أقباس وأنوار من معاني ومن تفسير آيات كريمة في سورة الحديد المباركة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2021, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي أقباس وأنوار من معاني ومن تفسير آيات كريمة في سورة الحديد المباركة

أقباس وأنوار من معاني ومن تفسير آيات كريمة في سورة الحديد المباركة (1)
محمد أحمد محمود

نقف في هذه السطور المتواضعة متفكرين ومتدبرين مع عدد من آيات سورة الحديد وهي مدنية جمعت بين مسائل العقائد والتشريع. والسورة على وجه العموم ومثلما جاء في مقصد السورة في (المختصر في التفسير)، الصادر بإشراف مركز تفسير للدراسات القرآنية في الرياض، بأنها تركز على بقاء القوة الإيمانية والمادية الباعثة على الدعوة والجهاد، وتخليص النفوس من عوائقها. ولذا تكرر فيها ذكر الإنفاق والإيمان)، ومن الإيمان الاعتقاد الصحيح بالله تعالى ووحدانيته في الخلق والعبادة وتفرده في الألوهية والأسماء والصفات والأفعال. ولذا فقد انصب هذا القسم الأول من هذا المقال على بعض آيات السورة في عقيدة الإيمان الصحيح.

فالآية (1) وهي تفتتح السورة بقوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}, تخبرُ عن تعظيم وتنزيه وتقديس كل شيء من المخلوقات والموجودات في هذا الكون مما يأتي منه التسبيح ويصح ومما هو دون الله من خلقه تعالى في السماوات والأرض، إقرراً بربوبيته وتسليماً بالخضوع والطاعة، وتنزيهاً له عما لا يليقُ به وهو العزيز في ملكه الغالب الذي لا يغلبه أحد في مشيئته وإرادته وسلطانه، والحكيم في تدبير شؤون خلقه، فلا يدخل في تدبيره خلل، تعالى الله عن ذلك وعن إرادة المخلوقين.

ومن روعة وبيان الآية الكريمة أنها ناسبت بين استحقاق تسبيح وتنزيه المخلوقات والموجودات لله إقراراً بربوبيته وبين أسمين متلازمين من أسمائه الحسنى تعالى في قوله: (وهو العزيز الحكيم). والآية بنصها الحكيم جاءت مجملةً وقد فصّلت فيها آيات عديدة منها الآية (18) من سورة الحج وهي مدنية أيضاً، وذلك في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }. فالمخلوقات والموجودات كلها تسبحُ باسم خالقها وصانعها.

وتقرر الآية (2) في بيانها أن له تعالى وحده ملكُ السماوات والأرض لا لغيره، فهو الذي خلقها وكوّنها، وحُكمهُ وسلطانهُ وأمرُهُ فيهما نافذ وله الخلقُ والأمرُ وهو يحي ويميت، يحي من يشاء أن يحييه ويميته من يشاء أن يميته في أجله الذي قدره له "وهو على كل شيء قدير" لا يعوقُ قدرته في الإحياء والإماتة ولا يعجزه شيءٌ، والقدير من أسماء الله الحسنى أيضا جاء معَرّفاً بصفة القدرة هذه، قوله "وهو على كل شيء قدير"، جاء في كثير من الآيات على تعدد وتنوع معانيها في أقواله تعالى وأفعاله وصفاته. وورد اسم (القدير) معرّفاً مع اسمه تعالى (العليم) في قوله تعالى في الآية (54) من سورة الروم: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ } وحكمة الآية الكريمة (2) من سورة الحديد أنها قرنت بين ملكوته تعالى في السموات والأرض وتدبيره لشؤونهما وأفعاله تعالى في الإحياء والإماتة وبين قدرته على كل شيء.

وللراغب الأصفهاني في معجمه مداخلة قيمة في معنى القدرة وفي مادة (قدر) حيث يقول : أن القدرة إذا وُصِفَ بها الإنسان فاسمٌ لهيئةٍ له بها يتمكن من فعل شيء ما، وإذا وصف الله تعالى بها فهي نفي العجز عنه ، ومحال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنًى وأن أطلق عليه لفظا, بل حقه أن يُقال قادرٌ على كذا، ومتى قيل هو قادر فعلى سبيل معنى التَقييد ولهذا لا أحد ٌ غير الله يوصف بالقدرة من وجه إلا ويصحُ أن يوصف بالعجز من وجهٍ، والله تعالى هو الذي ينتفي عنه العجزُ من كل وجه، والقدير هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضي الحكمة لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه ولذلك لا يصحُ أن يوصف به إلا الله تعالى، قال : " وأنُهَ على كّلِ شيءٍ قديرٌ" (الحج : 6) انتهى قول الراغب (رحمه الله).

وتعطينا الآية (3) وصفاً شاملاً لذاته العليّة تعالى فتقول: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.

