تواصلت معه عبر النت، ثم جاء لخطبتي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 183 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28422 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60027 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 812 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2021, 10:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي تواصلت معه عبر النت، ثم جاء لخطبتي

تواصلت معه عبر النت، ثم جاء لخطبتي


أ. مروة يوسف عاشور





السؤال

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،,

تعرَّفتُ على شابٍّ يكبرني بثلاث سنوات عن طريق الإنترنت، أهلُه يَسْكنون في مدينة أخرى، وهو يعيش مع أخيه في الخارج، كنت في البداية متردِّدة، وتقريبًا رافضة للزَّواج؛ بسبب مرَضٍ ابتَلاني الله به، ولكن بتشجيعه المتواصل لي وبقربي من الله أكثر؛ أصبحتُ لا أكترث لِمرَضي، ولا أراه مانعًا من الزواج، كنا نتكلم عبر النت لمدَّة سنتين قبل أن تسمح له الظُّروف بأن يأتي إلى منْزلنا مرَّتين، ويتعرَّف على أهلي، استخَرْت الله، وتقريبًا خطَبني منهم، ولَم أره من وقتها.

بعد عدَّة شهور رجعَ إلى الخارج، واستمرَّت علاقتنا، وفي السَّنة الماضية جاء أبوه وأمُّه إلى منْزلنا، وتَم التعارف بين أهلنا، أرَدْنا أن نُتمَّ العقدَ الشَّرعي ولكنَّه كان لا يعمل لمدَّة سنتين أو ثلاث، فحالت ظروفُه المادية دون مجيئه لبلدنا، الآن الحمد لله هو يعمل، وينوي المَجيء في أقرب وقتٍ؛ لكي نُتم عقد زواجنا، ونحن تُبْنا إلى الله من علاقتنا وكلامنا طوال السنوات الأربع ونصف بدون رابطٍ شرعي، والآن نحن لا نتَّصل ببعض، حدثَتْ عدَّة مشاكل بيننا، وصرتُ خائفة من أنَّ علاقتنا التي بدأَتْ بطريقة غير شرعيَّة، والخلافات التي حدثَتْ بيننا أن تؤثِّر في زواجنا سلبًا، وتنزع البركة منه، لا سمح الله، وأخاف أن يكون ارتِباطي العاطفيُّ به قبل الخِطْبة، ووَعْدي لأهلي بأنني لن أندم برفض غيره من الخُطَّاب، وانتظاره هذه السَّنوات - جعلَني لا أدرسه ولا أدرس علاقتنا بصورة عقلانيَّة كافية، وأقبله رغم كلِّ عيوبه، حتَّى عندما فكَّرت عدَّة مرَّات في فسخ الخطبة، أجبَرتْني أمِّي على التراجع.

أنا الآن خائفة جدًّا ومتَردِّدة، وأفكِّر هل أستمرُّ معه وأصبر، أو أقطع العلاقة نهائيًّا، أرجو أن تساعدوني وجزاكم الله خيرًا.

من إيجابيَّاته أنه طيِّب القلب، مُحِبٌّ لله ورسوله، نَصُوح، يصلِّي، أدَّى فريضة الحجَّ، بارٌّ بوالديه، هادئ جدًّا، يمضي معظم أوقاته في البيت، خاصَّة في غرفته، مثقَّف، متواضع، حنون، وافَقني وشجَّعني عندما لبستُ النِّقاب، من عائلة طيِّبة، وظروفهم الماديَّة جيِّدة، مثقَّفون، أخواته وأمُّه مُحجَّبات، وأبوه رجل طيب وملتزم.

