النظرية ومناهج البحث الجغرافي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2021, 12:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي النظرية ومناهج البحث الجغرافي

النظرية ومناهج البحث الجغرافي


د. مولاي المصطفى البرجاوي







كأيِّ نسَق معرفيٍّ، لا يبني تصوراته مِن فَراغ، بل لا بد مِن أسُس منهجية، مِن الفرضيات التي يَصوغها الباحث أو العالم في البحث الجغرافي، إما أن تكون استنباطية أو استقرائية.

المنهج الاستنباطي في الجُغرافيا:
يَعتمِد على المذهب العقلي القائل بأن العقل مصدر المعرفة وليس الحواس، والباحث الذي يسلك منهجَ الاستنباط ينبغي أن تكون له القدرة على التوقُّع الحدسيِّ بطبيعة الحقيقة التي يُريد معرفتها، وهذا ما نُسميه بالتصور الذهني أو التخمين العقلي؛ الذي يُبيِّن كيفية تركيب عناصر الحقيقة، ويُطلَق على هذا التصور "النماذج البديهية" أو "الفرضية الاستنباطية"، ويَعتمِد المنهج الاستنباطي على القياس المنطقي (syllogisme) من أجل الوصول إلى معرفةٍ ما يمكن الركون إليها، وكان اليونان أول مَن صاغ الفرضيات الاستنباطية؛ فعلى سبيل المثال اعتمد (فيثاغورس) في بناء فرضية كروية الأرض على افتراض نظري أو نموذج بديهي، مفادُه أن الدائرة أكمل الأشكال[1].

يَعتمد المنهج الاستنباطي في حقل الجغرافيا على النموذج النظري (Modèle théorique)، الذي يمثِّل ظاهرة جغرافية معيَّنة، ويُستوحى مِن الفرضيات ومِن المناقشة النظرية والعقلية للظاهرة موضوع البحث، كما يعوِّض التجربة بمقارنة النموذج للظاهرة بمعطيات الواقع؛ وذلك عن طريق القياس المنطقي، وجمع البيانات، ومعالجتها، واختيار مدى مطابقتها للنموذج النظري، فإذا أثبتَت المقارنة والاختبار الإحصائي عن غياب تطابُقٍ بين ذلك النموذج والواقع الحقيقي للظاهرة، فإن الباحث يكون مُضطرًّا لإعادة النظر في الفرضيات وتعديل النموذج، أما إذا كان هناك تطابق تامٌّ بينهما، فإن ذلك النموذج يُصبِح قابلاً للتعميم (قانون)؛ بحيث يُستعمَل في تفسير العلاقات والأبعاد المَجالية للظاهرة الجغرافية المدروسة.

لقد حاول الجغرافيون تطبيقه في الجغرافيا البشرية؛ لعدة أسباب، نَحصُرها فيما يلي:
لأنه يَجعل مِن الجغرافيا علمًا نظريًّا يُستمَدُّ من المناقشات العقلية والنظرية؛ وذلك من خلال إعطاء الأسبقية للمُنطلَقات النظرية والأيديولوجية عِوَض الانطلاق من الميدان.

أنه يُعوِّض الملاحَظة الميدانية بما يسمى بـ"النموذج"، وفي هذا ضرب لخصوصية الفِكر الجغرافي الذي يَنبني على الملاحظة الميدانية.

لأن تطبيق هذا المنهج بهذه الكيفية يعدُّ انحرافًا عن ذلك المنهج الأصيل الذي وضعه مؤسِّسا الجغرافيا الحديثة "ألكسندر فون همبولت" و"كارل ريتر"؛ فقد انتقدا المناقشات النظرية والفلسفية التي ركَّز عليها الفيلسوفان "جون هردر" و"إيمانويل كانط"، اللذان حاولا أن يَجعلا مِن الجغرافيا علمًا نظريًّا يُمارَس في المكتبات؛ لذا حاول كل من "همبولت" و"ريتر"، أن يجعل من الميدان ومِن الملاحظة أساس الجغرافية العلمية.

المنهج الاستقرائي في الجغرافيا:
إذا كان المنهَج الاستنباطي يَعتمِد على المذهب العقلي، فإن المنهج الاستقرائي يَعتمِد على المنهج التجريبي (Empiricisme)، القائل بأن المعرفة تُستمَدُّ مِن التجربة الحسية؛ أي: إن الحواس - وليس العقل - هي التي يُمكننا بواسطتها الحصول على المعرفة.

يرى معظم فلاسفة العلوم أن الفيلسوف الإنجليزي "فرانسيس بيكون" (F.Bacon) (1561-1626) هو الذي أرسى قواعد الأسس الواضحة للتجربة، والتي عليها تمَّ فَرزُ العلوم إلى نظرية وتجريبية.

فالعلوم التجريبية تخضع للملاحظة والتجربة والقياس الكمِّي؛ ولذلك أُطلِق عليها "العلوم الكمية"، أما العلوم النظرية، فلا تَنطبِق عليها هذه الشروط؛ فظلَّت "علومًا كيفية"[2].

يَنطلِق المنهج الاستقرائي من الميدان "الواقع الملموس" في دراسة الظواهر الجغرافية، بدءًا بالجزئيات وجمع المعطيات الميدانية بواسطة الملاحظة والتجربة.

المناهج النظرية والاقتراب مِن التطبيقية في الجغرافيا:
إذا كان المنهج الاستنباطي يبدأ بصياغة الفرضية؛ أي: يبدأ بالكليات قبل الجزئيات، فإن منهج الاستقراء على العكس منه تمامًا؛ فهو يبدأ بالجزئيات قبل الكليات؛ أي: يبدأ بملاحظة الظاهرة ملاحَظةً علمية، مُسلِّطًا الأضواء على خصائصها ومكوِّناتها، ومُحلِّلاً العلاقات القائمة بينها وبين غيرها من الظواهر، ثم يَبني تصورات عامة أو فرضيات يَستخدِمها في التفسير، ويُطلَق على هذا النوع من الفرضيات "الفرضيات الاستقرائية"، وتكون صياغة هذا النوع مِن الفرضيات على النحو التالي: لو فرضنا أن أحد الباحثين الجغرافيِّين يُريد دراسة الإنتاجية الزراعية بمنطقة مِن المناطق، فينبغي عليه القيام بزيارات ميدانية لمنطقة الدراسة؛ للاطِّلاع على نوعية المحصول، وفي أثناء ذلك يجمع بيانات تتعلق بنوعية التُّربة، وكمية سقوط الأمطار، وماهية المُدخَلات البشرية في عملية الإنتاج الزراعي؛ ليَبني فرضيات من قبيل:
هناك علاقة بين الإنتاجية الزراعية ونوعية التُّربة.
هناك علاقة بين الإنتاجية الزراعية وكمية الأمطار الساقطة وفصليتها.
هناك علاقة بين الإنتاجية الزراعية والأساليب الزراعية المتَّبعة.
هناك علاقة بين الإنتاجية الزراعية وكمية الأسمدة المُستخدَمة.
هناك علاقة بين الإنتاجية الزراعية ونظام المِلكيَّة المُتبَع.

وبعد صياغة هذه الفرضيات يقوم الباحث بالتحقُّق مِن هدفها، ويُبيِّن (أيها) أكثر ثقة مِن غيرها، ويستبعد ما يُثبِت الفحص عدم جدواها[3].

وخلاصة القول: يظل المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي من المناهج التي اقتحمت الحقل الجغرافي؛ لتنقلها من الجغرافية الوصفية الكلاسيكية إلى جغرافية منهجيَّة.



[1] محمد علي الفرا، 1990، التنظير في الفكر الجغرافي الحديث، الرسائل الجغرافية، العدد: 139، الجمعية الجغرافية الكويتية، (ص: 7)، بتصرف يسير.

[2] محمد علي الفرا، نفس المرجع، (ص: 8).

[3] محمد علي الفرا، نفس المرجع، (ص: 10).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.92 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]