الصبر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي

[ابوالوليد المسلم]

الصبر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي
محمد عباس محمد عرابي


تحدث الدكتور عبد الرحمن العشماويفي قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) عن الصبر؛ حيث يحث على الصبر على الأسى والحزن، ويبين عجز القلب على الصبر، كما يحث على سكنى "جنة الصبر"، ويبين لنا فوائد الصبر وجزاءه وفيما يلي بيان ما ذكره في هذا:

الصبر على الأسى:
يحث الشاعر النفس على الصبر فيقول في قصيدة (يا عازف الحرف):

شرّقْ على حلمٍ غرّب على حلمٍ *** وافتح لنفسك باب الصبر والتزمِ[1]

وفي قصيدة (وقفة على حمى ظبيان) تحدث عن حزن جبل (حمى ظبيان)؛ لذا يحثه على الصبر على الأسى، وفي هذا يقول الدكتور العشماوي:

ألا يا حمى ظبيان صَبْرًا على الأسى *** كصبري، فإن المرء بالصبر يربحُ [2]

كم يبين في قصيدة (بوابة الشعر) أن مرور السنين يعلم الصبر فيقول:

وها هي تلقاني وفد رفعت يدي *** لواء الثلاثين التي أثمرت صبري [3]

الصبر على الحزن:
وفي قصيدة (لو أطعنا جراحنا) يحث الشاعر على الصبر على الحزن، وعدم طاعة الجراح؛ لذلك يقول العشماوي:

كل قلبٍ له نصيبٌ من الحزن
فطوبى للصابر الميمون

لو أطعنا جراحنا ما انتهينا
من عذابٍ وحرقةٍ وأنين[4]

ويقول في قصيدة (تمر الحنين) أنه لم تُعلن المحبوبة الصبر لفك الحزن:

لا تقولي لفك الحزنُ، فلم *** تعلنِ الصبر، ولم تسترجعي [5]

عجز الصبر:
يقول الشاعر في قصيدة (عندما يرتحل القلب) من يرد لصبره كرامته بعد أن عجز وضاق عن الجراح:

ومن يردُّ إلى صبري كرامته *** من بعدما وضاق عن الجراح [6]

وفي قصيدة (وثيقة حب لا تقبل النقض) يبين عجز القلب عن الصبر أيضا فيقول:

يناجيك قلبي، لا يمل من النجوى
ويشرب من ماء الحنين فما يروى

تحير قلبي كيف يبْرأ جرحه
وكيف ينال الصبر أو يجد السلوى

أيبكي، وماذا ينفع القلب إنْ بكى
أيشكو، بماذا سوف تنفعه الشكوى؟

أميرة قلبي لست أدري إلى متى
أصبّر هذا القلب عنك فلا يقوى[7]

كما يخاطب في قصيدة (سلي فؤادي) أميرة القلب عن عدم قدرته على الصبر فيقول:

لاحت أمامي سدودٌ كنت أجهلها *** فما تصَّبر وجداني وما احتملا[8]

وها هو الشاعر يبين أن صبر الصبور ملَّ من طول الليل فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب):

ليلي وليلك ملَّ من طوليهما *** صبرُ الصبور وهمّة المتجلد [9]

وفي قصيدة (مزرعة الرضا) ويبين الشاعر أن الحب يهزم همته وتصبره:

لكنه الحب الذي يسري إلى *** قلبي ويهزم همتي وتصبري [10]

ويبين أنه يصبر القلب الشاكي فيأبى في قصيدة (مراكب ذكرياتي) حيث يقول الشاعر:

حزنت فلامني من ليس يدري
كأن القلب يحزن باختياري

أصبِّر قلبي الشاكي فيأبى
موافقتي على معنى اصطباري[11]

ويقول في ِ قصيدة (حوارٌ مع ليل طويل) أنه يُصبر القلب المفعم بالحنين:

أصبِّر قلبًا مفعمًا بحنينه *** تحمَّل عبئًا مرهًقًا وثقيلا [12]

سكنى " جنة الصبر":
يحث الشاعر النفس بأن تطمئن، وأن تسكن "جنة الصبر" حيث يقول في قصيدة" جنة الصبر":

إيه يا نفسُ اطمئني واسكني
جنة الصبر التي أشدو لها

كل ما يجري علينا قدرُ
وإلى الله العظيم المشتكى[13]

فوائد الصبر:
يبين الشاعر في قصيدة (عندما يرتحل القلب) أن الصبر يفتح السبل في القلب فيقول:

إني أقول، ونفسي عنك راضية *** والصبر فتَّح في قلبي له سُبلا [14]

جزاء الصبر:
يبين الشاعر أن جزاء الصبر على الحزن عظيم فيقول في قصيدة" لو أطعنا جراحنا "

كل قلبٍ له نصيبٌ من الحزن *** فطوبى للصابر الميمون [15]

المراجع:

عبد الرحمن العشماوي: ديوان مراكب ذكرياتي، الرياض، مكتبة العبيكان،1424هـ

[1] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (يا عازف الحرف)، ص99.

[2] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (وقفة على حمى ظبيان)، ص15

[3] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (بوابة الشعر)، ص53

[4] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (لو أطعنا جراحنا)، ص78

[5] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (تمر الحنين)، ص11

[6] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة عندما يرتحل القلب، ص42

[7] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة ((وثيقة حب لا تقبل النقض)، ص132

[8] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة سلي فؤادي، ص147

[9] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هذا يراع الحب)، ص152

[10] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (مزرعة الرضا)، ص175

[11] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة ((مراكب ذكرياتي))، ص190

[12] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (حوارٌ مع ليل طويل)، ص180

[13] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة جنة الصبر، ص8

[14] عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (عندما يرتحل القلب)، ص45

[15] عبد الرحمن العشماوي:ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة "لو أطعنا جراحنا "،ص78