شرح الحديث السادس عشر / لاتغضب /الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854799 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389679 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2009, 03:07 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي شرح الحديث السادس عشر / لاتغضب /الأربعين النووية




إنْ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ , ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمالِنَا, مَنْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلل فَلا هادي لهُ ،وأشْهَدُ أَنْ لا إله إِلا الله وَحَدهُ لا شَرِيكَ له , وأشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبدُه وَرَسُولهُ , اللهم صلِّ وسَلِمْ وبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ , ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسان إلى يومِ الدينِ .


أمابعد.. فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله , وخيرَ الهديِّ هدي محمدٍ e وشَرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُهَا , وكُلَّ مُحدثةٍ بِدْعَة , وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة , وكُلَّ ضلالةٍ فِي النِّار .


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ e "أَوصِنِيْ، قَال : لاَ تَغْضَبْ"رواه البخاري
هذا الحديث مهم في باب إصلاح أخلاق الناس وتزكية نفوسهم وهو عظيم القدر مع صغره.

كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقبلون عليه متسابقين متنافسين بنفوس متلهفة متعطشة ليسمعوا الى كلمة توجيه ورشد منه e وكان منهم أبو الدرداء رضي الله عنه - كما جاء في بعض الروايات - وقيل رجل اسمه جارية بن قدامه , فأقبل إلى المربي العظيم e يسأله وصية تجمع له أسباب الخير في الدنيا والآخرة ،قَالَ: يَارَسُولَ اللهِ أَوصِنِي" أي دلني على عمل ينفعني.

والوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام، وقيل هي الطلب بما ينفع الإنسان، أو بما يحذر منه الإنسان.


فما زاد النبي e على أن قال له:( لاتغضب)كلمة جامعة موجزة ، أشار بها النبي e إلى خطر هذا الخلق الذميم، فردد مرارًا ،قال: ( لاتغضب (أي أحذر الغضب، أو أحذر أسباب الغضب، أو أحذر في ما يوقع الغضب، أو تجنب مقدمات، أو عوامل الغضب واضبط نفسك عند وجود السبب حتى لاتغضب.


تعريف الغضب: الغضب يعبر عنه العلماء بأنه غليان دم القلب وهيجان في المشاعر ،يسري في النفس ، فنرى الغاضب محمر الوجه ، تقدح عينيه الشرر، يظهرأثره على الجوارح.

و بتعبير آخريقال: هو حالة انفعال تسبب سرعة في الدورة الدموية تظهر أثر هذه السرعة على وجه الإنسان وعلى حواسه عموما وعلى حركاته وعلى سلوكه، فبعد أن كان هادئا متزنا إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كليا عن تلك الصورة الهادئة ، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد.
والغضب إذا اعترى العبد ، فإنه قد يمنعه من قول الحق أوقبوله ،كما يسبب أمراض عضوية مثل كثير من أمراض الصداع و آلام المفاصل و كثير من آلام البطن، بالذات القولون وأمراض نفسية مثل الوسواس، والشك، والاضطراب، والتردد، وعدم إحكام التصرفات،وضعف الإرادة عند الإنسان.
فالشيطان كما ذكر الحبيب المصطفى e :(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).الراوي: أنس بن مالك و صفية بنت حيي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1658 خلاصة حكم المحدث: صحيح


وذكر أهل العلم في نوعية الجريان إماأن يكون الجريان حقيقي يدور مع الدورةالدموية، وما دامت الدورة الدموية طبيعية، فقوة الإنسان أقوى من الشيطان, لكن عندما يغضب، وتنتفخ الأوردة، ومن ثم الشيطان يبحث عن المكان المناسب؛ ليؤثر عليه، فيمسك نقطة الضعف عند هذا الإنسان؛ لذلك بعض الناس نقطة الضعف رأسه، فيحصل معه صداع مثلا , وهكذا, أوأن يكون الجريان معنوي.


قال eإياكم والغضب فإنه جمرة تتوقد في فؤاد ابن آدم ، ألم تر إلى أحدكم إذا غضب كيف تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه ، فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليضجع أو ليلصق بالأرض).
وجاء رجل إلى النبي e فقال : يا رسول الله علمني علماً يقربني من الجنة ويبعدني من النار قال: ( لا تغضب ولك الجنة).

