|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لباب الآداب للطلاب الأنجاب
لباب الآداب للطلاب الأنجاب د. عبدالحكيم الأنيس 1- ابدأ نهارك بأداء صلاة الفجر في وقتها، فإنها مفتاح الخيرات، وباب البركات. 2- ليكن وصولك إلى الجامعة قبل موعد بدء الدوام، وخير ما تبدأ به ركعتان تركعهما في المصلى، "سنة الضحى". 3- لا يُستحسن أبداً أن يحضر الأستاذ وأنت خارجَ قاعة الدرس، فاحرص على أن تكون في "مكانك" من حين بدء الدرس، حضر الأستاذ أم لم يحضر. 4- إذا دخل أستاذك إلى القاعة فاستقبله بإجلالٍ إجلالاً للدين والسن، واحترامًا للعلم الذي يحمله. 5- احرص على أن يكون جلوسك الجلوسَ اللائق بالعلم وأهله وطلابه، ومن غير اللائق أن تضع رجلاً فوق أخرى، وترسل يداً خلف "الرحلة". 6- أقبل على أُستاذك إقبال الحريص، ولا تشتغلْ عنه بشاغلٍ كأن تنظر في كتاب آخر، ومن لطيفِ عبارات شيخنا العلامة الشيخ جمال بن شاكر التكريتي: "إذا سمعتَ الخطاب، وكنتَ مع الأحباب، فلا تنشغل بالكتاب". 7- اعلمْ أنَّ الكلام لا ينتهي، فأقللْ منه ما استطعت، وما أجمل ما يقوله العلامة أبو الثناء الآلوسي المفسِّر (ت: 1270هـ) -رحمه الله- في "مقاماته": "فالغلط تحت اللغط، والعثار مع الإكثار، ورُبّ جاهل، فُضِّلَ بسكوته على فاضل". 8- استمعْ جيداً لما يلقيه عليك الأستاذُ، وعِ الدرس بكامله، يقول الحافظ الجليل فقيه العرب سفيان الثوري رحمه الله: "أول العلم الاستماع، ثم الإنصات، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر". 9- من حُسْن الأدب النظرُ إلى الأستاذ، وقد ذكر الإمامُ علي بن المديني البصري، أنه قال لسفيان بن عيينة: "أخبرني معتمر بن سليمان عن كَهْمس عن مطرف أنه قال: إذا حدّثتَ رجلًا فلم ينظر إليك لم يكن مُنصتًا". قلتُ: وممّا سمعتُ في المجالس: العين مغرفة الكلام. 10- إياك أَنْ تقول لمدرِّسك: انتهى الوقت. أو أن تكثر النظر في ساعتك، أو أن تشكو الجوع وغيره! فليس ذلك من شيم طلاب العلم، الراغبين فيه، الجادِّين في تحصيله. 11- حاول أن لا تضيع منك فائدة تسمعها، وذلك باللجوء إلى كتابتها فور سماعها، وقد قيل - ويُنسَبُ إلى الإمام مالك، وهو عندي بعيد، ونُسِبَ إلى سحنون، ولعله الصواب-: العلم صيدٌ والكتابة قيدهُقيّدْ صيودَك بالحبال الواثقهْ فمن الحماقة أَنْ تصيدَ غزالةً وتعيفها بين البراري طالقهْ! وإنّ فائدةً بعد أخرى تكوّن كتابًا، وما أصدق ما قاله العلامة بهاء الدين ابن النحاس الحلبي (ت: 698هـ): اليوم شيءٌ وغدًا مثلهمن نُخَبِ العلم التي تُلْتَقطْ يُحصّلُ المرءُ بها حكمةًوإنما السيلُ: اجتماع النقطْ 12- إذا سألتَ فاعرف كيف تسأل، بوضوح عبارة، وحسن مدخل، وتقديم الدعاء، واختيار اللفظ، كأن تقولَ: جزاك اللهُ عنّا الخير ما معنى كذا؟ أو إنّ هذه عبارةٌ استغلق عليّ فهمُها فهل تتكرمُ بشرحها؟ وهكذا.. جاء في ترجمة الإمام التابعي الجليل الفقيه زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب (ت: 136هـ): "قال مالك: وكان زيد بن أسلم يقول لابن عجلان: اذهبْ فتعلمْ كيف تسألُ، ثم تعال". فقد جعل السؤالَ علمًا -رحمه الله- ويقول الإمام سعيد بن جبير: "مَنْ أَحسن أَنْ يَسأل، أحسنَ أَنْ يتعلم". 