لماذا تحب/تحبين محمداً (صلى الله عليه وسلم) !!!

[سأبدأ من جديد]

صلى الله عليه وسلم
ليس الذي أبدى هواه مغاليا كلا ولا من ذاب حبا مسرفا

الرفق بالرعية والعناية بهم


وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشقَّ عليهم فاشقق عليه أخرجه مسلم . نعم، وهذا في معنى ما تقدم، وهو الرفق بالرعية والعناية بهم، مثل ما تقدم من حديث عائذ بن عمرو المزني -رضي الله عنه- شر الرعاء الحطمة وأن الراعي والوالي يجب أن يكون رفيقا برعيته، ولا يشق عليهم بأمرهم ونهيهم، هذا هو الواجب في القيام على الرعية والإحسان إليهم والرفق بهم، فالرفق ما دخل في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث عائشة.
والله -سبحانه وتعالى- رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وأعظم الرفق هو الرفق على الرعية، ولهذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا كان في سرية أو في غزوة يرفق بهم، كان يعتني برعايتهم -عليه الصلاة والسلام- بل كان -صلوات الله وسلامه عليه- من رفقه أنه كان إذا ذهب أحد أصحابه في غزوة أو سرية، وكان ليس لعياله من يقوم عليهم يقوم -عليه الصلاة والسلام- بعنايتهم ورعايتهم، تقول ابنة خباب كما روى أحمد في مسنده أن خبابا خرج في سرية فقالت ابنة خباب: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتينا فيحلب عنزا لنا يحلبها -صلوات الله وسلامه عليه- فنشرب وكان يقوم عليهم، وكان يمتلي الإناء حتى تظهر رغوته، تظهر، قال: فلما جاء خباب وأخبرته بذلك - وكانت قبل ذلك لا تحلب إلا شيئا يسيرا- فلما حلب خباب رجعت إلى ما كانت .
وهكذا كان عمر -رضي الله عنه- يسعى على الأرامل والمساكين ويخدمهم حتى إن بعض الصحابة طلحة بن عبيد الله أو الزبير أو غيرهما، كان مرة يمشي خلفه رآه يمشي في الليل فجعل يمشي خلفه ينظر أين يذهب، فوجده دخل على امرأة عمياء وكان يقوم عليها، يطبخ لها ويعتني بها -رضي الله عنه- فقال، عاد إلى نفسه قال: يا فلان تتبع عثرات عمر، أعمر يتتبع عثراته، وجده يستسر بعمله - رضي الله عنه وهذا المعنى ثابت في قصص كثيرة رضي الله عنه.
وهذا من أعظم الرفق بالرعية وهو من أعظم الصيانة والحياطة والحفظ للشريعة، والحفظ للعباد والبلاد والحفظ من المخاطر؛ لأن كما تقدم من حديث ابن عباس احفظ الله يحفظك هذا ضمان من الله -عز وجل- وأعظم الحفظ هو أن يحفظ الله -عز وجل- في الحقوق العامة التي أمر بإقامتها وما حفظت أمة حقوق الله إلا حفظها -سبحانه وتعالى- وتتناهب البلاد والفتن تقع من حولها. لكن إن دخلهم ما دخلهم، دخلهم من الفتن بحسب تضييعهم لحدوده وحقوقه -سبحانه وتعالى- نعم