نوادر الفقهاء في مدح سيد الشفعاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فوائد البنوك أسوأ من ربا الجاهلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ضوابط البديل الشرعي المنضبط للمعاملات المصرفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضل الصلاة وآثارها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ربط أحكام المعاملات المالية بمنظومة الأخلاق الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مخالفات في لباس المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          خطابات الضمان، تحرير التخريج، وبيان الحكم، ومناقشة البدائل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 29 )           »          خصم الأوراق التجارية، تحرير التخريج، وبيان الحكم، ومناقشة البدائل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          حكم مقلوب التورق المصرفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حكم معاقبة المتأخر عن سداد دينه بحلول بقية الأقساط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من مخالفات النكاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-05-2024, 01:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,135
الدولة : Egypt
افتراضي نوادر الفقهاء في مدح سيد الشفعاء

نوادر الفقهاء في مدح سيد الشفعاء

أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالفقهاء ميدانهم معروف عند أهله، فهو يدور في دائرة الحكم التكليفي، ومع ذلك تفنَّنوا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتأدَّبوا معه بلغتهم الفقهية في باب تعليل بعض الأحكام، وكذا في بيان حكمتها المتعلقة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأقتصر في هذا البحث على بابين من أبواب الفقه؛ باب الطهارة، وباب الصلاة، ولعل هذه النوادر تكون نافعة في بابها، وهي تصلح أن تكون رسالة علمية بعد جمع هذه النوادر من كتب الفقهاء رحمهم الله تعالى، فأقول وبالله التوفيق، ومنه العون والسداد.

قال تاج الدين عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ)، وهو ينقل عن أبيه: سمعت الشيخ الإمام رحمه الله يقول: (لا يقدر أحد النبي صلى الله عليه وسلم حقَّ قدره إلا الله تعالى؛ وإنما يعرف كل واحد من مقداره بقدر ما عنده هو؛ فأعرف الأمة بقدره أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأنه أفضل الأمة، وإنما يعرف أبو بكر من مقدار المصطفى صلى الله عليه وسلم ما تصل إليه قوى أبي بكر، وثمَّ أمور تقصر عنها قواه لم يُحِط بها علمه، ومحيط بها علم الله)[1].

سنقتصر على أبواب الطهارة والصلاة وأضمُّ إليها بعض اللطائف في باقي أبواب الفقه وأصوله:
أولًا: باب الطهارة:
1- أطهر أنواع المياه وأفضلها ماء نبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم:
فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم «دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح، فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه»، قال أنس: «فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه» قال أنس: فحزرت من توضَّأ، ما بين السبعين إلى الثمانين[2].

قال ابن حجر الهيتمي: (وهو أفضل من ماء الكوثر) وقال شُرَّاحه: (قوله: وهو أفضل من ماء الكوثر)؛ أي: فيكون أفضل المياه؛ لأنه به غسل صدره - صلى الله عليه وسلم - ولا يكون يغسل إلا بأفضل المياه؛ لكن تقدم أن أفضل المياه ما نبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم[3].

وقالوا: ويدخل في التعريف ما نزل من السماء، وهو ثلاثة: المطر، وذوب الثلج، والبرد، وما نبع من الأرض، وهو أربعة: ماء العيون، والآبار، والأنهار، والبحار، وما نبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم [4].

وقال البلقيني: ماء زمزم أفضل من الكوثر؛ أي: فيكون أفضل المياه؛ لأن به غسل صدره -صلى الله عليه وسلم - ولا يكون يغسل صدره إلا بأفضل المياه؛ لكن تقدم أن أفضل المياه ما نبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم[5].

وقالوا: ما نبع من بين أصابعه- صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل المياه، ثم ماء زمزم، ثم الكوثر، ثم نيل مصر، ثم باقي الأنهار على ما صحَّحه السبكي بقوله نظمًا:
وأفضل المياه ماء قد نبع
من بين أصابع النبي المُتَّبع
يليه ماء زمزم فالكوثر
فنيل مصر ثم باقي الأنهر[6]


وقالوا: (قوله: أفضل المياه)؛ أي: ما عدا الماء الذي نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، أما هو، فهو أفضل من ماء زمزم...والحاصل أفضل المياه على الإطلاق: ما نبع من بين أصابعه الشريفة، ثم ماء زمزم، ثم ماء الكوثر، ثم نيل مصر، ثم باقي الأنهر؛ كسيحون، وجيحون، ودجلة، والفرات[7].

باب التيمم في بيان الحكمة من قوله: ((وجُعِلَت لي الأرض مسجدًا وطهورًا)):
عن جابر بن عبدالله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصةً، وبعثت إلى الناس عامةً))[8].

قال البجيرمي: وقوله بحكم العام؛ وهو قوله: «جعلت لنا الأرض كلها مسجدًا وطهورًا» كما في رواية.


قال الحكيم الترمذي: وإنما جعل تراب الأرض طهورًا لهذه الأمة؛ لأن الأرض لما أحست بمولد نبينا انبسطت وتمددت وازدهت وافتخرت على السماء وسائر الخلق بأنه مني خُلِق، وعلى ظهري تأتيه كرامة الله، وعلى بقاعي يسجد بجبهته لله، وفي بطني مدفنه، فلما جرَّت رداء فخرها بذلك جعل ترابها طهورًا لأمته، وجعلت تحت أقدامهم مسجدًا، فالتيمم هدية من الله لهذه الأمة خاصةً لتدوم لهم الطهارة في جميع الأحوال والأزمان[9].

2- طهارة المني:
قال الشافعية في الأظهر والحنابلة وهو المذهب: إن مني الإنسان طاهر سواء أكان من الذكر أم الأنثى[10].

وعلَّل فقهاء الحنابلة ذلك بقولهم: فمن هذا الماء خُلِق الأنبياء، والأولياء، والصدِّيقون، والشهداء، والصالحون، ولنا في تقرير طهارته ثلاث طرق:
1- أن الأصل في الأشياء الطهارة، فمن ادَّعى نجاسة شيء فعليه الدليل.

2- أن عائشة رضي الله عنها كانت تفرك اليابس من مني النبي صلى الله عليه وسلم، وتغسل الرطب منه، ولو كان نجسًا ما اكتفت فيه بالفرك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في دم الحيض يصيب الثوب، قال: «تحتّه، ثم تقرصه بالماء، ثم تنضحه، ثم تصلي فيه»، فلا بد من الغسل بعد الحتِّ، ولو كان المني نجسًا كان لا بد من غسله، ولم يجزئ فرك يابسه كدم الحيض.

3- أن هذا الماء أصل عباد الله المخلصين من النبيين، والصدِّيقين، والشهداء، والصالحين، وتأبى حكمة الله تعالى أن يكون أصل هؤلاء البررة نجسًا.

ومَرَّ رجل بعالمين يتناظران، فقال: ما شأنكما؟ قال: أحاول أن أجعل أصله طاهرًا، وهو يحاول أن يجعل أصله نجسًا؛ لأن أحدهما يرى طهارة المني، والآخر يرى نجاسته...وقد عقد له ابن القيم رحمه الله في كتابه «بدائع الفوائد» [11].

3- انتقاض الطهارة للنائم:
اتفق الفقهاء فقالوا: إن الطهارة تنقض للنائم أحدث أو لم يحدث، واستثنى من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ لحديث ابن عباس في أحمد وغيره؛ فعن عكرمة، عن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى سمع له غطيط، فقام فصَلَّى ولم يتوضأ"، فقال عكرمة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظًا"[12]. وفي الطبراني بلفظ: «نام حتى سمع له غطيط فصلَّى، ولم يعد وضوءًا»[13]

ثانيًا: باب الصلاة:
4- صلاة فرض تنقطع لندائه ولا تبطل: قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، وعن أبي سعيد بن المعلى، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: ((ألم يقل الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ - ثم قال لي - لأعلمنك سورةً هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد)) ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج.. قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورةً هي أعظم سورة في القرآن، قال: ((﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته))[14].

