عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191049 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2649 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 656 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 929 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1089 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 851 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 835 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 918 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2013, 01:24 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
59 59 عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

عودة شادي - الفصل الأول - فراق






بين المروج الخضراء وزقزقة العصافير والنسيم العليل تعلو أصوات ضحكات كرقرقة الماء .إنهما شادي و أخته يلعبان بين أشجار قانا الساحرة .

شادي: لن تمسكي بي

أخته : بل سأفعل

شادي : (وهو يضحك بمرح ) لا تحاولي
أخته : (وهي تبتسم) سأمسك بك لا محالة

أخته : توقف .. توقف .. لقد تعبت.لقد فزت( تنثني وهي تنتفس بسرعة)

شادي : (يتوقف ويلتفت للخلف وهو يبتسم ابتسامة النصر) أها .لقد قلت لك (ثم يقترب منها)

أخته : (تضحك بخبث ثم بحركة مفاجئة تنقض عليه)

شادي : (يتراجع بظهره متفاجئا )

أخته : ( تمسك به بهدوء ) أمسكت بك ( تضحك بمرح)

شادي : (يبدي ضيقا) هذا ليس عدلا هذا غش

أخته : ( تضحك مسرورة وتقفز بفرح) لقد أمسكتك لقد أمسكتك

شادي : (على حاله ) لقد غششتني

أخته : (وهي ما زالت على حالها السابق) خدعتك خدعتك

شادي : حسنا لتمسكي بي مرة ثانية وأعدك أني لن أخدع ثانية ( نظرة تحدي في عينيه)

أخته : (تقترب منه و تمسك بكتفه بحب و تريح رأسها على صدره ثم تنظر إليه بنظرة فيها شفقة) أنا آسفة أخي ولكن يجب أن تعلم أن الحياة ليست بخط مستقيم ولكنها خطوط متقاطعة يجب أن تحتاط لكل الاحتمالات.

شادي : ( نظرة حيرة) لا أفهم ماذا تقصدين

أخته : ( نظرة شفقة ) ستفهم فما بعد

شادي : ( وهو يبتسم) لنلعب ثانية

( يصدر صوت دوي انفجار قوي بالقرب من المكان)

شادي: (يلتفت بسرعة نحو الصوت) ما هذا ( نظرات حيرة ترتسم على وجهه )

(يظهر دخان قوي يتصاعد يتبعه انفجار ثاني)

شادي : ( برعب) ما هذا يا أختاه؟

أخته : (مرتاعة وتمسك بيده وتحاول الركض في الاتجاه المضاد للأصوات) اركض أخي .. اركض

شادي يتبعها : (برعب شديد وتزداد اللمعة في عينيه) ماذا يحدث يا أختاه؟

(انفجار قريب للغاية يطيح بكليهما ليرتميا على الأرض بدون حراك)



أخته : ( تحرك رأسها بضعف و تهمس بصوت ضعيف و الدماء تعلو وجهها و ملابسها) شادي أين أنت؟

أخته : شاااااادي ( بضعف ثم تفقد الوعي)



بعد قليل يتضح المشهد و أخت شادي ملقاة أرضا بلا حراك حتى تبدأ بالتحرك والنهوض وهي ممسكة برأسها وعندما تستوي واقفة تدير برأسها ناظرة للمكان وهي مندهشة ثم تزداد ملامحها هلعا من منظر الأشجار المحترقة و الدمار الذي ألم بالمنطقة ثم تعيد نظرها إلى المكان الذي كان به شادي

أخت شادي : (مرتعبة صارخة ) شااااااااااااادي, أين أنت يا شادي؟

( تركض نحو مكانه السابق و البكاء باد في عينيها ) وتصرخ قائلة :شاااااادي

(تجد فردة حذائه مسربلة بدماء تميل عليها لأخذها والدموع تملأ عينيها قائلة بصوت ضعيف ) :شااادي

(تدير رأسها ناظرة حول المكان وواضعة فردة الحذاء على صدرهاوتقول):شادي

(تركض بسرعة وهي تتلفت حولها ثم تقف وتتلفت . فتنظر إلى الأسفل ثم تسقط على ركبتيها وهي تبكي .ثم تنظر إلى الأعلى وتصرخ شااااااااااادي



تسير أخت شادي بين أنقاض البيوت و السيارات المدمرة والأشلاء المتناثرة والدماء المراقة .تستمر في السير حتى تقف أمام جسمين مسربلين بالبياض و خلفهما بيت مدمر .

فتجلس على ركبتيها و تكشف الغطاء عن وجه الجثتين ثم تميل برأسها وهي تبكي بكاء مريرا وترتمي عليهما وتحضنهما .يلاحظ بعض المارة ما تفعله فيلتفون حولها .



أخت شادي : أمي و أبي و أخي لا تذهبوا أرجوكم . لا تتركوني وحيدة



(تربت يد على ظهرها و يهمس في أذنها صوت امرأة )



الصوت : لا تجزعي بنيتي. الله استردهما عنده وان شاء الله هم من الشهداء في الجنة .اصبري بنيتي اصبري



أخت شادي : ( تلتفت إلى الصوت ودموعها تنهمر كالسيول) من أنت حتى تعلمي مصابي ؟ لقد فقدت أخي و أمي و أبي و ليس لي أحد بعدهم



المرأة وفي وجهها معالم الشفقة) الله لنا و لك بنيتي . أنا فقدت ابنتي و زوجي والحمد لله احتسبتهما عنده فقومي معي بنيتي ربما جعلنا الله سلوى لبعضنا البعض



أخت شادي : لا لن أترك أبي و أمي .سأبقى معهما



المرأة : قومي يا بنيتي لقد ذهبا إلى رب السموات و الأرض فهما الآن في رحمته .سيقوم الرجال الآن بأخذهما وسيواروهما التراب فقومي معي بنيتي إلى بيتي . فالحمد لله لم يصب بأذى (وتمد إليها يدها )



أخت شادي: ( تنظر إليها و إلى يدها الممدودة ثم تتناوها فتعاونها المرأة على النهوض )



المرأة : جففي دموعك بنيتي فالله هو العادل المنتقم الجبار .( ترفع يديها و نظرها إلى السماء ) اللهم أنت حسبي فيهم اللهم خذ منهم كما أخذت منا فأنت ولينا في الدنيا و الآخرة توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين.



أخت شادي : (عيناها قد جفت قليلا ) آمين



ويغادران مبتعدين عن البيت



يتبع بإذن الله
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-01-2013, 06:49 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة الثانية : مقاومة :

الحلقة السابقة :
تعرض الطفلان شادي و أخته إلى مأساة شديدة أدت إلى اختفاء شادي ووفاة والديه و انتقال أخته إلى امرأة ترعاها .

المكان : حدود قطاع غزة الشمالية.

الزمان :الساعة الرابعة عصرا بعد مذبحة قانا بعشر سنوات.

يتحرك ثلاثة رجال ملثمين ومسلحين بحذر شديد خلف بيت من البيوت.

الأول : (وهو يهمس) أين محمود ؟ نحن نحتاجه الآن . إنهم يقتربون منا ونحن لا ندري ماذا نفعل؟.

الثاني : اهدأ . محمود قال انه علينا الانتظار حتى يقوم بمهمته؟.الثالث : علينا أن نهاجم الآن ؟.

الأول : (بغضب) لا ، يجب أن نلتزم بالتعليمات؟ لا نريد أية حماقات فردية هنا.

الثاني : لقد اقتربوا كثيرا . هيا يا محمود . (باد عليه الرعب).



تظهر دبابة إسرائيلية تتحرك ببطء من مكان قريب منهما على ناصية الشارع و بجوارها بعض الجنود محتمين بها والجنود يتحركون بتأهب شديد .


الجندي الأول : يبدو أن الخبر غير صحيح بوجود هؤلاء الإرهابيين في هذه المنطقة أو ربما لاذوا بالفرار.


الثاني : باقي القليل لنتأكد فلا تتعجل الأمر.

الثالث : أين طائرة الاستطلاع ؟

الرابع من أعلى الدبابة : الأمر لا يحتاج . لقد قمنا بتفتيش كل المنطقة ماعدا هذا الشارع.
( يخرج جنديان من المبنى المجاور و يدخلان في الذي بعده )

الثاني : (يتأفف) لقد سئمت هذا العمل لما لا ينسفون المنطقة بأكملها و كفى و لا يوجد أحد بها بعد إخلائها من كل من فيها .

الأول : كفى كلاما شيمون و خذ حذرك.

شيمون : ( يتحدث بضيق و ملل متوجها ببصره إلى الأول ) يا إلهي . حتى الكلام ممنوع .

(ينظر إليه الأول بغضب)شيمون : (يغير اتجاه بصره ) حسنا حسنا.

(فجأة يصدر صوتا قويا من الخلف و يحاول الجنود الالتفات ولكن تنفجر الدبابة و يتطاير الجنود من حولها).

المجاهد الأول : الآن .هيا بسرعة.

(ويتحرك اثنان من المجاهدين الفلسطينيين بسرعة و يتحركان بعرض الشارع وهما يلقيان قنابل يدوية على السيارة المصفحة . ثم يبدءان بإطلاق الرصاص على السيارة والجنود ، و يختبئان في الشارع المقابل .ثم ينطلق صاروخ ثان على العربة المصفحة ليدمرها بمن فيها.

يظهرالجنديان الإسرائيليان من شرفة المبنى الذي كانا فيه ويتراشقان الرصاص مع المجاهدين في الجهة المقابلة .

يتحرك المجاهد الثالث أسفل الشرفة ويلقي عليهما قنبلة يدوية فيتراجع الجنديان وهما يصرخان.ثم يحدث الانفجار فيتقدم المجاهدون الثلاثة إلى داخل المبنى ثم يصدر صوت الرصاص من الداخل . يخرج الثلاثة مجاهدين بعد قليل و يلتقوا بمقاتل رابع يركض باتجاههم )

الرابع : (يسألهم بتلهف) هل أصيب أحد ( يجفل أحدهما فيرفع سلاحه نحوه )؟


الرابع : اهدأ يا أخي ( يمسك فوهة سلاحه خافضا إياها لأسفل) . لقد تم الأمر .

( ينظر إلى الآخرين ) هل أصيب أحد ؟


يجيبه الأول : الحمد لله لم يصب أحد و لكن أعتقد أن أحد الجنود استدعى إمدادا , لذا علينا الإسراع .


(يركضون باتجاه الجنود الممدين على الأرض )


الرابع : هيا اجمعوا الأسلحة و الذخيرة و تأكدوا من وجود أحياء.

( يتحركون بسرعة يفحص أحدهم الجثث و الآخران يجمعان الأسلحة)

فاحص الجثث : وجدت واحدا مازال حيا وإصابته سطحية والباقي ماتوا.

الرابع : هيا ارفعوه . لنتحرك.

(يتحرك الأربعة ومعهم الجريح ويدخلون الشارع الجانبي لتظهر طائرة أباتشي إسرائيلية وتحيط بالموقع بعد اختفائهم مباشرة)




******************
(يدخل المجاهدون الأربعة من الباب. يفتح أحدهم الباب ويبقيه مفتوحا ويدخل اثنان يحملون الجريح ثم يدخل الرابع وهو حاسر الوجه ثم يغلق أولهم الباب بعد إلقاء النظر بالخارج وهو حاسر الوجه كذلك)

الرابع : لا أحد يتابعنا لقد تأكدت بنفسي.

الأول : هيا معي لنرفع المقعد.

(يتحرك الرابع مع الأول لرفع المقعد .و يبدو عليهما الجهد لرفع المقعد و يزيحونه جانبا و يقوم الأول بكشف السجادة عن الأرض ليظهر باب سرداب ، فيقوم بجذبه و يظهر السرداب المظلم. يتوجه الرابع إلى داخل المنزل)

الرابع : ( مناديا ) يا أبت أنا هنا مع أصدقائي هل تريد شيئا.

صوت : لا يا ولدي حفظكم الله.

( يعود الرابع لإنزال الجندي المصاب مع آخر و الاثنان الباقيان يحملاه إلى داخل السرداب).


الأول : لقد كانت مهمة صعبة . و لكن كللها الله بالتوفيق من عنده. هل تعلم إننا قد أصابنا الهلع من انتظارك.


محمود : الحمد لله لقد انتظرت حتى أجد الوقت المناسب لإطلاق القذيفة عليهم.


الأول : والآن ماذا سنفعل ؟ هل نحن بأمان الآن ؟

محمود : سيقوم بعض إخواننا الآن بإخفاء آثارنا و التأكد من أن عملاء الأعداء لا يتابعوننا أو يدرون بمكاننا.اذهب لبيتك وأنت قرير العين .و خذ حذرك ولا تتحدث عن هذا الأمر لأي أحد.

( يظهر المجاهدين الآخرين من السرداب . ويساعدهما محمود ومن ثم يقفل الباب ويعيد السجادة مكانها . ويعيد المقعد مكانه بمساعدة أحدهم)


محمود : هل تم كل شيء ؟


(يكشف المجاهدان عن وجهيهما )


أحد المجاهدين : نعم لقد تم كل شيء بنجاح و الحمد لله .سيتولى الإخوان أمر الأسير الآن .


محمود : (يربت على كتف أحدهما ) كما قلت لحسام .إن شاء الله كلنا بأمان الآن و لكن الحرص واجب . لا نتحدث لأي كائن كان عن هذا الموضوع .


(يضم كل منهم الآخر)

حسام : استودعك الله أخي .أراك في القريب العاجل.


محمود : مع السلامة إخواني .حفظكم الباري

(يغادرون ويغلقون الباب. يرتمي محمود على المقعد ويميل إلى الخلف ناظرا إلى السقف)

صوت : هل ذهب أصدقائك يا محمود.

محمود : ( يهب واقفا والاحترام يملؤه)نعم يا والدي.

الأب : ( يقترب ثم يضمه بقوة ثم يقبل جبينه) حفظك الله يا ولدي وحماك و هداك ونصركم نصرا مؤزرا.

محمود : حفظك الله يا أبي و أمدك بالصحة و العافية. سأدخل لأستحم ومن ثم أصلي شكرا لله .

الأب : اذهب يا ولدي .( يغادر محمود الغرفة و الأب يتابعه ببصره.ثم يمد يديه بالدعاء وبصره للسماء )

الأب : اللهم رب الأرباب و هازم الأحزاب انصرهم بنصر من عندك فمن تنصره فلا غالب له. اللهم لا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين واجعل نياتهم خالصة لك.



******************

يعلو صوت التلفاز في أحد المقاهي والجالسون ينظرون باهتمام شديد.المذيعة في التلفاز : و أفادنا مراسلنا في غزة أن القوات الإسرائيلية قد أخلت الموقع بعد رفع الجثث .

معنا على الهاتف الضابط في قوات الجيش الإسرائيلي مقدم شمعون إلعازر .سيد شمعون هل لديكم تعليق عما حدث اليوم .

شمعون : لقد قام إرهابيون فلسطينيون بمهاجمة فرقة إسرائيلية كانت تقوم بمراقبة الحدود الإسرائيلية.

المذيعة
: ( تقاطعه ) سيدي ألا تتفق معي أن هذه الفرقة قد توغلت كثيرا .

شمعون : ( بتردد ) لقد هاجموهم على الحدود و اضطرت الفرقة للتقدم وملاحقتهم ويبدو أنه كان كمينا.


المذيعة : سيدي كم كان عدد الضحايا ؟



شمعون : تسعة قتلى و جندي مفقود.

المذيعة
: نشكر السيد شمعون من القدس.

أحد الجلوس : والله إنهم لأسود .لقد رفعوا رؤوسنا جميعا.

ثان : آه والله .اللهم أيدهم بنصرك.

ثالث : كم أود أن أراهم و أقبل رؤوسهم .

يعلو صوت من خلفهم: إنهم وبال علينا .

(يلتفت الجميع إلى الصوت بسرعة فإذا به محمود. لتظهر معالم الغضب على وجه الحضور )

أحدهم : (بغضب)اصمت يا محمود لقد سئمنا من كلامك الذي نراه في وجوه شهدائنا كل يوم.

محمود : يا رجال يجب أن نفهم إن الإسرائيليين سيردوا علينا بقوة أكثر وسنجد مزيدا من الضحايا و القتلى بلا فائدة. يجب أن نتعايش معهم بسلام.لنعتبرهم ضيوفا لدينا .أو حتى إخوان لنا .

الأول : كفى يا محمود اذهب إلى إخوانك هؤلاء أنت غير مرغوب بك هنا .

محمود : ( ينظر إليهم بأنفة ) اعملوا ما شئتم لقد نصحت لكم ولكنكم لا تحبون الناصحين ( يستدير عائدا) .


الأول : (يهمس) أطال الله في عمر أباه فهو من أقدم المجاهدين هنا .سبحان الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.


ثان : يبدو وكأنه عميلا للأعداء .

الأول : (يبدو عليه الأسف ) نعم ويعتبر ما يفعله هو في سبيل السلام.

الثاني : يبدو أنه إما أحمق قد بدلوا أفكاره أو لئيم للغاية.فلماذا يعيش بيننا حتى الآن؟ يجب أن يقضى عليه فهو خطر على المجاهدين .

الأول : لقد تعرض لعدة محاولات للقتل ولكنها باءت بالفشل.كذلك تتوعد إسرائيل بالقضاء على الحي بأكمله إذا تعرض له أحد.

الثاني : لا حول ولا قوة إلا بالله .

(يتغامز شابان بجوارهما ثم ينهضان )

الفتى الأول : ( يشير إلى فتى القهوة ) محمد سأدفع لك المرة القادمة سجلها عندك.محمد : لا بأس أستاذ وليد .


(يمشيان بسرعة)
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-01-2013, 06:12 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

عودة شادي - الحلقة الثالثة - العميل

في الحلقات الماضية :

بعد فراق أليم بين شادي و أخته تنتقل بنا الأحداث بعد عشر سنوات إلى مدينة غزة و عملية قتالية يؤسر على إثرها جندي صهيوني .


الحلقة الثالثة : العميل :



يمشي محمود في أحد الزقاق بين البيوت مهرولا ثم يظهر شابا المقهى خلفه مسرعين .ينظر محمود بجانب عينه ثم يسرع في حركته .ويدخل في زقاق جانبي .يركض الفتيان بسرعة من خلفه .فيجدانه واقفا بكل ثقة واضعا يديه في جيبيه.

محمود : ماذا تريدون ؟الأول : ( يحاول أن يتغلب على مفاجأته و أن يرسم على وجهه معالم الجدية) نريدك أنت

محمود : لماذا؟

الأول : أمثالك يجب أن يأخذوا جزاءهم أيها الخائن القذر( ويمد يده لظهره)

( يقف محمود بكل ثبات , لا تهتز له شعرة . و فجأة تتغير معالم وجه الأول إلى الدهشة الشديدة . ليظهر صورة اثنين ملثمين ممسكين بالشابين )

الملثم الأول : تقدما معي بدون أي صوت

(ينصاع الشابان ويتقدمان بهدوء و ينظر الأخير إلى محمود ثم يغمز بعينه فيبتسم محمود)
**********



في بيت متواضع ، يعرض التلفاز الأخبار السابقة عن العملية البطولية وتجلس فتاة و امرأة عجوز يتابعانه والبنت تدمع عيناها و الحزن باد على وجهها

المرأة العجوز : يا بنيتي الغالية ما يبكيك ، إنه والله لنصر تشدو به الشفاه و يحتفي به الناس أيما احتفاء.

البنت : أتذكر شادي أخي كم كان يردد على مسامعي أنه عندما يكبر ليكونن مقاتلا صنديدا يرتعب منه الأعداء وترتجف أوصالهم.

المرأة : ( تنظر لها بشفقة ) رحمه الله يا بنيتي نحتسبه عند ربه وهو حسيبه .( ثم تتغير معالم وجهها ) ما شاء الله , لقد كبرت و أصبحت أجمل عروس في حينا . متى سأفرح بك و أنت في بيت زوجك؟

البنت: (تجفف دموعها ) ليس بعد أماه أريد أن أنهي دراستي أولا.

المرأة : يا بنيتي لقد تقدم إلينا عشر أو أكثر من الرجال أخشى أن يمر الزمن و لا تشعري به .

البنت : تبقى أشهر يا أماه و سأصبح طبيبة بإذن الله . فلا تقلقي علي . الله خير رازق فادعي لي يا أمي.

المرأة : رزقك الله بمن تقر به عينك ويسعد به قلبك ، ويجعلكما الله بيت عز وفرح و تقوى.

البنت : آمين.

البنت : (وهي تنهض من مكانها و تقترب من أمها ) سأقوم لتحضير الطعام ، يجب أن تأكلي جيدا حتى نجد لك زوجا يناسب هذا الجمال .

الأم : ( تضحك بمرح ) . جزاك الله خيرا يا بنيتي . حسنا إذا وجدت واحدا فأخبريني حتى أنظر إلى هذا الأعجوبة.

البنت : ( وهي تقوم بضمها ) أعزك الله يا أماه و جزاك خير ما جزا أما عن بنيها .

الأم : (تقبل جبينها ) و حبيبة قلبي اللهم لك الحمد على جعلك قرة عيني و فلذة كبدي و عزائي في دنياي و أرجو الله أن تكوني أملي في آخرتي.
**********


يقف ضابط إسرائيلي في مكتبه الذي يعلوه صورة بن جوريون و يجاوره علم إسرائيل

الجنرال : ( غاضب للغاية و يطرق مكتبه بقبضته بقوة شديدة) ما هذه المهزلة؟ دبابة و سيارة مصفحة و تسعة جنود قتلى و أسير . أين تدربوا هؤلاء الرجال، تدربوا في بيوت أمهاتهم و أين الدعم الجوي و البري . هذه مهزلة . أريد تقريرا على مكتبي في الحال .سيعاقب المسئول عن هذه المجزرة عقابا شديدا سيرجو بعدها أنه لم يولد .

أحد الضباط : (ومعالمه جامدة) سيدي لقد استخدمت مدافع أر بي جي و هو شيء غير متوقع كمـ...

الجنرال : (يقاطعه و يصرخ) لا أعذار. و لن أتوانى عن عقاب أي مسئول . وأريد في غضون أربع وعشرين ساعة رؤوس هؤلاء الحثالة الذين قاموا بهذه المجزرة و استرجاع الأسير. أريدهم عبرة لمن لا يعتبر . إنهم تطاولوا علينا بشدة و يجب إيقافهم. ( يصرخ) انصراف

(يلقون التحية العسكرية و يتوجهون ناحية الباب و يخرجون و يغلقون الباب)

الجنرال : ( يجلس ) أغبياء ( بغضب شديد)

( يرن الهاتف بجواره يلتفت إليه بازدراء و ملل)

الجنرال : (بقوة) نعم ( يبدو عليه القلق و يخفت صوته كمن يتحدث إلى من هو أعلى منه ) نعم سيدي , لقد حا.. , حسنا سيدي , أمرك (يرفع السماعة عن أذنه كمن تلقى صفعة دويها قد خرق رأسه . يضع سماعة الهاتف بعنف يرفع السماعة الأخرى و يضغط على زر مرتين و يصرخ بقوة) أرسل لي بيريز حالا ( و يغلق السماعة بقوة و يرسل بصره إلى الأعلى)(يطرق الباب )

الجنرال : (بقوة) ادخل

(يفتح الباب و يدخل ضابط ثم يغلق الباب .يقف أمام الجنرال بصرامة محييا إياه بالتحية العسكرية)

الضابط : الملازم أول بيريز في خدمتك يا سيدي

الجنرال : ( بهدوء ) استرح بيريز. اجلس

( يجلس الملازم على الكرسي أمامه)

الجنرال : ما أخبار عميلنا في غزة

بيريز : في أتم الاستعداد سيدي

الجنرال : أريده أن يخبرنا عن أسماء هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بفعل هذا العمل الحقير و مكان الأسير

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : بيريز الأمر عاجل و لا يحتمل أي تأخير أو تهاون, القيادة العليا لديها الاستعداد لقطع الرؤوس حتى لو كان رأسي أنا

بيريز : لن أخيب ظنك سيدي

الجنرال : ( يبتسم ) أعلم بيريز أعلم. إنك لم تخيب ظني من قبل. حسنا بيريز سأنتظر منك الأخبار غدا على أقصى تقدير.

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : اذهب هيا

بيريز : ( يقف بصرامة ويحيي الجنرال بالتحية العسكرية و ينصرف مغلقا الباب من خلفه)



يتحرك بيريز بسرعة من مكتب مديره متجها إلى مكتبه ثم يلتقط الهاتف بقوة و يتصل برقم و ينتظر قليلا )

بيريز : محمود يجب أن نتقابل . المكان هـ الساعة 16 و 23 دقيقة

( يغلق الهاتف )


**********


في ممر مظلم تظهر امرأة تضئ مصباح في يدها و تمسك بلفة قماش في يدها الأخرى وتتحرك باتجاه الظلام حتى يسقط الضوء على وجه رجل ملثم . فترتعب المرأة وتتراجع للخلف قليلا

الرجل : سلوى . وجهي هذا الضوء بعيدا عن عيني رجاء

سلوى : ( بارتباك ) آه أنا آسفة ( تغير اتجاه الضوء ) هل زيد موجود؟

الرجل : نعم تفضلي هو بانتظارك

( تتجاوز سلوى الرجل وتتجه ناحية ضوء في آخر الممر . تدخل الغرفة فإذا بها ثلاثة رجال وهم يقومون بتنظيف أسلحتهم )

سلوى : السلام عليكم

الرجال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أحدهم : كيف حالك يا سلوى و كيف حال والدتك؟

سلوى : ( تتوجه بنظرها نحوه ) بخير و الحمد لله .كيف حالك أنت يا زيد ؟

زيد : الحمد لله بأتم صحة وعافية

سلوى : ( تلتفت إلى الآخرين ) كيف حالكم يا رجال ؟

الرجال : الحمد لله

سلوى : حفظكم الله جميعا ( تلتفت إلى زيد ) تفضل يا زيد هذه أغراضك .

زيد : جزيت خيرا يا سلوى . كيف حال دراستك ؟

سلوى : الحمد لله في تقدم .تبقى عدة أشهر على انتهاء الدراسة وبإذن المولى سأحصل على البكالوريوس .

