التوقيعات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القاضي الفارس الفرج بن كنانة وأسد بن الفرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من مواعظ الإمام سفيان الثوري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أولادنا... هل نستوعبهم؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الشَّبَابُ وَرَمَضَان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل في الشر خير؟ دروس من قصة الإفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2019, 04:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,965
الدولة : Egypt
افتراضي التوقيعات

التوقيعات
د. رفيق حسن الحليمي

لكلمة وقّع في اللغة عدة معان، يهمنا منها ما يتصل بموضوعنا، ففي اللسان «التوقيع في الكتاب: إلحاق شيء فيه بعد الفراغ منه، وقيل: أن يجمل الكاتب بين تضاعيف سطور الكتاب مقاصد الحاجة ويحذف الفضول، وقيل التوقيع: ما يوقع في الكتاب» (1)، ويفهم من هذا التعريف أن القائم بالتوقيع قد يلحق شيئاً في الكتاب (الرسالة) بعد الانتهاء من الكتابة، وقد يجمل (يوجز) القصد من الكتاب، وقد يحذف ما يراه من الزيادات، وفي المعجم الوسيط: وقع العقد أو الصك: «كتب في أسفله اسمه إمضاء له أو إقرارا به» (2)، وفي المنجد: وقع العهد أو الفرمان رسم عليه طغراء السلطان (3).
ويستنتج مما سبق أن التوقيع يأتي عادة بعد الانتهاء من الكتابة بإضافة شيء ما عليها.. فيا ترى ما هذا الشيء الذي يضاف؟ ومن الذي يضيفه؟
ما يضاف قد يكون اسم صاحب الشأن أو إمضاءه أو ختمه أو بصمته بما يدل ويشهد على إقراره بما جاء فيه، وقد يكون بتعديل شيء مما ورد في الكتاب أو بحذف ما يراه غير مناسب فيه، وأما الذي يضيفه فقد يكون الكاتب نفسه، وقد يكون رئيسه إذا كان الكاتب مستكتباً بأجر يتقاضاه مقابل عمله.
المفهوم الأدبي: على الرغم من عدم ورود كلمة «التوقيعات» بلفظها الجمعي ولا بمفهومها الأدبي في المعاجم القديمة والحديثة - كما رأينا- فهي تظل في دائرة هذا المعنى اللغوي الذي أوردته المعاجم، ولا تخرج عنه في شيء، اللهم إلا في بعض التفاصيل التي آثرتها كتب الأدب ولم تؤثرها كتب اللغة، وأصبح مفهومها بين الأدباء عبارة عن رأي أو تعليق أو تعقيب، يكتبه الحاكم نفسه أو يمليه إملاء- وهذا هو الغالب- على كاتب الديوان تعليقا على ما يعرض عليه من شؤون الدولة ومن شكاوى ومظالم، أو أخبار أو بريد وارد لتوه من الولاة في مختلف أنحاء البلاد (4)، ثم ترد ثانية إلى الولاة حاملة هذا «التوقيع» بمفهومه الأدبي، بمعنى آخر: حاملة «عبارة مختصرة» هي رأي المسؤول وتعليقه على ما ورد إليه من بريد مكتوب «وهي أشبه بما يسمى اليوم «تأشيرات» المسؤولين (5)، ومن هنا اكتسب هذا اللون من العبارات اسم التوقيعات، ودخل عالم الكتابة الفنية تحت هذا الاسم.