سلبيَّاته: غامض، كَتُوم جدًّا، حتَّى مع أهله وإخوته، خجول وحسَّاس جدًّا، ويحسُّ أن أيَّ نقدٍ لتصرُّفاته - وإن كان على سبيل المزاح - كأنَّه إهانةٌ له، فيغضب (رغم أنه ينكر ذلك، ولا أستطيع أن أُواجِهَه بِهذا)، كثيرًا ما يوصف بالبُرودة والغرابة (حتَّى من قبل أهلي، وبعض أفراد عائلته)، ولكنه يُبَرر كلَّ ذلك بقناعاته الدِّينية، ويرى أنَّه ذكي وأنه يتصرَّف بطريقة سويَّة، تُوافق الإسلامَ وسيرة الصحابة والصالحين الزَّاهدين، أحيانًا يروي لي بعض ما يراه من تَهيُّؤات وأحلامٍ مزعجة، ويؤمن أنَّ لديه قدراتٍ خاصَّة؛ كالشَّفافية ومعرفة الأحداث قبل وقوعها، ورؤية ما لا يراه النَّاس، ويرى أنَّ كل ذلك كرامة من الله، كذلك هو يُعاني أحيانًا من سَماع أصوات وأشياء مزعجة، ويرى أنَّ ذلك ابتِلاء من الله، هو نحيل جدًّا، وأحيانًا يُعاني من اضطِراباتٍ في الأكل والنَّوم، ويرى الكثير من الكوابيس وأحلام اليقظَة الَّتي تُؤرِّقه، غيور جدًّا، وأحيانًا شكَّاك، حياته المهنيَّة ليست مستقِرَّة، وقضى تقريبًا ثلاث سنوات عاطلاً عن العمل، منذ تعرفنا لَم يأتِ إلى بلدنا إلاَّ مرَّة واحدة لمدة أشهر، زار بيتنا مرَّتين فقط (لمدة يوم، ولمدَّة ثلاثة أيام) لَم أره أبدًا خلال هذه السَّنوات إلاَّ تلك الأيام، لَم يشتَرِ لي أيَّ شيء خلال هذه السَّنوات حتَّى عندما جاء إلى بيتنا لَم يشترِ أيَّ هدية، رغم أنَّني بعد المرة الأولى ناقشتُه في الموضوع، ولكنَّه كل مرَّة يَعِدني أنَّه سيشتري لي هديَّة، ولَم يفعل إلى الآن، ولكن رغم ذلك أنا أحسُّ أنَّه كريم؛ لأنَّه عندما أكون في أزمة ماليَّة يَعْرض عليَّ المساعَدة، لكنني أرفض طبعًا، كما أنه قال في بعض كلامه معي: إنه يعطي مالاً لأصحابه، أو من يَلْجأ إليه، كثيرًا ما تناقَشْنا حول العقد والزَّواج، أو أُضطَرُّ لسؤاله: متى سيأتي إلى بلدنا عندما يضغط عليَّ أهلي، فيعدني أنَّه مثلاً سيكلِّم أهله خلال شهر أو اثنين، ويُجيبني، ولكن دائمًا لا يفي بوعده بحجَّة الظُّروف، أو بحجَّة أنه يفكِّر عنِّي في أشياء سلبيَّة، ويخشى من تأثيرها سلبًا بعد زواجنا، وأنَّ ذلك يخيفه، وأهَمُّ هذه الأشياء أنَّني أحيانًا أُجادله أو أرفع صوتي عند حدوث مشكلةٍ وهو يرى أنَّ الحياة الزوجيَّة يجب أن تكون مثاليَّة، وتكون من بدايتها لنهايتها بدون أي خلاف أو مُشْكل، وإن حصل أيُّ مشكل أو غضبتُ أنا من شيء، فإنه يلومني ويَجْرحني ويغضب كثيرًا، ويكون في حالةٍ شبه هستيريَّة، ويستمرُّ في الكلام والصُّراخ، وتذكيري بكلِّ خطأ، صغيرٍ أو كبير، منذ تَعارُفِنا، وكأنَّه لا ينسى أو يُسامح في شيءٍ أبدًا، ويبدأ في تذكيري بقيمة الزَّوج، وأنه ربُّ البيت، وأن المرأة لو أُمِرت بالسُّجود لسجدَتْ للزَّوج، وأن النِّساء لا يفهَمْنَ هذا، ويعتقدن أنَّ للمرأة كبرياء وشخصيَّة، وكل هذا هراء، وأن المرأة يجب أن تكون دائمًا أرضًا مطيعة لزوجها، وألا تجادل أو تُخالف أو تغضب، مهما كان السبب، حتَّى وإن كان غضَبُها فقط بأن تَسكت وتَنْزعج لفترة قليلة؛ فهذا مَمْنوع.


أنا أُحاول أن أكون كما يُريدني، وأن يَرْضى عنِّي إن تزوَّجْنا، وأكون زوجةً صالحة ومطيعة، ولكن أخاف أن تكون توقُّعاته للزواج المثاليِّ أكبرَ من طاقتي وأن يلومني على أيِّ خلَلٍ فيه، ولو كان هو السبب، إلى الآن لا أعرف متى سيَكون العقد أو الزواج، وأنا دائمًا تحت ضغطٍ وتساؤلات ولَوْم من أهلي وأقاربي، ورغم دفاعي عنه وصبري على كلِّ هذا، فإنَّه لا يُقدِّر ذلك، ويلومني إن حصل وانزعَجْت من هذا، ويرى أنَّه ما دمتُ أنا مقتنعةً به فيَجب دائمًا أن أكون سعيدة وقويَّة ومتفائلة، وأشجِّعه وإن استمررْنا هكذا لمدة سنوات أخرى.



أنا فعلاً حائرةٌ جدًّا، وأرجو أن تساعدوني، جزاكم الله خيرًا.




الجواب

وعليكم السَّلام ورحمة الله وبرَكاته.

لا شكَّ أنَّ القرار لن يكون سهلاً, ولن يمكنني أن أتَّخذ مثل هذا القرار نيابة عنكِ؛ حيث لَم أُعايش الموقف كما عايشتِ، ولَم أُعاين كلَّ الأحداث كما عاينتِها بِنَفسكِ, لكن هناك فائدة أخرى لِمَن ينظر من خارج منظارك، ويرى بغير عينيكِ, تلك التي أشَرْت إليها بقولكِ: "وأخاف أن يكون ارتِباطي العاطفي به قبل الخطبة... جعَلني لا أدرسه، ولا أدرس علاقتنا بصورة عقلانيَّة كافية، وأقبَله رغم كل عيوبه"؛ فالعاطفة متَى لعبَتْ بالعقل وتحكَّمَتْ فيه، حالَتْ دون نقاء الرُّؤية، ووضوح العَوائق, وهنا قد يتَّجِه القرار إلى غير ما ينفَعُنا.

أوَّلاً: عليكِ أن تُنحِّي العاطفة جانبًا وأنتِ تُفكِّرين في الأمر، أو تَسْعين إلى اتِّخاذ القرار, وأقول أن تُنحي العاطفة, ولا يمكنكِ إلغاؤها؛ إذْ سيَنْبض القلب ما حييتِ وستَشْتاق النَّفس ما بقيتِ, لكن الذي أعنِي أن تدَعي المواقفَ العاطفيَّة التي مرَّتْ بكما خلال سنواتِ تَواصُلِكما جانبًا قدر المستطاع؛ لِيَسهل اتِّخاذ القرار, فدَعي عن فِكْركِ موقفًا تأثَّرتِ به، أو استشعَرْتِ الشَّفقة عليه فيه, أو ذِكْرى لقاء عاطفي بقيَتْ آثاره في نفسكِ, كل هذا عليكِ تَرْكُه وشأنه حال انغماسكِ في التفكير الذي يؤهِّلكِ لاتِّخاذ قراركِ.



ثانيًا: لاحظتُ بعض التشتُّت أثناء تصنيفِكِ للإيجابيَّات والسَّلبيات، فقد وضَعْتِ أمرًا سلبيًّا مع الإيجابيَّات؛ فقَضاء معظم وقتِه حبيسًا في غرفته مثلاً لا أراه من السِّمات الإيجابيَّة للشخصيَّة السَّوية, ويدلُّ على انطوائيَّة زائدة، ويَصْعب التَّعامُل مع تلك الشخصيَّة في كثيرٍ من الأحيان, ثم تَصِفينه بالكرم لِمُجرَّد أنَّه يَعْرض عليكِ المال وفي كلِّ مرة ترفضين قبولَه, ولستُ أدري كيف يكون مثل ذلك دليلَ كرَم, ولا يكون حضورُه لبيتكم طالبًا الزَّواج وهو خالي الوِفاض دليلاً عكسيًّا, بل الأعجَبُ أنَّكِ طلَبْتِ منه ذلك صراحةً ولَم يفعل!

عُذرًا أرى أنَّكِ بحاجةٍ إلى مَزيد من الاستِبْصار عند إعادة تصنيف الإيجابيَّات والسلبيَّات.



ثالثًا: أمر سَماع أصواتٍ مُزعجة, والكوابيس, وأحلام اليقَظة, والوصول إلى حالة هستيريَّة عند الغضَب, واضطِرابات الأكل والنَّوم, يدلُّ على خللٍ نفسي خطير بحاجةٍ إلى علاجٍ ومتابعة مع طبيب نفسي متخصِّص؛ فالصحَّة لا تَعْني انتفاء المرَض، وإنَّما هي نوعٌ من التَّوازن الفعَّال الذي يجعل الإنسانَ مُتناسقًا مع نفسه، ومع مَن حوله بما يحقِّق التكيُّف والتوازن مع الذَّات ومع المُجتمَع, كما أقرَّتْ منظَّمة الصِّحة العالميَّة، فإنْ لَم يكن يظنُّ أنَّه يُعاني مرَضًا فلا يَعني بالضَّرورة ذلك أنَّه في حالة جيِّدة.

لِهذا عليه أن يُراجع أحدَ الأطبَّاء النفسيِّين المختَصِّين لتشخيص حالته تشخيصًا سليمًا، والبدء في العلاج الفوريِّ الذي يَراه مناسبًا.



رابعًا: تَفْكيره السلبِي تجاهكِ يُثير القلقَ بالفعل؛ فنَظْرته للزَّوجة مثاليَّة إلى حدٍّ بعيد, وإن كان الكثير مِمَّا ذُكِر صحيحًا، ولا خلاف على عِظَم حقِّ الزوج وأجر التبَعُّل له وحسن السَّمع والطاعة, لكن بعض ما يقوله غيرُ واقعيٍّ وبَعْضه غير صحيح من الأساس! فمن قال: إنَّ المرأة لا شخصيَّة لها، ولا كرامة، في حين قد كرَّمَها الإسلام، وأوصى بها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((استَوْصوا بالنِّساء خيرًا))؟ فليست طاعةُ الزوج والقيام على شؤونه وبيته وأبنائه مِمَّا يَنقص من قيمة المرأة أو يمسُّ كرامتها, بل على العكس.

ومِن أين له أنَّ شُعور المرأة بالضِّيق من الزَّوج لسببٍ ما ممنوع شرعًا, ولو لَم يَحْملها شُعورها على ارتكاب خطأٍ أو التفوُّه بِما لا يليق؟ وقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله تَجاوز لأمَّتي ما حدَّثَتْ به أنفُسَها ما لَم يتكلَّموا أو يَعْملوا به)), فهل مجرَّد شعورٍ لا تَمْلك دفْعَه تُحاسَب عليه؟

أخشى أنَّ هذا التفكير المتطرِّف لن يُمكِّنه من الظَّفر بحياة زوجيَّة هانئة, فما أقبحَ أن يتذكَّر الإنسانُ حقوقه صبحَه ومساءه, ولا يَخْطر بباله ما عليه من واجبات!



خامسًا: دائمًا ما نضَع عمر الفتاة في الاعتبار عند التَّفكير في قبول شابٍّ أو رفضه، ولا ننصح فتاةَ العشرين ما نَنْصح به فتاة ما بعد الثلاثين أو الأربعين, لكنْ هناك حدود على كلِّ فتاة ألاَّ تتخطَّاها, وهي الحدود الشرعيَّة التي لا تَنازل فيها مهما بلَغ العمر, وإن لم تتوفَّر في الخاطب الشُّروط الدينيَّة اللازمة, فلا حاجة لفتاةٍ مسلمة - تحرص على تأسيس بيت مسلم، وتَروم بناءَ أسرة صالحة - إلى من لم يُصلح دينه.



سادسًا: فرقٌ كبير بين صِدْق الحَدْس، وحُسن توَقُّع الأمور نتيجة خبرةٍ سابقة, وبين الاعتِقاد في اطِّلاع الغيب، ورؤية ما لا يَراه النَّاس، وأنَّ هناك كرامة خاصَّة تُميِّزنا عن غيرنا من البشَر، فنَظنُّ أنَّنا أسمى منهم عِلمًا وعقلاً وخلقًا, فالأوَّل شخص يَثِق في حدسه، ويرى أنَّه يصيب في كثيرٍ من الأحيان؛ لِمَا لديه من خبرةٍ وعلم، ورُبَّما حِكْمة.



سابعًا: عبارته الأخيرة أوحَتْ إلَيَّ بسوء نيَّة، أو خلَلٍ فِكْري كبير؛ فهل ترَيْن أنَّ مِن الإنصاف أن يُطلَب منكِ الانتظارُ والانتظار مهما طال العمر؟ وإلاَّ فما تفسيرك الشخصيُّ لوِجْهة نظَرِه: "ما دُمْتُ مقتنعةً به يجب دائمًا أن أكون سعيدةً وقويَّة ومتفائلة، وأشجِّعه وإن استمرَرْنا هكذا لمدَّة سنوات أخرى"!

لا يقول ذلك إلاَّ واحد من رَجُلين: إمَّا مَن يريد التَّلاعُب بالفتاة، ويُمثِّل بمهارةٍ رغبتَه في الزَّواج, أو من لا يفقه من عالَم الحقوق والواجبات إلاَّ ما له, ويرغب أن يدور الكون بِمَن فيه في فلَكِه الخاصِّ وعلى ما يُرضيه وحده، ثم على العالم بمن فيه السَّلام, فلعلَّكِ أدرى منِّي بحاله وأعلمُ به إلى أيِّ جهةٍ يَميل!



ثامنًا: ما زال الوقتُ أمامَكِ وما زال العمر - بِفَضل الله - في نطاق المَعْقول ولَم يَفتكِ القِطار بعد, لكنَّكِ بحاجةٍ إلى وَقْفة صِدْق مع نفسكِ تبدأ بسؤالٍ صريح: إلى متى؟ إلى متى الانتِظار والوضع لَم يتحسَّن, والرَّجُل لا يُقدِّم ما يَدْعم موقفه، ويُظهِر رغبته الجادَّة في الارتباط الشرعيِّ وتكوين أُسْرة؟ بل يُصرِّح بعد طلبكِ لهديَّة كجميع الفتيات في مدَّة الخِطبة أنه يشعر بِمَشاعر سلبية تجاهكِ، ويخشى الارتباط بكِ؛ لأنَّك لا تَبْدين مثاليَّة أمامه!

والدَتُكِ - يا عزيزتي - لن ترغمكِ على الاستِمْرار، وليس لها ولا لأحدٍ إكراهكِ على ما لا تُريدين، ولكنَّها كالأمَّهات كافَّة يَشْعُرن بناقوس الخطَر يدقُّ بوصول ابنتِهم الثَّلاثين، ولَم تتزوَّج بعد, فلا تَجْعلي لأحدٍ تأثيرًا على قراركِ الأخير؛ فمَصْلحتُكِ فوق كلام النَّاس وظُنونهم وآرائهم, وتذَكَّري أنَّ هناك مسؤوليَّة عظيمة مُلْقاة على عاتقكِ في حقِّ أبناء المستقبل - إن شاء الله - وهي حُسْن اختيار والدِهم، ومَن سيقوم عليهم، ويكون قدوتهم في سنِي حياتهم الأولى.

تذكَّري أنَّنا لا يمكن أن نَحْيا بدون العاطفة، أو نلغي تأثيرها على حياتنا وقراراتنا, لكن تَغْليبها هو تغييبٌ للعقل وتغييب لكثيرٍ من الحقوق معه.



وفَّقكِ الله وهداكِ لما فيه صَلاحُ دينكِ ودنياكِ، وبصَّركِ بما يحقِّق لكِ النجاح والرِّضا, ونسعد بالتواصل معكِ؛ فلا تتردَّدي في مُراسَلتِنا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.82 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]