وقال e: ( إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما يطفىء النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
الراوي: عطية بن عروة السعدي المحدث: الألباني - المصدر: حقيقة الصيام - الصفحة أو الرقم: 45 خلاصة حكم المحدث: في إسناده ضعف


والغضب نوعان: غضب مذموم وغضب محمود


فالغضب المذموم وهوالذي نهى عنه النبي e وهو لغير الله تعالى ونصرة دينه ,بل انتقاماً للنفس، ويُطلب من المسلم أن يعالجه ويبتعد عن أسبابه، وهوخُلُقٌ وطبع سيء وسلاح فتاك وهو جماع الشر، ومصدركل بليّة ، فكم مُزّقت به من صلات ، وقُطعت به من أرحام، وأُشعلت به نار العداوات، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم .
فإذا لم يغضب المرء فقد ترك الشر كله،ومن ترك الشر كله، فقد حصل الخيركله.
أما الغضب المحمود صفة طبيعية عند الإنسان،.وهو ما كان لله تعالى , غيرة لله لانتهاك محارمه بسبب التعدي على حرمات الدين، من تحدٍ لعقيدة، أو تهجم على خُلُق أوانتقاص لعبادة فهذا غضب محمود شرعا وفاعله يثاب على ذلك، قال تعالى: ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ).

وورد عنه e كان لا يغضب لشيء، فإذا انتُهكتْ حرمات الله عز وجل، فحينئذ لا يقوم لغضبه شيء. رواه البخاري ومسلم

قالت عائشة رضي الله عنها ما انتقم رسول الله e لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها). متفق عليه.


وفي صحيحمسلم: ما ضرب رسول الله eشيئاً قط بيده، ولا امرأة ولاخادماً، إلا أن يُجاهد في سبيلالله).وكان e حليما مع أهلهوخدمه.


قال أنس رضي الله عنه: خدمت رسول الله e عشر سنين ، فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشيء صنعته : لم صنعته ، ولا لشيء تركته : لم تركته ، وكان رسول الله من أحسن الناس خلقا ، ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله e، ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق النبي


الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 296 خلاصة حكم المحدث: صحيح


والغضب وسرعة الغضب ضعف والانقياد له عنوان ضعف الإنسان، حتى لو ملك الأنسان السواعد القوية، والجسم الصحيح. وبعكسه الحلم قوة .


وقد امتدح الله عباده المؤمنين في كتابه بقوله:(الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)آل عمران34، فهذه الآية تشير إلى أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة مراتب : فمنهم من يكظم غيظه ، ويوقفه عند حده ،ومنهم من يعفوا عمن أساء إليه ، ومنهم من يرتقي به سموخلقه إلى أن يقابل إساءة الغير بالإحسان إليه .


روى أحمد عن النبي e "ما كظم عبدٌ لله إلا مُلِئَ جوفُه إيماناً".
وروى البخاري ومسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله e :"ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عندالغضب" ولهذا كان النبي e يكثر من دعاء"اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا"رواه أحمد .
وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين ،فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : " أول الغضب جنون ، وآخره ندم ، وربما كان العطب في الغضب"
وقال عيسى عليه الصلاة والسلام ليحي بن زكريا عليه الصلاة والسلام : إني معلمك علماً نافعاً : لا تغضب . فقال : وكيف لي أن لاأغضب ؟ قال إذا قيل لك ما فيك فقل : ذنب ذكرته أستغفر الله منه ، وإن قيل لك ما ليس فيك فاحمد الله إذ لم يجعل فيك ما عيرت به ، وهي حسنة سيقت إليك .
ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما : "مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب ؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم"،وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه : "يا بني ، لا يثبت العقل عند الغضب ، كما لاتثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم "، وقال آخر : " ماتكلمت في غضبي قط ، بما أندم عليه إذا رضيت".
س" لماذا خص الرسول e الوصية بالغضب ؟
لماذا لم يوصه بتقوى الله عزّ وجل،كما قال الله سبحانه وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ(النساء: الآية131

فالجواب: أن كل إنسان يخاطب بما تقتضيه حاله، وهذه قاعدة مهمة، فكأن النبيeعرف من هذا الرجل أنه غضوب فأوصاه بذلك.

أوحسب الوقت الذي هو فيه، أولأ همية فعل كان في وقته, أوقد تكون المناسبة التي قال فيها النبي eكما كانت المناسبة في هذا الحديث هي حالة السائل.

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-05-2009, 03:13 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: شرح الحديث السادس عشر / لاتغضب /الأربعين النووية

ماهي أسباب الغضب ؟
1-قد يكون الطبع أحيانا ، والجبلة، يولد الإنسان سريع الغضب، نتيجة وراثة، نتيجة طبيعة معينة.
2-التعالي،والتكبر على الناس .
3-الأنانية، وحب الذات، فإذا كان الإنسان أنانياً، يريد كل شيء له، يكون هوالمقدم في كل شيء، فإذا ما اختل هذا الأمر أدى إلى الغضب.

4- الجدل العقيم، عند أدنى أي مسألة يؤدي إلى الغضب، ومن ثم أيضاً، يؤدي إلى آثار خطيرة جدا.
5-تبادل التهم، والظنون وسوء النية يؤدي إلى الغضب الشديد.
6- السخرية بالناس، والتنابذ بالألقاب،والغيبة،والنميمة.
س- ما هي الوسائل التي تحد من الغضب وتعين العبد على التحكم بنفسه أوبمعنى آخركيف نتقي الغضب؟


1-تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل ،في شتى شؤون الدنيا والدين.
2- تجنب أسباب الغضب والابتعاد عن كل ما يسبب الغضب.
3- حرص المسلم أن يكون دائما على طهارة، لأن الوضوء يطفئ نار الشيطان.
4- تدريب النفس على التواضع والتحلي بمكارم الأخلاق،كالحلم والصبر والتأني في التصرف والحكمة ومعاملة الناس المعاملة الطيبة والابتسامة، فلا يكن المؤمن مكفهر الوجه، مبغضاً عند الناس، مما يؤدي إلى سرعة الغضب.

قال النبي e : نما العلم بالتعلم ، و إنما الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتق الشر يوقه.
الراوي: أبو الدرداء و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2328 خلاصة حكم المحدث: حسن


5- الحرص على كثرة ذكر الله - عزّ وجلّلأنه لا يجتمع في قلب المسلم كثرة ذكر الله - عزّ وجلّ والشيطان.

س _إذا وجد سبب الغضب ، أووقع الإنسان في الغضب كيف يعالج نفسه ؟

لقد بينت الشريعة العلاج النافع والدواء القولي والفعلي لذلك.

فالعلاج القولي يتلخص في:


1-الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لأنه كما أخبر النبيe ( أن الغضب من الشيطان، وأن الشيطان خلق من نار، والماءيطفئ النار).
وورد عنالنبي e رأى رجلاً قد غضب غضباً شديداً فقال: "إِنِّي أَعلَمُ كَلِمَةً لوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَايَجِد - يعني الغضب - لَوقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ.فالتعوذبالله من الشيطان الرجيم ، هوالذي يطفيء جمرة الغضب في القلب.

قال تعالى:(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } ( فصلت : 36

2-على الغاضب أن يكثر من ذكر الله تعالى والاستغفاروالتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن قال تعالى أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فإن ذلك يعينه على طمأنينة القلب وذهاب فورة الغضب.
3- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ، فالنفوس بيد الله تعالى، وهو المعين على تزكيتها ، قال تعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) غافر60
4- كظم الغيظ والتطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجورالعظيمة التي أعدها لمن كظم غيظه وقد ورد فضل عظيم لكظم الغيظ. قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.(
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره أي الحور شاء). رواه أحمد.


