اللعب في العقول - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855309 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 390132 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2019, 11:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,931
الدولة : Egypt
افتراضي اللعب في العقول

اللعب في العقول


د. محمد عبدالغني حسن هلال








أولاً: العلم الحديث ودراسة العقل البشري:









هل من الممكن حقًّا أن يصِلَ العلم الحديث إلى تحديد ما يفكِّر فيه الإنسان، وما ينوي أن يفعله؟



إن الإجابة عن هذا السؤال وإنْ كانتْ تبدو صعبة إلا أنَّ الأبحاث العلميَّة التي تعمل في هذا المجال بدأتْ منذ فترة قريبة، حاولتْ وما زالتْ تحاول أن تسيرَ في دهاليز وأغوار العقل البشري في المراكز البحثيَّة الشهيرة، وهي حتى الآن لَم تتوقَّف وفي نفس الوقت لا تستبعد أو تنفي ذلك.







ومع أنَّ ذلك كان لفترة قريبة يصنَّف ضمن الأساطير أو أفلام الخيال العِلمي، وبصفة خاصة مثلما جاء في أحد الأفلام السينمائيَّة؛ إذ تنبأ بإمكانيَّة التعرُّف على ما يفكر فيه الإنسان وما ينوي أن يفعله، إلاَّ أنه يبدو أنَّ الإنسان في العصر الحديث قد استطاع أن يضيِّقَ كثيرًا المسافة بين الخيال والأحلام من جانب، والواقع من جانب آخرَ.







قد يعتقد البعض أننا نتحدثُ عما يُطلقون علية "الفنتازيا" أو التسلية بهدف جَذْب القارئ أو التأثير عليه، ولكن عند التمعُّن جيدًا في هذا الموضوع، وعندما نكتشف أن الأمر يتعلَّق بمحاولات مستمرة وجادة؛ للتأثير واللعب في الأدمغة والعقول، فإن الأمر يستحقُّ الاهتمام والانتباه، وفي نفس الوقت يجب ألا ننتظرَ كثيرًا حتى نرى بعض النتائج القريبة من هذا الخيال أو التوقُّع تستخدم معنا أو ضدنا أو حولنا.







وبمجرد التفكير في هذا الأمر يتواردُ إلى فِكْر الإنسان مجموعة من الاستفسارات والأسئلة الهامة الناتجة من الخوف والقَلق.







وأهم هذه الأسئلة هي:



هل يستطيع العلماء حقًّا أن يعرفوا ما نُخْفيه في عقولنا، وما نحتفظ به من أحاسيسَ ومشاعر تخصُّنا، ولا نريد أن نبوحَ بها للآخرين بداخلنا، وذلك رغمًا عنَّا ودون إرادتنا؟







وهل يعني ذلك أنَّ هناك في المستقبل القريب مَن يستطيع أن يتعرَّف ولو في صورة احتمالات ما يُمكن أو ما ننوي أن نفعلَه؟







هل يعني ذلك أننا سوف يُمكن أن نحدِّدَ مَن هم قادة المستقبل أو الذين سوف يصنعون تاريخ العالَم القادم مُبَكِّرًا؟ وفي نفس الوقت هل يُمكن تحديد من هم الإرهابيون والمجرِمون في المستقبل؟







هل يعني ذلك أيضًا أنَّ هناك مَن سوف يكتشف أحلامنا قبل أو بعد أن تُولَد في عقْلِنا الباطن، ويشاركنا فيها أو يسرقها منَّا، ويفاوضنا أو يجبرنا على التنازُل عنها؟







هل ستمارس النُّظم الديكتاتورية سطوتها، ويستثمر أصحاب المصالح قوَّتهم الماديَّة؛ لكي يقتلوا أحلامنا وخيالنا وطموحاتنا، أو على الأقل يحوِّلون الْحُلم إلى جريمة يعاقِب عليها القانون؟







لقد كنَّا نقبل الكثير من ذلك، من خلال أفلام الخيال العلمي وغيرها من الوسائل التي كانتْ وما زالتْ تتحدَّث عن اللعب في العقول، استطعنا أن نوظِّف خيالنا كنوعٍ من الْهَرَب من الواقع؛ لتقبُّل إمكانية حدوث ذلك في الخيال والأحلام والأساطير، بل إنَّ أصحاب المهارات أو ما يدعون أنهم يَملكون بعض القُدرات الخارقة التي يستمدونها من عالَم الغيب، يتحدثون عن ذلك على نطاق مَن يثقون في قُدراتهم، ولكن يبدو أنَّ الأمر يزحَف ويقترب مِن تقريب المسافات بين الحُلْم والحقيقة.







وقبل أن يهدأَ أو يُحسَمَ الصراع حول الاستنساخ البشري وأضراره وفوائده بين مؤيِّدٍ ومعارِضٍ كأحدث الأحلام التي تحوَّلتْ إلى حقيقة، ويبدو أننا على وشك الانتقال إلى مرحلة أخرى من الصراع حول ما هو أشدُّ خطورة، وهو احتلال العقول البشريَّة وتسويقها طبقًا لقوانين ليستْ إنسانيَّة هذه المرة، ولكنَّها قوانين اقتصادية وتجارية يَحكمها الربح المادي، وما يتطلبه من السيطرة والْهَيمنة.







إنَّ الأمر هذه المرة سوف يأخذ مسارًا آخرَ قد يُمثِّل خطورة كبيرة على العلاقات الإنسانية، وقد يكون سلاحًا جديدًا أكثرَ فَتْكًا من أسلحة الدمار الشامل بأنواعها المختلفة؛ لأنه يتعلَّق باللعب في العقول، من خلال ما يقوم به فريق من العلماء من الأبحاث والتجارب تحت عنوان: التسويق العَصَبي.







ثانيًا: التسويق العصبي:



اعتبر الكثيرون حتى فترة قريبة أنَّ قراءة ما بداخل العقول والأدمغة البشريَّة يُعَدُّ عَمَلاً سِحْريًّا أو غيبيًّا، يُستخدم لمجرد المعالجات النفسيَّة غير العلميَّة، ولكن الأمرَ قد اختلف كثيرًا بعد تقدُّم الاختراعات في مجال تكنولوجيا تصوير العقل البشري، ونتيجة لهذه الثورة التكنولوجية التي جعلتْ عملية تصوير وتسجيل ما يدور داخل العقل البشري ممكنًا، أصبح من الممكن الاطِّلاع على العالم الذهني للإنسان، بل إنه مع تطوُّر التكنولوجيا في هذا المجال تجرَّأ الباحثون المهتمون بدراسة العقول البشرية، واتجهوا إلى محاولة الاطلاع على التفاصيل الشخصيَّة التي تتعلَّق بالمحفزات والدوافع الداخليَّة للإنسان، والتي تحدِّد أو تصنع اتجاهاته ورَغبَاته، ومُيوله وأهواءَه.







لقد تَزايَدت الأبحاثُ بِشَكْلٍ مطرد في المعامل والمراكز، والمعاهد العلمية والبحثية التي تبحث في تعقيدات وإمكانات العقل البشري، الذي فضَّل به الخالق - سبحانه وتعالى - الإنسان وكَرَّمه عن بقيَّة المخلوقات، وظهرت العديد من الكِتَابات والمؤلَّفات التي تتحدَّث عن التفكير والتذكُّر، والتوقُّع والتنبُّؤ، وكلها تنطلق مِن استثمار الإمكانيَّات اللا محدودة لهذا الجزء الهام مِن تكوين الإنسان.







وتنتمي هذه الأبحاث إلى ما يطلق عليه حديثًا في أواخر التسعينيات: علم الأعصاب المعرفي (Cognitive Neuroscience) في مجال البحث الطبي، وكانت بدايات ظهوره على يد البروفيسور جري زالتمان (Grey Zaltman) بجامعة "هارفارد" بالولايات المتحدة الأمريكيَّة وأحد مساعديه، عندما كان يقوم بمسْحِ وتصوير عقول بعض الأشخاص المهمين لصالح الشركات الأمريكية الكبرى، وتدير هذه الأبحاث وتُشرف عليها الآن جامعة "أيموري" بالتعاون مع شركة "برايت هاوس" بالولايات المتحدة الأمريكيَّة، وقد أدتْ هذه الأبحاث في مجال علم الأعصاب المعرفي إلى ظهور ناتج تجاري له يُطلق عليه: علم التسويق العصبي (Neuro marketing ) كأحد فروع هذا العلم.







وكما تُفيد المعلومات الصادرة من تلك الجهات، فإن هذه الأبحاث تعتمد على تعريض الشخص المستهدف لمشاهدة بعض الصور الثابتة أو المتحركة أو الأفلام، وفي نفس الوقت يتمُّ متابعة ومراقبة وتصوير ردود فِعْل عقله لهذه الصور؛ عن طريق أجهزة طبيَّة؛ مثل: أجهزة الرَّنين المغناطيسي الوظيفي (FMRI ) بهدف تحليل ردود الأفعال التي عليها؛ لإجراء تحليل مُفصَّلٍ للشخصيَّة.







وعن طريق استخدام حقول مغناطيسيَّة شديدة القوة تتمُّ عمليَّات تحليل الشخصيَّة؛ حيث تقوم أجهزة الرنين المغناطيسي بتتبُّع وقياس الهيموجلوبين الغني بالأكسجين في المخ من جانب، والهيموجلوبين الخالي من الأكسجين في المخ من جانب آخرَ؛ مما يعطي الباحثين صورة تفصيليَّة لحظيَّة عن اتجاه وأماكن سَرَيان الدم وأماكن الخلايا العصبيَّة التي تنشط خلال تلك العمليَّة.







وفي كلية "بيلور" للطب قام "ريد مونتاجيو" مُختص الأعصاب بدراسة على 67 شخصًا، نُشِرتْ نتائجها في 14 أكتوبر 2004 بجريدة (جورنال نيرون)، تَمَّ رصْدُ نشاط زائد في القشرة الوسيطة لمقدِّمة الفَص الجبهي للمخ Medial) prefrontal cortex) أو عند رؤية الصور أو المناظر التي أعجبتْهم، وهذه هي المنطقة المرتبطة بإحساسنا بأنفسنا وبما نفضِّله؛ مما يدلُّ على أنه رُبَّما يكون انجذابنا للسلعة لأسباب مُحَدَّدة؛ مثل: شكل السلعة أو طريقة عرضها؛ حيث قام خلال التجربة بتطبيق تكنولوجيا الرنين المغناطيسي على منتجي البيبسي والكوكاكولا.







ومِن خلال مُراقبة نشاط المخ مع كُل منتجٍ على حدة، وجد أنَّ نشاط المخ يزداد في الجزء الذي يقوم بعمليات الإحساس بالطَّعْم في حالة رؤية البيبسي، ولكنَّه مع منتج الكوكاكولا ازداد نشاطُ المخ في المستوى في القشرة الوسيطة لمقدِّمة الفص الجبهي (prefrontal cortex Medial)؛ يقول ريد مونتاجيو مختص الأعصاب تفسيرًا لذلك: "إن بيبسي تفوز في اختبارات الطعم، ولكن كوكاكولا تحقِّق مبيعات أكثر؛ لأن عقل الإنسان المستهدف بالدراسة غالبًا ما يكون متأثِّرًا بصورة كوكاكولا المليئة بالحياة، ولا يُمكن توضيح ذلك والتعرُّف عليه إلا من خلال هذه العلاقة العصبيَّة.







ومما لا شكَّ فيه أن ما ينطبق على التسويق العصبي للسلع يستخدم على نطاق واسع الآن على مستوى العالَم، وبصفة خاصة ما تصدِّره الدول الباحثة عن الْهَيمنة وفَرْض الوصاية، ومُحاربة النعرات القوميَّة من أفكار واتجاهات، وهو ما يبدو واضحًا من وضْع ما يريده القائم بالتسويق أو صاحب المصلحة في الشكل أو القالَب الذي ينجذبُ إليه المستهدف طبقًا للمستوى الاجتماعي والعِلْمي، والديني والثقافي؛ مثل: الفنون المختلفة والمحطات الإذاعية والتلفازيَّة، وبدا ذلك أكثر وضوحًا على شبكة المعلومات الدوليَّة الإنترنت بصفة خاصة، وهو ما نطلق عليه ببساطة السُّمّ في العَسَل.







ثالثًا: الأخلاق والشرعيَّة في التسويق العصبي:



هل تستخدم تكنولوجيا الرنين المغناطيسي في التسويق أم العلاج؟



من الطبيعي أن نقول: إنه من الخطأ استعمال تكنولوجيا الرنين المغناطيسي في التسويق وليس للعلاج، وبصفة خاصة إن أيَّ زيادة لتأثير الإعلان على البشر - حتى ولو كانتْ طفيفة - يُمكن أن تسبِّبَ الكثير من الأمراض التي قد تقود الكثير من الناس إلى المعاناة الشديدة والانهيار الكامل.







فهي وسيله سهلة وغير أمينة لتحفيز الناس ودَفْعهم؛ لشراء منتجات تسبِّب لهم بعض الأخطار الصحيَّة، مثل: الإدمان أو الزيادة المرَضِيَّة في الوزن، أو حتى التغاضي عن معايير الجودة في الطعام؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض وبصفة خاصة بالنسبة للأطفال، فهم الصف الأول من الجمهور الأكثر تأثُّرًا بالإعلانات أو أساليب التسويق العَصَبي.