زيد : ( وعينيه تملأهما الشغف ) وأستطيع أن أتقدم لطلب يدك

سلوى : ( يحمر وجها خجلا ثم تحاول أن ترسم الجدية على وجهها ) . ماذا عن العملية البطولية التي تمت في غزة؟

زيد : (يتجاوز الحديث السابق كأنه لم يقله مع لمحة ذكاء كونه أدرك أنه أصاب الهدف) إنهم لحقا رجال . ولكننا لا نعلم تفاصيل العملية بعد .وحتى الآن لم يعلن أحدهم عنها أو ينسبها لنفسه و هذه طريقة جديدة في قتال العدو . حتى نوع العملية غريب حيث أني أظن أنها تم تنفيذها بتخطيط عالي

سلوى : ( و الغضب باد في ملامحها ) كم أود أن أقاتل هؤلاء الجبناء . قتلة الأطفال و النساء

زيد : ( يبتسم بشفقة ) دعي القتال لأهل القتال يكفينا دورك العظيم في تطبيب المساكين و الأطفال و المجاهدين.

سلوى : لقد أفقدوني أخي و أبواي بلا ذنب أو جريرة

زيد : هم إن شاء الله من أهل الجنة و إن شاء الله هم السابقون ونحن اللاحقون

سلوى :إن شاء الله. سأذهب الآن لأراجع بعض الدروس

زيد : اذهبي وفقك الله.

سلوى : السلام عليكم ( تغادر فتحة المخرج )

الرجال : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته

زيد ( وهي يتحدث بإعجاب) : والله نعم الفتاة . هل تعلمون أنها فقدت كل ذويها في مذبحة قانا و بالرغم من ذلك أجدها كلها إصرار على أن تكمل طريقها و تحمل مصيرها بيديها .

ثان : أراك معجب بها بشدة يا زيد . تقدم لطلب يدها فأنت والله نعم الرجل . خلق و تقوى و صلاح نحسبك كذلك والله حسيبك.

زيد : إنها تصر على أن تتم دراستها أولا .فلتفعل و ليقض الله أمرا كان مفعولا
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-01-2013, 06:12 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

عودة شادي - الحلقة الثالثة - العميل

في الحلقات الماضية :

بعد فراق أليم بين شادي و أخته تنتقل بنا الأحداث بعد عشر سنوات إلى مدينة غزة و عملية قتالية يؤسر على إثرها جندي صهيوني .


الحلقة الثالثة : العميل :



يمشي محمود في أحد الزقاق بين البيوت مهرولا ثم يظهر شابا المقهى خلفه مسرعين .ينظر محمود بجانب عينه ثم يسرع في حركته .ويدخل في زقاق جانبي .يركض الفتيان بسرعة من خلفه .فيجدانه واقفا بكل ثقة واضعا يديه في جيبيه.

محمود : ماذا تريدون ؟الأول : ( يحاول أن يتغلب على مفاجأته و أن يرسم على وجهه معالم الجدية) نريدك أنت

محمود : لماذا؟

الأول : أمثالك يجب أن يأخذوا جزاءهم أيها الخائن القذر( ويمد يده لظهره)

( يقف محمود بكل ثبات , لا تهتز له شعرة . و فجأة تتغير معالم وجه الأول إلى الدهشة الشديدة . ليظهر صورة اثنين ملثمين ممسكين بالشابين )

الملثم الأول : تقدما معي بدون أي صوت

(ينصاع الشابان ويتقدمان بهدوء و ينظر الأخير إلى محمود ثم يغمز بعينه فيبتسم محمود)
**********



في بيت متواضع ، يعرض التلفاز الأخبار السابقة عن العملية البطولية وتجلس فتاة و امرأة عجوز يتابعانه والبنت تدمع عيناها و الحزن باد على وجهها

المرأة العجوز : يا بنيتي الغالية ما يبكيك ، إنه والله لنصر تشدو به الشفاه و يحتفي به الناس أيما احتفاء.

البنت : أتذكر شادي أخي كم كان يردد على مسامعي أنه عندما يكبر ليكونن مقاتلا صنديدا يرتعب منه الأعداء وترتجف أوصالهم.

المرأة : ( تنظر لها بشفقة ) رحمه الله يا بنيتي نحتسبه عند ربه وهو حسيبه .( ثم تتغير معالم وجهها ) ما شاء الله , لقد كبرت و أصبحت أجمل عروس في حينا . متى سأفرح بك و أنت في بيت زوجك؟

البنت: (تجفف دموعها ) ليس بعد أماه أريد أن أنهي دراستي أولا.

المرأة : يا بنيتي لقد تقدم إلينا عشر أو أكثر من الرجال أخشى أن يمر الزمن و لا تشعري به .

البنت : تبقى أشهر يا أماه و سأصبح طبيبة بإذن الله . فلا تقلقي علي . الله خير رازق فادعي لي يا أمي.

المرأة : رزقك الله بمن تقر به عينك ويسعد به قلبك ، ويجعلكما الله بيت عز وفرح و تقوى.

البنت : آمين.

البنت : (وهي تنهض من مكانها و تقترب من أمها ) سأقوم لتحضير الطعام ، يجب أن تأكلي جيدا حتى نجد لك زوجا يناسب هذا الجمال .

الأم : ( تضحك بمرح ) . جزاك الله خيرا يا بنيتي . حسنا إذا وجدت واحدا فأخبريني حتى أنظر إلى هذا الأعجوبة.

البنت : ( وهي تقوم بضمها ) أعزك الله يا أماه و جزاك خير ما جزا أما عن بنيها .

الأم : (تقبل جبينها ) و حبيبة قلبي اللهم لك الحمد على جعلك قرة عيني و فلذة كبدي و عزائي في دنياي و أرجو الله أن تكوني أملي في آخرتي.
**********


يقف ضابط إسرائيلي في مكتبه الذي يعلوه صورة بن جوريون و يجاوره علم إسرائيل

الجنرال : ( غاضب للغاية و يطرق مكتبه بقبضته بقوة شديدة) ما هذه المهزلة؟ دبابة و سيارة مصفحة و تسعة جنود قتلى و أسير . أين تدربوا هؤلاء الرجال، تدربوا في بيوت أمهاتهم و أين الدعم الجوي و البري . هذه مهزلة . أريد تقريرا على مكتبي في الحال .سيعاقب المسئول عن هذه المجزرة عقابا شديدا سيرجو بعدها أنه لم يولد .

أحد الضباط : (ومعالمه جامدة) سيدي لقد استخدمت مدافع أر بي جي و هو شيء غير متوقع كمـ...

الجنرال : (يقاطعه و يصرخ) لا أعذار. و لن أتوانى عن عقاب أي مسئول . وأريد في غضون أربع وعشرين ساعة رؤوس هؤلاء الحثالة الذين قاموا بهذه المجزرة و استرجاع الأسير. أريدهم عبرة لمن لا يعتبر . إنهم تطاولوا علينا بشدة و يجب إيقافهم. ( يصرخ) انصراف

(يلقون التحية العسكرية و يتوجهون ناحية الباب و يخرجون و يغلقون الباب)

الجنرال : ( يجلس ) أغبياء ( بغضب شديد)

( يرن الهاتف بجواره يلتفت إليه بازدراء و ملل)

الجنرال : (بقوة) نعم ( يبدو عليه القلق و يخفت صوته كمن يتحدث إلى من هو أعلى منه ) نعم سيدي , لقد حا.. , حسنا سيدي , أمرك (يرفع السماعة عن أذنه كمن تلقى صفعة دويها قد خرق رأسه . يضع سماعة الهاتف بعنف يرفع السماعة الأخرى و يضغط على زر مرتين و يصرخ بقوة) أرسل لي بيريز حالا ( و يغلق السماعة بقوة و يرسل بصره إلى الأعلى)(يطرق الباب )

الجنرال : (بقوة) ادخل

(يفتح الباب و يدخل ضابط ثم يغلق الباب .يقف أمام الجنرال بصرامة محييا إياه بالتحية العسكرية)

الضابط : الملازم أول بيريز في خدمتك يا سيدي

الجنرال : ( بهدوء ) استرح بيريز. اجلس

( يجلس الملازم على الكرسي أمامه)

الجنرال : ما أخبار عميلنا في غزة

بيريز : في أتم الاستعداد سيدي

الجنرال : أريده أن يخبرنا عن أسماء هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بفعل هذا العمل الحقير و مكان الأسير

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : بيريز الأمر عاجل و لا يحتمل أي تأخير أو تهاون, القيادة العليا لديها الاستعداد لقطع الرؤوس حتى لو كان رأسي أنا

بيريز : لن أخيب ظنك سيدي

الجنرال : ( يبتسم ) أعلم بيريز أعلم. إنك لم تخيب ظني من قبل. حسنا بيريز سأنتظر منك الأخبار غدا على أقصى تقدير.

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : اذهب هيا

بيريز : ( يقف بصرامة ويحيي الجنرال بالتحية العسكرية و ينصرف مغلقا الباب من خلفه)



يتحرك بيريز بسرعة من مكتب مديره متجها إلى مكتبه ثم يلتقط الهاتف بقوة و يتصل برقم و ينتظر قليلا )

بيريز : محمود يجب أن نتقابل . المكان هـ الساعة 16 و 23 دقيقة

( يغلق الهاتف )


**********


في ممر مظلم تظهر امرأة تضئ مصباح في يدها و تمسك بلفة قماش في يدها الأخرى وتتحرك باتجاه الظلام حتى يسقط الضوء على وجه رجل ملثم . فترتعب المرأة وتتراجع للخلف قليلا

الرجل : سلوى . وجهي هذا الضوء بعيدا عن عيني رجاء

سلوى : ( بارتباك ) آه أنا آسفة ( تغير اتجاه الضوء ) هل زيد موجود؟

الرجل : نعم تفضلي هو بانتظارك

( تتجاوز سلوى الرجل وتتجه ناحية ضوء في آخر الممر . تدخل الغرفة فإذا بها ثلاثة رجال وهم يقومون بتنظيف أسلحتهم )

سلوى : السلام عليكم

الرجال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أحدهم : كيف حالك يا سلوى و كيف حال والدتك؟

سلوى : ( تتوجه بنظرها نحوه ) بخير و الحمد لله .كيف حالك أنت يا زيد ؟

زيد : الحمد لله بأتم صحة وعافية

سلوى : ( تلتفت إلى الآخرين ) كيف حالكم يا رجال ؟

الرجال : الحمد لله

سلوى : حفظكم الله جميعا ( تلتفت إلى زيد ) تفضل يا زيد هذه أغراضك .

زيد : جزيت خيرا يا سلوى . كيف حال دراستك ؟

سلوى : الحمد لله في تقدم .تبقى عدة أشهر على انتهاء الدراسة وبإذن المولى سأحصل على البكالوريوس .

زيد : ( وعينيه تملأهما الشغف ) وأستطيع أن أتقدم لطلب يدك

سلوى : ( يحمر وجها خجلا ثم تحاول أن ترسم الجدية على وجهها ) . ماذا عن العملية البطولية التي تمت في غزة؟

زيد : (يتجاوز الحديث السابق كأنه لم يقله مع لمحة ذكاء كونه أدرك أنه أصاب الهدف) إنهم لحقا رجال . ولكننا لا نعلم تفاصيل العملية بعد .وحتى الآن لم يعلن أحدهم عنها أو ينسبها لنفسه و هذه طريقة جديدة في قتال العدو . حتى نوع العملية غريب حيث أني أظن أنها تم تنفيذها بتخطيط عالي

سلوى : ( و الغضب باد في ملامحها ) كم أود أن أقاتل هؤلاء الجبناء . قتلة الأطفال و النساء

زيد : ( يبتسم بشفقة ) دعي القتال لأهل القتال يكفينا دورك العظيم في تطبيب المساكين و الأطفال و المجاهدين.

سلوى : لقد أفقدوني أخي و أبواي بلا ذنب أو جريرة

زيد : هم إن شاء الله من أهل الجنة و إن شاء الله هم السابقون ونحن اللاحقون

سلوى :إن شاء الله. سأذهب الآن لأراجع بعض الدروس

زيد : اذهبي وفقك الله.

سلوى : السلام عليكم ( تغادر فتحة المخرج )

الرجال : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته

زيد ( وهي يتحدث بإعجاب) : والله نعم الفتاة . هل تعلمون أنها فقدت كل ذويها في مذبحة قانا و بالرغم من ذلك أجدها كلها إصرار على أن تكمل طريقها و تحمل مصيرها بيديها .

ثان : أراك معجب بها بشدة يا زيد . تقدم لطلب يدها فأنت والله نعم الرجل . خلق و تقوى و صلاح نحسبك كذلك والله حسيبك.

زيد : إنها تصر على أن تتم دراستها أولا .فلتفعل و ليقض الله أمرا كان مفعولا
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-01-2013, 05:47 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني



الحلقات السابقة :

تعرض الجيش الإسرائيلي لعملية جهادية بالغة الدقة أوقعت كثيرا من القتلى و أسر على إثرها جندي إسرائيلي .فاستدعى الجيش أكبر عميل لهم ليخبرهم معلومات عن من قام بهذه العملية .