وأما العلاج الفعلي يتلخص في :

1- تغيير الحالة التي هو فيها، إن كان قائماً، يجلس،وإذا كان جالساً فليضطّجع؛ لأن للأرض جاذبية، فستجذب هذه الشحنات الكثيرة التي أدت إلى غضبه في هذه الأرض. كما قال النبي e:"إذاغضبأحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"رواه أبوداود .
2- لوضوء لأن الوضوء يطفئ حرارة الغضب. كما أن انشغاله بالوضوء ينسيه الغضب فقد أخرج أحمد عن عطية قال قال رسول الله e: إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) .فيتوضأ الإنسان، أو يغتسل، وسيذهب عنه مايجد.
3- الإمساك عن الكلام. فقد أخرج أحمد من حديث ابن عباس عن النبي e قال: (إذا غضبأحدكم فليسكت قالها ثلاثا) .
4- مغادرة المكان، وكثير من الناس يفعل هذا، أي إذا غضب خرج من البيت حتى لايحدث ما يكره فيما بعد، ولا يرجع إلى هذا المكان، إلا بعد هدوءه.






__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-09-2012, 04:37 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: شرح الحديث السادس عشر / لاتغضب /الأربعين النووية

يشتمل الحديث على بعض المسائل والفوائد منها:

1- تواضع النبي e وسعة حلمه وحسن خلقه، وحرص الصحابة رضي الله عنهم على التفقه في الدين والسؤال عن ماينفع لقوله"أَوصِنِيْ" والصحابة رضي الله عنهم إذا علموا الحق لايقتصرون على مجرّد العلم، بل يعملون، ونحن الآن للأسف نسأل عن الحكم ونتعلمه لكن لانعمل به أما الصحابة رضي الله عنهم فإنهم إذا سألوا عن الدواء وعرفوه استعملوه فعملوا.

2- النهي عن الغضب، لقوله "لاَتَغْضَبْ" لأن الغضب يحصل فيه مفاسد عظيمة إذا نفذ الإنسان مقتضاه، فكم من إنسان غضب فطلّق وذهب يسأل، وكم من إنسان غضب فقال: والله لا أكلم فلاناً فندم وذهب يسأل.
3- مشروعية طلب الوصية من العالم والرجل الفاضل سواء في أمر عام أوخاص وهذا ماكان عليه الصحابة والسلف الصالح .
4- التفكر في خطورة الغضب ومآله وعاقبته والآثار المترتبة على إنفاذه والعمل بمقتضاه.
5- الغضب جماع الشر كله فهو يمنع العدل في القول والعمل، قال جعفر بن محمد: (الغضب مفتاح كل شر). وقيل لابن المبارك: اجمع لنا حسن الخلق فقال: (ترك الغضب).
6- أن الدين الإسلامي ينهى عن مساوئ الأخلاق لقوله "لاَتَغضبْ" والنهي عن مساوئ الأخلاق يستلزم الأمر بمحاسن الأخلاق، وهو من محاسن الشريعة وكمالها، فعلى المسلم أن يعود نفسه على التحمل وعدم الغضب، فقد كان الأعرابي يجذب رداء النبي e حتى يؤثر في رقبته e ثم يلتفت إليه ويضحك, مع أن هذا لو فعله أحد آخر فأقل شيء أن يغضب عليه، فعلينا التحلي بالحلم والتأسي بالحبيب المصطفى e.
7- قوله e : (لا تغضب) يشمل معنيين:

1- فيه قاعدة سد الذرائع وأن الوقاية خيرمن العلاج، وبيان فضل كظم الغيظ والحث على العفو والنصح فعلى المرء أن يتجنب الوقوع في الغضب ابتداء بأن يأخذ بالأسباب التي توجب حسن الخلق من الحلم والكرم والحياء والتواضع وكف الأذى والصفح والعفو والطلاقة وغير ذلك فإن المرء إذا تحلى بذلك لم يحصل منه الغضب عند وجود أسبابه.
2- أن يجاهد نفسه على ترك ما يأمر به الغضب فإن الغضب إذاملك الإنسان كان الآمر الناهي له ولهذا قال الله عز وجل في وصفه: ( وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ).فإذا لم يطع المرء غضبه فيما يأمره به وسكن عنه الغضب كان كأنه لم يغضب كما قال تعالى: ( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ).
8- للغضب إذا وقع بالمرء أدوية نافعة إذا عمل بها ذهب عنه وسكن.

9- المؤمن القوي هو الذي يملك نفسه عند الغضب ولا ينساق ورائه ويكف نفسه عن الاستجابة له. ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله eليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ).
وقد كان السلف الصالح إذا غضبوا ملكوا أنفسهم عند الغضب, فينبغي على المؤمن أن يوطن نفسه عند الغضب على الصبر وكف النفسوالقدرة على التحمل وأن لا يتكلم بكلام أو ينفذ أمرا يندم عليه فيما بعد. ولو تأمل المرء في تصرفاته الهوجاء وأفعاله النكراء حال غضبه لاستحيا من رؤية الناس إليه وهو في تلك الحال.

10 - فيه أن النهي عن الشيء أمر بضده أي علينا بالحلم والصبر والحلم خلق كريم وصفة محمودة وترك الغضب وعدم الانفعال عند الخصومة والمشاحنة ولا يقوى عليه إلا من ملك نفسه وراقب الله في تصرفاته وهو صفة محبوبة إلى الله تعالى. قال رسول الله e لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة). رواه مسلم.

11- للشيطان مداخل خطيرة على المرء ينفذ عليه في أحوال الضعف والخور وفقد السيطرة على النفس ،فإذا انفعل المرء وأسرف على نفسه ولم يملكها حال الغضب أو الفرح أو الحزن أو الطمع أوالخوف أو الشهوة وغيرها تمكن منه الشيطان واستولى عليه. قال الحسن: (أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان وحرمه على النار من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب). فمتى طمع المرء في شيء حمله الشيطان على الحصول فيما طمع فيه من أي طريق ولوكان محرما ، ومتى خاف شيئا حمله الشيطان على دفعه بأي طريق ولو كان محرما ،ومتى مالت نفسه إلى شيء وتلذذ به حمله الشيطان على فعله ولوكان محرما ، ومتى غضب حمله الشيطان على إنفاذ غضبه ولوكان محرما ، وهكذا الفرح والحزن. وهذا يوجب على العبد الحذر والاعتدال وتحري حدود الشرع في هذه الأحوال. وكان النبي e يدعو:( أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى).رواه النسائي.
12- النهي عن الشيء نهي عن أسبابه ومقدماته من باب أولى, فالمقصود من ترك الغضب هو اجتناب أسبابه والأمور المفضية إليه.

13-فيه أهمية جمع المفتي بين العلم والعقل فيعطي كل مسألة حقها وكل سائل ما ينفعه .
14- التأدب في السؤال وطلب العلم .
15-فيه عدم جواز كتم العلم عمن طلبه إلا لمصلحة راجحة.
16-أن الغضب منه المحمود ومنه المذموم .
17-عظم فقه الصحابة حيث لم يفهموا العموم من هذا الخبر بل غضبوا الغضب المحمود وتركوا المذموم على ما علمهم الرسول e
18-أن الغضب من الأسباب المفضية إلى الكفر.

19- أهمية النصيحة وأثرها في المجتمعات ووجوب طلبها من ذوي العقل والعلم والرأي والدين ،وطلبها رفعة للعبد لا منقصة ولامذمة فيها, وقبولها من كمال الإيمان.
20- فيه معنى ( أوتيت جوامع الكلم) ومشروعية النصيحة بلفظ موجز جامع فالعبرة بفائدة الكلام ونفعه لا بكثرته وسجعه .
21- إنزال الناس منازلهم في النصيحة .

22- من ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه فمن ترك الغضب عوض بالحلم .


اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربالعالمين .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه صلاة باقية دائمة الى يوم الدين

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك


الواجب


1- حفظ الحديث .


2- كيف نتقي الغضب؟


3- اذكري خمسا من المسائل التي اشتمل عليها الحديث
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-09-2012, 06:42 PM
وووقت وووقت غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 5
الدولة : Antigua and Barbuda
افتراضي رد: شرح الحديث السادس عشر / لاتغضب /الأربعين النووية

...

جزااك الله كل خيييير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 129.48 كيلو بايت... تم توفير 3.27 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]