يُمكن استخدام تصوير الدماغ؛ للكشف عن الأسرار الداخلية للعقل، وكَشفتْ بعض الدراسات التي أُجريتْ على بعض العقول عن الميل إلى الخداع والتحيُّز العِرْقي لدى بعض الناس، ورغم كل التحذيرات يؤكِّد العلماء سلامة نِيَّتهم ومَقْصدهم، إلا أنه لن يمضيَ وقتٌ طويل قبل خروج هذه التكنولوجيا الجديدة من المعامل والمختبرات؛ للاستفادة منها في الجوانب التي تتعلَّق بتسويق الأفكار والمنتجات - التسويق العصبي - بل ورُبَّما يصل الأمر للاستفادة منها في المحاكِم.







وهناك بعض المؤسَّسات التي تشنُّ حَملة ضد التسويق العصبي تحديدًا، مثل: مؤسَّسة كومرشيال أليرت(Commercial *****) – وهى مؤسسة تحاربُ تحويل المجتمع الأمريكي إلى مجتمع تجاري استهلاكي، وتقود حملة ضد التسويق العصبي - وقد بعثَ مديرُها التنفيذي - جراي راسكين - بخطاب إلى المركز الأمريكي للحماية من التجارب التي تُجرى على الإنسان، يُطالب فيه بالتحقيق في آليَّات البحث بجامعة "أيموري"، وهل تخالف المعايير الفيدرالية للأبحاث على الإنسان، وذلك في أوائل ديسمبر 2003.







وتؤكِّد كوميرشيال أليرت أنه من الخطأ استعمال تكنولوجيَّات الرنين المغناطيسي في التسويق وليس للعلاج، خاصة وإن أيَّ زيادة - ولو طفيفة في فاعليَّة الإعلان على البشر - من الممكن أن تسبِّبَ أمراضًا كثيرة، بل قد تؤدِّي إلى الموت وزيادة معاناة البشريَّة؛ حيث ستكون وسيلة سهلة لدَفْع الناس لشراء منتجات غير صحيَّة قد تنتج عنها زيادة كبيرة في الوزن، أو زيادة شرب الخمور، وأنه لا يريد أن يكون الأطفال فريسة سهلة للإعلانات.







وتأييدًا للجانب الأخلاقي في التسويق العصبي، يقول رئيس الجمعية الأمريكية للأخلاقيَّات الطبيَّة والإنسانيَّة جوناثان مورينو(Jonathan Moreno): إنه نوعٌ من تشويه العلاقة الطبيعيَّة في السوق؛ حيث يجب تَرْك مستويات ومساحة كافية ومجالات للمداولة بين البائع والمشتري، وباستخدام أسلوب التسويق العصبي ليس هناك فرصة لذلك.







أما المستشار القانوني لمراكز أخلاقيَّات الحريَّة المعْرِفية بدافيس - كاليفورنيا ريتشارد جليه بوار Geleeh Boar، فيقول: إن جنرالات التسويق حاولوا إثارة العقْل الباطن بمنتجاتهم، أما التسويق العصبي، فيبدو أنه اقتربَ جدًّا من استخدام التكنولوجيا؛ لِقَهْر المستهلكين.







وإذا كان "جراي راسكين" المدير التنفيذي لمؤسسة كومرشيال أليرت، وجوناثان مورينو رئيس الجمعية الأمريكية للأخلاقيَّات الطبيَّة والإنسانية، وريتشارد جليه بوار المستشار القانوني لمراكز أخلاقيَّات الحريَّة المعرِفيَّة بدافيس بكاليفورنيا - يشنون حملة كبرى ضد التسويق العصبي، فإن جاستين ميو ( asteen Meow) - مدير الأبحاث بأحد أقسام مؤسَّسة برايت هاوس - على النقيض؛ فهو يؤكِّد أنَّ التسويق العصبي يعمل على تلبية الحاجات المرغوبة الحقيقيَّة للمستهلك، وأنه من أفضل أساليب التسويق؛حيث إنَّ الكثير من عمليَّات تحفيز السلوك تحدثُ ولا يُدْرِكها الفرد، والتسويق العصبي يهدِف إلى إعطاء المستهدفين البصيرة الكافية؛ لتحديد الكيفيَّة التي يستطيعون مِن خلالها تطوير علاقتهم بالمنتج، وليس الهدف هو مجرَّد عمليَّة خداع لعقْل الإنسان.







فمن غير المعقول أن يتمَّ تنويمُ الإنسان مغناطيسيًّا؛ بهدف دَفْعه للتفكير بالطريقة التي يريدها المروِّجون للسلع والأفكار، لتجد المستهدفين يندفعون دون وَعْي بأجهزة التحكُّم عن بعد - مثل الإنسان الآلي - للحصول على الأفكار أو السلع والْخِدْمات المفروضة عليهم، بصرف النظر عن قَنَاعتهم ورغبتهم الحقيقية.







ومن مؤيدي جاستين ميو - مدير الأبحاث بأحد أقسام مؤسسة "برايت هاوس" - أحدُ أساتذة اقتصاد الأعمال في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور كاولين كميرير (Kaolin Cmerer)، ويرى أن استخدام أسلوب التسويق العصبي مجرَّد عمليَّة لدراسة وفَهم سلوك المستهلك المستهدَف، وليس التوقُّع أو التنبُّؤ الأكيد لِما سوف يفعله ذلك المستهدف، ويعرِّف الدكتور "كاولين كميرير" التسويق العصبي بأنه: نوعٌ من الاختبار الإدراكي للمستهدفين، فبدلاً من مجرَّد سؤال المستهدف عمَّا يريد، يلجأ التسويق العصبي بشكلٍ مباشر إلى ما يدور في عقله؛ لكي يتعرَّف على رغباته؛ اختصارًا للوقت والجُهد.







وقد أجتهد شخصيًّا لتأييد جانبٍ من هذا الاتجاه، وأشبِّهه بما يفعله الطبيب الذي يريد أن يبدأَ رحلة العلاج مع مريضه؛ بأن يُشْعِره ببعض التحسُّن من المنظور الذي يستطيع أن يدْرِكَه هذا المريض، وهو التحسُّن السريع في صحته، وهذه رغبة المريض، فيقرِّر الطبيب أن يعطيَه الحقنة في الوريد، وليس العضل؛ حتى يحقِّق هدفَ المريض أو رغبته، مع أن الطبيب المعالج رُبَّما كان يفضل غير ذلك؛ لخطورته على المريض في ضوء ظروفه الصحيَّة الخاصة، أو كما يفسِّره البعض الآخر بأن الإنسان يظلُّ مثل الطفل المدلَّل في جميع مراحل عُمره، فيما يتعلق بكيفيَّة حصوله على ما يريد أو يَرْغَب من أفكار وسِلَع وخِدْمات.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-12-2019, 11:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,931
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللعب في العقول






ومن مركز العلوم العصبيَّة بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، تتَّخِذ الدكتورة "مارثا فرح" ( Martha Fareh)- مديرة المركز - موقفًا مُحايدًا وأكثر واقعيَّة، وتقول: إذا نجحَ العلماء في التعمُّق في أغوار العقل البشري، فهذا يعني أنهم سوف يكونون قادرين على تحديد الميول والرغبات - الاتجاهات - المستقبليَّة للأفراد، ومن ثَمَّ إصدار الأحكام على من سوف يُمكن الاستفادة به في المستقبل، أو مَن سوف يشكِّل خطورة على المصالح الشخصيَّة أو المجتمعيَّة أو العالميَّة؛ لإصدار حُكم الإعدام المستقبلي عليه للوقاية من أخطاره المحتملة أو المتوقَّعة، وليس من خلال أفعالهم، ولكن من خلال المؤشِّرات التي تَمَّ استقبالها من العمليَّات العقليَّة الحاليَّة، والتوقُّعات المستقبليَّة.







ولكن الدكتورة "مارثا فرح" تعود وتذكر أنَّ العلماء لَم يستطيعوا حتى الآن أن يكتشفوا أسرار العقل البشري - المخ - أو طريقة عمله بدقَّة، وما زال هذا يمثل عائقًا كبيرًا، ولم يستطيعوا وبمساعدة التكنولوجيا الحديثة إلا التعرُّف على الجزء الذي يستجيب في المخ، وليس على كيفيَّة حدوث الاستجابة لأيِّ مُثيرٍ أو حافز خارجي، وما زال الجزء الآخر غامضًا.







وتضيف الدكتورة مارثا فرح: إنه من الصعب الموافقة على أنه يُمكن اللعب في العقل - المخ - أو إجراء عمليَّات تجميل عليه مثل بقية أجزاء الجسم التي نعرف عنها الكثير، بخلاف العقول التي لا نعرف عنه الكثير؛ مما يهدِّد بتوقُّع ردود أفعال، أو ظهور نتائجَ غير متوقَّعة، وفي الغالب سوف يكون بعضها - إن لَم يكنْ أغلبها - مدمِّرًا.







وتقول الدكتورة "مارثا فرح": إن الاعتقاد بأنه يُمكن القيام بعمليَّات تجميل المخ، مثلما نقوم بعمليَّات تجميل الأنف،يبدو أنه وهمٌ؛ لأننا نعرف عن أنوفنا أكثر مما نعرفه عن عقولنا بكثير.







رابعًا: نظرية اللعبة:



لا شكَّ أن الهدف من الدراسات التي يقوم بها العلماء والباحثون هو البحث عن الأسباب التي تجعل البشَر يقومون بسلوك مُعين، وليس ذلك في حَدِّ ذاته مشكلة، ولكن الخطورة تَكْمُن في استخدام النتائج المباشرة أو الجانبية التي سوف يتوصَّلون إليها.







وقد أَوْلَى الخبراء الإداريون بصفة عامَّة، وخبراء التسويق الإستراتيجي بصفة خاصة اهتمامًا كبيرًا لكيفيَّة اتخاذ وصناعة القرارات؛ لذلك ابتكروا فرعًا جديدًا من علوم الرياضيات يُسمَّى: "نظرية اللعبة" في محاولة لِكَشْف القواعد الرياضيَّة التي تَستند إليها عمليَّة اتخاذ القرار، ولكن اتَّضَح أنَّ البشر لا يتقيَّدون بهذه القواعد الرياضيَّة.







ومن خلال دَمْج نظريَّة اللعبة - السابق الإشارة إليها - وعملية التصوير العقلي أو الدماغي، يعتقد العلماء أنهم قد توصَّلوا إلى الأسباب التي تجعل عملية اتخاذ القرار عقلانيَّة أحيانًا، وعاطفيَّة في أحيانٍ أخرى.







لقد نجَحَ العلماء من طريق تصوير الدماغ في توقُّع الخيارات المختلفة لدى القرود، عن طريق نموذج نشاط خليَّة عصبيَّة واحدة، ولكن هل يسمح بتصوير الدماغ لمعرفة خيارات الإنسان عند اتخاذ القرارات؟







وقد أدى التطور في علوم دراسة العقْل وظهور علم "التسويق العصبي" إلى أنَّ الخوف قد بدأ يتسرَّب للكثير من جمعيَّات حماية المستهلك وحقوق الإنسان؛ حيث شعروا أنَّ هناك نيات خبيثة لدى أصحاب الهيئات والمؤسَّسات الإعلاميَّة والقائمين على تسويق الأفكار والْخِدْمات والسِّلَع.







إنهم يريدون التسلُّلإلى داخل عقولهم؛ لكي يزرعوا فيه بؤرة تتلقَّى الإشارة منهم؛ لكي يستجيبوا لِمَا يريده أصحاب المصالح، بغضِّ النظر عن رغبات ومُيول الإنسان، إنهم يبحثون عما أطلقوا عليه: "زر الشراء"، إنَّ هذا الاختراع الجديد هو أحدث ما يقدِّمه علماء التسويق العصبي لإدارة أعمال الجهات - الشركات الكبرى - لتسويق المنتج الفكري أو السِّلَعي.







خامسًا: علم صناعة واتخاذ القَرار:



يعتقد الدكتور ريد مونتاج (Reed Montage) - عالِم الأعصاب من كلية "مايلور" للطب في هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية - أن عمليَّة اتخاذ القرار هي القلب النابض والمحرِّك لجميع الأمور والمجالات، ولا بدَّ أن يأخذ هذا العلم حقَّه من الاهتمام.







ولو أنَّ اتخاذ القرار مجرَّد عمليَّة للمفاضَلة بين الأفضل والأسوأ، لكان الأمر سهلاً، ولكن الإدارة لا تهتم بالأسوأ، بل تنطلق من المقارنة بين الأحسن والأفضل، أو الجيد والأجود.







ويَعني ذلك أنَّ الإدارة الحديثة في مواجهتها الصريحة للمشكلات لا تستخدم القرارات المخدرة أو المسكِّنة، بل إنها تسعى إلى تركيب أجهزة إنذار مبكرٍ؛ لتساعدَها في احتواء المشكلات قبل نُموِّها.







ولم تعد وظيفة المدير أنْ يأخذ القرارات، حتى لو كانت القرارات الناجحة فقط، ولكن وظيفته أن يُدرِك أن قرارات الأمس ليستْ بالضرورة صالحة لليوم أو للغد، كما يجب عليه ألا يحتفظَ كثيرًا بقراراته السابقة التي حقَّقتْ تميُّزًا للمنظمة؛ حتى لا يجد نفسه معتمدًا على إدمان هذه القرارات، بدلاً من ابتكار قرارات جديدة.







لقد توصَّل الدكتور "ريد مونتاج" - عالِم الأعصاب من كلية مايلور للطب في هيوستن - مع بعض الباحثين الآخرين إلى أنَّ الخيارات والبدائل التي نلجأ إليها أو نتَّخِذها، تتجاذبها سلسلة من العوامل والمعايير الإنسانية المعقَّدة، وذلك مثل: العاطفة، والسياق الاجتماعي، والشك وعدم اليقين، ودراسة الاحتمالات، وحساب العائد والمخاطرة، وفوائد الخيارات المتوافرة قبل اتِّخاذ القَرار.







إنَّ علماء الاقتصاد والتسويق في المجالات المختلفة والقادَة السياسيين يريدون أن يعرفوا ما الذي يدور داخل دماغ الإنسان؟ إنهم يريدون معرفة لماذا يريد الإنسان شيئًا مُعَيَّنًا؟ وتقترح الدراسات الأخيرة في مجال اتخاذ القرار أساليبَ جديدة؛ لمعالجة الظروف النفسيَّة الصعبة؛ حيث تكون عملية اتخاذ القرار ضعيفة وغير صحيحة في حالات الضِّيق والضغط، والكآبة والإدمان مثلاً..







وقدَّم عالِم الرياضيَّات "جون فون نيومان (Jon phone Newman) نظرية اللعبة في الخمسينيات من القرن الماضي، كأول محاولة حقيقية لفَهم عملية اتخاذ القرار بصورة رياضيَّة، وأول مَن وضعها بناءً على اعتقاده بأن الإنسان يتصرَّف بناءً على عوامل عقليَّة، ولكن دراسات أخرى أشارتْ إلى أن الإنسان لا يتصرَّف في الحياة الواقعيَّة حسب توقُّعات الأنماط الرياضيَّة التي وضَعَها عالِم الرياضيَّات "نيومان".







وفي اللعبة التي يطلق عليها (مأزق السجين) المشابهة للوضْع الذي واجهه نيومان، تُبَيِّن العمليات الرياضيَّة أن أيَّ لاعبَيْنِ عاقِلَين لن يتعاونا من أجل الحصول على المكافأة - إذا كان كلاهما يفكِّر في الحصول على مكافأة أكبر عن طريق الخداع، وانطلاقًا من لعبة المصالح - فإنهما لن يتعاونا مع بعضهما؛ لأن أيًّا منهما لنْ يحصل على شيءٍ إذا خَدَعه غريمه، وهو لَم يفعلْ ذلك.







وبناءً عليه، فإن إعادة هذه اللعبة مرات كثيرة في المختبرات النفسيَّة والاقتصادية، كشفتْ عن أنه إذا تَكرَّر اللعب بين اللاعبين نفسيهما، فإنَّ إستراتيجية اللعب التي سوف يعتمدون عليها ستدور حول سلوك معقَّد بين التعاون والخداع، وكأن الدكتور "فون نيومان" قد أخطأ في حساباته، فالإنسان لا يتصرَّف بصورة عقلانيَّة دائمًا.







ومن ذلك المنطلق - وبعد نصف قرن من الزمان - بدأنا نفهمُ أسباب ذلك، ويعود الفضل في ذلك إلى الاكتشافات التكنولوجية الحديثة في مجال التصوير الدماغي.







ومنذ فترة قريبة استخدمتْ مجموعة من الباحثين - بقيادة الدكتور جريجوري بيرنز (Gregory Bernz) من جامعة "إيموري" بالولايات المتحدة الأمريكية - آلةَ تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي؛ لِمَسْح أدمغة 36 امرأة يلعبْنَ جولات متتابعة من لعبة مأزق السجين ضد الخصوم ذاتهنَّ، ووجدوا أنه عندما يكون هناك تعاونٌ بين طَرَفَي اللعبة، يتمُّ تنشيط شبكة من المناطق الدماغية الداخلية بما فيها القِشْرة الأماميَّة والجانبيَّة، وهما منطقتان مُرتبطان بعمليَّة المكافأة والتعلُّم عن طريق التعزيز.







وإضافة إلى ذلك، عندما أجريتْ مقابلات مع النسوة المشاركات في التجربة فيما بعد، قلنَ: إنه رغم أن الخداع يُمكن أن يكون أكثر ربحًا، غير أنهنَّ وجدْنَه أقلَّ قَبولاً؛ إمَّا لأنهن كُنَّ يحصلْنَ على فائدة على حساب حقوقهنَّ، أو لأنهن أدركْنَ بأنهنَّ يُدَمِّرْنَ اللعبة؛ مما يشجع خصومَهُنَّ على الخداع.







ومن الطبيعي في حياتنا أنه عند تقييم نتائج سلوك مُعَين، فإننا لا نهتمُّ بالمكاسب المادية فحسب، وإنما نهتمُّ أيضًا بالمكاسب الاجتماعية والعاطفية، ويقول الدكتور بيرنز: "نعم، إن التعاون يحمل في طيَّاته بعض المجازفة؛ لأنه من الممكن ألا يحصلَ المرءُ من خلاله على شيء، ولكن الخداع يحمل في طيَّاته خطرًا اجتماعيًّا؛ إذ يصنَّف المرء بأنه يوجِّه طعناته في الظهر، وكلٌّ منَّا يضع في حُسبانه قِيَمًا مختلفة حتى يَصِل إلى قَراره النهائي؛ أي: إنه لا يُمكن تحجيم عمليَّة اتخاذ القَرار إلى حدِّ جعْلِها معادَلة رياضيَّة".







سادسًا: نموذج توقُّع التقييم:



ويمثِّل تقدُّم عمليَّات المسح بالرنين المغناطيسي التي قام بها "بيرنز" نقطة بداية جيِّدة، فقد كشفتْ عن أنه كلما ازداد التنشيط في النقاط - الدارات - العصبيَّة للمنطقة الأمامية من الدماغ، ازداد احتمال أن يكونَ موقف المرأة متعاونًا، وكانتْ هذه النقاط - الدارات - عبارة عن المحور الأساسي لعمليَّة اتخاذ القَرار؛ نظرًا لارتباطاتها بمناطق العمليَّات العاطفية في المركز الموجود داخل الدماغ، كما أنَّ الأعصاب التي تنتج إشارة الدوبامين تلعب دورًا في تقييم المكافأة، ويعتقد "مونتاج" و"بيرنز" أن النقاط - الدارات - العصبيَّة الموجودة في قسم الجبهة من الدماغ قد تكون موجودة في المكان الذي يدمج فيه الدماغ المعلومات المتعلقة بالفوائد المتوقَّعة من خيار معيَّن.







وفي عام 2002 بدأ "مونتاج" و"بيرنز" العمل معًا؛ لمعرفة استجابات النقاط العصبية - الدارات - الموجودة في القسم الجبهي من الدماغ لمواقف متنوعة، وقام العالِمان بجمْع كلِّ المعلومات المتعلقة بعمليَّة اتخاذ القرار؛ من تصوير الدماغ، والدراسات السلوكيَّة، وبدأ البحث عن نماذج هذه الاستجابات.







ووضَع العالِمان نموذجًا يُمكن أن يتوقَّع كيف تستجيب النقاط العصبية - الدارات - للقسم الجبهي من الدماغ للخيارات المختلفة، وعندما قاما بتطبيق "نموذج توقع التقييم" على مواقف كانت القرود فيها تواجه بخيار التحرُّك الذي يجعلها تَكسب مكافآت عبارة عن أطعمة متنوعة، اكتشف العالِمان أنَّ النموذج توقَّع بدقَّة النشاط في المراكز العصبيَّة - الدارات - الموجودة في القسم الأمامي من الدماغ، قبل أن تتَّخِذ القرود القرار أو تحدِّد الخيار.







ويقول "بيرنز": إن التحدِّي الذي يواجهونه الآن هو اكتشاف العلاقة بين الاستجابة العصبية وسلوك القرد، الأمر الذي يجعل الخيارات مُمكنة التوقُّع.







سابعًا: الترميز:



قدَّم الدكتور بول جليمشر ( Ball Gelemsher) - من مركز علوم الأعصاب في جامعة نيويورك - فكرة غير واضحة كانتْ نتيجة بحثٍ عِلمي؛ حيث قام به لتطوير نموذج توقُّع التقييم؛ ليرى ما سيحدث على مستوى الأعصاب الفردية التي تعمل على ترميز أحكام التقييم التي قامتْ بها القرود عندما كانتْ تقارِن بين الخيارات المتاحة لها.







واكتشف الدكتور "جليمشر" أنَّ الخيارات التي قامتْ بها القرود لا يُمكن توقُّعها دائمًا عن طريق معادلات تصِف السلوك العقلاني حسب ما تقتضيه نظرية اللعب، فقد ابتعدتْ خياراتها عن العقلانيَّة تمامًا، كما يحدث عند اتخاذ القرارات البشريَّة، ولكن يُمكن توقُّعها عن طريق التغيرات التي تطرأ على معدَّلات تأثُّر الأعصاب المفردة.







ومقارنة مع القرود، فإنَّ البشر رُبَّما يحسبون منظومة أكبر وأوسع من المكافآت والتكاليف عند اتخاذ معظم القرارات.







ولكن "بيرنز" لا يزال يعتقد بأنَّ "نموذج توقُّع التقييم" يُمكن أن يسلِّطَ الضوء على الشيء الذي يحفز البشر لاتخاذ القرارات، وهو يقول: "أليس أمرًا رائعًا أن نفهمَ لماذا يمتنع الناس من الحصول على المكاسب بعيدة الأمد؟".







لكن "مونتاج" يقول: إنه لمعالجة هذه الأنواع من الأسئلة، نحتاج أولاً إلى الاعتراف بأن الكثير من الأسباب التي تجعل البشر يتخذون قرارات غير عقلانيَّة مَرَدُّها اجتماعي، وقال: "لا أعتقد أن عامِل فون نيومان العقلاني قد انتهى، ولكنني أعتقد أنه من الواضح تمامًا أنه لا يعيش في رأس إنسان".







ويعتقد "مونتاج" أنَّ ذلك العامل يعيش في التفاعلات بين البشر، الأمر الذي يفسِّر أسباب تَشَكُّل القرارات طبقًا للسياق الاجتماعي.







وإذا تَمَّ وضْعُ السياق الاجتماعي في الْحُسبان، يأمُل "بيرنز" و"مونتاج" أن يتمكَّنا من تشكيل "نموذج تقييم التوقُّع" يكون أكثرَ شَبهًا بالسلوك البشري.







ثامنًا: هل هناك ضرورة اقتصادية للبرمجة الحديثة للعقل البشري؟



ظلَّ السلوك الاقتصادي سلوكًا إنسانيًّا خاضعًا للقِيَم الأخلاقيَّة الإنسانيَّة، ولكن في ظل التطور الدائم للنظام الرأسمالي العالمي خلال القرن العشرين، أصبح السلوك الاقتصادي منفصلاً إلى حدٍّ ما عن القِيَم الإنسانية والنظام الأخلاقي، واعتبرت الآلة الاقتصادية كيانًا مستقلاًّ بذاته عن حاجات ورغبات البشر، وأصبحتْ هناك حتميَّات اقتصادية يأسَف الكثيرون لحدوثها، ولكن كان لا بد من قَبولها؛ لأنها أصبحتْ أحد قوانين الطبيعة.







وأصبح نظام التفكير الذي يتَّبعه العقل البشري ليس لصالحه أو لصالح الفرد، ولكنَّه تحوَّل إلى العمل من أجل مصلحة النظام أو المنظَّمة، ولَم يَعُدْ ذلك الشعار القديم صالِحًا في عالَم اليوم؛ حيث ما يصلح للنظام سوف يعود بالخير على الناس.







إن الإنسان جزء من الطبيعة؛ ولكنه يتفوق عليها بالعقل، ولكن لَم يَعُدْ عقل الإنسان يعمل كما كان يعمل سابقًا في السعي من أجْل الانسجام معها؛ بل تحوَّل إلى العمل على التفوق على الطبيعة، والعُلو عليها، ومحاولة إخضاعها وقَهْرها وتسخيرها لِخِدْمة مصالحه؛ حتى ولو أدَّى ذلك في بعض الأحيان إلى تدمير الطبيعة.







وليس أدلّ على ذلك من أنَّ هذه الرُّوح العَدائيَّة التي لدى الإنسان تجاه الطبيعة جعلتْه لا يُدْرك أنَّ الموارد المحدَّدة بنظام تفكيره العقلي الاقتصادي سوف تَنْفد، وسوف يكون ردُّ فعل الطبيعة تجاه الإنسان في هذه الحالة صَعْبًا.







واعتمد الفكر الاقتصادي على نُظم التفكير العقليَّة، التي تهتمُّ بتنظيم الآلة والتكنولوجيا، والتي تحقِّق أطماعَه المادية، ولكنَّه في نفس الوقت أصبح لا يحترم الطبيعة.







ويَفرِض علينا نظام التفكير العقلي الحالي أن نعيدَ النظر في نُظم التفكير الاقتصاديَّة الحاليَّة التي تسعى لأن تسودَ عقول البشر، علينا أن نسعى جاهدين إلى تقديم برنامج عَقْلي جديد للتفكير، يعيد للطبيعة احترامَها لدى هذا النظام المقترح.







وحتى هذا النظام العقلي الاقتصادي، عليه أن يتَّجِه إلى تطوير البرامج، بحيث تشمل التفكير العقلي المستقبلي أو التفكير الإستراتيجي، حيث يدرس الوضْع الاقتصادي الحالي والنُّظم العقلانيَّة البشريَّة التي تتعامل معها، ومَدَى صلاحية هذه النُّظم لكلِّ الاحتمالات المستقبليَّة، وكما يعتقد البعض أنه عندما يقتنع العقل البشري الاقتصادي الحالي بأن نُظم تفكيره الحالية تدفعنا نحو كارثة اقتصاديَّة، ستكون الحاجة مُلِحَّة لتعديل نُظم التفكير.







ومن الخطأ في صناعة البرنامج العقلي للإنسان المستقبلي أو الإستراتيجي من حيث أهميَّته - التركيزُ على كون ذلك مَطلبًا أخلاقيًّا أو اجتماعيًّا، أو حتى سيكولوجيًّا فقط؛ ولكن يجب أن تكونَ نقطة الانطلاق الأولى هو أنَّ هذا البرنامج الجديد أصبحَ الأساس والمدْخل لبقَاء الجنس البشري.







ولكي ينجح الإنسان في صياغة البرنامج العقلي الجديد الذي يراعي المصالح الاقتصادية والبشرية أو الإنسانيَّة في نفس الوقت؛ عليه أن يعودَ لتقوية غريزة حبِّ البقاء - التي يبدو أنها قد أصبحتْ غير كافية - كقوة دافعة لصياغة البرنامج الجديد المقترح، ويجب ألا تكون إعادة القوَّة لهذه الغريزة بالمؤتمرات أو الندوات والشعارات؛ لأنها تكتفي بدراسة الظاهرة، ولا تقدِّم قوَّة دافعة لصياغة البرنامج العقلي الجديد.







لقد ارتبطتْ مفاهيم القيادة للمجتمعات الرأسماليَّة والاقتصادية في نظام التفكير الحالي بالنجاح السياسي والاقتصادي، ورُبَّما الأمجاد الشخصيَّة بشكلٍ أساس، أمَّا المسؤوليَّات الاجتماعيَّة والبيئيَّة، فلا تحتل المساحة المناسبة في برامجهم العقليَّة التي يستخدمونها في بناء مُجتمعاتهم.







وعندما لا يسعى الإنسان لتغيير نظام تفكيره العقلي الحالي، سيظل أصحاب المصلحة من القادة أو أصحاب المصالح الاقتصاديَّة يتخذون القرارات التي تحقِّق مصلحتهم الفرديَّة دون مقاومة من المتضرِّرين، الذين ينشغلون أيضًا بمصالحهم الذاتية المحدودة التي تضمنُ لهم الاستمرار وعدم التدهور، وليس النمو، فليس لديهم الوقت للبحث عن تَرَفِ النمو والتطوير.







ومن الأمور الصعبة التي أفرزتْها نُظمُ التفكير الاقتصادية الحالية ضَعفُ عمل غريزة حبِّ البقاء في البشر، إنهم يرفضون التضحية في الوقت الحالي، حتى ولو كان الثمن الكارثة في المستقبل، ويُشبه ذلك أولئك الذين يرفضون الفحوص الطبيَّة التي قد تُظهر بعض الأمراض التي يصعب علاجها.







لقد توارتِ الأبعاد الاجتماعيَّة والبيئيَّة لحدٍّ كبيرٍ عن نُظم التفكير الحالية؛ حيث تَمَّ تكريس جهود العقل البشري نحو الآلة والتكنولوجيَّات التي تُدير تُرْسَ العمليَّة الاقتصادية بنجاح، وهو ما سوف يؤدِّي إلى تعاسة الفرد، وحدوث الكوارث الاجتماعيَّة والاقتصادية.







تاسعًا: مشكلات تصميم برنامج التفكير العقلي الحديث:



تمثِّل عملية إدارة التغيير في حياة البشر أحد مشكلات تغيير البرامج العقليَّة الحالية، وتصميم برامج حديثة.







فكما يبدو أنَّ الإنسان في مناطق مختلفة من العالَم يُعاني العجز الدائم والمستمر والمتنامي من التكيُّف مع عمليَّة التغيير، لقد تسارَع التغيير وتزايدتْ مطالب إحداث التوازُن الدائم بين الجديد والمألوف، وفى بعض الأحيان أصبحَ المألوف من تجارِبنا الشخصيَّة غير صالح للتعامُل مع المواقف الناتجة من التدفُّق الأسرع للمعلومات، وتتباين قُدرة المجتمعات المختلفة على تهيئة الظروف؛ لإدخال النُّظم العقلية الأحدث للتفكير من خلال المؤسسات التعليمية والاجتماعية، والثقافية والسياسية في المجتمع؛ فالنُّظم التي تعمل بها هذه المؤسسات تأخذ بعض الوقتِ حتى تحوِّل الجديد إلى مألوف، ولكن مع تدفُّق الجديد بسرعة كبيرة يَظهر عجزُ هذه المؤسسات عن متابعة وملاحظة عمليَّة التحول.







ومما يزيد الأمر صعوبة في هذه المجتمعات أنَّ المسؤولين عن إحداث التغيير في هذه المؤسَّسات - نظرًا لعدم وجود أو ضَعف البرامج التدريبيَّة الخاصة بتطوير أو تحديث نُظم التفكير العقلي لديهم - فإنهم يتحوَّلون إلى عَقَبات في طريق قيام هذه المؤسسات بدورها في تغيير نُظم عملِها ومناهجها للمساعدة في تغيير نُظم التفكير العقلية لأفراد المجتمع.







ومما يَزيد الأمورَ صعوبة - كما سبق أنْ ذكرنا - أنَّ المؤسَّسات المختلفة ذات التأثير في عقول الناس لا تستطيع وقف تغيُّر الأشياء والأحداث حولها، وهذا التغيُّر يمارِس تأثيرَه على الأفراد، وعندما يفشل الناس في إحداث تغيير موازٍ في عقولهم يُمكِّنهم من الاستفادة من التجارب مع هذا التغيير، فإنهم يتحرَّكون حركة عشوائيَّة وغير منظَّمة لا تنسجم في تعامُلها مع المتغيِّرات.







وكما يبدو جَليًّا للجميع هذا التسارُع في نمو منحنى التحديث في كلِّ أنشطة الحياة؛ فإن هذا ينبئ بأن معدَّل التغيُّر سوف يصِل إلى سرعات لَم يتعوَّدْها الكثيرُ من الناس من قبل، وهذا سيمثل ضغطًا إضافيًّا ومتناميًا أيضًا على قُدرات المؤسَّسات المجتمعيَّة والإنسان نفسه أكثر من أيِّ وقتٍ مضَى.







وتهدِّد الإنسانَ تلك الصدماتُ المتسارِعة التي سوف تدفعُه - في حالة عدم السيطرة عليها - إلى إحداثِ تغييرات عشوائيَّة في قِيَمه، وتُحْدِث اضطرابات في سلوكه، ويجب إدراكُ أنَّ هناك حدودًا قابلة للاكتشاف لكميَّة التغيير التي يستطيع أنْ يَمتصَّها العقل البشري، وإذا كنَّا ترَكْنا التغيير يسير إلى ما لا نهاية ودون حدود، فإن هذا يَعني أنَّ الأعداد الأكبر من البشر سوف تصِل بهم إلى حالة من عدم التوازُن؛ نتيجة للصدمات العنيفة التي ستؤثِّر على حياتهم بصفة عامَّة، وعقولهم بصفة خاصَّة.







عاشرًا: ماذا نستنتج؟



ومن الخطأ المزجُ بين اعتراضات البعض التي تُثير الكثير من المخاوف، وبين الجهود المبذولة من أجل تغيير وظائف المخ في الإنسان الطبيعي، أو إعادة برمجته؛ لتعظيم دوره، وتحسين أدائه، واستثمار إمكانيَّاته بشكْلٍ أفضلَ.







فهي عمليَّة مطلوبة ومشروعة تقوم بها المعاهد والمراكز التعليميَّة والتدريبيَّة، كما تقوم بها أجهزة الثقافة والإعلام، أو ما يقوم به بشكلٍ مِهَني الأطباء النفسيُّون، كلُّ ذلك كنوع من الوقاية أو التحديث لِخدمة الأهداف المحليَّة، أو القوميَّة، أو العالَميَّة.







ومن غير المعقول أنْ يوافِقَ البعض أن تُتْرَكَ الحريَّة الكاملة للعلماء؛ لكي يلعبوا في العقول دون أن يقدِّموا مُسبقًا أسبابَ الفروض العلميَّة التي تُظهر وتؤكِّد بوضوحٍ ما الذي يبحثون عنه؟







فلا بد أن تكونَ هناك قوى مؤثِّرة تمنع دخول العلماء - مَهْمَا كانتْ هُويَّتهم - إلى عقولنا والغوص فيها دون أن نعلمَ ونوافقَ على ذلك، ولا بد أنْ يكونَ التصريح للدخول إلى العقل مثل الحصول على موافقة الفرد على التبرُّع بجزءٍ من جِسْمه بعد مَماته إلى الآخرين.







كما يجب تحريم هذا الاتجاه لمعرفة ردود أفعالنا المستقبليَّة، حتى لو كان فيه شيء من الخيال، وحتى لو كان السبب المحدَّد مَبدئيًّا هو معرفة ردود أفعالنا تجاه أشياءَ معيَّنة؛ لأنها سوف تعكس أيضًا جوانب أخرى من شخصيَّتنا المستهدَفة بالبحث، وهو ما يشكِّل خطورةً شديدة على البشر.








إن الأسئلة التي طرحْناها في البداية ما زالتْ تبحث عن إجابات تَدْعَم البحث العلمي؛ لاستثمار الإمكانات الكبيرة واللامحدودة للعقل البشري - المخ - وفي نفس الوقت لا تقود هذا العقلَ الجبار الذي مَيَّز به الخالق - سبحانه وتعالى - بني آدمَ عن سائر المخلوقات إلى أنْ يُدَمِّر نفسَه.







إنَّ الخطر يبدو كامنًا في التطور المذهل الذي يحدثُ في هذا المجال، ويبدو أنه قد بدأ يتركُ هذا الكُمون، ويتحرَّك من خلال الهجمة التي يقودُها الْجَشع إلى المال، والذي يدفع المؤسَّسات التجاريَّة الكبرى للعمل على السيطرة على عقولنا وتوجيهها من خلال ما تمدُّنا به من برامجَ تجبرنا - بأساليبَ لا ندركُها، ولا نملِكُالقُدرة على رَفْضِها - على التفكير من خلالها، إنها تحوِّلنا إلى مدمنين لاستخدام أساليبَ وطرق تفكير، ما كنَّا نوافِق عليها أو نرضى بها ونحن في صحوتنا دون هذا الإدمان.







إن ذلك يَعني أنَّ هناك مَن يسوقنا لشراء أفكاره ومنتجاته وخِدْماته على غير إرادتنا!







هل أتى ذلك الزمان والوقت الذي تُباع فيه عقولُنا لِمَن يملِك المال الأكثر، ويستطيع دفْعَ الثمن؟








هل أتى ذلك الزمان والوقت الذي نحاسَب فيه على ميولِنا واتجاهاتنا، دون أن نمارِسَها على أرض الواقع؟







هل أتى ذلك الزمان والوقت الذي يحدِّد لنا الآخرُ الجريمةَ التي سوف نرتكبها في المستقبل، من خلال معاييره الثقافية والاجتماعية، والدينية والاقتصادية، ويُصْدِر الأحكام علينا بالعزل أو بالإعدام، أو على أحسن تقدير بإجراء العمليَّات المُخِّيَّة الضروريَّة لعلاج الحالة، طبقًا لتشخيص الأقوى؟







إنَّ الأسئلة تُثير أسئلة أخرى، وكذا تتحوَّل الإجابات إلى أسئلة عديدة أخرى، ما دام الموضوع يتعلَّق بالعقْل البشري.







إنَّ إنسان اليوم والمستقبل يحتاج بالفعل إلى الوصول إلى مستويات عالية من الطاقة والتركيز والفاعلية، من خلال الاستخدام الأمثل للعقل، ولَم يَعُدْ من المقبول أنْ نترُكَ العقول السلبيَّة كما هي، دون أن نفعلَ شيئًا مناسبًا وعمليًّا يحوِّلها إلى قوى إيجابيَّة دافعة نحو التغيير للأفضل، وتمثِّل علوم البرمجة اللغويَّة العصبيَّة(Neruro Linguistic Programming (NLP الاتجاه الحديث في التعامل مع الإنسان؛ حيث تركِّز على ما يحدثُ في العقل البشري وعلى كيفيَّة استخدام اللغة اللفظيَّة وغير اللفظيَّة - الحركية والبصريَّة - لتوصيل الأفكار، ولكن البعض استخدَمها بطريقة تجارية خاطئة أقرب للسحر والدَّجَل، مع أنه يمكن استخدامها في تطوير علاقات الاتصال والتواصُل بين الإنسان.








إننا في حاجة إلى جولة أخرى تحدِّد كيف يُمكن أن نتعامَلَ مع هؤلاء الذين يريدون اللعب في عقولنا والسيطرة عليها، والذين يريدون تحويلنا إلى عبيدٍ لهؤلاء الذين لا يكتفون بالسيطرة ليس على المال والمعرفة فقط، ولكن أيضًا على المصدر الرئيس للمعرفة، وهو العقل البشري.







وسوف نوضِّح ذلك في مقالات أو مجالات أخرى.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 100.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 98.07 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]