استئصال الخبث لا بد له من أذى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 55 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 31 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 626 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15838 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2019, 03:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي استئصال الخبث لا بد له من أذى

استئصال الخبث لا بد له من أذى
أبو أنس عبدالوهاب عمارة



الحمد لله رب العالمين الذي منَّ علينا بثورة عظيمة ما كنا نحلم أن تخرج على هذا النحو إلا بفضل الله ومنه سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد....

وبعد:
فلقد تجرعت الشعوب العربية والإسلامية الأمرين ومصر بخاصة، فقد شاب الصغير وهرم الكبير على ألوان شتى من القمع والذل والهوان والاستعباد، حتى أصبح عند كثير من الناس إلى النخاع واختلط بالدم واللحم، وكما يقال تغيير المألوف أشد من الضرب بالسيوف، وأصبح الشعب المصري كشخص كان في مكان مظلم حالك الظلمات، وفجأة وعلى غير موعد فُتِّحَت الأبواب والنوافذ فراح يمنع أشعة الشمس عن عينيه وربما نهر من أوصل الأشعة إلى عينيه، لأنه تعود على الظلام !، إنها إشراقة فجر جديد بأمل عريض يضيء لنا الطريق ويبشرنا بغد أفضل وعيشة حرة سعيدة راضية مرضية.


فرسالتي إلى من يفتح الأبواب والنوافذ ليصل النور وإلى المتحوصلين في حالك الظلمات الذين عن جهل ربما لا تستوعب أعينهم أشعة الشمس الساطعة في الربوع ولم يألفوا الحرية ولم يتعودوا النور.

إننا نولد من جديد، ولكل ميلاد مخاض ولكل مخاض آلام، ونحن إذ نستأصل الخبث من جذوره فلا بد من بعض الأذى، إننا بمثابة مريض بمرض خطير كمرض السرطان ويسمونه المرض الخبيث لأنه ينتشر دون أن يعلن عن نفسه أو أن يعطي إنذارا، وآلامه شديد لا تطاق يتلوي منها المريض كأنه يموت في كل يوم مرات ومرات كأن نارا تأكل في جسده، وعلاجه جرعات من الدواء تقتل الخلايا السرطانية مع ما يجاورها من خلايا طبيعية وعادة ما تحدث تقرحات في الفم والحلق ويحدث بعض الاضطرابات الفسيولوجية والهستولوجية، وقد تظهرأعراض السمية عند استمرار إعطاء الجرعات عالية التركيز ولفترات طويلة وله آثار جانبية خطيرة وشديدة، خاصة على النخاعالشوكي، والذي يؤثر بدوره على تكوين كرات الدم البيضاء والصفائحالدموية، وتنعدم المناعة التي هي بمثابة الجيش الرابض للدفاع عن الجسم، ويبدو المريض - حفظنا الله وإياكم وأدام لنا ولكم الصحة والعافية - هيكلا عظميا يتساقط الشعر وتخور القوى كما أن له تأثيراً مدمراً على كل من الكبد والخصية والرئة، وينعدم طعم الحياة. وهذا هو العلاج ولا علاج غيره... وإذا أردت أن تلمس هذا الواقع فزر معهدا للأورام لترى.


ومريض الحصاة - أدام الله لنا ولكم الصحة - يتلوى من شدة المغص ويعطي مسكنات وحينما لا يجد فيها نفعا لا بد من إجراء العملية الجراحية لاستئصال الخبث فلا بد أن يقطع مشرط الطبيب في جسده وأن يسيل منه الدم ويكون هذا عين الرحمة به، بل هذا هو الواجب شرعا وعقلا ولو قال إنسان أن هذا تقطيع في الجسد وتمزيق لوحدته ولا بد أن نحافظ على الجسد وسلامته لاعتُبِر مجنونا.


ولقد أصيب وطننا بداء أخبث من السرطان إنه الفساد الإداري والأخلاقي الذي تغوّل واستشري وأصاب مفاصل الدولة، وإننا بثورتنا هذه نجري عملية جراحية صعبة وخطيرة ودقيقة ولكنها ناجحة ومؤكدة لاستئصال هذا الفساد والخبث إبقاء على سلامة الجسم حتى لا يسري إلى كل الجسد ووقتها لا يجدي علاج.


ومن البديهي أن تسيل الدماء وتتناثر الأشلاء وتجد مقاومة بل مجاهدة من المستفيدين من هذا الفساد وهم المفسدون والمرتزقة من رجال الأعمال وبعض الإعلاميين إن لم يكن غالبهم وهم بالآلاف وفلول الحزب الوطني والنخانيخ والذين ينهبون ثروات الشعب وكان يساندهم النظام البائد على مدار حكومات متلاحقة، ومن يتضرر على مستواه الفردي من تحقيق الاستقرار والنهضة ومن يخسرون مناصبهم وأماكنهم بهذا الاستقرار.


ولا تنس من يتقاضون رواتبهم بالملايين فلو طُبِّق الحد الأقصى للأجور سيُحرَمون كثيرا، وأفراد الشرطة إلا من رحم ربي وخاصة أمن الدولة الذين كانوا يُعمل لهم ألف حساب قبل الثورة ويستعبدون الناس لخدمتهم بل وصل الأمر إلى فرض الإتاوات على الناس من أمن الدولة كل هؤلاء يحاربون الإصلاح والنهضة بكل ما أوتوا من قوة ومن مال.


وما يخدعون إلا أنفسهم... وما يشعرون:
وإن ما يحدث حاليا هو نفسه ما حدث قبل الانتخابات فقبل الاستفتاء على الإعلان الدستوري في مارس 2011م وقبل انتخابات الشعبوالشورى والرئاسة حدثت هذه الحرب الإعلامية والتزييف والتضليلوالتخريب والحرق وسيظلون يعتصمون ويحرِّضون ويستأجرون وينتقلون من مكان إلى مكان هدفهم في ذلك إلهاء الشعب والوطنيين عن بناء الوطن ومؤسساته الوطنية فالحرب يا عزيزي على استقرار البلد أنسيت أن رئيسنا الشجاع ساند ودافع مع غزة وحماس وسحب سفير الكيان الصهيوني هل تتخيل أن هذا يرضي أمريكا والصهاينة وأعوانهم في الداخل والخارج؟! ﴿ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ومن كفرهم وكيدهم وطغيانهم يشعلون الحروب في كل مكان ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ [المائدة: 64].

وما جرى لبلادنا من نهب وسرقة لمقدراتها أشد وأنكى مما يحدث لها الآن على يد بعض المتهورين ولكن ما يذبح في القلب بسكين ثالم استغفال شعبنا وكسر إرادة شبابنا خير شباب وتغييب للعقول.

والبسطاء ممن ينخدعون بالخطب الرنانة المنمقة التي تلعب على إثارة العاطفة ومن ينخدعون بمكر الإعلام وكيده وتدليسه وقلبه للحقائق بفجور ما له مثيل، فتجد من يعيشون يوما بيوم [أصحاب الحرف اليدوية] النجار والسباك والفلاح البسيط، وسطحي الثقافة يملون من أول الطريق.

فيا شعبنا لا تفكر بعاطفتك الجياشة وفكر في مستقبل أمتنا ولتعلم أننا نولد من جديد والولادة متعسرة فلا بد من الآلام أم أنكم تريدونها بدون متاعب ولا خسائر؟! ومع هذه فقلوبنا تتقطع على ما يجري لبلادنا من تخريب وتدمير وندين هذا بشدة ولكن ما هو إلا أذى فلن يكون ضرراً عميقاً ولا أصيلاً، ولن يؤثر في كيان الأمة، ولن يجليها من الأرض، إنما هو الأذى العارض في الصدام، والألم الذاهب مع الأيام ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ * لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ [آل عمران :110-111].

ولكن ربك من رائهم محيط وبما يعملون خبير فيطفئ نارهم ويرد كيدهم لأنه سبحانه مع السلمية ومع بناء الوطن ولا يرضى بالفساد ولا يحب المفسدين ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64].
فبإرادة الله سيحدث ما حدث مع كل مرحلة سابقة وهي أن إرادة الله نافذة ويدالله مع الحق والحق باق والباطل زاهق والحق أبلج والباطل لجلج وسيفاجئهم الشعب بوعيه وثقافته ﴿ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ [الرعد: 17].

لا فلاح للمفترين:
يقول المولى عزَّ وجلَّ لرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم : ﴿ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [يونس: 65] ﴿ فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [يس: 76] ، فلا تحزنوا، واستَعيِنوا بالله عليهم،وتوكَّلوا عليه؛ فإنَّ العزَّة لله جميعًا؛ أي: جميعها له ولرَسوله وللمؤمنين.

ويقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [يونس: 69] ويقول تبارك وتعالى:﴿ فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81] فليسحروا الناس بخداعهم فهم لا يخدعون إلا أنفسهم. واطمئنوا فالله لا يصلح عمل المفسدين فعملهم هذا إلي بوار وخسارة وحسرة فلينفقوا وليتعبوا أنفسهم لتكون حسرتهم كبيرة.

لا يفلحون أيَّ فلاح؛ لا يفلحون في الدنيا ولا في الأخرى، والفلاح الحقيقي هو الذيينشَأ من مسايرة سنن الله الصحيحة، المؤدِّية إلى الخير وارتِقاء البشر،وصلاح المجتمع، وتنمية الحياة، ودفعها إلى الإمام.

فليجمعوا ما عندهم من كيد ومكر ولتستعينوا بربكم وتجمعوا قواكم وتتوحدوا للتخطيط والترتيب والتنظيم فلا يشتتوكم ولا يلهوكم لا تناموا ولا تهدؤوا حتى تصلوا إلى كل مصري ليعلم ويفهم الدستور على حقيقته الصادقة وأنه دستور يفخر به كل مصري ويكفينا أنه انتصر للشريعة والحرية والمرأة ومتحدي الإعاقة والفلاح والعامل والتعليم والصحة....

يا شباب مصر يا كل مصري اقرأ وتدبر دستورك واذهب وضع رأيك في الصندوق وابن بلدك ومؤسساتها.

هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها أقصى محنته الثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول [محمد الغزالي].

أيها المُناضِلون:
لا تنسَوْا أنَّ للكون إلهًا يُدبِّر أمرَه، ويختار ما يصلح بِحِكْمتِه ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 68 - 70].

فهو الذي يخلُق كلَّ شيءٍ،ويعلَمُ كلَّ شيءٍ، وإليه مردُّ الأمر كلِّه في الأولى والآخِرة، ولهالحمدُ في الأُولى والآخِرة، وله الحُكم في الدُّنيا وله الرّجعة والمآب،وما يملكون أنْ يختاروا لأنفُسِهم ولا لغيرهم، فاللهُ يخلق ما يَشاءويَختار ، فهم لا يملكون الاختيارَ لأنفسهم فيختاروا الأمْن أو المخافة!

إنَّها الحقيقة التي كثيرًا ما يَنساهاالناس، أو ينسون بعض جَوانِبها، إنَّ الله يخلُق ما يَشاء؛ لا يملك أحدٌأنْ يقترح عليه شيئًا، ولا أنْ يزيد أو ينقص في خلقه شيئًا، ولا أنْ يعدِّلأو يُبدِّل في خلقه شيئًا، وإنَّه هو الذي يَختار من خلقه ما يَشاء ومَنيشاء لما يريد من الوظائف والأعمال، والتكاليف والمقامات، ولا يملك أحدٌأنْ يقترح عليه شخصًا ولا حادثًا، ولا حركة ولا قولاً ولا فعلاً؛ ﴿ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ لا في شأن أنفسهم ولا في شأن غيرهم، ومَرَدُّ الأمرِ كلِّه إلى الله في الصَّغير والكبير.

هذه الحقيقةُ لو استقرَّتْ في الأخلاد والضَّمائر لما سخط الناس شيئًا يحلُّ بهم، ولا استخفَّهم شيءٌ ينالونهبأيديهم، ولا أحزَنهم شيءٌ يفوتُهم أو يفلت منهم؛ فليسوا هم الذين يختارون،إنما اللهُ هو الذي يختار.

وليس معنى هذا أنْ يلغوا عُقولَهم وإرادتهم ونشاطهم،ولكن مَعناه أنْ يتقبَّلوا ما يقَع بعد أنْ يبذلوا ما في وُسعِهم منالتفكير والتدبير أنْ يتقبَّلوا الاختِيار بالرِّضا والتسليم والقبول،فإنَّ عليهم ما في وسعهم، والأمر كلُّه بعد ذلك لله؛ ﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ فهو مُجازِيهم بما يعلَمُ مِن أمْرهم، مختارٌ لهم ما هم له أهل، مِن هدًى أو ضلال، ﴿وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فلا شريك له في خلق ولا اختيار، ﴿ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ على اختِياره، وعلى نعمائه، وعلى حِكمته وتَدبيره، وعلى عَدله ورَحمته، وهو وحدَه المختصُّ بالحمْدِ والثناء، ﴿وَلَهُ الْحُكْمُ يقضي في عِباده بقضائه، لا رادَّ له، ولا مبدِّل لحكمه ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، فيَقضِي بينكم قضاءَه الأخير؛ "في ظلال القرآن"، بتصرُّف كبير.


والله أسأل أن يحيي موات هذه الأمة، وأسأله سبحانه أن من أراد بهذه الأمة خيرا أن يوفقه إلى كل خير، وأن يسدد خطاه، وأن يهديه طريق الرشاد وأن يحقق للثورة أهدافها ويرزقنا خيرها ويكفينا شرها ونعوذ به سبحانه وتعالى من شرور أعداء الحق والخير وندرأ بك في نحورهم إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير وأنت نعم المولى ونعم النصير.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات:17].

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.72 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]