ومعنى الآية وكما أورده (المختصر في التفسير): أنه تعالى الأول الذي لا شيء قبله، وهو الأخر الذي لا شيء بعده، وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء، وهو الباطن الذي ليس دونه شيء، وهو بكل شيءٍ عليم، لا يفوته شيء.

والتفسير بهذه المعاني مختصرٌ ووافي وتعليمي ويخلو من أي تعقيد ويتمسك بالنص الحكيم ولا يبتعد عنه كما يلاحظ.

ويكون من المناسب أن نورد بعض أقوال المفسرين القدامى في معنى الآية الكريمة. فالإمام محمد بن جرير الطبري (رحمه الله) يقول في قوله تعالى (هو الأول) الأول قبل كل شيء بغير حدِّ (والآخر) والآخر بعد كل شيء بغير نهاية، ويقول: إنما قيل ذلك كذلك لأنه كان ولا شيءَ موجودٌ سِواه وهو كائن [1] بعد فناء الأشياء كلها كما قال جل ثناءه: "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ"، ثم يقول الإمام الطبري في قوله تعالى: ( وهو الظاهر ) وهو الظاهر على كل شيء دونه وهو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه. وفي قوله تعالى (والباطن) يقول: هو الباطنُ جميعَ الأشياء فلا شيء أقرب إلى شيءٍ منه كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. وفي قوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } يقول : وهو بكل شيء ذو علم لا يخفى عليه شيء، فلا يعزبُ عنه مثقالُ ذرّة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.

ويستند الإمام الطبري في تفسيره هذا للآية كما يقول إلى الخبر الذي جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال به أهل التأويل.

ونفس الشيء يعوّل العلامة ابن كثير ( رحمه الله ) في تفسيره للآية على الأحاديث الواردة عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) فهو يقول : إن هذه الآية هي المشار إليها في حديث العرباض بن سارية إنها أفضل من ألف آية، ويقول : قد اختلفت عبارات المفسرين في هذه الآية وأقوالهم على نحو بضعة عشر قولاً, ويستطرد في عدد من الأقوال ثم يختم بالحديث الشريف الذي أخرجه الأمام مسلم والترمذي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) ويدعو فيه رسول الله ويعلّم به السيدة فاطمة (رضي الله عنها) : (اللهمّ ربَنا وربّ كلّ شيء، منزّلَ التوراة والإنجيل والفرقان، فالقّ الحبّ والنوى، أعوذ بك من شر كلّ شرٍ أنت آخذ بناصيتهِ، أنت الأول فليس قبلك شيء ٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض ِعنّا الدين، وأغننا من الفقر). انتهى.
(يتبع)

[1] لو كانت عبارة الأمام الطبري (رحمه الله) فيما نراه (هو الباقي) بدلا عن عبارة (وهو كائن) لكان أفضل.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-01-2021, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أقباس وأنوار من معاني ومن تفسير آيات كريمة في سورة الحديد المباركة

أقباس وأنوار من معاني ومن تفسير آيات كريمة في سورة الحديد المباركة (2)
محمد أحمد محمود


وفي الآية (4) حيث يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

والآية الكريمة تتحدثُ عن مشيئة الله تعالى وإرادته في الخلق، فهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على عرشه المجيد، وكان قبل ذلك على الماء، فارتفع عليه تعالى وعَلا.

ثم تخبر الآية عن سلطانه تعالى في السماوات والأرض، وعلمه المحيط فيهما، فتبين أنه تعالى يعلمُ ما يدخلُ في الأرض من مطر وبذر يكمنُ فيه طعام البشر والحيوان، ويعلم ُ ما يخرج منها من نبات ومعادن وغيرها، وما ينزل من السماء من مطر ووحي وملائكة وما يعرج فيها ويصعد من الملائكة وأعمال العباد وأرواحهم {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }.

وتبين أنه تعالى معكم أينما كنتم - أيها الناس - بعلمه وقدرته وسلطانه أينما كانوا في الأرض سواءٌ في البر والبحر وفي ظلمة الليل وضياء النهار، والله بما تعملون بصير لا يخفى عليه من أعمالكم شيئاً فيجازيكم عليها.

وتكمن في معيّة علمه تعالى وإحاطته بالناس وأعمالهم مقاصده الحكيمة في خلقهم في الأرض وفي جعلها قراراً لهم وفي جعلهم خلائف فيها يخلفُ بعضهم بعضاً منذ أبيهم آدم - عليه السلام - أُسراً وجماعات وأقواماً وأمماً، جيلاً بعد جيل، ويمتحنهم بالوحي والكتب والرسل فينظر كيف يعملون، ويجازي كلاً بعمله، المطيع المحسن بطاعته وإحسانه والمسيء بإساءته حيث يقضي بينهم ويحكم بحكمه العادل يوم الدين: {وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } (الجاثية : 22).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.10 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]