، واستح من قربه منك وقدرته عليك. قيل لداود الطائي: أرأيت رجلاً دخل على هؤلاء الأمراء فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر؟ قال: أخاف عليه السوط. قال: إنه يقوى. قال: أخاف عليه السيف. قال: إنه يقوى. قال: أخاف عليه الداء الدفين من العجب[3].

قال رحمه الله: واعلم يا أخي أن كلما يشغلك عن الله فهو عليك مشئوم وأن أهل الدنيا جميعًا من أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون من خير ويندمون على ما يخلفون.


فائدة:
قال سيف بن هناس الطائي قال سمعت أحمد بن شراعة قال: كنت أسبل الماء بالليل فرأيت عند قبر داود الطائي سراج؛ فذهبت أنظر إليه؛ فإذا هو قد ذهب. قال: ثم عدت إلى تسبيل الماء فإذا أنا بالسراج؛ فذهبت فغاب حتى فعل ذلك ثلاثًا. قال: ثم نمت فرأيت فيما يرى النائم كأن إنسانًا يقول: لا تسبل الماء عند القبر، ولا تدنو منه. قال: فابتلي بالسل حتى مات.


وكان رحمه الله يقول: اليأس سبيل أعمالنا هذه؛ ولكن القلوب تحن إلى الرجاء.


عن أبي نعيم قال: رأيت داود الطائي تدور في وجهه نملة عرضًا وطولا لا يفطن بها من الهم[4].

إبراهيم بن أدهم:
مرّ مع أصحاب له بنهر وهم مسافرون إلى الإسكندرية فأكلوا كسرًا معهم وشربوا من النهر فشرب إبراهيم وحمد الله ثم خرج من النهر ومدد رجليه ثم قال: يا أبا يوسف: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم إذًا لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم أيام الحياة، فقلت له: يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فأخطؤوا الطريق المستقيم. فتبسم ثم قال: من أين لك هذا الكلام؟[5] ص141.

فائدة:
ذكر النسائي في باب الصلاة على الميت أن ابن عباس كان يقرأ الفاتحة وسورة.


فائدة:
قال ابن القيم رحمه لله في مختصر المدارج: وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين وهما التوسل بالحمد والثناء عليه وتمجيده سبحانه والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده، ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين فالداعي به حقيق بالإجابة[6].

فائدة:
قال الفضيل: تريد الجنة مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام، بأي عمل؟ وأي شهوة تركتها لله - عز وجل - وأي قريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله، قال: وسمعت فضيلاً يقول: لا يترك الشيطان الإنسان حتى يحتال له بكل وجه، فيستخرج منه ما يخبر به من عمله فإن استطعت أن لا تكون محدثًا ولا متكلمًا ولا قارئًا، وإن كنت بليغًا، قالوا: ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته، فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك وشق عليك، فتكون مرائيًا، وإذا جلست فتكلمت ولم تبال من ذمك ومن مدحك من الله - يعني من أجل الله - فتكلم.


وسئل الفضيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه[7].

فائدة:
قال ابن كثير في آية المائدة في وصف النصارى:
ï´؟ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [المائدة: 83-85]، أي باتباعهم الحق وانقيادهم له حيث كان وأين كان ومع من كان[8]. ص148.

فائدة:
قال الربيع بن سليمان رأيت البويطي على بغلٍ في عنقه غلٌ وفي رجليه قيد وبين الغل والقيد سلسلة فيها طوبة حديد وزنها أربعون رطلاً وهو يقول: إنما خلق الله الخلق بـ (كن) فإذا كانت (كن) مخلوقة كانت مخلوقًا خلق مخلوقًا؛ فوالله لأموتن في حديدي حتى يأتي بعدي قومًا يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قومٌ في حديدهم.


وكتب إلي وهو في السجن أن يأتي عليّ أوقات ما أحس بالحديد حتى أمسه بيدي، وأنت حسن خلقك مع أهل خاصتك[9].


وهذه الفائدة وردت عليّ من الأخ الشيخ محمد بن سليمان حفظه الله وجزاه الله خيرًا.


المصدر: مجمع الفوائد


[1] حلية الأولياء (ج7/ص411).

[2] حلية الأولياء (ج7/ص412).

[3] حلية الأولياء (ج7/ص414).

[4] حلية الأولياء (ج7/ص416).

[5] حلية الأولياء (ج7/ص428).

[6] المدارج (ص19).

[7] حلية الأولياء (ج8/ص94).

[8] مختصر تفسير ابن كثير للرفاعي (ج2/76).

[9] حلية الأولياء (ج9/ص148).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 229.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 223.44 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]