الشاعر الناقد د. وليد قصاب.. وصفحات من سيرة عنترة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2021, 02:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الشاعر الناقد د. وليد قصاب.. وصفحات من سيرة عنترة

الشاعر الناقد د. وليد قصاب.. وصفحات من سيرة عنترة
محيي الدين صالح




منذُ مِئات السِّنين وإلى الآن تَمُوج الساحة الأدبيَّة العربيَّة بكثيرٍ من القصائد الشعريَّة التي صاغَها أصحابها بِناءً على قصائد سابقة لها على سبيل المعارضة؛ مثل قصيدة أحمد شوقي التي بدأها بقوله:
رِيمٌ عَلَى القَاعِ بَيْنَ البَانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفْكَ دَمِي فِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ



وقد عُدَّتْ هذه القصيدة معارضةً لقصيدة البوصيري الشهيرة التي يقول في أولها:
أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيرَانٍ بِذِي سَلَمِ
مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ



وكذلك معارضة شوقي لسينيَّة البحتري ونونية ابن زيدون، والأمثلة في ذلك كثيرة.

وهناك ظاهرة شعريَّة أخرى هي تسبيع أو تخميس القصائد الشهيرة، كما فعل القاضي البيضاوي أيضًا في بردة البوصيري حين أضاف خمسة مقاطع قبل كلِّ بيت من البردة كقوله:
ال
لهُ يَحْرُسُ نَفْسِي مِنْ عَمَايَتِهَا
لَعَلَّ تَحْظَى بِخَيْرٍ فِي نِهَايَتِهَا

كَمْ حَمَّلَتْنِي ذُنُوبًا فِي بِدَايَتِهَا
وَكَمْ تَرُومُ مَزِيدًا عَنْ كِفَايَتِهَا

وَلَيْسَ تَأْمُرُ خَيْرًا فِي وِلاَيَتِهَا



وبعد هذه المقاطع الخمسة وضع البيضاوي بيت البوصيري الذي يقول فيه:
مَنْ لِي بِرَدِّ جِمَاحٍ مِنْ غَوَايَتِهَا
كَمَا يُرَدُّ جِمَاحُ الخَيْلِ بِاللُّجُمِ



وهناك ظواهر شعريَّة أخرى أقلُّ شهرة تناوَل فيها اللاحقون من الشعراء بعضَ قصائد السابقين بالشرح والتحليل بأساليب شعريَّة مُتبايِنة.

والجديد الذي أتى به الشاعر الناقد د. وليد قصاب هو أنَّه سلَك دربًا لم يسلُكْه أحدٌ قبله - على ما نعلم - وهو يتناوَل سيرة شاعر جهير شهير، وشخصيَّة عربيَّة عظيمة خلَّد نفسَه بنفسِه، وتحدَّى العبوديَّة التي وجد نفسه فيها فقهرها، وذاب وَجْدًا في دُروب العِشق حين ذاقَها، وبنى مجدَه بفروسيَّته عندما استُدعِي لها، وحقَّق آمال قومه وكل مَن لجأ إليه واعتبرها غاية المكارم، كما سعى لنيلها لنفسه سواء في سعيه للفكاك من العبوديَّة أو في عشقه أو في فروسيَّته.

ولذلك فإنَّ الدكتور وليدًا في ديوانه الموسوم "صفحات من سيرة عنترة" تتبَّع بعض المراحل البارزة لعنترة بن شداد العبسي الذي أرَّخ لحياته من خِلال قصائده، واستَطاع الدكتور وليد أنْ يسبر أغوار بعض أبيات عنترة، وأنْ يسافر عبرها ومن خِلالها إلى أعماق الماضي السحيق؛ ليَغُوص فيها إلى حيث تكمن الدرر الثمينة، إلا أنَّه لم يكتَفِ باستخراج هذه الدرر وعرضها كما هي أو بقليل من التوضيح كما فعل كثيرٌ من النقَّاد، لكنَّه عرضها بأسلوبٍ مُبتَكر في (فاترينة) أنيقة صاغها د. قصاب؛ ليضع فيها مجوهرات العبسي، فأتْقن إبداعها، وتفنَّن في ربطها شكلاً ومضمونًا بالواقع والتاريخ في آنٍ.

وإنْ كنت لا أدري بماذا نسمِّي هذا الأسلوب المبتكَر الذي ليس بمعارضةٍ ولا بتخميس أو تسبيع، إلا أنَّني لا أشكُّ في أنَّ الدكتور وليدًا بهذا العرض الجيِّد والأسلوب الجديد في تناوُل شِعر السابقين يكون قد أصَّل أو مهَّد الدرب لِمَن يريد أنْ ينسِج على هذا المِنوال، وبذلك يكون له فضل الريادة والسبق؛ حيث لم يسبقه أحدٌ في هذا اللون بهذه الطريقة.