وفي رواية عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على أُبَيِّ بن كعب وهو يصلي، فناداه، فالتفت أُبَيّ، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، قال: ((وعليك السلام، ما منعك- أي: أُبَيّ- إذ دعوتك ألَّا تجيبني؟)) فقال: يا رسول الله، كنت في الصلاة، قال: ((أو ليس تجد في كتاب الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ؟)) قال: بلى بأبي أنت وأمي، قال أُبَيّ: لا أعود إن شاء الله[15].


قال الشافعي: هذا دليل على أن الفعل للفرض أو القول الفرض، إذا أتي به في الصلاة لا يبطل الصلاة؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لأُبَيّ بالإجابة، وإن كان في الصلاة[16].

قال النووي: قال أصحابنا لو كلَّم النبي صلى الله عليه وسلم في عصره إنسانًا في صلاة أو في غير صلاة وجب عليه إجابته، ولا تبطل صلاته بذلك على المذهب، وبه قطع الجمهور.

وفيه وجه أنه لا تجب إجابته وتبطل بها الصلاة، والصحيح الأول، قالوا: ولهذا يخاطبه في الصلاة بقوله: السلام عليك أيها النبي، ولا تبطل به الصلاة؛ بل لا تصح إلا به[17].

وعنون له النووي بقوله: (باب بيان أن خطاب المصلي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم له لم يكن مبطلًا؛ لأنه واجب)[18].

5- باب الأذان:
قال صلى الله عليه وسلم: «المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة»[19].

ومع ذلك لم يؤثر أنه أذَّن في مرة...سنة وحيدة حثَّ عليها النبي ولم يفعلها وهي الأذان؛ لأنه لو أذَّن مرة لوجب على جميع من سمعه أن يلبي النداء، ومن لم يفعل ذلك وجب عليه العقاب كما علمت.

من أجل ذلك لم يؤثر عن النبي أن رفع الأذان ولو مرة مع حثه على ذلك وإخباره الأمة بالثواب الجزيل عليه.

6- لفظ التشهد والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بنية الإنشاء لا الإخبار:
قال ابن عابدين: (ويقصد بألفاظ التشهد معانيها مرادةً له على وجه الإنشاء، كأنه يحيي الله تعالى ويسلم على نبيه وعلى نفسه وأوليائه لا الإخبار عن ذلك، وظاهره أن ضمير "علينا" للحاضرين لا حكاية سلام الله تعالى). هذا الذي يذكره الحنفية في التشهد في كتاب البحر الرائق، وحلبي كبير وصغير، وحاشية ابن عابدين وعليه الفتوى عند السادة الحنفية [20].


وتأكيدًا لهذا المعنى...قال النووي: قال أصحابنا: لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم في عصره إنسانًا في صلاة أو في غير صلاة وجب عليه إجابته، ولا تبطل صلاته بذلك على المذهب، وبه قطع الجمهور.

وفيه وجه أنه لا تجب إجابته وتبطل بها الصلاة، والصحيح الأول، قالوا: ولهذا يخاطبه في الصلاة بقوله: السلام عليك أيها النبي، ولا تبطل به الصلاة؛ بل لا تصح إلا به[21].

7- زيادة لفظ السيادة في التشهد:
ورد لفظ الصلوات الإبراهيمية في كتب الحديث والفقه مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر (سيدنا) قبل اسمه عليه الصلاة والسلام. وأما إضافة لفظ (سيدنا) فرأى من لم يقل بزيادتها الالتزام بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيه امتثالًا لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من غير زيادة في الأذكار والألفاظ المأثورة عنه؛ كالأذان والإقامة والتشهُّد والصلاة الإبراهيمية.

وأما بخصوص زيادة (سيدنا) في الصلاة الإبراهيمية بعد التشهُّد، فقد ذهب إلى استحبابه العز بن عبدالسلام والرملي والقليوبي والشرقاوي من الشافعية، والحصكفي وابن عابدين من الحنفية متابعةً للرملي الشافعي، كما صرح باستحبابه النفراوي من المالكية.

وقالوا: إن ذلك من قبيل الأدب، ورعاية الأدب خيرٌ من الامتثال، كما قال العز بن عبدالسلام[22].

وعليه إذا تعارض أمره مع الأدب معه صلى الله عليه وسلم.. قدم الأدب على الأمر[23].


8- الالتفات في الصلاة:
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقيموا الصفوف فإني أراكم خلف ظهري)) [24]، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((استووا استووا، فوالله إني لأراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي))[25].

وهناك تفصيل في المذاهب نذكره فيما يلي:
قال الحنفية: الالتفاف بالوجه كله أو بعضه مكروه تحريمًا، وبالبصر - أي من غير تحويل الوجه أصلًا - مكروه تنزيهًا. وعن الزيلعي والباقاني: أنه مباح؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ أصحابه في صلاته بموق عينيه، أما الالتفات بالصدر فإنه مفسد للصلاة وسيأتي.

وعند المالكية: الالتفات مكروه في جميع صوره، ولو بجميع جسده، ولا يبطل الصلاة ما بقيت رجلاه للقبلة، وبعضه أخف بالكراهة من بعض، فالالتفات بالخد أخف من ليِّ العنق، وليُّ العنق أخف من ليِّ الصدر، والصدر أخف من ليِّ البدن كله، وقريب من هذا مذهب الحنابلة؛ حيث صرحوا بعدم بطلان الصلاة لو التفت بصدره ووجهه؛ وذلك لأنه لم يستدر بجملته.

وقال المتولي من الشافعية: بحرمة الالتفات بالوجه؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزال الله عز وجل مقبلًا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه.

قال الأذرعي: والمختار: أنه إن تعمَّد مع علمه بالخبر حرم؛ بل تبطل إن فعله لعبًا.

وقد صرح الشافعية بجواز اللمح بالعين دون الالتفات فإنه لا بأس به؛ لحديث علي بن شيبان قال: خرجنا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلَّينا خلفه. فلمح بمؤخر عينه رجلًا لا يقيم صلاته -يعني صلبه -في الركوع والسجود، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معشر المسلمين، لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود))[26].

9- باب الإمامة: لا يصلي بجنبه صلى الله عليه وسلم أحد وإن كان فردًا معه:
عن عمرو بن دينار أن كريبًا أخبره: أن ابن عباس قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فصليت خلفه، فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته.. خنست [27]، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال لي: ((ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟)) فقلت: يا رسول الله، أوينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبته، فدعا الله لي أن يزيدني علمًا وفهمًا)[28].

وأخرجه الحاكم بلفظ: (... أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من آخر الليل، فقمت وراءه فأخذني فأقامني حذاءه، فلما أقبل على صلاته.. انخنست، فلما انصرف.. قال: ((مالك أجعلك حذائي فتخنس؟))، قلت: ما ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله، فأعجبه فدعا أن يزيدني فهمًا وعلمًا)[29].

وفي ((البيهقي)) بلفظ: (... فقمت وتوضأت أصلي خلفه، فأخذ بيدي فجعلني حذاءه، فخنست فقمت خلفه، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما لي كلما جعلتك حذائي خنست؟)) قال: فقلت له: لا ينبغي لأحد أن يصلي حذاك وأنت رسول الله، قال: فدعا الله أن يزيدني فهمًا وعلمًا)[30].

10- صلاة الجنازة عليه صلى الله عليه وسلم عندما انتقل إلى الرفيق الأعلى فرادى وليست جماعة:
أقول: عندما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.. لم يصل عليه أحد إمامًا، وإنما صلوا عليه فرادى تأدُّبًا معه [31].

11- حكم تكليفي وحيد أمرنا بأدائه لم نقدر عليه ولم نفهم معناه، فوكلناه إلى الله مرة أخرى ليؤديه عنا:
من المعلوم من الدين بالضرورة أن الله لا يكلف إلا بالمستطاع، قال تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، حتى قيل: إذا أردت أن تطاع، فأمر بالمستطاع، وهذه قاعدة عامة في الأحكام جميعها، ومن العبث الذي لا يجوز بحق الخالق أن يكلف عباده بأمر لا يقدرون عليه، والله أرحم بعباده من ذلك جل جلاله، فأنت لا تجد عبدًا يكلفه الله بعبادة الحج مثلًا فيقول بلسان فصيح يؤجر عليه: يا رب، حج عني، أو قم عني بعبادة الحج، وكذلك من خوطب بعبادة الزكاة فيقول: يا رب، زكِّ عني، ومن يفعل ذلك فهو مجنون محض يسقط عنه التكليف، أو هو منكر جاحد؛ فيستحق العقاب والعتاب والتوبيخ فضلًا عن التعزير.

ومع ذلك كله كلفنا الله بعبادة شرفنا وأعلى مكانتنا بها بين الأمم؛ ألا وهي عبادة الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع محمد صلى الله عليه وسلم، ولو أنعمنا النظر في هذا الخطاب الرباني لوجدناه خطابًا فريدًا لا يشبهه شيء من الأحكام والتشريع والتكليف، فالله أمرنا بالصلاة والسلام على نبيِّه وصفيِّه محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء ذلك بصيغة الأمر المحض، ولم يقترن بقرينة تصرف ذلك الأمر إلى غيره، كما هو معلوم لدى طلبة العلم وأهله، فهو حكم تكليف يفيد الوجوب، فقد جاء باللفظ الصحيح الصريح القطعي الدلالة والثبوت، وسبقه بقوله جل وعلا وهو يخاطب المجتمع المؤمن بقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، ومع ذلك كله نقول كما عَلَّمنا النبي الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه عندما سأله الأصحاب: كيف نصلي عليك؟ فقال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))[32].

وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه، قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))[33].

فعلمنا أن نرجع الأمر إليه مرة أخرى فنقول: (اللهم صلِّ)، من يقوم بالصلاة؟ نحن! من كلفنا بذلك؟ أم نقول: يا رب، أنت صلِّ على سيدنا محمد، من نحن لكي نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنرفع من قدره ومنزلته عند الله؟! لا والله لا ينبغي هذا لمسلم عاقل، وإنما نتأدَّب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونوكل الأمر إلى الله، فنطلب منه أن يصلي على نبيِّه فيرفع قدره ومكانته عنده هو جل جلاله.

قال السخاوي: (قرأت في شرح مقدمة أبي الليث للأمير المصطفى التركماني من الحنفية ما نصه: فإن قيل: ما الحكمة في أن الله تعالى أمرنا أن نصلي ونحن نقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، فنسأل الله تعالى أن يصلي عليه ولا نصلي عليه نحن بأنفسنا؛ يعني بأن يقول العبد في الصلاة أصلي على محمد قلنا لأنه - صلى الله عليه وسلم - طاهر لا عيب فيه ونحن فينا المعائب والنقائص، فكيف يثني من فيه معائب على طاهر؟ فنسأل الله تعالى أن يصلي عليه لتكون الصلاة عن ربٍّ طاهر على نبي طاهر كذا في المرغيناني؛ انتهى، ونحو ذلك منقول عن النيسابوري في كتابه "اللطائف والحكم"، فإنه قال: لا يكفي للعبد أن يقول في الصلاة: صليت على محمد؛ لأن مرتبة العبد تقصر عن ذلك؛ بل يسأل ربَّه أن يصلي عليه لتكون الصلاة على لسان غيره، وحينئذٍ فالمصلي في الحقيقة هو الله، ونسبة الصلاة إلى العبد مجازية، بمعنى السؤال؛ انتهى.