13- إذا سَألت فأُجبتَ، أو أُلقيتْ عليك مسألةٌ فأظهرْ أنك فهمت، ولا تنظرْ نظر الحيران، أو نظرةَ الذهول، وما أجمل ما قاله الأستاذ الشيخ عبد الكريم المدرس لطالبٍ بدر منه ذلك: "إنّ الإنسان جملةُ مشاعر، لا تنظرْ اليّ هكذا، وأشعرني أنك فهمت...". 14- تجنّبْ ما استطعتَ التثاؤبَ، والنومَ!، والتمطي، وفرقعةَ الأصابع، وظهورَ الفتورِ، والميلَ إلى الملل. 15- وكما لا يُستحسن وضعُ اليدين في "الجيبين"، لا يُستحسن رفعُ غطاء الرأس... أو... إخراجُ القدمين من النعلين... وفهمك كفاية... 16- إذا أبدى أستاذٌ رأيًا، أو عرضَ مسألةً، وأحببتَ أن تعرفَ رأيَ أستاذٍ آخر في ذلك، فتجنبْ ذكرَ اسم الأول، وليكن الهدف هو العلم الخالص. 17- لا تخرجْ من القاعة قبل خروج أستاذك إلا أن يأذنَ لك، وكذلك إذا رأيتَهُ في الشارع فلا يحسنُ أن تتجاوزه، بل من الأدب أنْ تسايره، أو أن تعتذر منه بالتقدّم عليه، وإذا سرتَ معه فامشِ عن يمينه، ودعْ يساره لما قد يَعرض له. 18- الوقت سيفٌ إن لم تقطعه قطعك، فاجتهدْ أنْ تملأه بالمفيد النافع، ومن ذلك أن تستفيدَ من فرص الراحة، وتسأل الأساتذة عما يهمُّك، أو ما تراه يزيدك علماً، ويبصّرك فهماً. 19- ليكن من منهجك أن تطَّلع على كتابٍ مفيد في كلّ يومٍ جديد، وذلك بأن تذهب إلى المكتبة وتستعيرَ كتاباً -في أي علمٍ كان- وتقرأ مقدمته وفهارسه بدقة، فتكون لديك فكرة كاملة عن موضوعه ومحتواه، وإذا سرتَ على المنهج فستجد نفسك في نهاية السنة قد اطلعتَ على مئاتِ الكتب، وهذه ذخيرة لا تقدّر بثمن. 20- حاولْ أَنْ تقتطع من نفقاتك كلّ يومٍ شيئًا ما ، ثم تشتري بما يجتمع لديك منه "كتابًا" في الموضوع الذي تفكّر أن تتخصصَ فيه، فتكوينُ المكتبة الاختصاصية من أهمّ الأمور لطالب العلم. 21- إذا كنتَ ممّن يرتدي لباس أهل العلم –وذلك مختلف باختلاف عادات البلاد- فاتقِ الله فيه، واعلمْ أنك مُعرّض للسؤال والاستفتاء أكثرَ من غيرك، فراقبِ الله فيما تقول، وإذا كنتَ لا تعلم، فقل: لا أعلم، وليكن سمتُك وهديُك محفّزين لك على التزوّدِ بالعلم ولا سيما التفسير والحديث والفقه، فهذه العلوم هي أكثر ما يسألُ الناس عنها. 22- حاولْ أَنْ لا تخلو كلّ يوم من حفظِ شيءٍ جديد، فإنَّ الذاكرةَ إذا أُهملتْ تعطلتْ، وإذا أكثرتَ عليها في وقتٍ تعبتْ، والاستمرارُ على شيءٍ -وإن كان قليلاً- من أحسن الأعمال، فاجعلْ لنفسك أنْ تحفظ كلّ يوم خمسَ آيات، وحديثًا نبويًا، وبيتين من الشعر، وهكذا، وسترى نفسك بعد مُدّةٍ أنك اختزنتَ الكثير مما ينفعك في حياتك، قال العلامة طاشكبري زاده (ت: 968هـ) في كتابه "الشقائق النعمانية" في ترجمة الإمام الفيروزآبادي صاحب القاموس (729-816): "وكان يقول: لا أنام إلا وأحفظ مئتي سطر. وكان كثيرَ العلم والاطلاع على المعارف العجيبة، وبالجملة كان آية في الحفظ والاطلاع والتصنيف". فاعملْ عمله عسى أن تكون مثله إن شاء الله، والله يتولاك. [1] كتبتُ هذه الكلمات للإخوة الطلاب في الجامعة الإسلامية ببغداد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |