الكبر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826469 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374372 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 285 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 362 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 483 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 381 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 378 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 384 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2022, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي الكبر

الكبر









كتبه/ ياسر عبد التواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الكبر:

يلعب الشيطان بابن آدم بنفس معصيته التي عصا بها ربه فأخرجه من الجنة؛ والمسلم الحق الذي ليس للشيطان عليه سلطان؛ بعيد عن الكبر فلا يتكبر على إخوانه ولا على أقاربه بما أنعم الله عليه من نعم، ولا على جيرانه فيطاولهم في البنيان أو ينافسهم فيما رزقهم الله من نعمه كسيارات وملابس؛ فذلك كله من متاع الدنيا وما هو إلا متاع الغرور، ولا يحقرهم لفقرهم ولا لقلة فهمهم، ولا لأن أبناءه أكثر مالاً، أو أحدّ ذكاء، أو أنجح في دراسة.

الكبر والعجب بالنفس:

الكبر والعجب بالنفس داءان من أدواء النفس الخطيرة، التي تمثل انحرافًا خلقيًا يجنح بالإنسان عن سبيل الحق، والكبر والعجب بالنفس من أبرز وأخطر العوامل التي تدفع إلى الانحراف في المفاهيم الفكرية، وذلك لأنه متى نفخ الكبر والعجب بالنفس في أنف المستكبر المغرور، واستوليا على عقله وإرادته، ساقاه بعنفٍ شديدٍ وتمرّد لئيم إلى غمط الحق وطمس معالمه، ثم إلى انتحال صور من الباطل يعمل على تزيينها وتحسينها بالأقوال المزخرفة، والحجج المزينة بالألوان والأصباغ، وهي في حقيقة حالها أشبه ما تكون بأخشاب المسارح ورسومها وستورها، مظاهر خادعة ولكن لا حقيقة لها.

صفة الكبر وتعريفه:

الكبر هو حالة نفسية تدفع الإنسان لأن يرى نفسه أفضل من الناس، فلا يتواضع لهم، ولا يقبل منهم نصحًا، وقد عرفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ) (رواه مسلم)، وفي رواية: قَالَ رَجُلٌ: "إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً". قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ) (رواه مسلم).

وبيَّن النووي -رحمه الله- معنى ذلك فقال: "(بَطَرُ الْحَقِّ) هو دفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا، (وَغَمْطُ النَّاسِ): بفتح الغين المعجمة وفتح الميم وكسرها وبالطاء المهملة أي: استحقارهم وتعييبهم".

قال ابن مالك: "الكبر هو تضييع الحق من أوامر الله -تعالى- ونواهيه وعدم التفاته".

قال المناوي -رحمه الله-: "وهو تعظيم المرء نفسه واحتقار غيره والأنفة من مساواته، وينشأ عنه الغضب؛ لأن غيره إذا ساواه غضب؛ والحقد لما أضمره المرء في نفسه من الترفع على من تكبر عليه، والغش لأنه لا ينصح من تكبر عليه، إذ قصده كون غيره معيباً منقوصًا".

الدافع إلى الكبر:

يرجع الكبر في جذوره النفسية إلى شعور المغرور بالاستعلاء الذاتي على الأقران والنظراء، وعلى المكانة التي يجد المستكبر نفسه فيها داخل مجتمعه، ويرجع إلى الرغبة بإشعار الآخرين بالامتياز عليهم، ولو لم يكن لهذا الامتياز وجود في الواقع؛ فهو انتفاخ بغير حق، وتطاول بغير حق، وتعالٍ بغير حق، وتصغير للآخرين بغير حق، أو تصغير ما لهم بغير حق.

ويرجع أيضًا إلى الرغبة الجامحة بعدم الخضوع لأحد، ويقترن بهذه الرغبةِ الشعورُ الجاهل المغرور بالاستغناء الذاتي.

قال الغزالي -رحمه الله-:

"اعلم أن الإنسان لا يتكبر إلا متى استعظم نفسه، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال، وجماع ذلك يرجع إلى كمال ديني أو دنيوي، فالديني هو: العلم، والعمل، والدنيوي هو: النسب، والجمال، والقوة، والمال، وكثرة الأنصار، فهذه سبعة أسباب" انتهى.

فقد يدخل الكِبر للعالم لما يرى تميزه في علمه وتفوقه على أقرانه؛ أو يدخل الكبر للعابد عند اجتهاده في الطاعات؛ فيظن أنه أفضل من غيره، ولا يخلو الأمر من مَنٍ على ربه -تعالى-؛ فيحبط بذلك العمل.

وقد يتكبر أصحاب الأموال أو الأنساب أو القوة والسلطان بما يعطونه من النعم، فيكون ذلك وبال عليهم؛ فيحل عليهم البلاء، وتسلب منهم النعم، ويعاقبون على الكبر عاجلاً أو آجلاً.

استعاذة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الكبر:

فلقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من الكبر.

الشيطان والكبر:

الشيطان أول متكبر؛ فقد افتخر بأصل خلقته فجره ذلك إلى مخالفة أمر ربه فأبى السجود لآدم -عليه السلام-؛ وصرح اللعين بهذا المعنى فقال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (ص:76)، (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) (الإسراء: 61)، (لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (الحجر:33)، فكفره الله بذلك، فالكبر كان واضحًا فيما قاله، وهو ما أدى به إلى الاستنكاف عن طاعة ربه لما أمره بالسجود.

فكل من سفَّه شيئًا من أوامر الله -تعالى- أو أمر رسوله -عليه الصلاة والسلام- كان حكمُه حكمَه، وهذا ما لا خلاف فيه، وروى ابن القاسم عن مالك أنه قال: "بلغني أن أول معصية كانت الحسد والكبر.. "، وقال قتادة: "حسد إبليس آدم، على ما أعطاه الله من الكرامة فقال: أنا ناري وهذا طيني. وكان بدء الذنوب الكبر، ثم الحرص حتى أكل آدم من الشجرة، ثم الحسد إذ حسد ابن آدم أخاه".

قال القرطبي -رحمه الله-: "كان في علم الله -تعالى- أنه سيكفر -أي الشيطان-؛ لأن الكافر حقيقة والمؤمن حقيقة هو الذي قد علم الله منه الموافاة -أي علم الله منه أنه سينهي عمله بالخير والطاعة والإيمان- وهذا صحيح، لقوله -صلى الله عليه وسلم- في صحيح البخاري: (وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ). وقيل: إن إبليس عبد الله -تعالى- ثمانين ألف سنة، وأعطي الرياسة والخزانة في الجنة على الاستدراج، كما أعطي المنافقون شهادة أن لا إله إلا الله على أطراف ألسنتهم، وكما أعطي بلعام الاسم الأعظم على طرف لسانه، فكان في رياسته والكبر في نفسه متمكن. قال ابن عباس: كان يرى لنفسه أن له فضيلة على الملائكة بما عنده، فلذلك قال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ)، ولذلك قال الله -عز وجل-: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) (ص:75)، أي: أستكبرت ولا كبر لك، ولم أتكبر أنا حين خلقته بيدي والكبر لي فلذلك قال: (وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (ص:74).

بيان ذم الكبر:

قد ذم الله الكبر في مواضع من كتابه، وذم كل جبار متكبر، فقال -تعالى-: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) (الأعراف:146)، وقال -عز وجل-: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر:35)، وقال -تعالى-: (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (إبراهيم:15)، وقال -تعالى-: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (النحل:23)، وقال -تعالى-: (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا) (الفرقان:21)، وقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60).

وقد ذم الله -تعالى- الكبر، وبيَّن أنه لا يحب أهله: قال -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا) (النساء:36).

فنفى -سبحانه- محبته ورضاه عمن هذه صفته؛ أي: لا يظهر عليه آثار نعمه في الآخرة، وفي هذا ضرب من التوعد، والمختال ذو الخيلاء أي: الكبر. والفخور: الذي يعدد مناقبه كبرًا. والفخر: البذخ والتطاول.

وبيَّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن المتكبر محروم من الجنة؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ وَلا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرِيَاءَ) (رواه مسلم)، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الْعِزُّ إِزَارُهُ وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: التقى عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر على الصفا فتواقفا، فمضى ابن عمرو وأقام ابن عمر يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: هذا -يعني عبد الله بن عمرو -زعم أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، أَكَبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).

والمتكبر يبغضه الله -تعالى-: فعن مطرف، قال: "كان يبلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أشتهي لقاءه، قال: قلت: حديثا بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثك، قال: (إن الله -عز وجل- يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة... )، قال: فلا أخالني أكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!

قال: فقلت: من هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله -عز وجل-؟

قال: رجل غزا في سبيل الله صابرًا، محتسبًا، فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله -عز وجل-، ثم تلا هذه الآية: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)، قلت: ومن؟ قال: رجل كان له جار سوء يؤذيه، فصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت، قلت: ومن؟ قال: رجل سافر مع قوم، فارتحلوا، حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى، أو النعاس، فنزلوا، فضربوا برءوسهم، ثم قام فتطهر وصلى رغبة لله -عز وجل-، ورغبة فيما عنده قلت: وما الثلاثة الذين يبغضهم الله -عز وجل-؟ قال: البخيل الفخور، وهو في كتاب الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان: 18).

قلت: وما المختال الفخور؟ قال: أنتم تجدونه في كتاب الله -عز وجل-، البخيل المختال، قلت: ومن؟ قال: التاجر الحلاف أو البائع الحلاف" (رواه أحمد والحاكم، والطبراني في الكبير واللفظ له، وصححه الألباني).

ومن الاختيال والكبر: عدم مراعاة الهدي النبوي في اللباس: فعن جابر بن سليم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ المَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

ومن الآثار في ذم الكبر:

أخرج ابن جرير عن أبي رجاء الهروي قال: لا تجد سيء الملكة إلا وجدته مختالاً فخورًا، وتلا: (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا)، ولا عاقـًا إلا وجدته جبارًا شقيًا، وتلا: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) (مريم:32).

قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: "لا يحقرن أحد أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير".

وقال وهب: "لما خلق الله جنة عدن نظر إليها، فقال: أنت حرام على كل متكبر".

ويُروى أن مطرف بن عبد الله بن الشخير رأى المهلب وهو يتبختر في جبة خز، فقال: "يا عبد الله هذه مشية يبغضها الله ورسوله، فقال له المهلب: أما تعرفني؟ فقال: بلى أعرفك أوّلك نطفة مذرة، وآخرتك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة"! فمضى المهلب وترك مشيته تلك.

بيان حقيقة الكبر وآفاته:

قال الغزالي في الإحياء: "اعلم أن الكبر ينقسم إلى: باطن وظاهر؛ فالباطن هو: خلق في النفس، والظاهر هو أعمال تصدر عن الجوارح، واسم الكبر بالخلق الباطن أحق -أي يرتبط الكبر بما يبطنه المتكبر-، وأما الأعمال فإنها ثمرات لذلك الخلق.

وخلق الكبر موجب للأعمال، ولذلك إذا ظهر على الجوارح يقال: تكبر، وإذا لم يظهر يقال في نفسه كبر، فالأصل هو الخلق الذي في النفس، وهو الاسترواح والركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه؛ فإن الكبر يستدعي متكَبَّرًا عليه ومتكَبِّرًا به، وبه ينفصل الكبر عن العجب؛ فإن العجب لا يستدعي غير المعجب، بل لو لم يخلق الإنسان إلا وحده تصور أن يكون معجبًا، ولا يتصور أن يكون متكبرًا إلا أن يكون مع غيره، وهو يرى نفسه فوق ذلك الغير في صفات الكمال، فعند ذلك يكون متكبرًا".

بيان المتكبر عليه ودرجاته وأقسامه، وثمرات الكبر فيه:

قد يتكبر صاحب الكبر -والعياذ بالله- على الله -تعالى- أو على رسله، أو على سائر الخلق؛ فإذن التكبر باعتبار المتكبر عليه ثلاثة أقسام:

الأول: التكبر على الله، وذلك هو أفحش أنواع الكبر، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)، فمن استخف بالعبادة أو الدين أو التشريع فهو داخل في هذا، فيضاف ذلك الخلق من التكبر إلى ما ابتلي به من الكفر؛ لتتم بذلك خسارته!

القسم الثاني: التكبر على الرسل من حيث تعزيز النفس وترفعها على الانقياد لبشر مثل سائر الناس، (إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا) (إبراهيم:10)، (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ) (المؤمنون:34)، (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا) (الفرقان:21)، (وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) (الأنعام:8).

القسم الثالث: التكبر على العباد، وذلك بأن يستعظم نفسه ويستحقر غيره، فتأبى نفسه عن الانقياد لهم.

ما يظن أنه كبر وليس كبرًا:

ليس من الكبر الاعتناء بالجمال ما دام لم يتخط حد الاعتدال من غير سرف ولا اختيال؛ قال -تعالى-: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون) (الأعراف:32).

وفي صحيح مسلم: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ فَلَبِسْتَهَا لِلنَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ). فما أنكر عليه ذكر التجمل للجمعة وللوفود، وإنما أنكر عليه كونها سيراء.

وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ). قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ).

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، تدل كلها على النظافة وحسن الهيئة.

فعن خالد بن معدان قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسافر بالمشط والمرآة والدهن والسواك والكحل". وعن ابن جريج: "مشط عاج يمتشط به".

وقال ابن سعد: عن أنس بن مالك قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَكْثُرُ دَهَنَ رَأْسَهُ ويسرحُ لِحْيَتِهِ بِالْمَاءِ" (رواه البيهقي وابن الأعرابي في المعجم، وحسنه الألباني).

وأخرج البغوي وغيره عن ثابت بن قيس بن شماس قال: "كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرأ هذه الآية: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا)، فذكر الكبر فعظمه، فبكى ثابت فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )ما يبكيك؟( فقال: يا رسول الله إني لأحب الجمال حتى إنه ليعجبني أن يحسن شراك نعلي. قال: )فأنت من أهل الجنة، إنه ليس بالكبر أن تحسن راحلتك ورحلك، ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس(

وليس من الكبر إظهار الصدقة: عن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ، وَإِنَّ مِنَ الخُيَلاَءِ مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يُحِبُّ اللَّهُ، فَأَمَّا الْخُيَلاَءُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ فَاخْتِيَالُهُ فِي الْبَغْيِ) (رواه أبو داود والنسائي، وحسنه الألباني)، والاختيال هنا يقصد به والله أعلم أن يبرز الصدقة ويظهرها؛ ليقتدي الناس به.

قال الآبادي في شرح سنن أبي داود: "والاختيال عند الصدقة ربما كان من أسباب الاستكثار منها والرغبة فيها".

قال المناوي في فيض القدير (4/408): "لأن الإنسان يهزه رائحة السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه، ولا يستكثر كثيرًا، ولا يعطي منها شيئًا إلا وهو مستقل له".

علاج الكبر:

1- الدعاء بأن يذهب عنا الله -تعالى- ذلك الكبر.

2- الصدقة كذلك أحد علاجات الكبر؛ لا سيما صدقة السر، فمِنْ أثرها أن يشعر المسلم بالتعاطف مع الفقير وأن يتواضع لله بخدمتهم؛ ثم هي تستجلب رضا الله على العبد.

فمن رحمة الله -تعالى- بالمتصدق أن يذهب الله -تعالى- عنه بصدقته ذلك الكبر، وهذا من فضل الله -تعالى- على أهل الطاعات أن يكافئهم بالمزيد.

فائدة: والصدقة كذلك تنجيك من غضب الله -تعالى- عليك يوم القيامة وتقيك من النار، أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَرَى إِلا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ).

3- التفكر في أمر المتكبرين وعاقبتهم وحال المتواضعين وفضيلتهم:

بيان فضيلة التواضع: التواضع ضد الكبر، وحقيقته أن ينزل نفسه عن مرتبة يستحقها؛ فإن فعل ذلك لله -تعالى- ناله العز في الدنيا والآخرة "ذكره في تحفة الأحوذي".

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ) (رواه مسلم).

ونقلت آثار كثيرة تبين حال السلف مع التواضع وحرصهم عليه، ولقد ورد عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: "ثلاث هن رأس التواضع، أن يبدأ بالسلام من لقيه، ويرضى بالدون من شرف المجلس، ويكره الرياء والسمعة".

أخرج البيهقي عن ابن المبارك قال: "من التواضع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا، حتى تعلمه أنه ليس لك فضل عليه لدنياك، وأن ترفع نفسك عند من هو فوقك في دنياه، حتى تعلمه أنه ليس لدنياه فضل عليك".

وقيل: "رأس التواضع أن تكره أن تذكر بالبر والتقوى".

وروي عن ابن عباس مرفوعًا: "من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه".

