فطرة سوية! - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858471 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392900 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215495 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2019, 11:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي فطرة سوية!

فطرة سوية!


محمد ثابت توفيق



- وسط زحام السوق التجاري الهائل كانت تقف بعمرها المتقدم وملابسها البسيطة النظيفة تنظر حولها في حيرة وضعف شديدين ، لم تجذب أنظار غير واحد من المتسوقين مع كونهم بالمئات ، فالسوق التجاري كله تم افتتاحه أخيرا، وهو يشهد خصومات جعلت الإقبال شديدا على جميع الأقسام بخاصة السلع الغذائية ، رحت أراقبها من بعيد متعجبا من كون " طبق" متوسط الحجم في يدها اليمنى تحاول إخفاءه - في وهن.. سارت نحو البائع في قسم الألبان والأجبان وما شابه قائلة:
- أريد ملأه لبنا وعدة أرغفة ..
نظر إليها البائع .. ويبدو أنه لم يفهم، فاللبن لا يباع مجزءا في مثل هذه الأسواق .. غفلة طلبت منه متسوقة أن يزن لها بعض الأغذية ..
نظرت السيدة المسنة إليه وهو يمضي عنها فلم يلتفت ..
اقتربت بهدوء وكنت حريصا على أن أبدو عفويا.. لكني قبل أن أتحدث سمعتها تقول :
- الأمر لله وحده ..
قلت لها:
- هل من الممكن أن تأتي معي دقيقة يا أمي ؟!
ابتسمت ابتسامة رضا رائعة وهي تقول:
- أعزك الله يا بني ووهبك الخير كله .. ولكني متعبة .. لا أعرف كيف استطعت الوصول إلى هنا . .
ثم همست كأنها تحدث نفسها:
- علم الله وحده بحالي .. . ! ولكن أين تريدني أن أمضي يا بني من فضلك ؟!
- فقط خطوات قليلة ..
- الأمر لله تعالى .. تفضل ..
بسرعة رفعت من فوق الأرفف عددا من قطع الجبن الطازج .. وعبوات اللبن .. وكذلك ثمار الفاكهة .. وعبوة
بيض .. ولم أنس عدة أنواع من الفاكهة والعصائر.. و كذلك بعضا من اللحوم والدجاج .. كانت تهمس في حياء شديد:
- ماذا تفعل يا بني.. من فضلك قل لي .. ولماذا؟!
- اصبري من فضلك وستعلمين ..
فلما تعبت من كثرة السؤال قالت:
- أريد ملء هذا الطبق لبنا.. وعدة أرغفة .. أنت رأيتني أثناء حديثي مع البائع إذن ..
فور دفع الحساب قالت لي في صبر يبدو أنه قارب النفاذ:
- كل هذه الأنواع من الأطعمة لا تلزمني .. يا بني، قلت لك لا أريد إلا.. أنت لا "تقتنع" لا أريد "تعويد" نفسي وبناتي إلا على أقل القليل من الطعام الذي أستطيع الإتيان به من عملي. لكنني اليوم تعبت .. - سامحني الله
- نمت طوال اليوم .. ولم تأكل واحدة منهم حتى الأن.. وقد مضي النهار وجاء الليل .. سامحني يا رب.. المرة الأولى التي أتعب فيها.. املأ الطبق لي.. وأريد ربطة خبز.. من فضلك كفي..
وهي تمضي عني ودموعها تسيل.. كنت أبكي في صمت.. إن لها بنات لا يجدن طعاما طوال اليوم .. وفي الأمة - من لا يكف عن النيل من الملذات .. لابد من أن يهديني الله إلى حل:
_ يا أمي .. على رسلك .. تمهلي .. حقك علي.. هذه الأشياء لي وليست لك.. أنت لك عبوة اللبن هذه .. تمام .. وربطتان بل ربطة واحدة من الخبز.. تمام ..
- الله يبارك لك ويهديك ..
- ولكن الليل يتقدم .. ممكن أوصلك البيت بسيارتي ؟!
- ممكن ،لكننا لن نستطيع استضافتك!
في الطريق حاولت أن أعرف اسمها فرفضت .. عملها فاعتذرت بلباقة .. لكني فور وصولنا.. وأخذها ما "اشترطت" لاحظت أنها لا تستطيع السير لفرط الإعياء والجوع فأصررت على توصيلها حتى باب الشقة البسيط جدا .. وهناك قلت:
- هذه الأشياء أحضرتها لك فاتقي الله في نفسك رجاء.. وهي هدية من ابن أصغر لك ..
ثم هرولت مستقبلا السلم فيما كانت تقول :
- سامحك الله ... من أين يأتي للبنات بمثلها غدا .. وبعد..
- رزق الله وافر بإذن الله غدا تجدين أفضل منها !.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.01 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]