|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من منازل الغيم
من منازل الغيم أ. طاهر العتباني ... كانتْ لهُ زَوراتهُ عند "الحُسينِ"... وجدُّهُ... والصَّاحباهُ يجادلانِ الغيمَ في أنفاسهِ عمَّا جرى كلُّ الذي يدريهِ أنَّ "الشافعيَّ"... مزارُهُ فوقَ الذُّرى ... ويجوبُ قاهرة المعزِّ مسافِرا لا يملكُ الخطواتِ حين تحطُّهُ فوق المحطاتِ العتيقةِ والقُرى من صفحةِ الشبَّاكِ تتركهُ ليعبرَ أُفْقَها متحيِّرا ويرى القطاراتِ التي احتشدَتْ بأرجاءِ "المحطةِ"... وزَّعَتهُ على البلادِ مُغامرا تتواثبُ الأشباحُ في رئتيهِ ينظرُ عبر أكداسِ الحقائبِ... ما تحمَّلهُ من الشجنِ الغريبِ إذا تساوَرهُ بأغربِ ما يُرى متوسِّماً في الداخلينَ إلى المدينةِ... ما تخبئهُ رياحُ الغيبِ... كي يلقاهُ ما بينَ الجوانحِ دَفترا ... في زورةٍ للشافعيِّ... (وكان جدِّي جالساً)... ورأيتهُ يتناولُ الإفطار في طلابهِ ويعدُّ درساً عن رؤى الأورادِ... في شفتيهِ... يلقي "للربيعِ" الأسطُرا يتحلقونَ على حدائقهِ التي ازدهرَت وفاحت في مَراياها على ربواتِ "مصرَ".. كَواثرا قد كان يدركُ ما يحدِّثُ جدُّهُ عن ثلةِ الأبرارِ... يولدُ في سرائرهِ الشذا متقطِّرا ... ركبوا جيادَ العلمِ... وانسابوا على الآفاقِ... هذا الشافعيُّ "بمصر"... هذا "أحمدٌ" في جوفِ "بغدادَ" التي حبستهُ... ثم بكتهُ... ثم أتتهُ... حتى تصطفِيهِ محدثاً ومناظرا في "المسنَدِ" المرقومِ... وزَّع جانحَيهِ... تَلا... وأقرأَ ثمَّ.. سافرَ وانبرى وغدا على سفرِ الزمان مسافِرا... ومشمِّرا ... قد كان في روض الطفولةِ... يدركُ الكلماتِ... ينقشُها على أنفاسهِ أو يحتفي بالوردةِ العذراءِ... تغدُو "بيتَ شعرٍ" إن تلاهُ اخضَوضَرا وسقَتْ مرابعَهُ السماءُ فأزهَرا قد كان زارَ "الأزهرَ" المعمورَ... ذا صبحٌ وذا صبحٌ... رأى في هذهِ العرصاتِ طفلاً أنوَرا تشدوهُ حورياتُ هذا الحائطِ الممهورِ بالأ شواقِ... والأحداقِ... لما أن يرى ماذا يحيلُ الروحَ مشكاةً ويسكنُ في الثريات القديمةِ.. هادئًا متوتِّرا فيغادرُ اللحظاتِ في أعماقهِ وتُريهِ دهشتُهُ الليالِكَ حُضَّرا ... قد كان هذا السِّفرُ... يحدوهُ على هذِي الربى فيرى المشاهدَ أعصُرا وعلى حطامِ "القلعة" الدكناءِ... يبصرُ ما جَرى ... في حصةِ التاريخِ... أخبرَهُ المعلمُ ذات يومٍ... أن عصفوراً تعذبَ حائرا لما رأى هذا الدمَ المهدورَ... في جنَباتها... غاصت بهِ رُكَبُ الخيولِ ويهربُ الفرس العتيُّ مطارَداً ومقامرا فأشار نحو الدمِّ مرتاعاً حزيناً مُنكِرا لم يدرِ أن صراع سادتها غدَا متواترا فوق الرؤوسِ الغافياتِ وفوق أحلامِ الجياعِ... على المدائن والقرى يتحيرُ العصفور في تفسيرهِ ولربَّما يوماً رآهُ مفسرا ... يكفيه أنَّ لظى المواقدِ في حناياهُ استفاق على الغيومِ وعبَّرا والشاعر المشتاقُ قد سكنَت رؤاهُ حدائقَ الرمَّانِ ثم تفجَّرا في وجهِ إيقاع الضياعِ على الشواطئِ تستحثُّ الموجَ يمضى مُبحِرا ويلفُّ أصداء البحارِ مُحاولاً نغماً صغيراً إذ أجابَ وخاطرا لمسَ الزمانُ خطاهُ في مرآتهِ فأعاد تشكيلَ الزمانِ مخاطِرا خطراتهُ وجدٌ، ولوعته أسىً ورؤاه إيقاعٌ جريءٌ هاجَرا لو يسقط التفاحُ من أشجارهِ رسم الربيعَ على الفصول وشجَّرا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |