لماذا شرع الله - تعالى - الزكاة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836977 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379480 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191306 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 667 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 953 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1111 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2019, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا شرع الله - تعالى - الزكاة؟

لماذا شرع الله - تعالى - الزكاة؟

د. محمد ويلالي

الخطبة الأولى

يرتبط شهر محرم عند كثير من المغاربة بإخراج الزكاة التي فرضها الله - عز وجل - في أموالهم، وأنعامهم، وزروعهم، وكنوزهم، ومعادنهم. والزكاة أحد الأركان التي لا يستقيم إسلام المرء إلا بها، لما فيها من المنافع الاجتماعية والاقتصادية، الكفيلة بتحقيق التعاون والتكافل بين المسلمين، بحيث يعطي الغني مما فضل عليه من المال للفقير المعوز، سدا لحاجته، ورأبا لخلته. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾[المعارج: 25]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ.. ﴾. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصيته لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - لما بعثه إلى اليمن: "أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم" متفق عليه. كما كانت الزكاة شريعة الأمم السابقة، كما قال تعالى: ﴿ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾ [المائدة: 12]. وقال تعالى في حق سيدنا إبراهيم، ولوط، وإسحاق، ويعقوب: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73].

فترك الزكاة مدعاة لسخط الرب - عز وجل -، وجلب للقحط وانقطاع المطر، وسبيل إلى تردي السلم الاجتماعي، وغلاء الأسعار، ونكد العيش، وانتشار الأحقاد والضغائن من الفقراء على الأغنياء، ومن المحرومين على المتخَمين. ولذلك شدد الشرع العقوبة على المتهاونين في إخراجها، وتوعدهم بأشد العذاب يوم القيامة. قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34- 35].

وفي حديث مسلم يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ، وَجَبِينُهُ، وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيُرَى سَبِيلُهُ: إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ". وعند البخاري أن هذا المتهاون المانع يستنجد يوم القيامة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وَيَقُولُ: "يَا مُحَمَّدُ"، فيقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُ".

لقد جربت البلاد الشيوعية نظام التأميم، ومنعت الناس من التنافس في الإنتاج، ووضعت القيود المنيعة على التملك، فكانت النتيجة أن انهارت اقتصادياتها، وغرقت في أزماتها.

وأوغلت البلاد الليبيرالية في الرأسمالية المتوحشة، ففتحت باب التنافس والتملك على مصراعيه، وأنشأت البنوك الربوية، لتكون سيفا مسلطا على رقاب الضعفاء، واستقواءً للأغنياء، حتى صار 20% من الناس تزيد ثروتهم عن ثروة 80 % منهم، ووجد منهم من يملك أزيد من 50 مليار دولار، ومن يعيش على صناديق القمامة، ووجد من الدول من دخل الفرد السنوي فيها يبلغ أزيد من 80 ألف دولار، بينما لا يتعدى 300 دولار في بعض البلاد الأخرى.

ولقد توصل الخبراء إلى أن من أسباب الأزمة المالية الأخيرة (2008)، التي ضربت الدول الغربية، ضعفَ قدرة الفقراء الشرائية، وأن الخروج من أزمة كساد الأسواق يكمن في دعم المحتاجين بالسُّيولة، ومن ثم، قاموا بتقديم قروض بدون فائدة لهؤلاء الفقراء تشجيعا لهم على الاقتناء، كما قامت الدُّول الغنيَّة بدعم بعض الدُّول الفقيرة بمنح مجانيَّة، شريطة اقتنائها سلع تلك الدُّول الغنيَّة.

وهذا - بالضبط - ما تحققه الزكاة المفروضة في المنهج الرباني، الذي أباح التملك، وفسح المجال أمام النشطين المجتهدين أن يكسبوا، ويستغنوا، إذا كان ذلك من مصدر حلال، وأنفق في الحلال، وروعي فيه حق الله تعالى وحق الفقراء. فلقد كان من الصحابة من عد من أصحاب الملايين، وربما المليارات، من أمثال عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وما ذكر التاريخ أن أحدا من المسلمين اغتاظ منهم، أو حقد عليهم، أو تظاهر احتجاجا على ثرواتهم، بل كانوا يدعون لهم بالبركة والزيادة، لأنهم كانوا يوظفون مالهم في خدمة الفقراء والمحتاجين، بل ويستعينون به على حل أزمة الدولة نفسها، كما حصل في غزوة تبوك حين احتاج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مال لتجهيز الجيش الذي لقب بجيش العسرة، وقال لهم:" من جهز جيش العسرة فله الجنة" البخاري، فسارع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إلى تجهيز ثلث الجيش بتسعمائة وخمسين بعيرًا، وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏: "أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم يُنفِق أحد مثلها‏"،‏ وجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار في كمه، فنثرها في حجره. قال عبد الرحمن بن سمرة: "فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها في حجره ويقول: "ما ضر عثمانَ ما عمل بعد اليوم" صحيح سنن الترمذي.

ولما سمع عثمانُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حفر بئر رومة فله الجنة"، بادر إلى شرائها من يهودي بعشرين ألف درهم، وقال:"هي للمسلمين" البخاري.

وكذلك كان طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -، الذي باع - يومًا - أرضًا له بثمن عال، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال: "إن رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرُق من أمر لمغرور بالله"، فدعا بعض أصحابه، وحملوا المال معه، ومضى في الشوارع يوزعها، حتى أسحر وما عنده منها درهم. وكان لا يدع أحدا من بني تيم فقيرا إلا كفاه مؤونته، ومؤونة عياله، وكان يزوج فقراءهم، ويقضي دَيْن غارمهم.

وكان عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - تأتيه آلاف الدراهم فيوزعها، ثم يصبح فيستدين علفاً لراحلته. وكان يقول: "يا معشر التجار، ما تصنعون بالدنيا؟". وكان يلوم أبناءه حين يُولمِون للأغنياء، ولا يدعون الفقراء ويقول لهم: "تَدْعون الشِّباع، وتَدَعون الجِياع".

إن مقدار الزكاة في بلد عربي واحد بلغ أزيد من خمس مليارات دولار، وهي زكاة 230 بليون دولار يملكها 1265 شخصاً من كبار الأثرياء في هذا البلد، من أصل 57 مليار دولار قيمة زكاة الدول العربية، بحيث لو وزعت على فقراء هذه الدول الذين يبلغون قرابة 70 مليونا، لكان النصيب السنوي لكل واحد منهم قرابة 8000 درهم، وهو مبلغ كاف لبدء عمل منتج يغني عن المسألة، ويقضي على الفقر.

الخطبة الثانية

إننا - ونحن نعيش أجواء مناسبة عيد الاستقلال، الذي يوافق 18 من هذا الشهر، نتذكر تلك التضحيات الجسيمة التي قام بها أب المغاربة الملك محمد الخامس - رحمه الله -، في سبيل التخلص من الاستعمار الفرنسي، وتلك المنجزات التاريخية، التي قام بها الملك الحسن الثاني - طيب الله ثراه -، وسار على أثرها سلطاننا محمد السادس حفظه الله - نجد أنفسنا أحوج ما نكون إلى تفعيل فريضة الزكاة، التي تكفل استقلال البلاد من التبعية المادية للدول الخارجية، التي بلغت ديونها علينا قرابة 25 مليار دولار.

إن الزكاة صَمَّام أمان اقتصادي، يكفل التمويل الذاتي للأفراد، ويُقدِرهم على تقوية قدرتهم الشرائية، فتدور عجلة الاقتصاد، ويدب النشاط المالي في المجتمع، وهو ما يحتاج إلى مسؤولين مخلصين، يرقبون الله في أموال الناس، لا يعتدون عليها بالحيلة، ولا يأكلونها بالظلم والزور والطرق الملتوية، فلا تعرف الرشوة إليهم سبيلا، ولا يتخذ الفساد المالي إليهم طريقا. ولعمري إن هذا لهو الاستقلال الحقيقي، حين تستقل النفس عن النظر إلى ما في أيدي الآخرين.

عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز أنها دخلت عليه، فإذا هو في مصلاه سائلةٌ دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشيء حدث؟ قال: يا فاطمة، إني تقلدت أمر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عن خصومته، فرحمت نفسي فبكيت.

ولذلك قال يحيى بن سعيد - رحمه الله -: "بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات (زكوات) إفريقية، فاقتضيتها، وطلبت فقراء نعطيهم إياها، فلم نجد فيها فقيرا، ولم نجد من يأخذها منا".

وقال عمر بن أسيد - رحمه الله -: "والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون، فما يبرح يرجع بماله كله، قد أغنى عمر الناس".

وذكر أحد المعاصرين أن من أسباب هذا الفائض، اندفاعَ أفراد المجتمع للعمل والإنتاج، فكثر عدد المؤدِّين للزكاة، وانخفض عدد القابضين لها".

فإذا أحب الله باطن عبده
ظهرت عليه مواهب الفتاح

وإذا صفت لله نية مصلح
مال العباد عليه بالأرواح


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.51 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]