قال الحافظ السيوطي في الدر المنثور: أخرج أحمد ومسلم وغيرهما عن سويد بن مقرن قال: كنا بني مقرن سبعة على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولنا خادمة ليس لنا غيرها، فلطمها أحدنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أعتقوها. فقلنا: ليس لنا خادم غيرها يا رسول الله. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَلْيَسْتَخْدِمُوهَا فَإِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا فَلْيُخَلُّوا سَبِيلَهَا).

ولقد بيَّن العلماء أن استعمال الشدة مع الخدم ونحوهم قد يكون سببه الكبر، وأن التلطف بهم وحسن الخلق علامة على التواضع؛ فقال النووي في شرحه للحديث كما في شرح مسلم: "وفيه: الرفق بالموالي واستعمال التواضع".

وعن أبي مسعود الأنصاري قال: بينا أنا أضرب غلاما لي، إذ سمعت صوتا من ورائي، فالتفت فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلامِ) قَالَ: فَقُلْتُ لا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا (رواه مسلم).

وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال: بينا رجل يضرب غلاما له وهو يقول: أعوذ بالله وهو يضرب، إذ بصر برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أعوذ برسول الله. فألقى ما كان في يده وخلى عن العبد. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أما والله لله أحق أن يعاذ، من استعاذ به مني؟ فقال الرجل: يا رسول الله فهو لوجه الله. قال: والذي نفسي بيده لو لم تفعل لواقع وجهك سفع النار".

4- الزهد في الدنيا ومظاهرها يورث التواضع، وهو علاج مهم للكبر في النفس:

الزهد هو: قلة الرغبة في الشيء، وإن شئت قلتَ: قلة الرغبة عنه.

وقال بعضهم: بغض الدنيا والإعراض عنها، وقيل: ترك راحة الدنيا لراحة الآخرة، وقيل: أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك. وقيل: بذل ما تملك ولا تؤثر ما تدرك. وقيل: ترك الأسف على معدوم، ونفي الفرح بمعلوم. قاله المناوي في تعريفاته.

والورع: تجنب الشبهات خوف الوقوع في محرّم، وقيل: ترك ما يريبك ونفي ما يعيبك؛ وقيل: الأخذ بالأوثق وحمل النفس على الأشق؛ وقيل: النظر في المطعم واللباس، وترك ما به بأس. وقيل: تجنب الشبهات، ومراقبة الخطرات.

وميزة الزاهد في الدنيا أنه يكتفي منها بالقليل وتصغر في عينه، فلا ينافس عليها ولا يفتخر بما أصابه منها، وكل ذلك يورث التواضع ويعالج الكبر؛ فمن أراد علاج الكبر فلابد أن يعالج حب الدنيا في نفسه، وأن يتزين بالتواضع والزهد في ملبسه ومطعمه، وعموم سلوكه.
أخرج أحمد والحاكم والنسائي في السنن الكبرى، وصححه الألباني، عن جابر بن سليم الهجيمي قال: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مِنْ قُطْنٍ مُنْبَتِرُ الْحَاشِيَةِ، فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: (إِنَّ عَلَيْكَ السَّلامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، إِنَّ عَلَيْكَ السَّلامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، إِنَّ عَلَيْكَ السَّلامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، سَلامٌ عَلَيْكُمْ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ) مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا هَكَذَا قَالَ. سَأَلْتُ عَنِ الإِزَارِ؟ فَقُلْتُ: أَيْنَ أَتَّزِرُ؟ فَأَقْنَعَ ظَهْرَهُ بِعَظْمِ سَاقِهِ، وَقَالَ: (هَاهُنَا اتَّزِرْ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَهَاهُنَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَهَاهُنَا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَعْرُوفِ؟ فَقَالَ: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الْحَبْلِ، وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ النَّعْلِ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ، وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْطَلِقٌ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنْ تُؤْنِسَ الْوَحْشَانَ فِي الأَرْضِ، وَإِنْ سَبَّكَ رَجُلٌ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ فِيهِ نَحْوَهُ، فَلا تَسُبَّهُ فَيَكُونَ أَجْرُهُ لَكَ وَوِزْرُهُ عَلَيْهِ، وَمَا سَرَّ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاعْمَلْ بِهِ، وَمَا سَاءَ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاجْتَنِبْهُ).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.14 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]