شرح الحديث الثامن عشر/ الأربعين النووية/تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَحُسنُ الخُلُق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2009, 02:23 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي شرح الحديث الثامن عشر/ الأربعين النووية/تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَحُسنُ الخُلُق

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لااله الا الله وان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وك لبدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَحُسنُ الخُلُق
عن أب يذر جندب بن جنادة ، و أبي عبد الرحمن معاذ بِن جبل رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) . رواه الترمذي وقال: حديث حسن . وفي بعض النسخ: حسن صحيح.


تخريج الحديث: رواه الترمذي وغيره وحسنه، كما قال: حسن صحيح، وفي بعض النسخ أنه حسن، والحسن أقل درجة من الصحيح.
يحثنا الحديث علي تقوي الله في كل زمان ومكان
"اتق الله":التقوى في اللغة: اتخاذ وقاية وحاجز يمنعك ويحفظك مما تخاف منه وتحذره.
اتَّقِ اللهَ"أي اتخذ وقاية من عذاب الله عز وجل، وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات.
فالتقوى سبيل المؤمنين، وخلق الأنبياء والمرسلين،و هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين من خلقه ، قال تعالى) : ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ( النساء : 131 ) ، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لجميع أمته ، ووصية السلف بعضهم لبعض.
والتقوى: أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية، وذلك بامتثال أوامره،واجتناب نواهيه.
وبعض أهل العلم يعبر عن التقوى بتعبيرات مختلفة كلها تعود إلى امتثال الأوامر،واجتناب النواهي, مثلا بعضهم قال:التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تجتنب معاصي الله؛ خشية الوقوع في عذاب الله .
وبعضهم يعبر عن التقوى بأن تعمل بما أمرك الله، فلا يفقدك حيث أمرك، ولايجدك حيث نهاك.
ولقد فسر السلف الصالح التقوى بقولهم : أن يُطَاع اللهُ فلا يُعْصَى، ويُذْكَرَ فلا يُنْسَى، ويُشْكَر فلايُكْفَر.
والتقوى هي الغاية العظمى ، والمقصد الأسمى من العبادة ؟ إنها محاسبة دائمة للنفس ، وخشية مستمرة لله ، وحذر من أمواج الشهوات والشبهات التي تعيق من أراد السير إلى ربه ، وهي مفتاح كل خير .
وهي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل .
والتقوى ليست كلمة تقال ، أو شعاراً يرفع ، بل هي منهج حياة ، يترفّع فيه المؤمن عن لذائذ الدنيا الفانية ، ويجتهد فيه بالمسابقة في ميادين الطاعة ، ويبتعدعن المعاصي والموبقات ، وقد جسد أبي بن كعب رضي الله عنه هذا المعنى لما سئل عن التقوى ؟ فقال : " هل أخذت طريقا ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنعت؟ قال : إذارأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه ، قال : ذاك التقوى "
وقدأخذ ابن المعتز رحمه الله هذا المعنى ، وصاغه بأبيات بديعة من الشعر فقال :
خل الذنوب صغيـــرها ...........وكبيــرها ذاك التقـى
واصنع كمـــاش فوق أرض.......... الشوك يحذر ما يرى
لا تحقـــرن صغيــرة .............إن الجبـال من الحصى
، فلاتحقرن شيئا من الخير أن تفعله ، ولا شيئا من الشر أن تتقيه.
ومن تمام التقوى ، أن يترك العبد ما لا بأس به ، خشية أن يقع في الحرام ، ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فمن اتقى الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه رواه مسلم ، وفي هذا المعنى يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : "تمام التقوى ، أن يتقي الله العبد ، حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال ، خشية أن يكون حراما ، فيكون حجابا بينه وبين الحرام.
شرط تحقق التقوى: لاتتحقق التقوى بمعانيها ولا تؤتي ثمارها، إلا إذا توفر العلم بدين الله تعالى لدى المسلم، ليعرف كيف يتقي الله عز وجل: (كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر: 28]. لأن الجاهل لا يعرف ما يجب عليه فعله وما يجب عليه تركه، ولذلك كان العلم أفضل العبادات، وطريق الوصول إلى الجنة، وعنوان إرادة الخير بالمرء، قال صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" رواه الترمذي. وقال: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنة" رواه مسلم. وقال: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"متفق عليه
(اتق الله حيثما كنت) أي في أي مكان كنت،وهذه إشارة إلى حقيقة التقوى و تنبيه للمؤمن على ملازمة التقوى في كل أحواله في السرّ والعلن انطلاقاً من استشعاره لمراقبة الله له في كل حركاته وسكناته , سره وجهره، اتق الله في الخلوة كما تتقيه في الجلوة بحضرة الناس , فلا تتقي الله في مكان يراك الناس فيه، ولا تتقيه في مكان لا يراك فيه أحد، فإن الله تعالى يراك حيثما كنت فاتقه حيثما كنت.
فمن خشي الله أمام الناس فحسب فليس بتقي ، وقد قال تعالى في وصف عباده المؤمنين : (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ، ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود) ق : 33 - 34
وأيهماأفضل: التقوى في السر أم في العلانية ؟
إذاكان إظهارك للتقوى يحصل به التأسّي والاتباع لما أنت عليه فهنا إعلانها أحسن وأفضل، ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرّاً وعلانية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ"

أماإذا كان لايحصل بالإظهار فائدة فالإسرار أفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في من يظلّهم الله في ظله: "رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ"
(وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا) أتبع) فعل أمر، و (السيئة) مفعول أول، و(الحسنة) مفعول ثان.
وأتبع السيئه الحسنة تمحها أي إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها .
تَمْحُهَا"جواب الأمر، ولهذا جزمت، لأن جواب الأمر يكون مجزوماً، ولو لم تكن مجزومة لقيل: تمحوها.
والمعنى: إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة، فإتباع السيئة بالحسنة مباشرة، تمحها تزيلها،هذه الحسنة تمحو السيئة.
نلاحظ أن ظاهر هذا الحديث يدل على أن الحسنة لا تمحو إلا سيئة واحدة ، و لكن ليس هذا على ظاهره ، بل الحسنة الواحدة تمحو عشر سئيات . وقد ورد في الحديث ما يشهد لذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم تُكِّبرون دبر كل الصلاة عشراً وتحمدون عشراً وتُسبِّحون عشراً فذلك مَائة وخمسون باللسان وألف وخمسائة في الميزان.
ثم قال صلى الله عليه وسلم أيكم يفعل في اليوم الواحد ألفاً وخمسمائة سيئة) دل على أن التضعيف يمحو السيئات . وظاهر الحديث : أن الحسنة تمحو السيئة المتعلقة بحق الله تعالى ، أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة ، فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد ، ولا بد للمسلم أن يذكر لأخيه مظلمته له ، فيقول له مثلا: قلت عليك كذا وكذا . ويطلب التحلل حتى يسامحه ويغفر له . وان رأى أنه لايقدر أن يذكر ذلك للمغتاب أوأنه سيتأثر بذلك، فيكثر من الدعاء له، ويكثر أيضا من ذكره بالحسنى في المجلس الذي اغتابه فيه، أو الذي ذكره بغيبة فيه فيثني عليه في مواضع، ويدعو له حتى يظن أنه كافأه بذلك،وإذا كانت الغيبة لمجموعة كبيرة أو لناس كثر فيستغفرون للمؤمنين والمؤمنات.
ومن التقوى أن يسارع العبد إلى التوبة ويستغفر الله عز وجل إذا ذكر أو نُبِّه، قال تعالى في وصف المتقين (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواأَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُالذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران
ثم يبادر المسلم التقي، بعد التوبة والاستغفار، إلى فعل الخيرات والإكثار من الأعمال الصالحة، لتكفر عنه ذنبه وتمحو ما اقترفه من إثم، واثقاً بوعد الله تعالى إذ قال(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) هود: ومستجيباً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها".والتوبة من الذنب والإسراع في عمل الخير من خلق المؤمنين المتقين.
س ماهي مكفرات الذنوب ؟
1-التوبة،أجمع المسلمون على أن الحسنات تُكَفِّر الذنوب الصغيرة.
2-اجتناب الكبائر:﴿إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْعَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْالنساء
3-الأعمال الصالحة الأخرى:الصلاة، الصيام،الإنفاق، الحج، والعمرة، مثال على ذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-) العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة،والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهم .
4-المصائب التي يصاب بها العبد من الأمراض وغيرها والهموم والأحزان لكن بشرط الصبر والاحتساب(لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشى على الأرض ليس عليه خطيئة).
"وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"أي عامل الناس بخلق حسن.
والخُلُق: هو الصفة الباطنة في الإنسان، والخَلْقُ: هو الصفة الظاهرة،والمعنى: عامل الناس بالأخلاق الحسنة بالقول وبالفعل.
فما هوالخلق الحسن ؟
قال البعض الخلق الحسن: كف الأذى، وبذل الندى، والصبر على الأذى - أي على أذى الغير-والوجه الطلق.


كف الأذى منك للناس.
بذل الندى أي العطاء.
الصبرعلى الأذى لأن الإنسان لايخلو من أذية من الناس.
الوجه الطلق: طلاقة الوجه.
قال صلى الله عليه وسلم: لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ.
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2626 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال أيضا: كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك.
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1970 خلاصة حكم المحدث: صحيح


وهل الخلق الحسن جِبْلِيٌّ أو يحصل بالكسب؟
الخلق الحسن بعضه جبلي، وبعضه يحصل بالكسب، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشجّ عبد قيس" إِنَّ فِيْكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ قال: يارسول الله أخلقين تخلّقت بهما أم جبلني الله عليهما؟ قال: بَلْ جَبَلَكَ اللهُ عَلَيْهِمَا قال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب".
فالخلق الحسن يكون طبيعياً بمعنى أن الإنسان يمنّ الله عليه من الأصل بخلق حسن.

ويكون بالكسب بمعنى أن الإنسان يمرّن نفسه على الخلق الحسن حتى يكون ذا خلق حسن . ويمكن للإنسان أن يكتسب الأخلاق الحسنة الرفيعة، وذلك بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في حسن خلقه، ولقد أمرنا الله عز وجل بذلك إذ قال(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب21 .
ومن وسائل اكتساب الأخلاق الحميدة: صحبة الأتقياء والعلماء، وذوي الأخلاق الفاضلة، ومجانبة الأشرار وذوي الأفعال الدنيئة الرديئة.
وللأخلاق الفاضلة مكانة عظيمة في شريعتنا ومنزلة رفيعة في الإسلام، فإنها تثقل ميزان العبد يوم الحساب ، ويبلغ بها درجة الصائم القائم ، وهي سبب رئيس في دخول الجنة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : ( تقوى الله ،وحسن الخلق ) رواه أحمد
وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرُكم بأحبِّكم إلى الله، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ؟. قالوا: بلى، قال: أحسنكم خلقاً" رواه ابن حبان في صحيحه
وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى : ( خذ العفو وأمربالعرف وأعرض عن الجاهلين ) [الأعراف : 199.

قال في تفسير ذلك : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.
وقال الله تعالى: (اُدْفَعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) [فصلت:34)
وقيل في تفسير قوله تعالى (وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم) القلم:4
قال : كان خلقه القرآن ، يأتمربأمره وينزجر بزواجره ، ويرضى لرضاه ، ويسخط لسخطه صلى الله عليه وسلم.
وإذا تعامل المسلم مع الناس بالتعامل الحسن سيجد ثمرة ذلك عند الله -عز وجل- من ذلك قول النبي-صلى الله عليه وسلم:( إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).
ومن الأخلاق الحسنة ,الكلام الطيب، السلام، الهدية، العطية،التواضع، عدم الحسد، عدم الكبر، عدم الكذب، الصدق، العفو، والصفح وغير ذلك من عموم الأخلاق الحسنة عدم كره الآخرين، عدم حسدهم على ما أعطاهم -سبحانه وتعالى- كل هذايدخل ضمن هذه الأخلاق الحسنة العظيمة.
س- ماهي صفات المتقين مع ذكرالدليل؟
1- الإيمان:وما يشمله من الإيمان بالله -عز وجل- وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
2-إقامة الصلاة، بشروطها وأركانها وواجباتها وما يستطاع من مستحباتها.
3-وإيتاء الزكاة﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُم ْيُنفِقُونَ(
الدليل﴿ الـم (1) ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًىلِّلْمُتَّقِينَ (2)﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَاأُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (5)البقرة1 -5.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين، آمين


__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-07-2009, 02:29 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: شرح الحديث الثامن عشر/ الأربعين النووية/تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَحُسنُ الخُلُق

ماهي آثار أو ثمار التقوى ؟


1-سبب لمعية الله وعونه وتأييده وحفظه للإنسان: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواوَا لَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) 128 النحل.


2-موجبة للجنة ﴿ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ.القمر


3- من مكفرات الذنوب ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْعَنْهُسَيِّ ئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراًالطلاق. ليست سببا لمحو الذنوب فقط بل ترفع الأجر.

4-التقوى سبب من أسباب جلب الأرزاق سواء كانت الأرزاق عاجلة أم آجلة، يقولس بحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَيَحْتَسِبُالطلاق2 .

5- التقوى سبب للنجاة والخلاص من الشدائد والمكروهات والكرب وغيرها، يقول الله تعالى وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ.
قال تعالى﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُالظَّالِمِينَ فِيهَا جثِياّ. مريم.


6-وأيضا تتيسر أموره في الدنيا ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً .الطلاق4


س- كيف نربي في أنفسنا التقوى؟ وما العوامل المساعدة على ذلك؟


1-ممايعين على التقوى استحضار الشعور بالرقابة الألهية في كل لحظة, أن الله تعالى مطلع على العبد في سائر أحواله ، قال الله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولاخمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم يُنَبِّئُهم بما عملوا يوم القيامة إنّ الله بكل شيء عليم.
2-ومما يعين العبد على التقوى والتخلق بالأخلاق الحسنة التأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء ، لاسيما وأنهم أعلى الناس خلقا ، وأوفرهم أدبا ،فإذا أراد المسلم التحلي بالصبر ، قرأ قصة نبي الله يوسف عليه السلام ، وإذا أرادالتخلّق بالحلم ، نظر إلى حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه ، وهكذا ينهل من أخلاق الأنبياء ، ويتعلّم منهم شمائل الخير كلها.


3-أن يربي الإنسان نفسه،على استشعار عظمة الله -سبحانه وتعالى- لأننا لوأخذنا مثال -ولله المثل الأعلى- الإنسان في وظيفته وفي عمله لو عرف أن المسؤول سيمر عليه الآن وسيراقب عمله أوسيدقق ما وراءه من المعاملات حينئذ سيجتهد؛ لأن شعوره هذا يقوده إلى أن يتقن عمله،لذ لك عندما يربي الإنسان في نفسه شعور بعظمة الله -وما يظهره من أقوال وأعمال، فتربيته لنفسه على استشعارعظمة الله -عز وجل- عامل من عوامل التقوى.


4-المحافظة على الفرائض عامل من عوامل التقوى، لأن أفضل ما تقرب به العبد لربه -عز وجل- هو ما افترضه عليه -سبحانه وتعالى.


5-الإكثار من القراءة لكتاب الله -عز وجل-، لأن فيه لفتات كثيرة لصفات المتقين وأحوال الرسل والأنبياء . فكثرة القراءة في كتاب الله تجعله قريبًا من هذه التقوى ومن المتقين –بإذن الله عز وجل- فضلا عن النوافل والمستحبات الأخرى.


6- مصاحبة الأخيار المتقين،والقراءة في سير الصحابة والتابعين والأئمة وأهل الفضل والإحسان، كل هذا يجعل الإنسان يرى أن هؤلاء قدوة يتشبه بهم.


فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.


فوائدالحديث


1-وجوب تقوى الله عزّ وجل حيثما كان الإنسان، لقوله"اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه سواء كنت في العلانية أو في السر.


2-في الحديث دليل على أن محاسبة النفس واجبة ، قال صلى الله عليه وسلم(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وقال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتَنظُرنفسُ ما قدمت لغد ٍ. الحشر.
3-الحث على مخالقة الناس بالخلق الحسن،لقوله وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ وهذا يشير إالى أن الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس ،وإلى كف الأذى عنهم ،قال صلى الله عليه وسلم إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم.


وفي رواية أخرى إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق أخرجه البزاروالطبراني من حديث أبي هريرة.


وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا، ولا متفحشًا، وكان يقول إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا.


وأخرج الترمذي وحسنه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله.


فمعاملة الناس بالخلق الحسن الجميل، أمر فيه صلاح حياة الفرد واستقامة نظام المجتمع.



واخر دعواناان الحمد لله رب العالمين

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الا انت نستغفرك ونتوب اليك

إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن فضل الله وحده

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-07-2009, 06:38 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: شرح الحديث الثامن عشر/ الأربعين النووية/تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَحُسنُ الخُلُق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اختي الغالية
بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-07-2009, 09:25 PM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,544
افتراضي رد: شرح الحديث الثامن عشر/ الأربعين النووية/تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَحُسنُ الخُلُق

أحسن الله لكِ وأثابك خالتو حبيبتي

رفع الله قدرك وأعلى مكانتك


واصلي متابعة معك وربي يكتب أجرك

دمتِ برعاية الباري
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام
ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 99.48 كيلو بايت... تم توفير 3.31 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]