تفسير: (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 630 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 257 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 366 )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836997 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2020, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير: (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه)

تفسير: (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه)
الشيخ محمد حامد الفقي








تفسير قوله تعالى








﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [الرعد: 7]











الآية: العلامة الظاهرة. قال الراغب الأصبهاني: وحقيقته لكل شيء ظاهر ملازم لشيء باطن يعرف به، ويدرك بإدراكه، حسياً كان، كأعلام الطرق ومنار السفن، أو عقلياً كالدلائل المؤلفة من مقدمات ونتيجة. وتطليق "الآية" في القرآن على الجملة من الكلام المنزل من عند الله تعالى. لأنها دليل لفظي على العقيدة الصحيحة والأعمال الصالحة، والأحكام والآداب التي شرعها الله لعباده، كما تدل في جملتها على أنها من عند الله لإعجازها البشر عن أن يأتوا بمثلها. وتطلق "الآية" في القرآن على سنة الله الكونية في السموات والأرض وما فيهما من عظيم خلق الله وبديع صنعه وبالغ حكمته في الكواكب والإنسان والحيوان والنبات والجماد، لأنها يستدل بها على عظمة الله وجلاله وكماله ورحمته وعلمه وحكمته، وعلى كل أسمائه وصفاته التي استحق بها أن يعبد وحده بجميع أنواع العبادة، وأن يؤله بكل ما ينبغي للإلهية ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام: 102]، وتطلق "الآية" في القرآن على صدق من أعطى هذه الآية وأقيمت له منادية بلسان حالها: إن هذا العبد صادق في رسالته عني، فاسمعوا له وأطيعوا.







فإني أؤيده بتلك الآية، ولو لم يكن رسولاً صادقاً ما أيدته ولا أقمت له هذه الآية معجزة له. بل لخذلته وأهنته وحقرته، وفضحت عن كذبه، وأقمت الآية على افترائه ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ﴾ [الأحزاب: 62]، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: 93].







فالمراد من "الآية" في هذه الآية التي نفسرها: "الآية" بمعنى المعجزة الظاهرة الدالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3-4]، ولقد اعتنى الله تعالى بهذا الشأن من شئون المرسلين، وأعطاهم من الآيات البينات ما لا يترك مجالاً للشك في صدقهم. وليس الله بحاجة إلى تنبيه الناس له إلى هذا الشأن، فإنه عليك حكيم، ومستحيل عليه سبحانه أن يختار لرسالته عبداً من عباده ثم يتركه دون أن يقيم له الحجة البالغة على أعدائه المكذبين، ما يقطع عذرهم، ويبطل قولهم، ويدمغ باطلهم، ويكشف عن خبث نفوسهم، وكبير إجرامهم لكل من يسمع ويرى. وهكذا شأنه سبحانه وتعالى مع رسله في كل عصر وما يقتضيه من الآيات والمعجزات، يظهر واضحاً بأدنى تأمل في آيات الله المتلوة في القرآن الكريم ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [لأعراف: 187]، (ولا يعلمون) قال تعالى على لسان نوح ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ﴾ [هود: 28]، وقال في عاد قوم هود ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59]، وقال على لسان صالح ﴿ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [لأعراف: 85]، ﴿ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴾ [هود: 63]، وقال على لسان شعيب ﴿ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً ﴾ [هود: 88]، ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ ﴾ [الأنعام: 83]، وقال على لسان موسى ﴿ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الأعراف: 105]، ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [النمل: 13]، ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآياتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً ﴾ [القصص: 36]، وقال على لسان عيسى ﴿ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 49]، ﴿ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [آل عمران: 50].







أما آيات خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزاته التي أيده الله تعالى بها، ودمغ بها باطل قريش، وكل كافر به إلى أن تقوم الساعة، فلا يكاد يحصيها العدو، حتى شاهدوه واقعاً نحت أبصارهم من إجابة الشجر لدعائه صلى الله عليه وسلم وتكثير الطعام في يده ونبع الماء من بين أصابعه، ونزول الملائكة لتأييده ونصره وأمثال ذلك مما امتلأت به صحف التاريخ والسير والحديث، ويتناقله الكافة عن الكافة طبقة بعد طبقة وجيلاً بعد جيل إلى يوم الناس هذا، نقلاً يقطع ألسنة الخراصين الذين هم في غمرة ساهون. ﴿ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ﴾ [الأنعام: 4-5]، ﴿ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنعام: 25]، ﴿ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴾ [الأنعام: 57].







وأعظم تلك الآيات وأجلها، وأنصعها بياضاً؛ وأقواها حجة ونوراً وأصدقها لساناً، تلك الآية الباقية على وجه الدهر، التي لا يزيدها كر الأيام ومرّ الليالي إلا صفاءً وسطوعاً ولا تزيدها حوادث الدهر إلا قوة وصدقاً. تلك هي آية القرآن الكريم التي يقول الله تعالى فيها ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23-24].







﴿ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 37-39]، ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [يونس: 15-16]، ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [هود: 13-14]، ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ﴾ [الرعد: 31]، ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾ [الاسراء: 88]، ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً ﴾ [الفرقان: 4-6]، ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192-194]، ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ* وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 47-49]، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41-42]، ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 1-5]، ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الواقعة: 75-80]، ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴾ [الحاقة: 38-51]، ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ [التكوير: 15-21].







وقد روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحي الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" يعني أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى كل نبي من أنبيائه ما يكفي لإقامة الدليل على صدق النبي فيؤمن به البشر، إذا أنصفوا ولم تغلبهم عصبيتهم الجاهلية ولا حميتهم الشيطان، ووقوا شر الاستكبار بالباطل. وبالطبع آية خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم كذلك في هذا المعنى. وتمتاز معجزة القرآن بأنها باقية على وجه الدهر، معجزة في أسلوبها وبلاغتها ونورها وهدايتها، معجزة في معانيها وتشريعها وإصلاحها المجتمع الذي يهتدي بنورها ويتحاكم إلى أحكامها ويستمسك بعروقها الوثقى في كل زمن ومكان. فهي داعية إلى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، وعمل الصالحات في كل جيل والمسارعة إلى البر والإحسان، وتحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق. ولذلك تجد دائماً من يستجيب لدعوتها؛ كأن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم لم يمت ولم ينقطع بلاغة؛ ولم يسكت لسان رسالته، بخلاف آيات غيره من الأنبياء السابقين فإنها كانت تفقد مزيتها وسر إعجازها بمجرد موت الرسول الذي أعطاه الله إياها. فالشيكان يستطيع أن يضل من أمم الأنبياء الذين ماتت معجزاتهم بموتهم ما لا يستطيع أن يضل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لقيام آيته ومعجزته العظيمة: القرآن الكريم الذي لا يخلق على كثرة الرد، ولا يستطيع أحد أن يبدل منه آية ولا حرفاً؛ والذي قامت به الحجة على صدق الرسول الموحى إليه به. بعجز كل معاند ومكابر أن يأتي بسورة من مثله ولو اجتمع الإنس والجن على مظاهرته. والذي لم تسمعه الجن حتى قالت ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ [الجـن: 1-2]، وبآية القرآن وغيرها من الآيات التي أقامها الله سبحانه على صدق محمد صلى الله عليه وسلم اتضحت رسالته صلى الله عليه وسلم اتضاح الشمس في وسط النهار؛ بل أنها والله لأشد بياضاً وسطوعاً ونوراً وإشعاعاً من الشمس في رابعة النهار؛ ومع هذا الوضوح والظهور لم يستح المكابرون الذين ختم الله على سمعهم وقلبهم وجعل على أبصارهم غشاوة؛ أن يماروا في ذلك ويعاندوا باقتراح آيات أخرى على ما تهوى أنفسهم، واضح فيها التعنت وغلبة الهوى وطاعة الشيطان الرجيم. قال الله تعالى في سورة الأنعام مصوراً عنادهم وجحودهم وأنهم لا يطلبون الآيات ويقترحونها لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى الدليل والبرهان وأن بها بعض الخفاء، وإنما يقترحون الآيات تشهياً وتعجيزاً – زعموا - ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ [الأنعام: 7-8]، يعني بهلاكهم إذ يتبين تعنتهم وعنادهم كما فعل بالذين من قبلهم ﴿ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً ﴾ [الأنعام: 8-9]، لأنهم لا يمكنهم التلقي عن الملك، لشدته التي لا يطيقونها. فلا بد إذن أن يكون الملك على هيئة البشر ﴿ وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ﴾ [الأنعام: 9]، وعاد الالتباس بإرسال الرسول بشراً. وقال في سورة الأنعام أيضاً ﴿ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 37]، وقال في سورة الإسراء ﴿ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 90-95]، وفي سورة يونس ﴿ وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴾ [يونس: 20]، وفي سورة هود ﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [هود: 12]، وفي سورة الفرقان ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ﴾ [الفرقان: 7-8]، ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً ﴾ [الفرقان: 21]، وفي سورة العنكبوت ﴿ وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [العنكبوت: 50-51]، وقال في سورة الإسراء مبيناً حكمته البالغة ورحمته الواسعة في عدم إجابة مقترحاتهم في هذه الآيات ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً ﴾ [الاسراء: 59]، أخبر سبحانه أن امتناعه من إرسال رسله بآيات الاقتراح والتشهي لأنها لا حاجة للرسل بها، وإنها لا تقتضي إيماناً قصرت عنه الآيات التي أيد بها رسله ابتداه. وإنها مع ذلك تكون سبب نقمة وعذاب. لأن الأولين سألوها كذلك فلما لم يؤمنوا بها عجل الله لهم العقوبة، وضرب المثل بثمود واقتراحها آية الناقة. فظلموا أنفسهم بعقرها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم. وقد وصف الله سبحانه رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه ما أرسل لتعجيل العقوبة والعذاب والاستئصال وإنما أرسل رحمة قال في سورة الأنبياء ﴿ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الانبياء: 106-107]، فينبغي للناس أن يقبلوا هذه الرحمة ولا يطيعوا الشيطان في استعجال العذاب والانتقام لو كانوا يعقلون:



قال المفسرون: إن المشركين تحكموا في طلب الآيات. نحو تفجير الأنهار بمكة، ونقل جبالها من أماكنها لنستع على أهلها؛ وإنزال منشور من السماء؛ وآية كآية موسى في عصاه ويده وكآية عيسى في خلق الطين طيراً بإذن الله وإبراء الأكمة والأبرص بإذن الله. فذلك معنى قوله ﴿ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [يونس: 20]، قال ابن عباس: يريدون مثل الناقة والعصا. وما جاء به النبيون. وقال أبو إسحاق: طلبوا غير الآيات التي أتى بها، فالتمسوا مثل آيات موسى وعيسى. فقال الله سبحانه ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ ﴾ يعني مخوف بعذاب الله في الدنيا والآخرة لمن كفر بالله ورسله وكتبه واتبع هواه فطغى. قال أهل المعاني. إنما أنت منذر تنذرهم بالعذاب والانتقام، وليس إليك من الآيات شيء؛ إنما أمرها إلى الله ينزلها على ما في معلومه؛ وما تقتضيه حكمته البالغة. يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ ﴾ [الرعد: 7]، تخوفهم سوء العاقبة وناصح لهم أمين. وقد أوتيت من الآيات والمعزات ما فيه الكفاية في الجلالة على صدقك. والآيات كلها متماثلة في صحة الدعوى ولا تفاوت فيها. فالاقتراح إنما هو عناد. ولم يجر الله سنته بإجابة المقترحات إلا للآية التي حتم بها العذاب والاستئصال.







وقوله تعالى ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]، قال عكرمة وأبو الضحى: يعني وأنت هاد لكل قوم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم "بعثت إلى الأسود والأحمر" ويكون على التقديم والتأخير. والتقدير: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم. والأولى في معنى الآية بالصواب أن لكل أمة من الأمم السابقة نبياً يدعوهم ويهديهم بما يعطيه الله من الآيات. لا بما يقترحون. ولسنت بدعاً من الرسل. بل لك سلف في ذلك من إخوانك المرسلين. وهذا المعنى هو الواضح من الكلام السابق؛ ومن آيات القرآن في هذا المعنى؛ وهي كثيرة لا تدخل تحت حصر. ويدل على ذلك أيضاً ما أردفه الله من ذكر آيات واسع علمه وبالغ حكمته وتقديره للأشياء على قضايا حكمته. ومقتضى ذلك أنه سبحانه بهذا العلم والتقدير الحكيم يؤتي كل منذر من الآيات ما فيه البلاغ الكافي والدليل الواضح على صدقه. لأنه رسوله إلى عباده الذي تقتضي رحمته وعزته أن يعان على أداء وظيفته بكل أسباب المعونة. فالاقتراح اعتراض على الله؛ ونسبة الإهمال إليه سبحانه؛ أو عدم علمه بما تقتضيه ملابسات زمن رسوله، وما يحتاجه في بلاغه من الآيات. وهذا بلا شك أعظم البغي والظلم والكفر بالله وأسمائه وصفاته. ونعوذ بالله من ذلك. ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل ما أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم بلاغاً لنا وهدى ورحمة، وأن يهدينا به صراطه المستقيم.








مجلة الهدي النبوي - المجلد السادس - العدد (11-12) - جمادى الأخر سنة 1361هـ





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.09 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]