وإذا كان د. وليد قصاب قد تناوَلَ أربعة جوانب فقط من حياة العبسي، هي (عنترة العبد - وعنترة العاشق - وعنترة الفارس - وعنترة الأمل) فإنَّه محقٌّ تمامًا في ذلك؛ لأنَّ الجوانب الأخرى في حياة عنترة ليست ذات قيمة كبيرة، ولا هي مُوثقة ولا هي مُؤثِّرة في أدبيَّات هذا الشاعر العِملاق، ثم إنَّ أيَّة جوانب أخرى في سيرة العبسي يمكن أنْ تحتويها هذه الصفحات التي جاءت مضمَّنة في الفصول الأربعة التي وضَعَها د. قصاب إطارًا عامًّا يدخُل من خِلالها إلى مكنونات عنترة أو يتداخَل عبرها مع أبياته أخذًا وعطاءً.

وديوان "صفحات من سيرة عنترة" يبدؤه الشاعر المبدِع والناقد المتمكِّن د. وليد قصاب بسؤالٍ مختصر وعميق ومُحيِّر؛ حيث يتساءَل قائلاً: لِمَن تُهدَى قَصائد عنترة؟ وكأنَّ الحالة التي وصَل إليها الإنسان العربي لا علاقة لها بماضي أجداده الذين تحدَّوا القيود وعاشوا بوجداناتهم وَلَهًا، واشتهروا بالفروسيَّة، وسعوا لتحقيق الآمال.

ويبدو أنَّ د.قصاب لم ينتظر ممَّن انقطعت صلتهم بالماضي العريق أيَّة إجابة، فقد راح يَصُوغ الإجابة من تِلقاء رُؤاه وحِسِّه المرهف ومنظوره الأدبي، ربما لأنَّ مُجرَيات الأمور في الساحة العربيَّة وانبهار روَّادها بالآخَر الخصم أوحَتْ له بأنْ يتصدَّى للإجابة عن سؤاله، أو هكذا خطر في ذهنه.

والإجابة على هذا السؤال يستغرق من د. قصاب سبع قصائد متفاوتة الطول، جاءتْ متتاليةً في صدر الديوان قبل أنْ يبدأ في استعراض الصفحات التي اختارَها للوُلوج من خِلالها إلى الطَّرح الذي يريد أنْ يصل إليه.

ومن الجميل واللافت للنظر ذلك التوافُق بين عدد الفصول التي حوَت الصفحات التي استدعاها د.قصاب من سِيرة عنترة العبسي وهي أربعة فصول، وبين عدد الفئات التي يُخاطِبها أو يرى د. وليد أنهم تُهدَى إليهم قصائدُ عنترة، وهي أيضًا أربع فئات:
الفئة الأولى هي فئة المغاوير الذين يقول عنهم:
للسَّائِلينَ عن الشَّهامَة والبُطُولَة والجَلالْ
وَعنِ الكريمِ مِنَ الفِعالْ
للباحِثينَ عن الرِّجالْ
(القصيدة الأولى في الديوان)


ويضيف إليهم في القصيدة الثانية:
للواثِبِينَ إلى العُلا
والثَّائِرينَ عَلى الخَنا
للصَّابِرينَ على الظَّمَا
ولِمَن سَمَا

ونلاحظ أنَّ هاتين القصيدتين تتوافقان مع المجموعة الثالثة من صفحات عنترة التي عَنوَن لها الدكتور وليد (عنترة الفارس).

وأهل الفئة الثانية هم الذين قال عنهم (في القصيدة الثالثة):
للخارِجِينَ إلى ذُرَا التَّارِيخِ مِنْ قَلْبِ العدَمْ
للخارِجِينَ
ولا فُحولةَ مِنْ أبٍ رَفعَتْهُم
أوْ حازَها خالٌ وعَم

وهذه القصيدة تتوافَقُ مع مُعطَيات صفحات الفصل الأول أو المجموعة الأولى من صفحات عنترة، والتي جاءت تحت عنوان (عنترة العبد).