وقد أشار ابن أبي حجلة إلى شيء عن ذلك، فقال: الحكمة في تعليمه الأمة صيغة (اللهم صلِّ على محمد) أنا لما أمرنا بالصلاة عليه ولم يبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه عليه؛ لأنه أعلم بما يليق به، وهو كقوله: لا أحصي ثناءً عليك، وسبق له أبو اليمن بن عساكر، والله أعلم، إذا عرفت ذلك كله فلتكن صلاتك عليه كما أمرك بالصلاة عليه، فبذلك تعظم حظوتك لديه، وعليك بالإكثار منها، والمواظبة عليها، والجمع بين الروايات فيها، فإن الإكثار من الصلاة من علامات المحبة، فمن أحبَّ شيئًا أكثر من ذكره، وصحَّ في حديث: ((لا يكمل إيمان أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين)))[34].


12- أيهما أفضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج أو بعده:
قال علي القاري في كتابه "المناسك" ناقلًا المذهب أنه يفضل زيارة النبي بعد الحج، وعلَّل ذلك قائلًا: ليلاقي الطاهر طاهرًا، فقال:





[1] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/ 203).

[2] ينظر: صحيح البخاري (1/ 51) (200)، صحيح مسلم (4/ 1783) (2279).

[3] ينظر: تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي (1/ 77).

[4] ينظر: الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع (1/ 20)، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (1/ 116).

[5] ينظر: مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (1/ 120).

[6] ينظر: حاشيتي قليوبي وعميرة (1/ 20).

[7] ينظر: إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (2/ 358).

[8] ينظر: صحيح البخاري (1/ 74) 335، صحيح مسلم (1/ 370) (521).

[9] ينظر: حاشية البجيرمي على الخطيب = تحفة الحبيب على شرح الخطيب (1/ 273)، حاشية البجيرمي على شرح المنهج = التجريد لنفع العبيد (1/ 119).

[10] ينظر: الموسوعة الفقهية الكويتية (39/ 141).

[11] ينظر الشرح الممتع على زاد المستقنع (1/ 454)، بدائع الفوائد (3/ 119).

[12] ينظر: مسند أحمد، ط الرسالة (4/ 75) (2194)، قال محقق المسند: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأيوب: هو السختياني، وقول عكرمة في آخر الحديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظًا" مرسل...وأخرجه عبد بن حميد (616) عن أبي الوليد، والبيهقي 1/ 121-122 من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قرن البيهقي بحميد وأيوب حمادًا الكوفي. وانظر ما تقدم برقم (1911) وما سيأتي برقم (3169)..الغطيط، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/372: الصوت الذي يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغًا.

[13] ينظر: المعجم الكبير للطبراني (11/ 333) (11920).

[14] صحيح البخاري: (4: 1623)، رقم: (4204).

[15] صحيح ابن خزيمة: (2: 37)، رقم: (861).

[16] ينظر: أحكام القرآن لابن العربي: (4: 75)، وتفسير القرطبي: (7: 390).

[17] ينظر: المجموع شرح المهذب (4/ 81).

[18] ينظر: خلاصة الأحكام: (1: 496).

[19] صحيح مسلم (1/ 290) (387).

[20] ينظر: رد المحتار: (4/ 82).

[21] ينظر: المجموع شرح المهذب (4/ 81).

[22] ينظر: رد المحتار على الدار المختار 11 / 345، والفواكه الدواني على رسالة القيرواني 2 / 464، والقليوبي 1 / 167، وشرح الروض 1 / 166، وحاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب 1 / 21، 193، والمغني لابن قدامة 1 / 541 - 542 - 543 - ونيل الأوطار 2 / 326، والقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص 101، وفتاوى ابن حجر العسقلاني نقلًا عن "إصلاح المساجد من البدع والعوائد" للقاسمي 140 ط (5) والمكتب الإسلامي، الموسوعة الفقهية الكويتية (11/ 346).

[23] هناك خلاف بين علماء الأصول أيهما يترجح عند تعارض الأدب والأمر؛
فمنهم من غلب الأمر، ومنهم من غلب الأدب، ونحن مع من غلب الأدب لما يأتي من الأدلة؛ ينظر: كتاب قواعد نورانية في مدح سيد البرية في القرآن والسنة النبوية/ قاعدة الأدب معه صلى الله عليه وسلم، ففيه تفصيل مهم.

[24] صحيح البخاري: (2:129)، رقم: (718)، صحيح مسلم: (2: 30)، رقم: (1004).

[25] سنن النسائي: (2:91)، رقم: (813)، قال الألباني:صحيح، ومسند أحمد: (21:334)، رقم: (13838)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، مسند أبي يعلى: (6:228)، رقم: (3514) قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.

[26] ينظر الموسوعة الفقهية الكويتية (27/ 109).

[27] قال السندي: خنست؛ أي: تأخرت.

[28] مسند أحمد بن حنبل: (1: 330)، رقم: (3061)، قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين، قال السندي: فأعجبَتْه بصيغة التأنيث؛ أي: مقالتي، وضبط بصيغة المتكلم، ومصنف ابن أبي شيبة: (6: 383)، رقم: (32221).

[29] المستدرك: (3: 615)، رقم: (6279)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرِّجاه بهذه السياقة. قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم.

[30] شعب الإيمان: (2: 197)، رقم: (1523).

[31] وهو ما أجاب عنه الصديق عندما سئل عن ذلك: (. . . قالوا: يا صاحب رسول الله، مات رسول الله؟ قال: نعم، فعلموا أنه كما قال، قالوا: يا صاحب رسول الله، أنصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: يدخل قوم فيُكبِّرون، ويدعون ويصلون، ثم ينصرفون، ويجيء آخرون، حتى يفرغوا، قالوا: يا صاحب رسول الله، أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: وأين يدفن؟ قال: حيث قُبِض، فإن الله تعالى لم يقبضه إلا في بقعة طيبة)؛ سنن النسائي الكبرى: (4: 263)، رقم: (7119)، والمعجم الكبير للطبراني6: 162)، رقم: (6241)، ومعرفة السنن والآثار للبيهقي: (6: 192)، رقم: (2243)، قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات؛ ينظر: مجمع الزوائد: (5: 218). ..وإنهم صلوا صلى الله عليه وسلم عليه فرادى كما أخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس، قال: لما صُلِّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل الرجال فصلوا عليه بغير إمام أرسالًا حتى فرغوا، ثم أدخل النساء فصلَّيْنَ عليه، ثم أدخل الصبيان فصلوا عليه، ثم أدخل العبيد فصلوا عليه أرسالًا، لم يؤمهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، قال الشافعي رحمه الله: وذلك لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي- وتنافسهم في ألَّا يتولَّى الإمامة في الصلاة عليه واحد، وصلوا عليه مرة بعد مرة. أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال: قال الشافعي فذكره؛ ينظر: السنن الكبرى: (4: 30)، رقم: (6698)، وأخرجه عبدالرزاق في المصنف: (3: 474)، رقم: (6377)، ومسند أبي يعلى: (8: 368)، رقم: (4962)، وفيه: (ثم أضجع على السرير ثم أذنوا للناس فدخلوا عليه فوجًا فوجًا يصلون عليه بغير إمام حتى لم يبق أحد بالمدينة حُرٌّ ولا عبدٌ إلا صلَّى عليه).

[32] صحيح البخاري: (8: 441)، رقم: (3369)، وصحيح مسلم: (2: 16)، رقم: (938)، وهي من المواطن التي صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه، ويكرره في تشهده عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو ما يلغز لطلبة العلم. قال الآلوسي: وفي دخوله صلى الله عليه وسلم في الخطاب بيا أيها الذين آمنوا هنا خلاف، فقال بعضهم بالدخول، وقد صرح بعض أجِلَّة الشافعية بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في صلاته، وذكر أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي على نفسه خارجها كما هو ظاهر أحاديثه؛ كقوله حين ضلت ناقته وتكلم منافق فيها: ((إن رجلًا من المنافقين شمت أن ضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم))، وقوله حين عرض على المسلمين: ((رد ما أخذوه من أبي العاص))؛ ينظر: روح المعاني: (22: 83).

[33] صحيح البخاري: (12: 10)، رقم: (4797).

[34] القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص: 72-73).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]