انتشار التوقيعات
انتشر فن التوقيعات في العصر العباسي- عصر التدوين- انتشارا واسعا فاق ما كان عليه الحال في العصور السابقة، فقد روي بعض من التوقيعات عن حكام ومسؤولين سابقين، وفي العصر العباسي انتشرت الكتابة وتيسر لها من الورق والأدوات والأقلام والوسائل ما تيسر، وظهرت طبقة من الكتاب والوراقين المتخصصين الذين يعمل بعض منهم في ديوان الحكم (الخلافة)، وتحركت المشاعر والمطامح لدى جيل من الشباب والناشئة إلى تبوؤ مكانة مرموقة من خلال فنون الكتابة، وفي أعلاها مكانة صاحب الديوان أو كتاب الديوان، وأخذت مصالح الناس تتشابك وتتعقد في ظل دولة اتسعت رقعتها وتعددت أجناسها وأعراقها وثقافاتها، واتسمت بالتسامح الذي يعد مزية من مزايا الإسلام وهو ما شجع على رفع المظالم والشكاوى الى المسؤولين، اضافة الى ما يستجد من أمور في أنحاء الدولة وأطرافها يحتاج الولاة الى رأي الحكام فيها، وقد دعا ذلك الى ضرورة الرد بما يقتضيه المقام من آراء وأفكار واقترحات وأوامر وتوجيهات في عبارات موجزة قد تطول وقد تقصر، معبرة عن موقف هذا الحاكم أو ذاك لاتخاذ ما يلزم لتنفيذ ما جاء في التوقيع، ولعل ما وصلنا منها لا يمثل الا جزءا يسيرا مما تشير اليه الاخبار في كتب تاريخ الأدب وكتب السير والمغازي والفتوحات.
التوقيعات بين المشافهة والتدوين
ارتبطت التوقيعات أصلا بالكتابة والتدوين، فهي تعد من فنون الرسائل الديوانية القصيرة (6)، حيث يدون التوقيع أو يكتب في أعقاب الرسائل أو المكاتبات الواردة إلى مقر الحكم، ومن هنا جاءت هذه التسمية، وقد يصادف الباحث كثيراً من العبارات التي تتشابه وتتماثل مع التوقيعات في أسلوبها ومعناها ومبناها من حيث الهدف والغاية، والجرس الموسيقي والايجاز وجودة السبك، غير أن المؤرخين لم يعدوا هذا اللون من الأقوال من فنون التوقيعات لسبب واحد، وهي انها صدرت عن صاحبها مشافهة، ولم تدون في حينها في أعقاب رسالة أو رد مكتوب، من ذلك على سبيل المثال: ما روي أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي تميمة الهجمي: إياك والمخيلة، فقال يا رسول الله: نحن قوم عرب، فما المخيلة؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبل الإزار (7)، فقوله: سبل الإزار أقرب الى فن التوقيعات، غير أنها قيلت في حينها مشافهة ولم تدون في أعقاب رسالة، ومن ذلك أيضا ما روي أن رجلاً لحن في حضرة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: أرشدوا أخاكم فقد ضل (8).
التوقيعات فن عربي خالص
نظراً لانتشار هذا اللون من الفنون القوية في العصر العباسي ذي الطابع الفارسي ذهب بعض الباحثين الى أن «أصل نشأة التوقيعات فارسي» (9)، وقد عزز هذا الاعتقاد أن ديوان الخراج كان يكتب بالفارسية في العراق وبالرومية في الشام، وأن الذين كانوا يتولونه الموالي من الفرس والروم (10)، وقد كان ذلك قبل تعريب الدواوين في العصر الأموي، وقبل أن تتحول أقاليم العراق والشام ومصر إلى العربية الشاملة، وهو ما يعرف بتعريب الأقاليم، يضاف الى ذلك نبوغ أسرة البرامكة (11)، في كتابة التوقيعات حيث عملوا في ديوان الخلافة، وعمدوا في كتاباتهم إلى الاختصار الشديد وقد نسب إلى يحيى بن جعفر البرمكي أنه كان يوصي الكتّاب بقوله: إذا أردتم أن تكون كتبكم كلها توقيعات فافعلوا (12)، لذلك بالغ أحد الباحثين عندما قال: «وأنشأوا (أي أسرة البرامكة) ما يسمى بالتوقيعات» (13)، وهذا ما دفع كثيراً من الباحثين إلى الاعتقاد بأن أصل نشأة فن التوقيعات فارسي!
ولعل مراجعة سريعة لبعض ما وصلنا من هذا الفن تؤكد أن التوقيعات فن عربي خالص، وقد نشأت في حضن اللغة العربية وفي ظل الدولة الإسلامية منذ العصر النبوي، ففي عصر النبوة وقبل أن يتأثر المسلمون بالحضارة الفارسية احتفظت كتب الأدب ببعض التوقيعات التي تنسب لمسؤولين عاشوا في تلك الفترة المتقدمة، وقد مر معنا أن شرحبيل بن حسنة أحد كتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يكتب التوقيعات إلى الملوك.

