#1
|
||||
|
||||
من الهنات اللغوية في قصة "أسامة بن زيد" المقررة على الثاني الإعدادي
من الهنات اللغوية في قصة "أسامة بن زيد" المقررة على الثاني الإعدادي عندما تقرأ قصة "أسامة بن زيد" المقررة على الصف الثاني الإعدادي تجد لغة صحيحة وأسلوبا متينا وتعبيرا فصيحا يفضل قصص ما قبل المرحلة الثانوية جميعها، لكنه شأن الجهد البشري أنه لا يخلو من هنات، وهذه بعض هناتها أذكرها حتى تكتمل القوة بتصحيحها إن شاء الله تعالى في الطبعات القادمة، وهي: 1- عدم كسر الهمزة بعد "إذ". 2- عدم تقديم بينما على الجملتين. 3- استخدام (بالطبع) في سياق خطأ. 4- استخدام (الواقع) في سياق خطأ. 5- استخدام "بمثابة" الخطأ، وتكرارها. 6- تفسير الواضح وترك غير الواضح. وهاكم تفصيلها:1- عدم كسر الهمزة بعد "إذ" هذا ما تقرره اللغة لكننا نجد في قصة (أسامة بن زيد) ص47 ما يخالف ذلك بورود "أن" المفتوحة بعد "إذ" في: (... إذ أن هناك من يتربص بالإسلام ...)، والصواب كسرها، فتصير الجملة: (... إذ إنهناك من يتربص بالإسلام ...). 2- عدم تقديم (بينما) على الجملتين هكذا تقعّد لجنة المعجم التابعة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة على وفق ما ورد مسموعا من الأحاديث الشريفة والشعر العربي، لكن قصة (أسامة بن زيد) خالفت ذلك فوسطتها ص50 في قولها: (ويظل راكبا جواده بينما خليفة رسول الله ماش على قدميه). وقد حاول أحدهم تصحيح ذلك لشهرته قياسا عند دراستها جملة (كانَ عَلِيٌّ يَتَكَلَّمُ بَيْنَما دَخَلَ خالِد)، لكن ذلك القياس كان ضعيفا؛ لذا يجب تصدير بينما في الجملة السابقة، فتصير الجملة: (بينما خليفة رسول الله ماش على قدميه يظل "أي أسامة" راكبا جواده). قال: (كانَ عَلِيٌّ يَتَكَلَّمُ بَيْنَما دَخَلَ خالِد يشيع في الكتابات العصرية توسط "بينما" بين جملتيها المرتبطتين بها مثل: "كان علي يتكلم بينما دخل خالد". ويقول اللغويون والنحاة عنها وعن أختها "بينا": إنهما من حروف الابتداء، أي أنهما يذكران في صدر جملتهيما لا متوسطتين بينهما. وتذكر معاجم اللغة وكتب النحو أمثلة مختلفة لهما تتصدران فيها جملتيهما كقول بعض الشعراء: استقدر اللهَ خيرا وارضَيَنَّ به فبينما العسر إذ دارت مياسيرُ بينما المرء آمن راعه را ئعُ حَتْفٍ لم يَخَشَ منه انبعاثه فهل تعد صدارة "بينما وبينا" لجملتيهما قاعدة مطّردة بشهادة هذه الأمثلة ونحوها، أو نجيز أن تتوسط كل منهما جملتيها على نحو ما ينتشر في الكتابات العصرية؟ في رأيي أن المسألة تحتاج إلى فضل من النظر للأسباب الآتية: أولا: أن "بينما وبينا" تتفرعان عن "بين" بزيادة ما، أو الألف. ومعروف أن "بين" قد تأتي ظرف مكان وقد تأتي ظرف زمان، أما "بينما وبينا" فتلزمان الظرفية الزمانية، وهما بذلك فرعان لبين المستخدمة في الزمان. ودائماً "بين" تتخلَّل جملتها وتتوسطها وتدخل في أثنائها مثل "سافر محمد بين الظهر والعصر"؛ أفلا يكون من حق "بينما وبينا" أن يقاسا عليها وأن يتوسطا جملتيهما وخاصة أنهما لا يزالان ظرفي زمان ويحملان معنى البينيّة والتخلل مثل "بين" الزمانية تماماً وغاية ما بينهما وبينها من خلاف أنها للتخلل والتوسط بين المفردات، وهما للتخلل والتوسط بين الجمل. ثانيا: ذهب بعض النحاة إلى أن "بينما وبينا" شرطيتان، وقال آخرون: إنهما أشربتا معنى الشرط؛ ولذلك ينبغي أن تتصدر جملتيهما. ويلاحظ أن معنى الشرط فيهما ضعيف؛ لأن الجملة الثانية معهما لا تترتب على الأولى ترتب جواب الشرط على فعله. وهما - حسب استخدامهما اللغوي - تدلان على الاقتران، وليستا شرطيتين ولا مشربتين معنى الشرط. ثالثا: على فرض أن "بينما وبينا" شرطيتان أو أُشربتا معنى الشرط لا يمنع ذلك توسطهما لجملتيهما؛ لأن أداة الشرط التي يقاسان عليها في الصدارة تتوسط جملتيهما في الاستعمال اللغوي كقوله تعالى: "فذكِّر إن نفعت الذكرى"، ويجيز ذلك الكوفيون والأخفش الأوسط مطلقا. ويذهب البصريون في مثل الآية الكريمة إلى أن الجواب محذوف يدل عليه ما قبله ومعنى ذلك أن الصيغة العصرية مثل: "كان علي يتكلم بينما دخل خالد" إما أن تحمل على رأي الكوفيين القائل بأن أداة الشرط يجوز أن تتوسط جملتيها ويسبقها الجواب ...). 3- استخدام (بالطبع) في سياق خطأ 4- استخدام (الواقع) في سياق خطأ يقول الكتاب: (... ولكن هل كانت الطاعة وحدها هي مفتاح النص في هذه الغزوة ...؟ الواقع أن هناك عوامل أخرى ... ). وكأن السياق هو ( in fact هناك عوامل أخرى...). هذا سؤال بـ"هل" يجاب بـ"نعم" إثباتا، فيقال في الأسلوب العربي: (نعم، هناك عوامل أخرى ...)، ولا يقال ما ورد: (الواقع أن هناك ...). 5- استخدام "بمثابة" الخطأ وتكرارها والصواب في كل ذلك حذف هذا التعبير، فتصبح الجمل: (كانت إجابة أبي بكر إشارة)، و(كانت سفارته من قبل الأنصار وضع حد)، و(وكان خطا عريضا لسياسة...). لمه؟ لأن المثابة هي المرجع على الرغم من محاولة البعض تصحيح استعمالها اعتمادا على لغات العلماء في غير قرون الاستشهاد واستعمالاتهم، يقول تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ...} [البقرة: 125]. يقول الفيومي في (المصباح المنير): (... و"المَثَابَةُ" و"الثَّوَابُ": الجزاء ... و"ثَابَ" "يَثُوبُ" "ثَوْبًا وَثُؤوبًا" إذا رجع. ومنه قيل للمكان الذي يرجع إليه الناس: "مَثَابَةٌ"). 6- تفسير الواضح وترك غير الواضح ما الغريب الذي بحاجة إلى بيان وتوضيح؟ إنه: (فحصوا أوساط رءوسهم وتركوا حولها مثل العصائب). فهل فُسر هذا؟ لا. إذًا، ماذا وجدنا في الهامش؟ وجدنا تفسير "اخفقوهم بالسيف خفقا" الذي يفهم من السياق لوجود كلمة السيف، فقالوا: (اقتلوهم قتلا). وحتى لا نفعل الفعل نفسه أذكر معنى فحصوا، يقول الجوهري في (الصحاح): ( ... وفى الحديث: "فحصوا عن رؤوسهم" كأنهم حلقوا وسطها وتركوها مثل أفاحيص القطا). وقال الزبيدي في (تاج العروس من جواهر القاموس): [وقال ابنُ سِيدَه: والأُفْحُوصُ: مَبِيضُ القَطَا؛ لأَنَّهَا تَفْحَصُ المَوْضِعَ ثُمّ تَبيضُ فيه. وكَذلك هو للدّجاجَةِ. وقال الأَزْهَرِيُّ: أَفَاحِيصُ القَطَا: الَّتِي تُفَرِّخُ فِيها. ومنهُ اشتُقَّ قَولُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهتَعالَى عنه: وسَتَجِدُ قَوْماً فَحَصُوا عن أَوْسَاطِ رُؤُوسهم الشَّعرَ، فاضْرِبْ ما فَحَصُوا عنه بالسَّيْفِ. أَي عَمِلُوها مثْلَ أَفَاحِيصِ القَطَا]. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |