من أضاع زواج ليلى.. عرض ونقد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2021, 05:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي من أضاع زواج ليلى.. عرض ونقد

من أضاع زواج ليلى.. عرض ونقد







شمس الدين درمش






"مَنْ أَضَاعَ زَوَاجَ لَيْلَى" مجموعة قصصية، تتألف من إحدى عشرة قِصَّةً قَصِيرَةً، لمؤلفها (سميح سرحان)، نُشِرَتْ مُعْظَمُ قِصَصِهَا في الصُّحُفِ السُّعُودِيَّةِ ما بين عامَي 1977-1985م، ثُمَّ نُشِرَتْ في كتابٍ بَلَغَ مِئَةً وَسِتًّا وَأَرْبَعِينَ صفحةً منَ الحجم الصغير.

قصص هذه المجموعةِ اجتماعيةُ المضمون بالدرجة الأُولى، فَثَمَانِي قِصَصٍ مِنْهَا تَتَحَدَّثُ عنِ الزَّوَاجِ والأُسْرَةِ ومشاكِلِهَا، وَثَلاثُ قِصَصٍ ذَاتُ مضمونٍ وَطَنِيٍّ ممتزِج بِمُدَاخلاتٍ اجتماعيةٍ ثانويَّةٍ.


ويُمْكِنُ تقسيمُ المجموعة إلى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ حَسَبَ المضمون الموضوعيِّ كما يأتي:

- المجموعة الأولى: أرْبَعُ قِصصٍ تَدُور حوْلَ الزواج ومشاكِلِهِ، وَهِيَ: السُّقُوطُ عِنْدَ أوَّلِ مُنْعَطَفٍ، والقَهْر، ومُعَانَاةٌ، وَمَنْ أَضَاعَ زَوَاجَ لَيْلَى؟

ففي قِصَّتَيِ "السُّقُوط عند أول منعطف" و"القهر" نَجِدُ بناءَ الزواج على فكرة اجتماعية معروفة هي: إلزامُ الفتاةِ بالزواج منِ ابْنِ عَمِّهَا، مع اختلاف النِّهَايَتَيْنِ فيهما.

فتنتهي "انتصار" في القصة الأولى إلى الانحراف بعد مُعَانَاتِهَا بسبب ابْنِ عَمِّهَا "حامد" الَّذِي كَانَ يَضْرِبُهَا بِتَشْجِيعٍ من أُمِّ "انتصار" لتأديبها؛ لأَنَّهَا تَتَمَرَّدُ على أوامر أُمِّهَا، وترفُضُ الزَّوَاجَ من "حامد"! وأخو "انتصار" العاطل عنِ العمل لا حَوْلَ لَهُ ولا قُوَّةَ، بل يُسَاعِدُ "حامداً" في ضرب أُخْتِهِ أحياناً.

وعندما وجدت "انتصار" ثَغْرَةً في جدار "حامد" بعد الزواج، وهي عَدَمُ قُدْرَتِهِ على ممارسة الحياة الزوجية، انْدَفَعَتْ إلى الانحراف؛ انتقاماً منَ المُعَامَلَة السيئة التي تَلْقَاهَا منه، وتلد أربعة أطفال من الخطيئة!!


وتنتهي القِصَّةُ بانهزام "حامد" الذي لم تُحَقِّقْ له عَضَلاتُهُ المفتولةُ انتصاراً في ضرب زوجته "انتصار". ولكن "انتصار" لم تنتصر أيضاً!! فغاب "حامد" عن حياة أسرته، وَفَقَدَتِ الأُمُّ دَوْرَهَا، ورَضِيَ الأَخُ العَاطِلُ منِ العمل بالسكوت مُقَابِلَ حُصُولِهِ على مساعدة ماليَّةٍ، وإلغاءِ دَعْوَى قَضَائِيَّةٍ ضِدَّهُ بسبب ضربه لأخته.


وفي قصة "القهر" نجد "عائشة" تَتَحَمَّلُ الأذى من زوجها الضعيفِ الشخصية، ومن والد زَوْجِهَا وأُمِّهِ أيضاً، وهي البنتُ اليتيمة، لا لِسَبَبٍ إلا لأنها لم تلد بعد مُضِيِّ عام واحد فحسب على زَوَاجِهَا.

وتنتهي القصة بِطَلاقِهَا من زوجها وعودتها إلى أمها الأرملة.

قصة "المعاناة" أقلُّ إثارةً في أحداثها منَ القِصَّتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ، وهي مركبة النسيج؛ فالزوج الأديب يشجع زوجته على الكتابة، ويعبر عن حبِّه لها، ولكن الزوجة أول ما خطت قصة بقلمها كان عنوانها "معاناة"، اختزلت فيها قصة َلَيْلَى التي تَجِدُ زَوْجَهَا يَغِيبُ عَنِ البَيْتِ كثيراً بَعْدَ مُضِيِّ سَنَةٍ على زواجهما، وَلا يَهْتَمُّ بِطِفْلَتِهِمَا، ويأخذ التفكيرُ بِلَيْلَى في إحدى الليالي إلى الاقتناع بِضَرُورة الانْفِصَال عن زوجها، ولكنها في اللَّحْظَةِ الأخيرةِ تُرْجِئُ هذه الفكرةَ، وَتَتَوَافَقُ تلك اللَّحظةُ مع وصولِ زوجِهَا المُتَأَخِّرِ، وانْدِسَاسِهِ في الفراش إلى جانب زوجَتِهِ في نِهَايَةٍ سِلْمِيَّةٍ هادئةٍ للقصةِ.

فهل كتبت "جواهر" القصة لتوصل رسالة إلى زوجها وكل الأزواج؟ أو أن تلك قصتها هي؟!


أمَّا قِصَّةُ "مَنْ أَضَاعَ زَوَاجَ لَيْلَى؟" التي استبدَّت بعُنْوَانَ الكِتَاب على الغِلاف، فَتَحْكِي مُشْكِلَةَ العُنُوسَةِ، وهي مشكلةٌ اجتماعيَّةٌ بَاتَت مُجْتَمَعَاتُنَا تُعَانِيهَا، وَتُفْرِدُ لها وسائلُ الإعلام بَرَامِجَ لِمُنَاقَشَتِهَا.

تَمُرُّ ليلى بأربعِ مُحَاولاتِ زواجٍ أو خِطْبَةٍ تنتهي بعدم التوفيقِ، وَنَجِدُ مسوغات الإخفاق محلاًّ لِلاختلاف في الرأي.

فقد كانت ليلى في المرَّةِ الأولى والثانية طالبةً في الثانوية، رَفَضَتِ الزواجَ الأوَّلَ لأنَّهَا لا تَعْرِفُ الخاطبَ، وهو خارج وطنه لا يستطيع العودةَ إليه، وَرَفَضَتِ الزواج الثاني لأنَّ الخاطبَ شابٌّ تَسَبَّبَ في انْفِجَارِ أسطوانَةِ غَازٍ أدَّى إلى موت أُمٍّ وابْنَتِهَا!

وبِغَضِّ النَّظَرِ عن عَدَمِ ثبوت دليلٍ عليه إِلاَّ أنَّ الفكرةَ هي الشائعةُ في الحيِّ. وكان لِخِلافِ أُمِّ ليلى وأبيها حول الشَّابَّيْنِ الخاطِبَيْنِ أثرٌ آخَرُ في عدم الموافقةِ على الزواج.

ولكنَّ ليلى في المرة الثالثة كانَتْ منفردةً برأْيِهَا في اتِّخَاذ القرار وَهِيَ في الجامعة، فَرَفَضَتْ أَخاً لصديقَتِهَا بِنَاءً على مُعْطَيَاتٍ منطقيةٍ صحيحةٍ؛ لأنها لاحَظَتْ أنَّ هذا الخاطبَ الثالثَ غيرُ مستقيمِ السُّلُوكِ، وهو يَتَنَقَّلُ بين الفَتَيَات في الجامعة كثيراً مع أنَّهُ ليس طالباً! فَحَسَمَتِ الأمرَ بِرَفْضِهِ دُونَ أيَّةِ مُشكلةٍ ظاهرةٍ لِمَنْ حَوْلَهَا.

في المرَّةِ الرابعة كانت ليلى مُخْتَلِفَةً تماماً عندما تَقَدَّمَ لِخِطْبَتِهَا شابٌّ ذُو خُلُقٍ، وَمَكَانَةٍ اجتماعية، وَهُوَ مُوَظَّفٌ مَرْمُوقٌ، وَلَيْلَى مُوَافِقَةٌ عليه في دَاخِلِ نفسِهَا.

لكنَّها لم تكن مُوَفَّقَةً في مُفَاوَضَاتِ الخِطْبَةِ، فَقَدْ تَشَدَّدَتْ في الشُّرُوطِ، وَأَثْقَلَتْ بالمطالِبِ على مُوَظَّفٍ لا يَقُومُ راتبُهُ بِتَلْبِيَتِهَا، فَانْسَحَبَ الرَّجُلُ مِنَ السَّاحَةِ بِهُدُوءٍ. ولكنَّ ليلى بَقِيَتْ تَنْتَظِرُ عَوْدَتَهُ!! فَكَانَتْ تَقِفُ بين الوقت والآخر أمامَ المِرْآةِ لِتَقْرَأَ مَلامِحَ السِّنِين على وَجْهِهَا وَشَعَرِهَا بِأَسىً بَالِغٍ، وَهُنَا يَقْفِزُ السؤال أَمَامَنَا: مَنْ أَضَاعَ زَوَاجَ لَيْلَى؟!


- المجموعة الثانية: تَتَأَلَّفُ مِنْ قِصَّتَيْنِ؛ هُمَا "الهجرة إلى لَحَظات الحزن" و"التحقيق". وتدور حول حياة الأسر الفقيرة في المجتمع.


ففي القِصَّة الأولى "الهجرة إلى لحظات الحزن" يعرض القاصُّ حياةَ طالبٍ جامعيٍّ في كلية الفنون الجميلة قَدِمَ من مدينَتِهِ "حماة" إلى "دِمَشْقَ" وتَمُرُّ به ساعاتٌ لا يَجِدُ فيها ما يَشْتَرِي بِهِ "فَطِيرةً" يَسُدُّ بها جُوعَهُ، فَيَتَوَسَّلُ إلى امرأةٍ لتشتريَ له ذلك!!

ولَكِنَّهُ في هَذِهِ الظروف يتزوَّجُ طالبةً جامعيَّةً في كلية الحقوق هي أيضاً من مدينته، وكان يَعْرِفُهَا وتعرفه منذ الطفولة، ويعيشان في غُرْفَةٍ صغيرة هي كل شيء عندهما، وتحمل منه وتلد طِفْلَهُمَا في ليلة مظلمة، ولكنَّ الطفلَ الذي وُلِدَ في ظلام الليل "الْتَهَمَهُ ظَلامُ القبْرِ؛ إِذْ دَفَنَهُ والِدُهُ الفنَّان قبل أذان الفجر، لأنه وُلِدَ مَيِّتاً!.


أما "التحقيق" فتحكي لنا حياة مُعَلِّمِ مادة "الموسيقا" الفقير، الذي يتأخَّرُ عن دَوَامِهِ كثيراً، ويُحَاسِبُهُ المديرُ كُلَّ مَرَّةٍ، ويستقطع منه ساعاتِ تَأَخُّرِهِ، وعندما حضر يوماً متأخراً، وعلى عادة المدير سأله عن سبب تأخُّرِه، وعاتَبَهُ لأنَّ التَّأَخُّرَ صارَ عادَتَهُ، ففَتَحَ الأستاذُ كيساً مِنَ الورق وهو يَرْتَعِشُ لِيَجِدَ المديرُ نفسَهُ أمامَ منظرٍ غير مُتَوَقَّعٍ؛ "جنين غير مُكْتَمِل"، وأخبره المعلم أن زوجته تَنْزِف دماً في البيت، وَلا أَحَدَ يَمُدُّ يَدَ العَوْنِ. فأعادَ المديرُ كُلَّ ما استقطعه إلى المعلِّم، واعتذر إليه من غفلته عن ظروفِهُ.

هذا موقِفٌ من ثلاثةٍ في هذه القِصَّةِ، أمَّا الموقِفَانِ الآخَرَانِ فَيَحْكِيَانِ مُعَانَاةَ المُوَاطنينَ في ظل أحكام الطوارئِ بسبب الحرب، وَتَعَسُّفَ رجالِ الأمنِ مع المواطنين إذ تَعَرَّضَ الأستاذُ نفسُه للضرب المُبَرِّح؛ لأنَّهُ وَقَفَ قُربَ سيارة أمن.


- في المجموعة الثالثة: يعرض القاصُّ صورةً من تطور العلاقة الاجتماعية والأُسْرِيَّةِ تَطَوُّراً حسناً في البداية، ولكنها تنحرف بغير مسوغات للانحراف، إِلاَّ أَنْ تَكُونَ الشخصياتُ نفسُها تَحْمِلُ مُقَوِّمَاتِ الاستجابة للانحراف، إذ لا نعرف ما يكفي عن نشأتها التربوية!.


فقصة "العلاقة" تحكي حياةَ أسرة فقيرة تتألف من أُمٍّ وابْنٍ وابْنَتَيْن، لا تلبثُ الأُمُّ أن تموت، فَيَحْزَنُ الأولادُ عليها حُزْناً شديداً، وَلَكِنَّهُمْ يَشُقُّونَ طَرِيقَهُمْ فِي الحياةِ؛ فَشِهَاب يعمل في تهيئة (الكتالوجات) اللازمة لِلْمَعَامِلِ، وَأُخْتُهُ هَيْفَاءُ تَشْتَغِلُ في المعمل نفسِه، ثُمَّ تَتَزَوَّجُ بأَحَدِ الشركاء، ويُقِيمَانِ معملاً خاصّاً. أمَّا سميرة فَتَفْتَحُ مَحَلَّ تجميل للنساء، ومن خلال عملها تَتَعَرَّفُ زوجةَ (نائبٍ في البرلمان)، وتقيم علاقةً مع الأسرة، ويدخل أخوها شهاب إلى الخط مرة أخرى، ويتطور الأمْرُ بسرعة لِيَصِلَ إلى مكانةٍ مرموقة بِدُخُولِهِ نادياً سياسياً في باريس، ويصير من خلال علاقته بالنائبِ المستورِدَ الأوَّلَ لأدَوَاتِ التجميل، ويوماً تدخل امرأةٌ إلى مكتبه ويُتِمُّ صفقةً ..... ويُسْدَلُ الستار على القصة، ونبقى متسائلين: ما نوع الصفقة التي تمت؟!


وقصة "العيون الحزينة" من المجتمع السعودي، تبدأ بداية فاترةً وعاديةً جداً؛ إذْ يقوم صاحب بستان بتزويج ابنتِهِ الصغيرةِ بالعامل "عبد الله" ويكون عبد الله نِعْمَ الزوج، إلى أن يصيرَ لهما عَدَدٌ مِنَ الأولاد، نَعْرِفُ اسمَ ابنته "هند"، وإلى هنا كل شيء عادي.

ثم تبرز مشكلة في زواج "هند" بسبب الخلاف بين الأُمِّ والأب مَن تَتَزَوَّجُ هند، ابْنَ خالِها أو ابْنَ عمِّها؟ ويتأجل الأمر إلى حين.
وتخرُجُ مفاجأةٌ أُخْرَى هي أَنَّ عبدَ الله نفسَهُ يريد الزواج، وأمام دهشة الأسرة واعتراضِهَا، نَجِدُ مفاجأةً ناجمةً عن هذا الزواج؛ إذ يَقُومُ أبو فهد أخو عبد الله بالخِطْبَةِ لنفسه بدلاً من أنْ يخطُبَ الفتاةَ لأخيه، فَيَتَحَوَّلُ الوسيطُ إلى طرف في القضيَّة، ولا شكَّ أنَّ مثلَ هذا الأمر له دَوِيٌّ كبيرٌ في المجتمع، وفي هذه الأزمةِ الجديدة يحدث شيئان: عَوْدَةُ هند للزواج بابْنِ عمِّهَا الذي يُطَلِّقُهَا بعد شهر، وإصرار أبي هند على الزواج برَغْم الكارثةِ التي حَصَلَتْ لَهُ مِنْ أخيهِ.
- المجموعة الرابعة: تَتَأَلَّفُ من ثلاث قصص هي: "حبيبتي قتلها الفانتوم"، و"من قتل شلومو؟"، و"الطين والاحتلال الآخر"، وهي القصة الأخيرة في المجموعة، وهذه القصصُ وطنية أخذت موضوعَاتها مِنَ الصراع مع اليهود.

تقع أحداثَ القِصَّةِ الأولى "حبيبتي قتلها الفانتوم" في دمشق خلال حرب 1973م بما عُرِفَ بِحَرْبِ رَمَضَانَ أو تِشْرِين (أكتوبر)، إذ تَقَعُ غادة فَرِيسَةَ إحدى الغارات لطائرات الفانتوم الإسرائيلية على الأحياء السكنية في دمشق، وبذلك تتلاشى أحلامُ مشروع زواجٍ كانت تنتَظِرُهُ غادة مع (القاصِّ) نفسِه أو (البطل) الذي نَسِيَ القاصُّ اسمه.


وقصة "مَنْ قَتَلَ شلومو؟" تأخذ أحداثها من بدايات الاحتلال اليهودي لفلسطين؛ إذ كان الصراع محتدماً ومباشراً بين أهلنا في فلسطين واليهود الغاصبين، وفي قرية كوكبة يتحامل مريض على فراشه ويحمِلُ بندقيته التي ورثها عن أبيه، وَيَتَرَصَّدُ قافلةً يهوديةً، وبطلقةٍ واحدةٍ قَتَلَ شلومو وسائقَ سيارته، وشلومو ضابطٌ يهوديٌّ برتبةِ جنرال، كان للحادث وَقْعٌ كبيرٌ بين المجاهدين، وبين اليهود الذين لم يعرفوا قاتل شلومو، وبقي السؤال قائماً: من قتل شلومو؟! ومع مرور الزمن فإنَّ القاصَّ لم يُعَرِّفْنا اسم (البطل) برَغْم أنَّهُ صديقُهُ ويُهْدِي إليه التحيَّةَ حيّاً وميتاً؟!


أما القصةُ الأخيرة "الطين والاحتلال الآخر" فهي حكاية مستَمِرَّةٌ مُتَجَدِّدَةٌ، معاناة الشعب الفلسطيني المجاهد كُلَّمَا عَبَرَ الحدود لزيارة الأهل والوطن، ومعاناة الأهلِ في الداخل مِنَ الاعتقالِ والسجْنِ والتعذيب. فنبيل الذي يعود منَ القرية لا يجد أحداً يستقبله في منزله لأَنَّ "عُمَرَ" أخا زوجته دون الخامسةَ عشرةَ اعْتُقِلَ بعدَّةِ تُهَم، ومع أن الجَدَّةَ تُصِرُّ على أنَّ التُّهَمَ أُلْصِقَتْ بِهِ، فَإِنَّ نبيلاً يرى أنَّ الدفاع عنِ الوطن لا يقف عند السنِّ والزمان، وكَأَنَّهُ بذلك يرشح الفتى عُمَر لِوِسامِ الاستحقاق في الدفاع عنِ الوطن ومقاومة الاحتلال.



نظرات نقدية في المجموعة

المجموعة القصصية (من أضاع زواج ليلى).. والأدب الإسلامي:
هذه المجموعة القصصية لم تكتب لتكون نموذجاً من نماذج الأدب الإسلامي في القصة، ولكن يمكن أن نعدها نموذجاً واقعاً في دائرة الأدب الإسلامي بالمنهج العام الذي اتبعه القاصُّ في سرده للقصص.

فمن الناحية الموضوعية تعد القصص الاجتماعية والوطنية التي تعانق البعد الإنساني في مضامينها ودلالاتها من أبرز مضامين القصة الإسلامية المعاصرة.

فمعظم قصص هذه المجموعة طرحت قضايا الظلم الاجتماعي في الحياة الأسرية (قصة القهر والسقوط عند أول منعطف)، وكانت المرأة مدارها، وخصوصاً عادات التزويج، وضرب المرأة، كما أن بعض القصص أظهرت الدور الإيجابي للمرأة من خلال قيامها بالعمل بعد فقد كافل الأسرة (قصة العلاقة). والقيم الوطنية في القصص التي عبرت عن الصراع مع اليهود في فلسطين وهي (حبيبتي قتلها الفانتوم، ومن قتل شلومو؟، والطين والاحتلال).


وقد وجدنا الكاتب يلمس بعض القيم الدينية لمساً عابراً عفوياً في حياة شخصياته، كما في قصة من أضاع زواج ليلى (ص 46): "لكنها أدركت أن النصيب واقع لا محالة، ولا يمكن للإنسان أن يتحدى القدر، ثم تساءلت بينها وبين نفسها: هل سيعوض الله خطيبا لَبِقاً ذا مكانة اجتماعية مرموقة كالذي فقدته قبل أيام؟"

فليلى متعلقة بالله سبحانه في سير أحداث خِطبتها، وتبدو راضيةً بما يجري به القدر، وآمِلَةً أن يعوضها الله عما فات بأحسن منه.


ونقرأ في الفقرة الأول من قصة العلاقة (ص 86) وصفاً لحالة أسرة شهاب قبل العيد وهو يحادث صاحب العمل فيقول: "يا سيدي! لي أم عجوز وأختان صبيتان وأخرى تتخطى سني الطفولة، مات والدي وخلفني لهن، وكتب علي الشقاء منذ الصغر، أسترحمك الله بهن أن تساعدني، قبل أن يأتي العيد، بزيادة راتبي، ربما أتمكن أن أدخل السرور عليهن، علني أستطيع أن أتبسم يوما قبل أن يأكلني الإرهاق".

فاللجوء إلى الله سبحانه في مواقف الضعف وعند الحاجة من القيم الإيمانية التي تظهر عند الإنسان المسلم ولو لم يكن ملتزماً في حياته بالمفهوم المتعارف عليه للالتزام.


ومثل ذلك نهاية قصة القهر (ص 36) عندما ترجع عائشة البنت اليتيمة التي يطلقها زوجها بعد معاناتها الظلم: "لملمت عائشة أغراضها، وخرجت من بيتها حزينة مكسورة القلب دامعة العينين، ولم تجد مأوى لها سوى صدر أمها الفقيرة التي رفعت يدها إلى السماء شاكرة ربها الذي أنقذ ابنتها من ظلم كاد يقضي عليها".

والموقف هنا واضح تماماً، فالأم بدلاً من أن تسبَّ وتشتم، وتشكو حظها وتتسخَّط لما يجري به القدر – تشكر ربها أن أنقذ ابنتها من الظلم.

النجاة من شَرَك التعابير الجنسية:

ومن ناحية أخرى فقد تجنب القاصُّ الوقوعَ في شرك التعابير الجنسية عن المرأة برغم الوجود الواضح لشخصيات النساء في القصة، ودواعي مثل تلك التعابير؛ خصوصاً في قصة "السقوط عند أول منعطف"، وقصة "العيون الحزينة"، وقصة "من أضاع زواج ليلى"، وقصة "معاناة".

فقد لمس القاص تلك المواقف لمساً خفيفاً وسريعاً بغير أن يثير الغرائز الجنسية؛ فمثلاً عندما يكشف عجز حامد عن المعاشرة الزوجية في "السقوط عند أول منعطف" (ص 23–24) يقول: "كان حامد رجلاً أمام الحاضرين، لكنه عكس ذلك عندما انفرد بعروسه، لم يستطع أن يسيطر عليها في أيامه الأولى.. شعرت أن هناك منفذاً لها، بدأت تلعب لعبتها، وتراودها نفسها أن تغطي ساعات الفراغ، بدأ الزوج يساوره الشكُّ من بعض التصرفات التي كانت تبدو على ملامح زوجته، لكنه لم يكترث في البداية، إلا أن الأمور أصبحت مكشوفة.." .


وعندما يصور أصعب لحظة في موقف الفضيحة فإنه يمر سريعاً كذلك، ويكتفي بالتلميح دون التصريح (ص 25) يقول: "في يوم من الأيام عاد الزوج باكراً كعادته، فتح غرفة النوم، تسمَّرت قدماه، وقف شعر رأسه، ارتجفت جميع أوصاله، لم يقوَ على الحركة، إنها تخونه، نظرت إليه ببلاهة، أزاحت من علا فوقها، لبست، هددته ألا يتكلم، .." وهذه القصة مجال خصب للإيغال في وصف اللحظات المحرمة؛ إذ إن الشخصية الرئيسة في القصة وهي "انتصار" عاشت حياةً منحرفة وهي في عصمة زوجها "حامد" حتى أنجبت أربعة أولاد!!

فالقاصُّ إذن كان يهدف إلى إظهار خطورة الظلم في الحياة الأسرية، وأنها قد تؤدي إلى نتائج سيئة.


وقصة "من أضاع زواج ليلى" أيضاً مغرية بالدخول إلى عالم الغريزة الجنسية من خلال وصف حياة فتاة فقدت فرص الزواج وصارت عانساً، ولكننا نجد القاص يبقى متحفظاً؛ لأنه يريد التنبيه على ظاهرة اجتماعية بوضع المشكلة أمام الأنظار، لا إيجاد مشكلة أخرى من خلال الترويج للجنس؛ فيقول في (ص 47-48): "تعددت معارفها من الشباب والشابات، كما تعددت هواياتها، فقد أصبحت مرحةً تحب الضحك والرحلات والرياضة، واشتركت في العديد من الندوات الأدبية، ومثَّلت دورين لها على مسرح الجامعة، شدت إليها كثيراً من الطلبة الذين تهافتوا على صداقتها، ومع ذلك كانت تخشى الإيغال في الصداقة المختلطة، وتتجنب العديد من المشاركات في سَهَرات المناسبات التي كانت تُدعى إليها؛ حرصاً منها على عدم التمادي والإحراج والانسياق إلا ضمن الحدود المطلوبة لفتاة تحترم نفسها وتجبر الآخرين على تقديرها..".

فالقاصُّ يقدم "ليلى" نموذجاً للفتاة المسلمة العادية في البيئات العربية، فهي ليست نموذج الالتزام، ولكنها ليست نموذج الانحلال كذلك!!

وهكذا نجد القاص يبتعد بوعي عن الانزلاق في وهدة الوصف الحسي للمرأة، ويتجنب لحظات الإغراء الجنسي، وبذلك يقدم لنا قصصاً تدور في دائرة الأدب الإسلامي بشكل عفوي، وهذا بحد ذاته نقطة مهمة في سياق الإبداع الأدبي.


أساليب السرد في قصص المجموعة:

سلك القاصُّ (سميح سرحان) أساليبَ مختلفةً في قِصَصِهِ؛ فمن أسلوب السرد الذاتي بضمير المتكلم في قِصَّتَيْ "حبيتي قتلها الفانتوم" و"معاناة"، مع إدخال أسلوب ما يشبه الرسائل في "معاناة"؛ إذ جعل قِصَّة ليلى ومعاناتَها بمنزلة الوَسَطِ في القصة، نراه تَغْلِبُ عليه طريقةُ القَصِّ بضمير الغائب، ويروي الأحداثَ مِنَ الخارِجِ، وَقَلَّمَا نَجِدُ شَخْصِيَّاتِهِ تَتَحَاوَرُ إلا حِواراتٍ مقتضبةً وقصيرةً جِدّاً كما في قصة "التحقيق" بين مُعَلِّمِ الموسيقا (محمود) والمدير بسب تَأَخُّرِهِ المتكرر، وبينه وبين رجالِ الأمنِ الذين فاجؤوه بالضرب، ونجد مثلَ هذا الحوارِ القصير في قصة "الطين والاحتلال الآخر" في مشهد التفتيش عندما يدْخُلُ نبيل نُقطة الحدود إلى فلسطين، وهذه اللقطاتُ الحوارية اقْتَضَتْهَا ضرورةُ الموْقِفِ؛ فَكُلُّهَا كانت تحقيقاتٍ، حتَّى حوار نبيل مع والدته عندما وصل إلى منزله ولم يجد زوجته كان تحقيقاً من نوع آخر؛ لأنه تساءل عن عدم حضور أحد من أقارب زوجته!!

وفي القصص الأخرى يُجِيدُ (سميح سرحان) اقتناص لقطاتٍ وصفيّةً رائعة، سواء في تصوير ظروف الحادثة أو الشخصية أو في وصف الشخصية ذاتها، فهو يعطينا وصفاً دقيقاً لجزئيات المكان والملامح وكأن القارئ يرى المشهد رَأْيَ العَيْنِ!!

من ذلك لقطاته في "الهجرة إلى لحظات الحزن" في وصف مرسم الفنان عبد اللطيف، ولحظات تَوَسُّلِهِ لامرأةٍ أن تشتريَ له فَطِيرَةً، وبعض جلساته مع زملائه في الغوطة. وعندما يرجع بالذاكرة إلى الخلف، فيصور كيف كان عبد اللطيف يسبح في نهر العاصي عند النواعير، ويغطِس في الماء من ارتفاع كبير ليجْذِبَ انْتِبَاهَ فَتَاةِ الحيِّ التي صارت زَوْجَتَهُ فيما بعد. ويعمِدُ إلى تقديم مفاجآتٍ غيرِ مُتوَقَّعَةٍ عن شخصياته مثيرة للتساؤل ومشكِّكة في الوقت نفسه، مثل مشهد تَبَوُّل الطالب الجامعي الفنَّان أمامَ شركة مُحْتَرَمَةٍ على مرأى مِنَ الناس!! وكذلك حمل المعلم محمود السِّقْط إلى المدرسة ملفوفاً بورقة.

فهل مثل هذا يحدث فعلاً؟ أَو أَنَّ رغبةَ المؤلف في إخراج فكرة "الفنون جنون" أو "الجنون فنون" إلى حيِّزِ الواقع دَفَعَتهُ إلى جعل شخصيَّة الفنَّان يَتَصَرَّفُ هكذا، وإظهار فقر المعلم محمود إلى درجة السحق جعله يحمل سقط الجنين إلى المدرسة؟!


قصص قصيرة في الشكل طويلة في المضمون:

بعض هذه القصصِ القصيرة تتجاوز في مساحتها وأحداثها القصةَ القصيرةَ، فهي تأخذ مضمون الرواية بامتداد زمان أحداثها وكثرة شخصياتها، وهذا جعل القاص يضغط الأحداث والشخصيات بما يشبه شريط الأخبار السريعة، كما في قصة "العيون الحزينة" المأخوذة مِنَ البيئة السعودية، وكان بإمكانه أن يجعل العنوان "العيون السعيدة" لو عمل على نجاح زواج العامل عبد الله منِ ابْنَةِ صاحب النخل بمبادرةٍ مِنْ والد العَرُوسِ، وبمهر رمزي، وعندما اكتشف عبد الله أنَّ عروسَهُ صغيرةٌ جِدّاً عامَلَهَا بكل أدب ورعاية حتى كبِرَتْ وتَزَوَّجها فعلاً بعد سنتيْنِ دُونَ أَنْ يُحِسَّ أَحَدٌ مِمَّن حولهم بأي مشكلة، فلو أنه ركَّز على وصف مشاعِرِ عبد الله والعروس الصغيرة ووالدِهَا ووالدَتِهَا، مع وصف شيء مِنَ التصرُّفَات في مثل هذه الحالةِ وَأَنْهَى الْقِصَّةَ لَضَرَبَ لنا مثلاً رائعاً في الزواج الناجح والبذل والتضحية من قِبَلِ والد العروس، مُقَدِّماً حلاً عمليّاً لمشكلاتٍ كثيرةٍ في قِصَصِهِ الأخرى مثل: "السقوط عند أول منعطف"، و"القهر"، و"من أضاع زواج ليلى؟!".

ويمكننا أن نقول مثل هذا في قصة "العلاقة" فَلِمَاذَا لم يَقْصُرِ القِصَّةَ على نجاح الأولاد الثلاثة شهاب وأختيه في حياتهم؟ عندما صار شهاب في إيطاليا، وأختاه إحداهما في معمل الجوارب قرب بيتها، والأخرى في "صالون تجميل النساء".


ويبدو لي هُنا أنَّ مَشَاعرَ الحُزْنِ التي يعيشها القاصُّ نفسُه مُسَيْطِرَةٌ عليه إلى درجة عدم مقدرته على الوقوف عند لحظات السعادة، وإنهاء قِصَّةٍ واحدة بها.

وَأَنَا أعذِرُهُ في ذلك لأنه يَعِيشُ الحزن فعلاً، فهو أحد ضحايا العُدْوَانِ اليهودي على أرضنا الحبيبة فلسطين، ومنَ الطبقة التي تَكْدَحُ في سَبِيلِ لقمة العيش بشرف وكرامة.

ومن ذلك خطر لي أنَّ عنوان قصةٍ أخرى كان أجدر بهذه المجموعةِ وهي "الهجرة إلى لحظات الحزن" أو "العيون الحزينة" نظراً لخيط الحزن الذي انْتَظَمَ معظمَ القصص بشكل أو بآخر، ولكن عنوان (مَنْ أَضَاعَ زَوَاجَ لَيْلَى) قد يكون أَكْثَرَ جاذبيَّة للقُرَّاءِ وترويجاً للمجموعة.


ملحوظات تعبيرية سريعة من المجموعة:

وردت في القصة بعضُ العبارات أو الكلمات التي تحتاج إلى مراجعة، منها:
- كأس أزرق .. موضوع على صفحة خشبية (ص10-11) - والكأس مؤنث.
- بعض آثارات (ص11) - آثارات جمع الجموع لا يناسب كلمة بعض، والصواب آثار جمع قلة.
- مد يده إلى جيبه وإذ بها تخرج بيضاءَ فارغة (ص12) - الاقتباس (بيضاء) غير موفَّقٍ وفي غير محله، وفارغة تكفي.
- السندوتش وسندويشة (ص12) - يستبدل بها فطيرة وشطيرة وخصوصاً أنَّ القاصَّ مدرسُ لغة عربية.
- أعطاها الربيع لمسات السحر الإلهيَّة (ص13) - إضافة السحر إلى الإلهية غير مناسبة، ولو قال: الإبداع لكان أنسب.
- ثم يقفز بالنهر (ص17) - والصواب في النهر، أو إلى النهر.

وأطرح بعض التساؤلات في قصة (الهجرة إلى لحظات الحزن):

الأول: كيف يكون عبد اللطيف الطالب بكلية الفنون الجميلة شابّاً مُدَللاً من والديه لا يحبان أن ترفَّ جانبَ جفنه ذبابةٌ، ويرسلان إليه بالأطعمة من بلدته حماة وهو في دمشق (ص 16) ثم يصل الأمر به أنه لا يملك ثمنَ فطيرة يسدُّ بها جوعه؟!

والثاني: هيفاء التي تدرس في كلية الحقوق سنة ثالثة، وفي الصفحة (17) ورد أنها "عادت من عملها الوظيفي يوماً مُتْعَبَة"، ومنَ المعلوم أنه لا أحد يرسل ابنته للدراسة الجامعية من مدينة إلى أخرى إلا إذا كانت الحالة المادية ميسورة، ثم إنَّها تقيم في المدينة الجامعية غالباً، ومع هذا فدراسة الحقوقِ لا تتطلب الإقامةَ في دمشق لأنَّ مُعْظَمَ طلابها يدرسون انتساباً؟!.


والثالث: كيف تزوَّجا سِرّاً وشرعيّاً!! (ص 15) وفي سنة واحدة تحمل هيفاء وتضع حملها!! أين أهلها؟ هل يُعقل أنْ ترميَ أسرةٌ ابنَتَهَا سنةً كاملةً لا يسألون عنها؟!


وعموماً يمتلك القاصُّ أدواتِ القصة القصيرة مِنَ العبارات المركزة القويَّة، واقتناص الصُّوَر المعبِّرَةِ مِنَ الحياة، ولكنَّهُ يعرضها بأسلوب المخرج المسرحي، فتبدو قِصَصُه للقارئ وصفاً لفصول مسرحية، في عدة مشاهد. أو لمشاهد تمثيلية في فصل واحد.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.18 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]