اهتمام الكتاب بالتوقيعات
أخذ كثير من الكتاب، وخاصة في العصر العباسي يتبارون، في هذا الفن، وكان طلاب العلم والناشئة ممن يهيئون أنفسهم لهذه المهام، يقفون أمام أبواب المشهورين من الكتاب في انتظار سماع آخر ما أحدثوه من التوقيعات، وكان «الوارقون يتخاطفونها ويربحون منها ربحاً وفيراً» ، وكان يحيى بن جعفر البرمكي في مقدمة فرسان فن التوقيعات، «وقد أشاد القدماء ببلاغته في كتابة الرسائل والتوقيع، لدرجة أن الناس - كما يقول ابن خلدون- كانوا يتنافسون في الحصول على توقيعاته ليقفوا منها على أساليب البلاغة وفنونها، حتى قيل: انها كانت تباع كل توقيع بدينار».
أسرار الجمال الفني في الوقيعات
لعل أبرز مظاهر الجمال في هذا الفن، قصر الجملة، وهو الغالب على هذا الفن، فقد يأتي التوقيع في كلمة واحدة تفي بالغرض، وقد يكون جملة قصيرة أو جملة كبرى مكونة من جملتين أو أكثر ، ومن النادر أن يكون مطولاً في جمل عدة.
ويمتاز فن التوقيع بالايجاز الشديد الذي يلف المضمون، وهو إيجاز لا يخلّ بالمعنى، اضافة الى السجع المطبوع وليس المفتعل المصنوع، مثل: استبدل بكاتبك، وإلا استبدل بك، ومثل: طهر عسكرك من الفساد، يعطك النيل القياد، وإذا جاء التوقيع أكثر من جملة فسنجد تقسيما متوازنا بين الجمل الصغرى بحيث تنتهي كل جملة بسجعة مغايرة للتي بعدها مكونة جملة كبرى هي التوقيع، مثل: كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما عدلت وإما اعتزلت.
على أن السجع ليس شرطاً أساسياً في جمال التوقيع، فقد يخلو من السجع كما رأينا في بعض الأمثال ويستعيض عنه بجمال النظم.
ويتجلى في أكثر التوقيعات عنصر المفاجأة المتمثل في صيغة الطلب والأمر والنهي والتهديد أحياناً والوعيد، وهي تعد مكونات فن التوقيعات.
ولعلنا لا نبعد إذا ذهبنا إلى أن التوقيعات كانت في سياقها التاريخي محطة أساسية لتدريب الناشئة على فنون القول، واكتساب المهارات اللغوية والبلاغية، وعلى الرغم من قلة ما وصلنا منها فإنها مازلت مجالاً واسعاً لمن يريد أن يتتبع فن الكتابة في العصر العباسي، ولمن يريد أن يتعرف جانباً من أنماط العلاقة بين الحكام وولاتهم.



الهوامش
1- لسان العرب مادة: «وقع»، وكذا في القاموس المحيط.
2- المعجم الوسيط «وقع».
3- المنجد «وقع» والفرمان «ج فرامين» عهد السلطان للولاة فارسية «المنجد» والطغراء: الطرة تكتب في أعلى الكتاب والرسائل تتضمن نعوت الحاكم وألقابه، أصلها تتري استعملها الروم والفرس وأخذها العرب «وهي أشبه برأس زهرة اللوتس، توضع لتزيين الخط».
4- أحمد أمين، ضحى الإسلام ج1 ص 187 ط السادسة، 1961، مكتبة نهضة مصر - القاهرة، وانظر: حسين نصار نشأة الكتابة الفنية ص 42، ط الثانية 1966م مكتبة النهضة المصرية، وعلي الجارم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة ص 245 ط 17، دار المعارف بمصر، ومحمد رجب النجار، النثر العربي القديم ص 152- 153، ط الثانية 2002م، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع - الكويت.
5- النثر العربي القديم (الموضع السابق).
6- هناك نوعان من الرسائل: الأول، الرسائل الديوانية، وهي الرسائل ذات الطابع الرسمي، المتداولة بين الدوائر والمؤسسات الحكومية والرسمية، وهي تفقد الطابع الذاتي وتتسم بالجانب الموضوعي، والثاني، الرسائل الإخوانية وهي المتداولة بين الأهل والأصدقاء، وفيها تبحث المسائل الشخصية والعاطفية والأشواق.
7- المبرد: الكامل ج 2 ص 288 (ولم يثبت لنا بعد التحقيق أن أبا تميمة الهجمي صحابي، وإنما هو تابعي (ت 95)، انظر: تهذيب التهذيب ج5 ص 12، الإصابة في تمييز الصحابة ج4 ص 26.
8-السيوطي، المزهر ج2 ص 396 .
9- ضحى الإسلام ج1 ص 187، وانظر: مصطفى الشكعة، بديع الزمان الهمذاني ص 64 ط الأولى 1959م مكتبة القاهرة الحديثة.
10- نشأة الكتابة الفنية ص 66.
11- البرامكة: أسرة فارسية مشهورة لعبت دوراً أساسيا في شؤون الدولة العباسية، أسسها خالد بن برمك الذي كان أبوه سادنا برمكيا لمعبد بوذي في مدينة بلخ.. غضب عليهم الرشيد لأسباب مختلفة أدت الى نكبتهم والقضاء عليهم ومصادرة أموالهم (الموسوعة الميسرة 338).
12- النثر العربي القديم (ص 153).
13- بديع الزمان الهمذاني ص 64.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.21 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]