وقفة مع قوله تعالى: لا تأمنا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 209016 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59590 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 761 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 37 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 67 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15886 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2019, 07:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي وقفة مع قوله تعالى: لا تأمنا

وقفة مع قوله تعالى: لا تأمنا


محمود سعيد عيسى




أَسَرَ إعجازُ القُرآن الكَريم أهلَ الجاهلية بجمال بيانِه وجلالِ معانيه، وخاصةً من أَلم منهم بفنون الفصاحة والبيان، وإن كانوا من ذوي الباطل والطغيان، ولربما وقف بعضُهم مشدوهًا مذهولًا أمام البيانِ الساطع والبرهان القاطع للآياتِ الكريمات، وقد ثَبَت إعجازُ الخلْقِ من الجن والإنْس أجمعين - الأولين والآخرين، من لَدُن محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدينِ - أن يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].
وإعجازُ القرآنِ الكريمِ متجدد ومتعددُ الوجوه، وهو معجزٌ في قراءاته العشرِ الصحيحة المتواترة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بل إِخالُ أن في كل وجْهٍ من أوجهِ القراءةِ أو الأداءِ وجوها من وجوهِ الإعْجازِ.
وسنتناولُ في هذا المقال بعضَ الظواهرِ التجويديةِ (نسبةً إلى علم التجويد) في كلمة (لَا تَأْمَنا) من الآية الكريمة: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ﴾ [يوسف: 11]، وسنقتصر في دراستنا لها كما وردت على قراءة حفصٍ عن عاصم لذُيوعها.
"والكلمةُ القرآنية لها مزية لا تجدُها في الكلمات التي يتكون منها كلامُ العامة وتعابيرُهم مهما سمت في مدارج البلاغة والبيان، فهي تتناول من المعنى سطحَه وأعماقَه وسائرَ صوره وخصائصه، فمهما استبدلت بها غيرها لم يسُد مَسدها، ولم يؤد الصورة التي تؤديها"[1].
تفسير وإعراب الآية:
إن أهمية علم النحو أو الإعراب لا يتأتى من كونه يساعدُ على النطق السليم للجملة أو الكلمة في سياقها فحسْبُ، بل له مرامٍ أبعد، وغاياتٌ أسمى، ولعل أهمها الوصولُ إلى المعنى أو المعاني المحتملة، فالإعراب صنْو المعنى يُبينه ويُبديه، فأما إعرابيًّا: قَالُوا: فعلٌ وفاعل، (يَا أَبَانَا)، يا: أداة نداء، أبانا: منادى مضاف، (مَا لَكَ)، ما: اسم استفهام مبتدأ، ولك: متعلقان بخبر ما، (لَا تَأْمَنا)، لا: نافية، تأمنا: فعل مضارع، وفاعله مستتر تقديره أنت، ونا: مفعول به، وقد أدغمت نون تأمن بنا، (عَلَى يُوسُفَ) متعلقان بتأمنا، وجملة (لَا تَأْمَنا) حالٌ، وجملة (مَا لَكَ لَا تَأْمَنا عَلَى يُوسُفَ) مقول القول، (وَإِنا لَهُ) الواو حالية، إنا: إن واسمها، وله: متعلقان بـ (ناصحون)، (لَنَاصِحُونَ) اللام المزحلقة: حرف توكيد، ناصحون: خبر إن، والجملة حال من (نا)[2].
وأما تفسيريًّا، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (مَا لَكَ لا تَأْمَنا) أنها توطئة وسلف ودعوى، فقدموا اللوم والعتاب قبل الطلب ﴿ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ﴾ [يوسف: 12]، وقبل الرفض من الأب ﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ [يوسف: 13] دلالةٌ على النية المبيتة لدى الأبناء، ويقول القرطبي: "وفيه دليلٌ على أنهم سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف، فأبى على ما يأتي"[3].
فالأبناء - قبل المجيء إلى يعقوب عليه السلام - كانوا قد أعدُّوا كل وسائل المراوغة، وأدوات الخداع لإقناع الأب الحريص على فلذة كبده وقرة عينيه.
البلاغة والتجويد:
جاءت كلمة (لا تأمنا) بالروم والإشمام، وهي الحالة الوحيدة التي جاء فيها الروم والإشمام في وسط الكلمة على قراءة حفص[4]، كما قرأ القراء كلهم الكلمة بالروم والإشمام ما عدا أبا جعفر وقالون، وانفرد به ابن مهران[5].
والروم: هو خفض الصوت عند النطق بالحركة، بشرط أن يسمعه القريب دون البعيد، ويكون في الضمة والكسرة.
والإشْمام: ويكون بضم الشفتين على هيئة النطق بحرف الواو بُعيدَ تسكين الحرف المضموم، بحيث يراه البصير دون الضرير؛ أي: إنه أداء حركي لا صوتي.
وجاءت (لَا تَأْمَنا) بالإدغام الكبير، وهو أن يأتي حرفان متحركان، فيُسْكن الأولَ ويدغمُه في الحرف الثاني المماثل له (لا تأمنُنَا)، وقد أجمع القراء العشرة على إدغامها، ووردت في قراءة حفص عن عاصم أربع كلمات فقط بالإدغام الكبير هي: (لا تَأْمَنا، أَتُحَاجوني، تَأْمُرُوني، مَكني)، ومن خلال نظرة سريعة على هذه الكلمات في سياقاتها نجدها تدل على القوة والشدة والإلحاح: ﴿ ﴿ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 80]، ﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴾ [الزمر: 64]، ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴾ [الكهف: 95].
وإذا استقرأنا الإشارات واللمحات الأسلوبية اللغوية الأخرى في الآية الكريمة، ستتضح لدينا صورة الأبناء المحيطين بأبيهم وهم يلحون ويصرون عليه، فالنداء باستخدام يا النداء في (يَا أَبَانَا) التي تستخدم للقريب والبعيد مكانيًّا كان أو قلبيًّا تكشف تفاوت مشاعر الأبناء تجاه أبيهم، كما أن توظيف الاستفهام الاستنكاري (مَا لَكَ؟)، والجملة الخبرية المنفية الإنكارية في (لَا تَأْمَنا) توضِّح سبب إقدام الأخوة على هذه الخطوة الخطيرة؛ "فلعل يعقوب عليه السلام كان لا يأذن ليوسف عليه السلام بالخروج مع إخوته للرعي أو للسبق خوفًا عليه من أن يصيبه سوء من كيدهم أو من غيرهم، ولم يكن يصرح لهم بأنه لا يأمنهم عليه، ولكن حاله في منعه من الخروج كحال مَن لا يأمنهم عليه، فنزلوه منزلة من لا يأمنهم، وأتوا بالاستفهام المستعمل في الإنكار على نفي الائتمان"[6].
أما (وَإِنا لَهُ لَنَاصِحُونَ) فمؤكدة بمؤكدين (إن ولام التوكيد)؛ لأن الخطابَ موجهٌ للأب المُنكر لحرصهم الزائفِ على أخيهم، والمتوجسِ من كيدهم: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ﴾ [يوسف: 5]، والقائلِ بعد تحقُّق هواجسِه: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18].
وختامًا نرى أن قصة يوسف عليه السلام وردت في القرآن الكريم بأجلى معنى، وأسمى غاية، وأجمل مبنى، والكلمات من خلال صوتها وانتظامها تؤدي معانيَ شتى ومشاعرَ عدة، وتقدم المشاهدَ حيةً، وقد قال تعالى بذلك في بداية السورة: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ﴾ [يوسف: 3].

[1] انظر: كمال اللغة القرآنية بين حقائق الإعجاز وأوهام الخصوم: تأليف د. محمد محمد داود، دار المنار، القاهرة، الصفحة 205.

[2] إعراب القرآن الكريم وبيانه، محيي الدين الدرويش، المجلد 3، الطبعة 7، 1999م، دار ابن كثير ودار اليمامة، دمشق، ص 507.

[3] الجامع لأحكام القرآن، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، الجزء الحادي عشر، تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط 1، 2006، الصفحة 272.

[4] موقع يوتيوب: الشيخ أيمن سويد: الإتقان في قراءة القرآن.

[5] انظر: البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، تأليف: عمر بن قاسم الأنصاري الشهير بالنشار، الصفحة 237.

[6] تفسير التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر، 1984، الجزء 12، الصفحة 227.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.42 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]