الفئة الثالثة التي يرى د. وليد أنهم ينبغي أنْ تُهدَى إليهم قصائد عنترة هم أهل العشق والهُيام الذين يقول عنهم في القصيدة الرابعة:
للعاشِقِينَ نَسائِمُ الفَجْرِ الطَّهُور
للقادِمِينَ يَقُودُهُمْ نُورُ المحبَّة والحبُور
للنَّافِرينَ مِنَ الخنا
والثَّائِرينَ على الفُجُور
ثم يقول عنهم أيضًا في القصيدة السابعة:
للعاشِقِين
وعِشقُهُمْ نهرُ الوَفاء
ولِكُلِّ حُبٍّ أَخْضر
وسَقَتْه غَيْماتُ الصَّفاء
ولِكُلِّ عَبْلةَ أَخلَصتْ
فتدفَّقتْ وَجْدًا وجادَت بالعَطاء

وإنْ كنتُ أُفضِّل أنْ تكون هذه القصيدة هي الخامسة في الترتيب حتى يَتناسَق العرض بالتوالي، ولكنَّها رؤية الدكتور وليد، وهو أدرى بمقصوده بهذا الترتيب.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-07-2021, 02:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشاعر الناقد د. وليد قصاب.. وصفحات من سيرة عنترة

ونأتي إلى الفئة الرابعة والأخيرة ممَّن يستحقُّون أنْ تُهدَى إليهم قصائد عنترة، وهي فئةٌ تحتاج إلى أن يبثَّ فيهم روح الأمل، وقد عبَّر عنهم الشاعر د. وليد بقوله في القصيدة الخامسة:
للبائِسِينَ اليائِسِين
ويَحسَبُون الفَجْرَ ولَّى
لَنْ يَعُود
ثم يقول عنهم أيضًا في القصيدة السادسة:
للسَّاهِرِينَ
ويَرقُبون بِلا كَلالٍ
طلَّةَ البَطْلِ الهُمام
يأتِيهِمُ مِن قَلبِ قَلبِ اللَّيْلِ
والوَطَنِ الملفَّعِ بالظَّلام

معنى ذلك: أنَّ هذا الربط الدقيق بين المجموعات الأربع التي مثَّلت صفحات من سِيرة عنترة وبين القصائد السبع التي جاءت ردًّا على التساؤل الماثل في أوَّل الديوان هو رباط محوري أو نقطة ارتِكاز في هذا الديوان، إضافةً إلى أنَّه تعليلٌ مُقنِع لما ستأتي من تفاصيل في الصفحات العشر من صفحات عنترة التي تُمثِّل صُلب الديوان.

أمرٌ آخَر جديرٌ بالتوقُّف عنده ولو قليلاً، وهو أنَّه في نهاية كلِّ قصيدة وبعد توصيف هذه الفئة التي يرشحها د. وليد قصاب لتُهدَى إليهم قصائد عنترة وذلك في قصائده السبع، يجعل آخِر بيت في كلِّ قصيدة:
تُهدَى قَصائِدُ عَنْتَرهْ
لِتُضِيءَ شمعتُها النُّفوسَ المُقفِرَهْ
أمَّا القصيدة السابعة والأخيرة فيختتمها بقوله:
فَلهَؤُلاءِ وهَؤُلاءِ وهَؤُلاء
تُهدَى قَصائِدُ عَنتَرهْ
لتُضِيء شمعتُها النُّفوسَ المُقفِرَهْ

وأرى أنَّ الشاعر الناقد الدكتور وليد قصاب كان مُوفَّقًا جدًّا في توزيع الصفحات العشر من سِيرة عنترة؛ حيث جعل صفحتين منها لكلِّ فصل من الفصل الأول والفصل الأخير (عنترة العبد - عنترة الأمل)، في حين أنَّه أتى للفصلين الثاني والثالث اللذين يمثِّلان (عنترة العاشق - عنترة الفارس) وضمَّنهما ثلاث صفحات من سيرة عنترة في كلِّ فصل؛ لأنَّ حالة الفروسيَّة التي تميَّز بها عنترة هي التي شجَّعته على التمرُّد على العبوديَّة، وحالة العِشق هي التي ألزمَتْه واحة الأمل.

وهناك مَلمَح آخَر من ملامح الرِّيادة والتفرُّد والتميُّز في هذا الديوان؛ وهو أنَّ الشاعر حينما يحتاج إلى تفسيرٍ ما في الهامش، فإنَّ هذا الهامش يأتي به شعرًا في الغالب الأعمِّ من هوامشه، ومن قصائد عنترة تحديدًا؛ حتى يجعل المتلقِّي بكلِّ أحاسيسه مع الشاعر العبسي؛ ليُقنِعه أنَّ قصائد عنترة تحتاج إلى نوعيةٍ معيَّنة من المتلقِّين؛ حتى يُؤكِّد ما ذهب إليه في بداية الديوان، عندما طرح سؤاله البليغ: (لِمَن تُهدى قصائد عنترة؟)، ثم أجاب عن التساؤل بسبع قصائد، كما سبق ذكره.