الحلقة الرابعة - الحقيقة :

يقف محمود بجوار لوحة مرورية على رصيف بالشارع و الشمس مازلت في كبد السماء تعكس حرارتها على وجه محمود و العرق يندي من جبينه و يرتدي نظارة شمسية.الشارع مليء بحركة السيارات والمشاة . ينظر محمود في الساعة بنفاذ صبر . بعد برهة من الزمن تقف سيارة بجواره ثم ينزلق زجاج الباب ليظهر وجه بيريز الذي يرتدي نظارة شمسية أيضا .يفتح محمود الباب و يجلس و تنطلق السيارة بيريز : كيف حالك يا محمود ؟

محمود : بخير و الحمد لله


بيريز : ما هي آخر معلوماتك؟


محمود : هذه ورقة بها أسماء منفذي العملية و أماكنهم المحتملة


بيريز : (يمد إليه يده و يأخذها ثم يلقي عليها نظرة خاطفة) هذه الأسماء مألوفة لدي


محمود : أعتقد أنك تعرفهم إنهم حسب معلوماتي مطلوبون من قبلكم و لم تعثروا عليهم حتى الآن


بيريز : ( يوقف السيارة بقوة وهو يبدي غضبه و يعتدل بوجهه إليه ) الأوغاد .
(ثم يتمالك نفسه ) هل هذه الأماكن مؤكدة ؟

محمود : (يلتفت إليه بهدوء) بيريز أنت تعلم أنه لا يوجد شيء مؤكد في عملنا هذا


بيريز ( يتحدث بهدوء و بنبرة فيها حماسة و قد اعتدل ) : حسنا . شكرا يا محمود و كم سيمتن لك الوطن لهذا العمل الذي تقوم به


محمود : (يلتفت إليه باستخفاف ) بيريز أرجوك أنا من أقول هذا الكلام فلا تعيده على مسامعي . أنت تعلم ماذا أريد .


بيريز : ( يبتسم ابتسامة صفراء و يخرج مظروف من داخل جيب معطفه ) حسنا يا محمود وهذا مرادك


محمود : ( يستلم المظروف بدون اهتمام ويفتحه قليلا ليلقي نظرة على محتواه ثم يغلقه و يدخله في جيب معطفه ثم ينظر إليه ببرود ) أنت تعلم أن شبكتي بدأت تتسع و نحتاج المزيد


بيريز : (و مازالت البسمة مرسومة على وجهه) حسنا أيها الجشع سأعمل على هذا في المرة القادمة


محمود : ( يفتح الباب ثم يخرج و يغلق الباب ثم تنطلق السيارة )


**********


يجلس الجنرال بتركيز في مكتبه ويمسك بورق يطلع عليه . ثم يطرق الباب


الجنرال : (بدون أن يعتدل ) أدخل


( يفتح الباب و يدخل بيريز و يلقي التحية العسكرية)


الجنرال : ( يضع الورق جانبا و يبدو عليه اللهفة ) هيا أخبرني أفعلتها


بيريز : (وهو على وقفته ) تمام يا سيدي


الجنرال : ( وهو يشير برأسه كمن نسى شيئا ) آه استرح يا بيريز و اجلس( يجلس بيريز ) هيا أخبرني


بيريز : ( يمد يده إلى جيب معطفه و يخرج الورقة ويمد يده بها) هذه هي الأسماء و الأماكن التي يتوقع وجودهم بها


الجنرال : ( يأخذ الورقة بكل اهتمام و ينظر فيها بتمعن و يرفع نظره إلى بيريز) هل المصدر موثوق فيه ؟


بيريز : ( بصرامة ) نعم يا سيدي حسب بروتوكول العملاء نحن نثق في أخباره بنسبة تفوق 70 بالمائة


الجنرال : ( يستعيد الصرامة على ملامحه ) حسنا عزيزي بيريز شكرا لك


بيريز : ( ينهض من مكانه بسرعة و يقف الوقفة العسكرية ) في خدمتك دوما يا سيدي ( يخرج )


الجنرال : (يلتقط الهاتف ) أعطني وزير الدفاع

**********



يجلس محمود في صالة البيت مع رجل يبدو وكأنه ضيف عليه .


محمود : عم عبد الرحمن أرجو أن تبلغ الرجال أن ما اتفقنا عليه قد تم و أنهم يجب أن يأخذوا حذرهم ( ويمد يده إلى جيبه ليخرج المظروف و يعطيه إليه ) و أعطي هذا لهم .


عبد الرحمن : ( بنظرة مشفقة ) سأفعل يا ولدي بإذن الله . و لكني أشفق عليك كثيرا من حياتك المزدوجة هذه.


محمود : هذه خير طريقة يا عمي لمحاربة هؤلاء الصهاينة . نحن كنا نفتقر إلى المعلومات بعكسهم . والآن الكفة معتدلة.


عبد الرحمن : أفهم هذا يا ولدي و لكنك في وضع خطر ربما يكشفوا أمرك.


محمود : ( يبتسم ) يا عم أولا هذا أمر الله و قضائه و لا راد لقضائه . وكلنا يا عم في خطر فلا أحد آمن حتى في بيته في ظل هذا العدوان و الاحتلال .


عبد الرحمن : صدقت يا ولدي حماك الله.( يبتسم و ينظر إلى اتجاه الباب ) ها قد أتى والدك العجوز


( يدخل والد محمود و ينهضوا جميعا و يسلم الأب على عبد الرحمن)


الأب : كيف حالك يا عبد الرحمن ؟ لم أرك منذ فترة . تفضل استرح أرجوك


عبد الرحمن : ( يجلس ) الحمد لله بأتم صحة وعافية . كيف حالك أنت ؟


الأب : الحمد لله


محمود : ( يبدو عليه الإحراج وهو ينهض ) : معذرة سأقوم و أترككم تسترجعون الأيام الخوالي. بعد إذنك يا عم عبد الرحمن.


عبد الرحمن: تفضل يا ولدي حفظك الله.


( يغادر محمود )

عبد الرحمن : (يلتفت إلى الأب ) أخبرني ماذا فعلت بخصوص محمود ؟


الأب : ( ينظر إلى الأسفل و الهم يغير ملامح وجهه) لم أخبره حتى الآن.


عبد الرحمن : يا فضل إن الفتى صار رجلا و قد ينفطر قلبه عندما يعرف أنك كنت تخفي عنه الحقيقة.


فضل : أعلم و لكني أخشى أن أفقده .


عبد الرحمن : يا أخي العزيز الحقيقة لا تتوارى للأبد . إن لها لصبحا تسطع فيه على رؤوس الأشهاد. كما أنه من حقه أن يعرف أهله ربما احتاجوا لمساعدته أو يساعدوه هم في حياته.


فضل : سأحاول أن أخبره.


عبد الرحمن : ( بغضب ) لا تحاول, أخبره و إلا قد أجد نفسي مرغما على أن أخبره بنفسي.


فضل : ( يرفع بصره إليه بخوف ) لا يا عبد الرحمن سأخبره أنا .


عبد الرحمن : أرجو ذلك. سأغادر الآن حتى لا أتأخر (ينهض )


فضل :اجلس قليلا يا أخي لم أتحدث معك بما فيه الكفاية ( ينهض )


عبد الرحمن: سأحاول أن أمر عليك قريبا إن شاء الله , إذا احتجت إلي, أرسل إلي أحدهم و سآتيك بإذن الله .


فضل : حسنا يا أخي


عبد الرحمن : (يتحدث باهتمام ) لا أوصيك , افعلها يا أخي و لن يضيع الله عملك .


عبد الرحمن : ( يوصله للباب ) : سأفعل بإذن الله


( يغادر عبد الرحمن و يودعه فضل من على الباب ثم يغلق الباب و الهم غلبه . وعيناه تنظر للأسفل . يسير الهوينة وهو مسترسل في أفكاره. يجلس على المقعد و هو ينظر للأسفل ويده تسند رأسه, ثم ينهض من مكانه , يسير إلى غرفة محمود . يقف لوهلة .و يتراجع مرة أخرى نحو المقعد . يقف ثانية و يعود ثانية نحو غرفة محمود . يطرق الباب على استحياء والباب ليس مغلقا بالكامل).


محمود : (الصوت من الداخل ) تفضل يا أبي


( يمسك فضل بيد الباب لوهلة ثم يفتح الباب ليظهر محمود وهو يجلس على السرير و بيده كتاب و قد أسند رأسه إلى ظهر السرير و مرسلا نظره ناحية الباب )


محمود : تفضل يا والدي. البيت بيتك و لا داعي للاستئذان ( يبتسم)


فضل ( بجدية ) لا يا ولدي لا يصح . الله عز وجل يقول [ يا أيها اللذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ] .


محمود : صدقت يا والدي .


فضل : (يجلس بجوار محمود و نظره بعيدا عن نظر محمود ) محمود أود أن أتحدث معك في موضوع و أحتاج رأيك فيه .


محمود : ( يبدي اهتماما) كلي أذان صاغية .


فضل : لي صديق قص علي قصة عجيبة و طلب رأي فيها و أحببت أن أسمع رأيك .

أنت تعرف مذبحة قانا .أليس كذلك؟


محمود : أسمع عنها و قرأت عنها الكثير


فضل : صديقي كان بالقرب من البلدة و قد كان موجودا لحظة القصف و نجاه الله . أنت تعلم كم من الأطفال يتموا و كم من الأمهات رملت ( و الأسف يعلو وجهه).


محمود : ( بغضب ) سنذيق هؤلاء القتلة ما يشفي صدورنا .


فضل : صديقي هذا وجد طفلا صغيرا يمشي تائها بين الجثث و المباني المهدمة وقد أصيب في رأسه إصابة بالغة يبدو أنها من قذيفة أصابت مكانا قريبا منه. حاول أن يستفسر منه عن مكان والديه أو أي من أقاربه و لكن الفتى كان لا ينطق. يسأله عن اسمه . فلا يجيب . فوجد أن أسلم شيء أن يذهب به إلى المخفر . ولكن المكان أصبح كالأطلال لا تفرق بين مكان وآخر جميعهم طاله الدمار . و عند وصوله بشق الأنفس قابل أحد الضباط و أخبره عن الطفل , فكان رد الضابط أنه يوجد لدينا الكثير من المفقودين و أغلبهم فقدوا ذويهم و نصحه بأن يأخذ هذا الطفل بعيدا و يحاول العودة بعد استقرار الأمور . وقع حب هذا الطفل في قلب صديقي . ورآه ابنه الذي طالما تمناه . فأخذه معه و عاد به إلى فلسطين و رباه و علمه حتى ما شاء الله أصبح في عمرك . الطفل كان فاقدا للذاكرة و شب على أن هذا الرجل أبيه .

و يظن صديقي أن هذا هو الوقت المناسب ليخبر الشاب عن حقيقة أمره و لكنه لشدة حبه لهذا الفتى يخشى أن يفقده بعد إخباره بالحقيقة . فماذا ترى؟


محمود :أعتقد أنه يجب أن يخبره لأن من حق هذا الشاب أن يعرف أن هناك أهلا له قد يكونون في حاجة إليه و لو أن هذا الشاب يحب هذا الرجل لن ينسى صنيعه هذا.


فضل : ( وقد تهللت أساريره ) أرحت قلبي يا ولدي.


محمود : (باندهاش) من هذا الرجل يا أبي.


فضل : ( يصمت قليلا) إنه أنا .


محمود : (يصرخ من المفاجأة ) أنت !!!!!!


فضل : ( بصوت واهن) نعم يا ولدي أنا . أنا لست أبيك و لكني وجدتك كما أخبرتك .


(يضع محمود رأسه بين كفيه و الذهول يأخذه فلم ينبس ببنت شفة و فضل جعل وجهه إلى الأرض. يرفع محمود رأسه واضعا راحة يديه أسفل ذقنه )


محمود : (يلتفت إلى فضل ببطء و عيناه تدمعان و ويشير بيديه متسائلا ) إذن من أنا ؟ أين أبواي ؟ هل لي أخوة أم أنا وحيد؟


فضل : (يقترب منه ويضمه) يشهد الله يا ولدي سألت عن أهلك حتى كادت الأرض تشكو من خطواتي التي خطوتها بحثا عنهم, و طرقت كل السبل حتى بلغ بي اليأس مداه و لم أعثر علي أي شيء ولو حتى طرف خيط .و إني بلغت من الكبر عتيا , فأبلغ الآن ما ينيف عن السبعين سنة و أخشى أن يتوفاني الله و هذا الدين في عنقي فأردت أن أضع الأمر بين يديك فانظر في أمر نفسك و لتعلم يا بني أنت أغلى عندي من روحي ومن نفسي ( وعيناه تدمع)


محمود : ( يرفع بصره إلى وجه فضل ثم يضمه بقوة و عيناه تدمع أيضا ) نعم الأب كنت ومازلت و أنت أبي مهما فعلت .ربيت و علمت و أدبت , جزاك الله عني خير الجزاء .

( يضم فضل محمود بقوة و الدمع يترقرق من عيونهم )
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16-01-2013, 05:47 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني



الحلقات السابقة :

تعرض الجيش الإسرائيلي لعملية جهادية بالغة الدقة أوقعت كثيرا من القتلى و أسر على إثرها جندي إسرائيلي .فاستدعى الجيش أكبر عميل لهم ليخبرهم معلومات عن من قام بهذه العملية .


الحلقة الرابعة - الحقيقة :

يقف محمود بجوار لوحة مرورية على رصيف بالشارع و الشمس مازلت في كبد السماء تعكس حرارتها على وجه محمود و العرق يندي من جبينه و يرتدي نظارة شمسية.الشارع مليء بحركة السيارات والمشاة . ينظر محمود في الساعة بنفاذ صبر . بعد برهة من الزمن تقف سيارة بجواره ثم ينزلق زجاج الباب ليظهر وجه بيريز الذي يرتدي نظارة شمسية أيضا .يفتح محمود الباب و يجلس و تنطلق السيارة بيريز : كيف حالك يا محمود ؟

محمود : بخير و الحمد لله


بيريز : ما هي آخر معلوماتك؟


محمود : هذه ورقة بها أسماء منفذي العملية و أماكنهم المحتملة


بيريز : (يمد إليه يده و يأخذها ثم يلقي عليها نظرة خاطفة) هذه الأسماء مألوفة لدي


محمود : أعتقد أنك تعرفهم إنهم حسب معلوماتي مطلوبون من قبلكم و لم تعثروا عليهم حتى الآن


بيريز : ( يوقف السيارة بقوة وهو يبدي غضبه و يعتدل بوجهه إليه ) الأوغاد .
(ثم يتمالك نفسه ) هل هذه الأماكن مؤكدة ؟

محمود : (يلتفت إليه بهدوء) بيريز أنت تعلم أنه لا يوجد شيء مؤكد في عملنا هذا


بيريز ( يتحدث بهدوء و بنبرة فيها حماسة و قد اعتدل ) : حسنا . شكرا يا محمود و كم سيمتن لك الوطن لهذا العمل الذي تقوم به


محمود : (يلتفت إليه باستخفاف ) بيريز أرجوك أنا من أقول هذا الكلام فلا تعيده على مسامعي . أنت تعلم ماذا أريد .


بيريز : ( يبتسم ابتسامة صفراء و يخرج مظروف من داخل جيب معطفه ) حسنا يا محمود وهذا مرادك


محمود : ( يستلم المظروف بدون اهتمام ويفتحه قليلا ليلقي نظرة على محتواه ثم يغلقه و يدخله في جيب معطفه ثم ينظر إليه ببرود ) أنت تعلم أن شبكتي بدأت تتسع و نحتاج المزيد


بيريز : (و مازالت البسمة مرسومة على وجهه) حسنا أيها الجشع سأعمل على هذا في المرة القادمة


محمود : ( يفتح الباب ثم يخرج و يغلق الباب ثم تنطلق السيارة )


**********


يجلس الجنرال بتركيز في مكتبه ويمسك بورق يطلع عليه . ثم يطرق الباب


الجنرال : (بدون أن يعتدل ) أدخل


( يفتح الباب و يدخل بيريز و يلقي التحية العسكرية)


الجنرال : ( يضع الورق جانبا و يبدو عليه اللهفة ) هيا أخبرني أفعلتها


بيريز : (وهو على وقفته ) تمام يا سيدي


الجنرال : ( وهو يشير برأسه كمن نسى شيئا ) آه استرح يا بيريز و اجلس( يجلس بيريز ) هيا أخبرني


بيريز : ( يمد يده إلى جيب معطفه و يخرج الورقة ويمد يده بها) هذه هي الأسماء و الأماكن التي يتوقع وجودهم بها


الجنرال : ( يأخذ الورقة بكل اهتمام و ينظر فيها بتمعن و يرفع نظره إلى بيريز) هل المصدر موثوق فيه ؟


بيريز : ( بصرامة ) نعم يا سيدي حسب بروتوكول العملاء نحن نثق في أخباره بنسبة تفوق 70 بالمائة


الجنرال : ( يستعيد الصرامة على ملامحه ) حسنا عزيزي بيريز شكرا لك


بيريز : ( ينهض من مكانه بسرعة و يقف الوقفة العسكرية ) في خدمتك دوما يا سيدي ( يخرج )


الجنرال : (يلتقط الهاتف ) أعطني وزير الدفاع

**********



يجلس محمود في صالة البيت مع رجل يبدو وكأنه ضيف عليه .


محمود : عم عبد الرحمن أرجو أن تبلغ الرجال أن ما اتفقنا عليه قد تم و أنهم يجب أن يأخذوا حذرهم ( ويمد يده إلى جيبه ليخرج المظروف و يعطيه إليه ) و أعطي هذا لهم .


عبد الرحمن : ( بنظرة مشفقة ) سأفعل يا ولدي بإذن الله . و لكني أشفق عليك كثيرا من حياتك المزدوجة هذه.


محمود : هذه خير طريقة يا عمي لمحاربة هؤلاء الصهاينة . نحن كنا نفتقر إلى المعلومات بعكسهم . والآن الكفة معتدلة.


عبد الرحمن : أفهم هذا يا ولدي و لكنك في وضع خطر ربما يكشفوا أمرك.


محمود : ( يبتسم ) يا عم أولا هذا أمر الله و قضائه و لا راد لقضائه . وكلنا يا عم في خطر فلا أحد آمن حتى في بيته في ظل هذا العدوان و الاحتلال .


عبد الرحمن : صدقت يا ولدي حماك الله.( يبتسم و ينظر إلى اتجاه الباب ) ها قد أتى والدك العجوز


( يدخل والد محمود و ينهضوا جميعا و يسلم الأب على عبد الرحمن)


الأب : كيف حالك يا عبد الرحمن ؟ لم أرك منذ فترة . تفضل استرح أرجوك


عبد الرحمن : ( يجلس ) الحمد لله بأتم صحة وعافية . كيف حالك أنت ؟


الأب : الحمد لله


محمود : ( يبدو عليه الإحراج وهو ينهض ) : معذرة سأقوم و أترككم تسترجعون الأيام الخوالي. بعد إذنك يا عم عبد الرحمن.


عبد الرحمن: تفضل يا ولدي حفظك الله.


( يغادر محمود )

عبد الرحمن : (يلتفت إلى الأب ) أخبرني ماذا فعلت بخصوص محمود ؟


الأب : ( ينظر إلى الأسفل و الهم يغير ملامح وجهه) لم أخبره حتى الآن.


عبد الرحمن : يا فضل إن الفتى صار رجلا و قد ينفطر قلبه عندما يعرف أنك كنت تخفي عنه الحقيقة.


فضل : أعلم و لكني أخشى أن أفقده .


عبد الرحمن : يا أخي العزيز الحقيقة لا تتوارى للأبد . إن لها لصبحا تسطع فيه على رؤوس الأشهاد. كما أنه من حقه أن يعرف أهله ربما احتاجوا لمساعدته أو يساعدوه هم في حياته.


فضل : سأحاول أن أخبره.


عبد الرحمن : ( بغضب ) لا تحاول, أخبره و إلا قد أجد نفسي مرغما على أن أخبره بنفسي.


فضل : ( يرفع بصره إليه بخوف ) لا يا عبد الرحمن سأخبره أنا .


عبد الرحمن : أرجو ذلك. سأغادر الآن حتى لا أتأخر (ينهض )


فضل :اجلس قليلا يا أخي لم أتحدث معك بما فيه الكفاية ( ينهض )


عبد الرحمن: سأحاول أن أمر عليك قريبا إن شاء الله , إذا احتجت إلي, أرسل إلي أحدهم و سآتيك بإذن الله .


فضل : حسنا يا أخي


عبد الرحمن : (يتحدث باهتمام ) لا أوصيك , افعلها يا أخي و لن يضيع الله عملك .


عبد الرحمن : ( يوصله للباب ) : سأفعل بإذن الله


( يغادر عبد الرحمن و يودعه فضل من على الباب ثم يغلق الباب و الهم غلبه . وعيناه تنظر للأسفل . يسير الهوينة وهو مسترسل في أفكاره. يجلس على المقعد و هو ينظر للأسفل ويده تسند رأسه, ثم ينهض من مكانه , يسير إلى غرفة محمود . يقف لوهلة .و يتراجع مرة أخرى نحو المقعد . يقف ثانية و يعود ثانية نحو غرفة محمود . يطرق الباب على استحياء والباب ليس مغلقا بالكامل).


محمود : (الصوت من الداخل ) تفضل يا أبي


( يمسك فضل بيد الباب لوهلة ثم يفتح الباب ليظهر محمود وهو يجلس على السرير و بيده كتاب و قد أسند رأسه إلى ظهر السرير و مرسلا نظره ناحية الباب )


محمود : تفضل يا والدي. البيت بيتك و لا داعي للاستئذان ( يبتسم)


فضل ( بجدية ) لا يا ولدي لا يصح . الله عز وجل يقول [ يا أيها اللذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ] .


محمود : صدقت يا والدي .


فضل : (يجلس بجوار محمود و نظره بعيدا عن نظر محمود ) محمود أود أن أتحدث معك في موضوع و أحتاج رأيك فيه .


محمود : ( يبدي اهتماما) كلي أذان صاغية .


فضل : لي صديق قص علي قصة عجيبة و طلب رأي فيها و أحببت أن أسمع رأيك .

أنت تعرف مذبحة قانا .أليس كذلك؟


محمود : أسمع عنها و قرأت عنها الكثير


فضل : صديقي كان بالقرب من البلدة و قد كان موجودا لحظة القصف و نجاه الله . أنت تعلم كم من الأطفال يتموا و كم من الأمهات رملت ( و الأسف يعلو وجهه).


محمود : ( بغضب ) سنذيق هؤلاء القتلة ما يشفي صدورنا .


فضل : صديقي هذا وجد طفلا صغيرا يمشي تائها بين الجثث و المباني المهدمة وقد أصيب في رأسه إصابة بالغة يبدو أنها من قذيفة أصابت مكانا قريبا منه. حاول أن يستفسر منه عن مكان والديه أو أي من أقاربه و لكن الفتى كان لا ينطق. يسأله عن اسمه . فلا يجيب . فوجد أن أسلم شيء أن يذهب به إلى المخفر . ولكن المكان أصبح كالأطلال لا تفرق بين مكان وآخر جميعهم طاله الدمار . و عند وصوله بشق الأنفس قابل أحد الضباط و أخبره عن الطفل , فكان رد الضابط أنه يوجد لدينا الكثير من المفقودين و أغلبهم فقدوا ذويهم و نصحه بأن يأخذ هذا الطفل بعيدا و يحاول العودة بعد استقرار الأمور . وقع حب هذا الطفل في قلب صديقي . ورآه ابنه الذي طالما تمناه . فأخذه معه و عاد به إلى فلسطين و رباه و علمه حتى ما شاء الله أصبح في عمرك . الطفل كان فاقدا للذاكرة و شب على أن هذا الرجل أبيه .

و يظن صديقي أن هذا هو الوقت المناسب ليخبر الشاب عن حقيقة أمره و لكنه لشدة حبه لهذا الفتى يخشى أن يفقده بعد إخباره بالحقيقة . فماذا ترى؟


محمود :أعتقد أنه يجب أن يخبره لأن من حق هذا الشاب أن يعرف أن هناك أهلا له قد يكونون في حاجة إليه و لو أن هذا الشاب يحب هذا الرجل لن ينسى صنيعه هذا.


فضل : ( وقد تهللت أساريره ) أرحت قلبي يا ولدي.


محمود : (باندهاش) من هذا الرجل يا أبي.


فضل : ( يصمت قليلا) إنه أنا .


محمود : (يصرخ من المفاجأة ) أنت !!!!!!


فضل : ( بصوت واهن) نعم يا ولدي أنا . أنا لست أبيك و لكني وجدتك كما أخبرتك .


(يضع محمود رأسه بين كفيه و الذهول يأخذه فلم ينبس ببنت شفة و فضل جعل وجهه إلى الأرض. يرفع محمود رأسه واضعا راحة يديه أسفل ذقنه )


محمود : (يلتفت إلى فضل ببطء و عيناه تدمعان و ويشير بيديه متسائلا ) إذن من أنا ؟ أين أبواي ؟ هل لي أخوة أم أنا وحيد؟


فضل : (يقترب منه ويضمه) يشهد الله يا ولدي سألت عن أهلك حتى كادت الأرض تشكو من خطواتي التي خطوتها بحثا عنهم, و طرقت كل السبل حتى بلغ بي اليأس مداه و لم أعثر علي أي شيء ولو حتى طرف خيط .و إني بلغت من الكبر عتيا , فأبلغ الآن ما ينيف عن السبعين سنة و أخشى أن يتوفاني الله و هذا الدين في عنقي فأردت أن أضع الأمر بين يديك فانظر في أمر نفسك و لتعلم يا بني أنت أغلى عندي من روحي ومن نفسي ( وعيناه تدمع)


محمود : ( يرفع بصره إلى وجه فضل ثم يضمه بقوة و عيناه تدمع أيضا ) نعم الأب كنت ومازلت و أنت أبي مهما فعلت .ربيت و علمت و أدبت , جزاك الله عني خير الجزاء .

( يضم فضل محمود بقوة و الدمع يترقرق من عيونهم )
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17-01-2013, 11:31 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقات السابقة :

يظهر محمود كعميل مزدوج يوقع الضربات الأليمة في العدو الصهيوني و في نفس الوقت يظهر كجاسوس لهم يمدهم بالمعلومات . و يكتشف أن فضل ليس والده و لكنه رجل تبناه بعد أن فقد ذويه في مذبحة قانا.

الحلقة الخامسة - المكيدة :
على ناصية شارع جانبي والظلام يسربل كل الأجواء يظهر جنود متوشحون بالسواد يكادون أن يكونوا أشباحا لولا الأضواء القليلة المنعكسة على أجسامهم. يتحركون بهدوء شديد و بنظام أشد .يستندون بظهورهم على حائط الجدران و يشير أحدهم بيده فيتوقف البقية و بعد وهلة يشير إليهم فيتحركوا ويندفع بعضهم اتجاه باب منزل معين ومن ثم يحيطون به بشكل نظامي. يقف أحدهم أمامه ثم يركله بقوة ويتحرك الباقون بشدة و أسلحتهم مشهرة ومن ثم يندفع بعضهم باتجاه السلم و الباقي يتوغلون في الدور الأرضي و لا يجدوا سوى غرفة واحدة و بها أثاث بسيط .يتحركون باتجاه الطابق العلوي و الذي ينتهي بغرفة تظهر إضاءتها من أسفل الباب و الجنود قد توقفوا أمامها فيشير أحدهم بالصمت و يظهر باقي الجنود بالأسفل .يتحركون بهدوء و بنفس الوتيرة عند اقتحامهم الباب السابق . و يطيح أحدهم بالباب بقدمه و يظهر في الغرفة كرسي و عليه جسد مربوط به جسم مليء بالأسلاك متصل بجهاز إلكتروني يضيء بالأحمر

يصرخ أحدهم : اللعنة

( تنفجر الجثة وتخرج نيران قوية لينفجر المبنى بأكمله من الخارج و الدخان يتصاعد من الركام )


**********

في غرفة نوم مظلمة تظهر ملامح جسدين نائمين .وينعكس عليهم نور من النافذة التي بجوارهم .يرن الهاتف مرتين ثم تمتد إليه يد تتحسس طريقها في الظلام لترفعه .و الجسد الآخر يرفع الوسادة ليضعها فوق رأسه

الصوت : (ناعسا) نعم

الصوت : ( يصرخ ) ماذا ؟ سآتي حالا
( ينتفض الجسد و يأخذ وضع الجالس و ينير المصباح بجواره فإذا به الجنرال)

( يقوم من مكانه بسرعة و يتوجه إلى الدولاب , و يرتدي ملابسه بسرعة )

الجسد الآخر : ( بصوت أنثوي وبصوت ناعس ) أغلق النور قبل رحيلك

( يرميها بنظرة تكاد أن تقتلعها من مكانها ثم يدور حول السرير بعد أن يتم ارتداء ملابسه و يغلق المصباح و يتحرك خارجا من الغرفة )



***********


يظهر الجنرال وهو يقطع الممر بسرعة و الجنود يصطفون عن يمينه ويساره و يحيونه بالتحية العسكرية و يتبعه ضابطين .يفتح له الباب أحدهم و يتابع اندفاعه نحو مكتبه حتى يجلس و يدخل الضابطين و يغلق أحدهما الباب و يقفان الوقفة المعتادة .يجلس الجنرال ثم ينظر إليهما و عيناه يخرج منهما الشرر .

الجنرال : ماذا حدث ؟

أحدهم : العملية صقر الليل فشلت و فقدنا كل منفذيها ؟

الجنرال : أعلم , كيف حدث هذا ؟

الضابط : حتى الآن ما وردنا من معلومات تفيد أن المبنى المستهدف قد فجر بمن فيه و الواضح أن الفرقة الإرهابية أدركت وجود جنودنا ففجروا أنفسهم .

الجنرال : اللعنة ( بصوت جهوري) وما هو الوضع الآن ؟

الضابط : تحيط القوات الفلسطينية بالمنطقة محاولة معرفة ماذا حدث و لكن أعتقد أنهم سيتأخرون في تحليل الأدلة و ..

الجنرال : ( يقاطعه ) وماذا لو عرفوا ما حدث و أعلنوه في الإعلام لنكونن في وضع حرج للغاية 15 جندي في أقل من 48 ساعة . لقد ضاعت هيبة الجيش الإسرائيلي. أريد أن يؤكدوا عملائنا داخل السلطة الفلسطينية أن الحادث تسبب فيه أحد الإرهابيين عند محاولته تركيب عبوة ناسفة مما أدى إلى مصرع جميع من في المنزل و في غضون ذلك أحتاج أن أعرف فعليا ماذا حدث ؟ احصلوا على الأدلة التي جمعتها الشرطة الفلسطينية بأي ثمن .

(يطرق الباب بقوة و يندفع أحدهم ممسكا بالباب )

الجندي : سيدي ألقي نظرة على قناة الأخبار حالا

الجنرال : ( وقد أصبح وجهه مثل الجمر من غيظه ) يشير للجندي بالانصراف و يشير إلى أحد الضباط لتشغيل التلفاز. لتظهر مذيعة تتحدث )

مذيعة : وقد أفاد أحد مسئولي الشرطة أن هناك حوالي خمس جثث لجنود صاعقة إسرائيليين بالإضافة لجثة سادسة مجهولة.و هذا ويعتقد أن الأخير قد فجر نفسه مما أودى بحياة الجنود الإسرائيليين.وما زال هناك غموض حول بعض النقاط و على رأسها لماذا داهمت القوات الخاصة الإسرائيلية هذا المكان ؟ و يعتقد أن هذه العملية ربما لاسترجاع الأسير الإسرائيلي الذي قد أسر بالأمس.

الجنرال : (بصوت قد هز المبنى بأكمله) اللعنة.(ينظر إلى الضابط الذي كان يتحدث إليه و نظراته تكاد أن تفلق الضابط إلى فلقتين ) أهؤلاء الذين لن يحللوا الأدلة ؟ عليكم اللعنة .أيها الأغبياء . انصراف

( يخرجوا ويميل الجنرال برأسه ناظرا إلى أسفل واضعا يديه على رأسه كمن يريد أن ينوح كما تنوح النساء على موتاهن)


***********

في بيت سلوى يعرض التلفاز أخبار العملية.ويظهر وجه أم سلوى و هي منشرحة الصدر و الفرحة تزغرد في عينيها

الأم : سلوى تعالي بسرعة

سلوى : (من الداخل ) آتية يا أمي

(تظهر سلوى و هي تمشي بخطوات مسرعة)

سلوى : نعم يا أمي

الأم : (تنظر إليها وهي مبتسمة ) انظري إلى التلفاز

(تنظر سلوى إلى التلفاز باهتمام . بعد أن تستوعب الحدث تبتسم و تقفز فرحا )

سلوى : الله أكبر . الله أكبر . اللهم أذقهم ما أذاقونا . اللهم اجعلهم يألمون كما نألم (تنظر إلى أمها و السعادة تكاد تقفز من عينيها ) إنهم والله رجال و نعم الرجال في فلسطين .سلمت أياديهم التي تفعل بأعدائنا الأفاعيل . ( تجلس على الكرسي)

الأم : ( تنظر لها وتبدو سعيدة لسعادتها ) اللهم كن لهم نصيرا.

سلوى : ( و الفرحة ما زالت على ملامحها ) والله إن هذا الخبر لأقرب إلى قلبي من نجاحي في الاختبار.

الأم : أدام الله فرحك بنيتي و جعل كل أيامك سعادة وسرورا.

سلوى : ( والحماسة تتملكها ) هذا الخبر جعلني أريد أن أدرس أكثر . أريد أن أقرأ كل كتب العالم. لقد صب ماء على نار متأججة في صدري منذ زمن و لن تخمد حتى أرى هذا العدو الخسيس مهزوما منكسرا مطرودا من أراضينا. استأذنك يا أمي سأذهب إلى غرفتي لأتم دراستي

الأم : ( تبتسم ) اذهبي يا بنيتي وفقك الله.

( تتقافز سلوى كالطفلة الصغيرة نحو غرفتها)

الأم : (ترفع يديها و ناظريها إلى السماء ) اللهم انصرهم نصرا عزيزا مؤزرا . اللهم أعزهم بعزتك و أيدهم بجند من عندك و ثبت قلوبهم وانصرهم على القوم الظالمين.



***********


في المقهى يعرض التلفاز نقل لمؤتمر صحفي إسرائيلي و يلقي البيان رجل مهندم

الرجل : وزارة الدفاع تنفي وجود أي من عملائها أو جنودها في غزة .ومصادرنا تؤكد أن أحد الإرهابيين كان يركب قنبلة و لكنها انفجرت و أودت بحياة من في المبنى بأكمله . وليس للعسكرية الإسرائيلية أي يد في هذه العملية .

(بعض الحضور يرفعون أيديهم )

الرجل : ( يشير بيده إلى أحدهم )

السائل : ( يقف ) سيدي أفادت الشرطة الفلسطينية وجود آثار لمعدات متقدمة . وهذا يؤكد دعواهم بأن للقوات الإسرائيلية يد في هذه العملية .

الرجل : (يبتسم ) نحن حتى الآن لم نرى أي من هذه المعدات التي يدعون وجودها . كما أنتم تعرفون أن السياسة الإسرائيلية التي نعمل على توطيدها هي الشفافية المطلقة ( يشير إلى سائل آخر )

السائل : هل هناك أي قنوات مفتوحة بين الشرطة الفلسطينية و الإسرائيلية في هذا الصدد

الرجل : نعم ومن مكاني هذا أود أن أعلن أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لتقديم أي نوع من المساعدة للسلطة الفلسطينية حتى نظهر الحقيقة . فنحن بلد ديمقراطية و نسعى إلى الارتقاء بها. شكرا
( تتعالى أصوات الحضور و يخلقون ضجة خفيفة. ولكنه يغادر غير عابئا بهذه الضجة)

يقول أحد مرتادي المقهى : (بغضب شديد) الكاذب الملعون . انظر كيف يتشدق بالديمقراطية و الشفافية .أية شفافية يتحدث عنها . أقسم بالله لقد قام هؤلاء الأشاوس بترغيم أنوف هؤلاء الأوغاد في التراب.

آخر : نعم , لقد قاموا بما لم يقم به أحد من قبل . لقد قتلوا حتى الآن حوالي 15 جنديا بالاشتباك المباشر

الأول : إن الإسرائيليين جبناء . آه لو كان فيهم رجولة و قاتلونا رجلا لرجل لتكونن الغلبة لنا و لكنهم يختبئون خلف طائراتهم و مدرعاتهم.

الثاني : ( وهو يتلفت بسخرية ) أين هذا العميل الذي يدعى محمود.لم يظهر اليوم بالرغم أنه كان يعتاد القدوم و التحدث عن السلام بعد هذه العمليات البطولية

الأول : ( يتلفت هو الآخر و يبتسم بسخرية ) حقا أفتقده اليوم

الثاني ( بعد أن يعتدل ) لعله مات كمدا ( ويضحك بصوت عالي)

الأول : ( يشاركه الضحك ) أو لعله أراد أن يشارك إخوانه هؤلاء مصيرهم فقام فقتل نفسه( يضحكان بصوت عالي و يشاركهما من في جوارهما)
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20-01-2013, 01:27 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة السادسة - الأسير :
تصدر طرقات على باب المنزل ويتعالى صوت من داخل المنزل : من بالباب ؟

يجيبه الطارق : محمود

( يظهر حسام متجها نحو الباب .ثم يفتحه فتحة بسيطة لينظر من خلالها . ثم يفتحه ليسمح بدخول محمود الذي يتقدم إلى الداخل .يغلق الباب خلفه بعد أن يتأكد من الطريق )

حسام : ( بتوجس) خير يا محمود أحدث شيء

محمود : ( يتقدم نحو المقعد ) لا تقلق يا أخي . لقد أردت أن أتحدث معك في موضوع خاص قليلا ( يتحدث وهو يجلس)

حسام : ( وقد بدا الاهتمام على وجهه و يجلس ) : خير إن شاء الله

محمود : سأقول لك بعض الأشياء التي ستصيبك بالدهشة فحاول أن تسايرني

حسام : (وبدأت معالم القلق تنساب إلى ملامح وجهه) أصبتني بالقلق يا محمود

محمود : اسمي ليس محمودا

حسام : ( ينهض وقد اعترته حالة اندهاش شديدة ) ماذا ؟

محمود : ( لم يغير من وضعه ) ليس اسمي الحقيقي محمود و لا أعلم ما هو؟

حسام : (يميل بجسده تجاهه و يقول بشدة ) ماذا تقول يا محمود . أجننت ؟

محمود : ( يرفع بصره إليه ) حسام اجلس أرجوك حاول أن تستمع دون انفعال

حسام : ( مازال في ثورته ) ما تقوله لا يعقل بالمرة لولا معرفتي بك حق المعرفة لقلت إنك تمزح مزاحا سخيفا (يتمالك نفسه قليلا ثم يجلس )

محمود : لقد أخبرني أبي أنني لست ولده و لكني أحد الذين نجوا من مذبحة قانا ووجدني تائها فاقدا للنطق و الذاكرة و قام بتربيتي .

حسام ( مندهشا ) : لا اصدق ما تقوله

محمود : هذه هي الحقيقة

حسام : إذن من أنت ؟ ومن أهلك؟

محمود : (وهو ينظر إليه ) لا أعرف .

حسام : إن هذا لشيء عجيب ( ينظر إليه ) إذن ماذا ستفعل ؟

محمود : لا أدري. ولكني أعرف أنه علي البحث عن ذوي.

حسام : هل ستسافر إلى لبنان؟

محمود : سأسافر إلى قانا .

حسام : ( يتحدث بجدية ) أخي أعلم أنك في حالة صدمة شديدة , أعانك الله , و لكن أنت تعلم نحن في وسط معركة مخطط لها منذ فترة و أنت وضعت أغلب التفاصيل . نحن مرتبطون بجدول شديد الصرامة و أنت بنفسك من أقررت هذه القوانين .أرجوك أخي لا تجعل هذا الأمر يدمر كل هذا.

محمود : ( بانهيار ) ماذا أفعل يا حسام يجب أن أعرف أين أهلي هذا حقهم علي. ربما تكون أمي منفطرة القلب لليوم لفراقي و أبي الذي كان يرى في آماله و طموحه قد ضاعت و ربما إخواني قد يبحثون عن عضد لهم في هذه الدنيا . ضع نفسك مكاني يا حسام.

حسام : (بأسف ) : والله إنه لحدث جلل أعانك الله ( يضع يده على كتف محمود ) و إني واثق أنك ستجد مخرجا .( بجدية ) أنت أقوى من ذلك يا أخي فاصبر فإن الله جاعل لك مخرجا . ( يصمت قليلا ثم يبتسم بمرح ) أرأيت هؤلاء الصهاينة الأغبياء لقد وقعوا كالفأر في المصيدة بل أظن أن الفأر أذكى منهم . حتى أننا جعلنا أخونا في الشرطة يسرب خبر أنهم هم الذين قد قاموا بهذه العملية وأن الجثث جثثهم فقطعنا عليهم طريق العودة.

محمود ( يبتسم ) : هذا نصر من عند الله و ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. ولا ننسى شهيدنا حنَا غفر الله له .قد كانت شهادته وبالا عليهم. انتقم الله له وهو ميت .

حسام ( مبتهجا و يقبض على يده بحماسة) : ما شاء الله يا أخي على قوة بصيرتك و شجاعة قلبك و حسن تخطيطك . سيجدوا أنهم قتلوا واحدا من الذين ذكرت أسماءهم في الورقة وفي نفس المكان و ستزيد ثقتهم فيك.

محمود ( محرج ) : هذا من فضل الله يا أخي . ماذا فعلت في الفتيان اللذان كانا يلاحقاني.

حسام (يبتسم ) : قمنا بضمهم للآخرين و سيتلقون التدريب المناسب.

محمود :أحسنت .

(يصدر صوت من جيب محمود.فيلتفت محمود إليه ويخرجه من جيبه فإذا هو المنادي و يلقي نظرة عليه . ثم ينظر إلى حسام بقلق)

محمود : إنه بيريز

حسام : (وقد انتقل القلق إليه ) هل يعرف إنك هنا

محمود : لا تقلق أنت معروف لديهم أنك أحد العملاء التابعين لي.سأغادر الآن و سأخبرك بالمستجدات ( يقوم ليغادر .ثم يلتفت إلى حسام )

محمود : ( بحرارة ) أشكرك يا حسام نعم الأخ أنت والله.

حسام : (يربت على كتفه) و هل ما بيننا غير ذلك . فكر جيدا يا محمود و أنا واثق أن الله سيلهمك ما فيه الخير

محمود : ( يبتسم ) السلام عليك أخي العزيز

( يغادر نحو الباب )
************



يظهر بيريز جالسا داخل سياراته و يمسك بمنظار مقرب ينظر إلى محمود الذب يقف منتظرا و ينظر في ساعته في النفس المكان السابق يضع المنظار جانبا و يرتدي نظارته الشمسية ثم يشغل السيارة و يقوم بتغيير ذراع الحركة ومن ثم تتحرك السيارة . يعتدل محمود ناظرا إلى سيارة بيريز وهي تتحرك نحوه . تتوقف بجواره , يركب محمود و تتحرك السيارة

بيريز : (ببرود ) كيف حالك يا محمود ؟

محمود : ( ببرود مماثل ) بخير

بيريز : هل تعلم أني حاولت الاتصال بك أكثر من مرة و لم أجدك كأنك اختفيت

محمود : والدي كان مريضا قليلا

بيريز : شفاه الله. ما رأيك في ما حدث في الآونة الأخيرة ؟

محمود : أخطأتم باقتحام المكان بدلا من نسفه بطائرة أو بشيء من هذا القبيل

بيريز : لا نستطيع , كنا مضطرين لاقتحامه لأننا لا نعلم مكان الأسير بالتحديد فلو أخبرتنا عن مكانه لكان الأمر قد تم.

محمود : أنت تعلم أني أبذل أقصى ما لدي للحصول على هذه المعلومات , و أعتقد أني كنت دقيقا في هذا الصدد .

بيريز : لا أنفي ذلك و لكن هل علمت مكان الأسير .

محمود ( يحرك شفتيه ) لا لم أستطع الحصول على شيء.

بيريز ( ينظر إليه ):لو تحتاج إلى مال إضافي أستطيع أن أدبره لك

محمود : ولو احتجت لن أقوم بهذه الألعاب الصبيانية و أخفي عليك بعض المعلومات لأحصل على المزيد. مكان الأسير يجب أن تحصلوا عليه من أفواه الذين قاموا بالعملية.

بيريز : ( يعود لوضعه السابق ) حسنا لن أقوم بالضغط عليك أكثر.كيف هي أخبار الشارع؟

محمود : أغلب الفلسطينيين يشعرون بالسعادة لما يحدث و أعتقد أنك تعلم هذا؟

بيريز : ما رأيك بعملية ثأرية من قبلنا ؟ أن نقوم بقذف غزة عشوائيا و نقول أننا قضينا على الإرهابيين و بذلك يهدأ الشارع الإسرائيلي .ونحفظ ماء وجهنا.

محمود : ( يحرك شفتيه كناية عن التفكير ) : وماذا لو أعلنوا أنهم سيقتلوا الأسير و ينشرون تسجيل لهذا عبر التلفاز أو على إحدى القنوات الفضائية . هذا سيصيب الشارع بحالة من الغضب على هذه الحكومة التي تدعي الشفافية وهي أبعد ما تكون عنها .

بيريز : ( يصمت) صدقت ( يوقف السيارة بهدوء ) حسنا يا محمود ابذل أقصى ما عندك لإيجاد مكان الأسير ( يخرج مظروف من جيبه و يعطيه محمود ) و هذا مبلغ مقدم لتذليل أي عقبات ( يبدو أن محمود سيدافع عن موقفه من جديد و لكن بيريز لم يعطه فرصة و هو يشير بيده ) وهذا ليس شكا في ولاءك.

( يأخذ محمود المظروف و يضعه في جيبه و ينزل من السيارة . تنطلق السيارة مسرعة)
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20-01-2013, 01:28 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة السابعة - الصدمة :

يدخل محمود البيت ويغلق الباب خلفه ويبحث بنظره عن شئ ما

محمود : أبي لقد عدت ( يغلق الباب . ويسير في اتجاه الغرف ) أبي (وينظر في الغرفة الأولى فلا يجد أحدا بها . فيذهب إلى الغرفة الثانية فيجد فضلا مستلقيا على السرير و يمسك بصدره و الألم الشديد قد اعترى جسده.يركض محمود إلى السرير و يرتمي بجواره .هو في قمة الفزع ) أبي ماذا بك . أبي
( يمسك فضل بإحدى يدي محمود و هو يريد أن ينطق شيئا )

محمود : ( يحاول النهوض ولكن فضل لا يريد أن يفلته ) سأستدعي الطبيب (ينظر إلى يد فضل فيميل عليه ) ماذا تريد يا أبي؟

فضل : ( يحاول أن يرفع رأسه و محمود يقرب أذنه من فيه و يقول بصوت خافت جدا) هل تسامحني يا ولدي ؟

محمود : ( وعيناه تذرفان الدمع ) أسامحك على ماذا يا أبي أنت ذو فضل عظيم علي لن أوفيه أبدا ما حييت

فضل :قل سامحتك

محمود ( وبكاءه يزيد) : سامحتك

فضل : ( يريح قبضته من على رسغ محمود و يستوي على الفراش ويقول بصعوبة ) أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ( وتسكن حركاته تماما)

( يصمت محمود لوهلة ثم يصدر منه صوت نحيب و عيناه تنهمر منهما البكاء بغزارة ثم يغمض عيني فضل )

محمود وهو يجهش بالبكاء ) إنا لله و إنا إليه راجعون.رحمك الله يا أبي و جعل مثواك جنانه مع النبيين و الصديقين و الشهداء .

(يميل ليقبل رأسه و يستوي جالسا ورأسه للأسفل )


**********


يظهر محمود وهو جالس على الأرض واضعا رأسه على ركبتيه مستندا بظهره على ركن الحائط و قد اسودّ ما تحت عينيه و نما شعر لحيته . و قد سكن تماما .يرفع رأسه قليلا . يتذكر وهو طفل و فضل يلعب معه .وهو جالس يدرس ثم يأتي له فضل بكوب من الحليب . ينظر إليه محمود بامتنان . ثم يتذكره حين أفصح له عن حقيقته وهو يضمه بقوة . ثم يرفع رأسه و ينظر إلى مالا نهاية .ثم ينهض من مكانه و قد قام على حوض الماء ليتوضأ و يفرش سجادة الصلاة ثم يقول وهو ساجد.

محمود : (وصوته يخالطه البكاء) اللهم لك الحمد و لك الشكر .رضيت بما قدرت و صبرت على ما قضيت . ونقول كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم اغفر له وارحمه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر الله و (صوت بكائه يرتفع و يستوي جالسا يقرأ التشهد ثم يختم صلاته ثم يرفع يديه بالدعاء)اللهم اغفر له .اللهم اغفر له .اللهم اغفر له.

**********

في بيت محمود يجلس هو وحسام متجاورين

حسام : المؤمن مصاب يا محمود . قلوبنا معك وصًبرك الله على بلائك

محمود : لقد وجدت حلا لمشكلتي و أريد أن تساعدني في هذا الأمر

حسام : ( باهتمام و صدق ) أنا معك يا أخي و كلي فداك

محمود : (بجدية ) بعد تفكير عميق أعتقد أني قد وجدت طريقة نعزز بها من قوتنا و تسهل علينا مهمتنا الأساسية.
سنراسل إخواننا في لبنان للقيام بعملية مشتركة و بتزامن معين لتكبيد العدو خسائر شديدة و تخفيف الضغط الذي قد يحصل لو قمنا بالعملية لوحدنا

حسام : (بتفكير) : وهل نستطيع الاتصال بمن نثق به هناك ومن يستطيع أن يخبرنا بموقف المقاومة اللبنانية ؟

محمود : نستطيع أن نعرف ذلك من إخواننا هنا

حسام : ( بسعادة من وجد مبتغاه) عم عبد الرحمن

محمود : ( ينظر إليه بتعجب ) ماذا

حسام : عم عبد الرحمن هو من نريد , لقد كان في لبنان فترة طويلة وقد كان مقاتلا ضمن صفوفهم

محمود ( بحيرة ) : لم أكن أعرف هذا . إذن نحن نحتاج لمن نثق به لنخبره بخططنا هناك بدون أن يلاحظ العدو ذلك .وأعتقد أنه من الأفضل أن أذهب بنفسي إلى هناك

حسام ( وقد انتقل التعجب إليه ) ولكن كيف ستذهب إلى هناك و كل شيء رهن بوجودك هنا بالإضافة أن الصهاينة لن يسمحوا لك بالذهاب

محمود (بخبث ) بل سيفعلون و سيدفعون تكاليف الرحلة بالكامل

حسام : كيف؟

محمود : (ينظر إليه وابتسامة خبيثة رسمت على وجهه) :سأخبرك بعد أن تأتيني باسم و مكان من نريد الاتصال به و كيف يمكن أن نصل إليه

**********

في بيت سلوى ,تتحدث أم سلوى إلى رجل غريب باستكانة

أم سلوى : إنك تعلم يا أبا أسامة أننا نمر حاليا بأزمة مادية و لا يوجد ما يمكنني أن أسدد الدين الذي أخذته منك الشهر الماضي. و سوق الملابس قد أصابه حالة من الكساد .

أبو أسامة : ( بجدية) يا أم سلوى أنا أحتاج للمال و سأضطر أن أرفع شكوى للمخفر أو ترد لي مالي.

أم سلوى : ( بقلق ) لا داعي لذلك يا أبا أسامة أنا لن آخذ حقك و أقبله على نفسي أو على ابنتي.

أبو أسامة بعصبية) هذا الكلام لا يسمن و لا يغني من جوع لتعطيني مالي أو لألجأ إلى الشرطة (ينهض من كرسيه ) .

أم سلوى : ( تقف على أثر وقوفه و تنظر إليه بنظرة غاضبة) بالرغم من أنك من ألححت علي لآخذ هذا المال و قد وعدتني أنك ستصبر علي شهرين أو ثلاثة.

أبو أسامة : ( بصوت محتد ) أنا قلت لك ذلك ؟ أنا رجل ألتزم بكلمته و لو قلت ذلك فلن أقوم مقامي هذا و أطالبك هكذا .

أم سلوى : ( بغضب مكبوت ) هل تقول أني كاذبة يا أبا أسامة وقد بلغت من العمر ما بلغت . لقد تجاوزت حدك حقا.

أبو أسامة : سأمر عليك بعد يومين و أرجو أن يكون مالي عندك حينئذ و (يتجه صوب الباب بحدة وقبل وصوله بقليل يفتح الباب من الخارج وتظهر سلوى وهي تريد الدخول و تتفاجأ باندفاع أبو أسامة الذي يتوقف عند مرآها وقد شلته المفاجأة لوهلة ثم يبتسم ابتسامة قبيحة وقد كاد اللعاب يخرج من شدقيه ) كيف حالك يا سلوى؟

سلوى : (تنظر إليه باشمئزاز شديد و تندفع إلى الداخل مسرعة)

أبو أسامة : ( يتابعها بنظره ثم يعيد نظره إلى أم سلوى بعد أن تدخل سلوى إلى داخل المنزل ) سأعود بعد يومين . سأعود ( يخرج و يغلق الباب خلفه بقوة )

أم سلوى : ( تقف أم سلوى لوهلة أمام الباب ثم تميل برأسها إلى الأرض )

سلوى : ( تخرج من الغرفة برأسها ) هل ذهب يا أمي؟

أم سلوى : ( تدور بجسمها اتجاه سلوى و ترسم على وجهها ابتسامة كأنه لم يحدث شيء) نعم يا بنيتي. كيف كان اختبارك ؟

سلوى : ( تتجه إليها ووجها مرسوم عليه التساؤل) الحمد لله . من هذا الرجل ؟

أم سلوى : ( مرتبكة ) إنه عميل لدي

سلوى : ولم كان صوته مرتفعا هكذا حتى إني سمعته قبيل دخولي المنزل؟ و نظراته إلي كانت غير مريحة بالمرة ؟

أم سلوى : (بارتباك شديد ) أنا أدين له ببعض المال و جاء مطالبا به وقد انفعل عندما أخبرته أني لا أملكه حاليا ؟

سلوى : ( بتعجب ) لطالما كنت تدينين و تستدينين و لم أرى شخصا مثله من قبل

أم سلوى ( تبتسم محاولة تغيير دفة الحديث ) دعك من هذا . أخبريني كيف كان أداؤك ؟

سلوى : ( تبتسم منشرحة الصدر ) الحمد لله لقد وفقت أيما توفيق من الله عز وجل . كان الاختبار أسئلته في متناول علمي؟

أم سلوى : (تتهلل أساريرها ) الحمد لله . كم أفرح عندما أراك تتقدمين و تكبرين و أحمد الله أني وفقت في ذلك ؟

سلوى : ( تقترب منها وتقبل جبينها بحب ) بارك الله فيك يا أمي و أدام صحتك

أم سلوى بمرح ) هيا غيري ملابسك لأقدم لك الطعام

سلوى : حسنا و لكنك لن تفعلي شيئا حتى أساعدك

أم سلوى : حسنا

( تتجه سلوى لغرفتها و يتغير وجه أمها و يعود القلق إلى وجهها , تقف قليلا و تفكر . تتنهد تنهيدة حارة و تتجه إلى الداخل)
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22-01-2013, 02:20 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة الثامنة - الشبكة:


زيد في كهف المقاتلين يتحدث مع رفاقه , فيدخل رجل من أحد الفتحات

الرجل : زيد سلوى هنا

زيد : ( يتحدث بهدوء ) أدخلها ( يشير إلى الرجال . فينفضوا عنه متوجهين إلى ممر بعيد . ثم تتدخل سلوى وبيدها المصباح و اللفة البيضاء و يضيء وجه زيد عند وقوع بصره عليها )مرحبا بطبيبة الغد و زوجة المستقبل


سلوى : ( يحمر وجهها خجلا ثم ترسم الجد على وجهها ) تفضل يا زيد هذه لفافتك

زيد : كيف حالك ؟ و حال والدتك ؟

سلوى : بخير و الحمد لله

زيد : ( باهتمام زائد ) و كيف هي الاختبارات ؟

سلوى : الحمد لله ؟ ( ترسم على وجهها الجدية ) أريد أن أسألك سؤالا يا زيد ؟

زيد : ( باهتمام ) تحت أمرك

سلوى : عندما أنهيت اختباري الأخير و عند عودتي للبيت سمعت أصواتا مرتفعة تصدر من بيتنا و عند دخولي كدت أن أصطدم بشخص غريب يبدو في منتصف العمر عرفت من أمي فيما بعد أنه يدعى أبا أسامة و قالت أمي أنها مدينة له بمال و جاء مطالبا لماله و لكن ما شد انتباهي نظراته التي رمقني بها عند دخولي للبيت . هل تعرف عنه شيئا ؟

زيد : (و قد بدا على وجهه الغضب و يشيح ببصره ) هذا الملعون لا يكتفي أبدا لقد زاد الأمر عن حده

سلوى بقلق) أتعرفه يا زيد؟

زيد : ( ينظر إليها ) نعم . لقد وردت إلينا معلومات أنه يتعامل مع الأعداء و لديه طريقة جهنمية لتجنيد أتباعه. إنه يتابع حالتهم المادية و عندما يجد أنهم في عوز يحاول أن يتودد إليهم و يخبرهم أنه يريد أن يساعدهم و يعطيهم مالا كدين لتصريف أحوالهم . ثم ينتظر حوالي الشهر ثم يطالبهم به و قد أخذ عليهم صكوكا بذلك و يهددهم إن لم يسترجع ماله سوف يسجنهم و بالطبع لن يستطيع أن يردوا المال فيأتيهم المرة القادمة و يعطيهم بديلا آخرا , أن يعملوا معه و يمدوه بالمعلومات عن من حولهم حتى أقرب أقربائهم . ومن يرفض غالبا يصبح سجينا .

سلوى : ( بغضب ) الملعون ( يظهر القلق على وجهها) و لكن أمي بذلك قد أصبحت في خطر محدق .

زيد : لا تخافي سنتولى هذا الأمر.افعلي فقط ما سأقوله لك .

سلوى : حسنا . كلي آذان صاغية.
*********

محمود وبيريز في سيارة الأخير يتحدثون:

بيريز : أنا آسف يا محمود لوفاة والدك ؟

محمود : شكرا.

بيريز : (يمد يده إلى جيبه و يخرج مظروفا يعطيه لمحمود)هذا مبلغ بسيط يعينك على مصاريف الدفن والجنازة وما إلى ذلك.

محمود : ( يأخذ المظروف بامتنان ) شكرا بيريز.

بيريز : (يبتسم ) أنت ابننا و يجب أن نرعاك أحسن رعاية .( يتحدث بجدية )محمود لقد تابعنا المواقع التي أخبرتنا عنها و أفادنا عملاؤنا أن من كانوا فيها قد أخلوها و ربما رأوا من يشبه جندينا المخطوف و الآن نحتاج لهمتك لإيجاد مخبأهم الجديد.

محمود : أمهلني أسبوعا و سأتصرف.

بيريز : حسنا يا محمود و لكن لو استطعت أن تقوم بهذه المهمة في أقل من هذا لك مكافأة خاصة عندنا.

محمود : سأحاول.


*********


يظهر أبو أسامة وهو يختال في مشيته متجها صوب بيت سلوى و قد ارتدى ملابس مبهرجة .يقف أمام الباب و يطرقه وهو في حالة نشوة غير عادية .يأتيه صوت أم سلوى

أم سلوى : من الطارق؟

أبو أسامة : إنه أنا يا أم سلوى

أم سلوى : لحظة واحدة

( يفرك أبو أسامه يديه ثم ينفتح الباب و أم سلوى تسد المدخل بيدها)

أم سلوى ( بحدة ): ماذا تريد ؟

أبو أسامة : ( يبتسم ابتسامة صفراء ) : هوني على نفسك يا أم سلوى لقد حدث سوء فهم صغير و سأحاول أن أنهيه. هل تسمحين لي بالدخول أم سنتحدث أمام الناس هكذا ؟

أم سلوى : ( تتردد قليلا) تفضل

أبو أسامة : ( تتهلل أساريره و يدخل حتى تشير إليه أم سلوى بالجلوس ثم تجلس بعده) لقد راجعت نفسي بعد مغادرتي لبيتك ووجدت نفسي مخطئا لقد وعدتك بالفعل بالانتظار و لكني نسيت فاعذريني يا أم سلوى

أم سلوى : (والغضب مازال في ملامحها ) حسنا يا أبو أسامة .أنت أتيت لأخذ مالك و لقد قمت بتدبيره من أجلك . ( تنهض من كرسيها ) لحظة واحدة و سأقوم بإحضاره.

أبو أسامة : (ينهض بجزع من مكانه و يشير إليها) لا و الله لن تقومي , احتفظي به عندك إلى ما شاء الله . لا أريده حتى ولو بعد مائة عام.

أم سلوى : (بصرامة) شكرا لك و لكن أنا لست بحاجة إليه بعد الآن . لحظة واحدة

(تنهض من مكانها و أبو أسامة قد أصابته حالة ذهول كمن فقد أحب الناس إليه ثم تتحول ملامحه إلى الغضب الشديد و عيناه تكاد أن تخرج من محجريهما من شدة الغضب تعود أم سلوى ومعها مظروف وتمد يدها به إلى أبي أسامة )

أم سلوى : خذ مالك يا أبا أسامة و شكرا لك

أبو أسامة : (يأخذه منها بقوة وهو ينظر إليها شزرا و يقوم من كرسيه ثم يندفع خارجا نحو الباب )

أم سلوى : ( بصرامة ) أبو أسامة

أبو أسامة : ( يلف بجسده و ينظر إليها قائلا بغضب) ماذا ؟

أم سلوى : الورقة التي وقعت عليها لو سمحت

أبو أسامة : ( يعود أدراجه مخرجا ورقة من جيبه و يعطيها إلى أم سلوى ) هذه هي.

أم سلوى : ( تنظر إليها بتمعن ) نعم صحيح

( يخرج أبو أسامة من الباب و يغلقه بقوة شديدة تبرز سلوى من غرفتها و قد تملكها الضحك الشديد )

سلوى : أحسنت يا أمي

أم سلوى : (بقلق) ألن تخبريني من أين أتيت بهذا المال؟

سلوى : ( مبتسمة) يكفيك أن أقول إنهم من أناس صالحين ( يتحول وجهها إلى الغضب )و ليس من أمثال هذا الخبيث.لقد كان يريد أن يوقعك في أقذر بئر وهي الخيانة. إنه يستخدم أسلوبه هذا ليوقع في حبائله من خدع فيه ثم يستخدمه جاسوسا للأعداء.

أم سلوى : ( بجزع ) يا إلهي

سلوى : نعم يا أمي خذي حذرك منه إنه ثعبان أملس الجلد قاتل بأنيابه الخفية

أم سلوى : يا إلهي. (ثم تنظر إلى سلوى بامتنان ثم تضمها ) لا حرمني الله منك يا ابنتي

سلوى : ( بفرح ) ولا منك يا أعظم أم على الأرض
*********



يجلس أبو أسامه في المقهى مع رجل آخر ووجهه محمر للغاية

أبو أسامة ( بغضب و عيناه تنظران للأسفل ) : يجب أن أرغم أنفها في التراب

الرجل : اهدأ يا أبا أسامة سنجعلها تأتي هي و ابنتها ذليلتين يقبلان الثرى بين قدميك

أبو أسامة : ( يرفع عينيه إلى وجه الرجل و الغضب يخالجه)خالد أريد من كل الرجال أن يجمعوا لي أكبر قدر من المعلومات عن هذه المرأة و عن ابنتها

خالد : سأعطي تعليماتي اليوم و غدا سيأتيك الخبر اليقين. (ينهض ) سأذهب الآن لتنفيذ ذلك

أبو أسامة : حسنا اذهب

( ينهض الرجل و أبو أسامة في مكانه .يرفع يده لفتى القهوة )

أبو أسامة : ( بحدة) كوب من الشاي يا ولد


يظهر خالد وهو يمشي و من بعيد يتبعه رجل. يستمر خالد في السير حتى يقف عند محل لبيع الخضروات و الفواكه و يتجاذب الحوار مع صاحب المحل . يقف من يتابعه محافظا على المسافة و قد أخذ ينظر في الساعة و إلى اليمين و اليسار كمن ينتظر أحدهم. يضحك خالد بصوت مرتفع و يودع الرجل و يتابع السير بهدوء ثم يندفع مسرعا إلى شارع جانبي ويتفاجأ الرجل لوهلة ثم يركض ليلحق به . وعند دخوله الشارع يتعرقل و يسقط أرضا ثم يجثم خالد فوقه واضعا ركبته على ظهره ممسكا بذراعيه بكلتا يديه

خالد : (بحزم شديد) من أنت و ماذا تريد ؟

الرجل : (بألم) اتركني يا رجل اتركني.

خالد : ( ويزيد من شدة قبضته عليه ) تكلم و إلا سأكسر ظهرك . لماذا كنت تتبعني؟

الرجل : أنا لا أتبعك و لكن هذا هو طريقي

خالد : حسنا( و يزيد من ثني ذراعي الرجل و يصرخ الرجل بقوة ) ألن تخبرني؟

( يظهر ظل على الأرض أمام خالد فيحاول الالتفات و لكن يتلقى ضربة قوية على رأسه يفقد على إثرها الوعي . يقف الرجل الذي كان راقدا و يعيد هندمة ملابسه و ينفض التراب عنها )

الثاني : ( بأمر) هيا احمله
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 210.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 204.57 كيلو بايت... تم توفير 6.11 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]