ونلاحظ هذا الملمح في الصفحات ذوات الأرقام: (30، 31، 35، 37، 52، 74، 75)، ولم يلجأ إلى الهامش المنثور إلا مرَّة واحدة في صفحة 23 من الديوان.

وإذا أتينا إلى الصفحات التي تخيَّرَها د. وليد، وإلى الأبيات التي استقاها من قصائد عنترة التي تَشِي بسيرته ليبني عليها دِيوانه ومُساجَلاته أو مُداخَلاته، نجد أنَّ هذا الاختيار يأتي أحيانًا بشكلٍ مباشر؛ كاختياره لبيت عنترة الذي يقول فيه:
المَالُ مَالُكُمُ وَالعَبْدُ عَبْدُكُمُ
فَهَلْ عَذَابُكَ عَنِّي اليَوْمَ مَصْرُوفُ



أو:
فَإِنْ تَكُ أُمِّي غُرَابيَّةً
مِنَ ابْنَاءِ حَامٍ بِهَا عِبْتَنِي



وأحيانًا يأتي بالبيت المعبِّر بأسلوبٍ غير مباشر، كاختياره قول عنترة:
هَلاَّ سَأَلْتِ ابْنَةَ العَبْسِيِّ مَا حَسَبِي
عِنْدَ الطِّعَانِ.....................



والأبيات التي يَصُوغها د. وليد إلحاقًا لهذه الأبيات أو تفسيرًا أو تعليلاً أو مشاركة وجدانيَّة أو إعادة طرحٍ لها بأسلوب عصري، نجدُها متلاحمةً ومتجانسةً معها، وليست تدور في فلكٍ آخَر.

وبالنسبة للكلمات والألفاظ التي اختارها الشاعر لتحمل المضامين، فإنَّ لها إيحاءات جانبيَّة غير مقصودة لذاتها، ولكن لها علاقة غير مباشرة بحالة الشاعر د. وليد عند صِياغته لقصائده.

فالفصول الأربعة التي وضع فيها الشاعر قصائده عبر الصفحات العشر، أظنُّها لها علاقة غير مباشرة أيضًا بفصول السنة الأربعة.

فعندما يتحدَّث د. وليد عن عنترة العبد، نجد ألفاظه تتماثَل مع معطيات فصل الخريف، مثل قوله في الصفحة الأولى من صفحات هذا الفصل (ص 27):
وشَمخْت فِي وجْه الرِّياحِ العاتِيات
كَصَخْرَةٍ شَمَّاء
أو أنَا أَثْبت

وفي الفصل الثاني (عنترة العاشق) نجدُ المفردات التي تُناسِب فصل الصيف، مثل قوله في ص 44:
فتَوقَّدتْ في جانِبيَّ عزيمةٌ منها اللَّظَى يتلهَّبُ

وفي ص 52 يقول:
أَحْبَابُهُمْ فِي اللَّيْلِ أَعْدَاءٌ إِذَا
دَهَمَتْهُمُ شَمْسُ النَّهَارِ البَاهِرِ



وإذا تحدث عن عنترة الفارس، فإنَّ المفردات تأتي بشكلٍ آخَر، أرى أنها تُناسِب فصل الشتاء؛ مثل قوله في ص 68:
غَطَّتْ على عَيْنِ الجَمِيعِ غِشاوَة
حَجبَتْ لهم ضَوْءَ النَّهار

أمَّا عندما يكون الحديث عن عنترة الأمل، فإنَّ مفردات القصائد في هذا الفصل تكون متناسبة مع تحسُّن الأحوال بعد سوء، وهذه هي مفردات الربيع، يقول د. قصاب في ص 94:
ومَضَتْ تُطلِّق بُؤسَها
تَطوِي صَحائِفَ ذُلِّها
وتلفَّعتْ بُرْدَ الجَلالَةِ وَالبَهاء
وزَهَتْ بأبْوابِ الحَياء

وبدون الدخول إلى تفاصيل قصائد د. وليد قصاب التي واكَبتْ قصائد عنترة العبسي، التي استَوْحاها الأول من سِيرة الثاني، فإنَّ الديوان جديرٌ بالتدارس من جوانب عديدة تحتاج إلى إفراد الصفحات الطوال التي تُناسِب مكانة عنترة الفارس العاشق، وقامة د.وليد قصاب الناقد الشاعر، وهذا أمرٌ أرجو أنْ يتصدَّر له أهل الخبرة والاختِصاص.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.61 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]