الأقوال الخمسة في ثلاثية الإبداع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1191 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16906 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي الأقوال الخمسة في ثلاثية الإبداع

الأقوال الخمسة في ثلاثية الإبداع
محمد صادق عبدالعال



تعودتُ أنني كلَّما أردتُ رفع مقال أو قصَّة بشبكة الألوكة الطيبة أن أعرضه أولًا على نوادي الأدَب التي أرتادها، حِرصًا على المناقشة والمشارَكة، وتذكيري بما نسيتُ، وتوعيتي بما لم يَصِل إليه عِلمي المحدود، مع الاستمساك بالغالي النَّفيس؛ ألا وهو الالتزام بالعربيَّة في الكتابة والسَّرد، حتى لا أطيل فقد نالَت سلسلة التحليق بسماء المصدر الرباعي "إبداع" منِّي ما نالَت، وما أوفيتُ للمصدر حقَّه؛ فهو أكبر من أن يتطرَّق إليه مثلي، ولكنَّه اجتهاد وتوفيق من ربِّ العباد.

القول الأول:
وأول الاعتراضات أو الأسئلة التي قيلَت لي في جلسات المناقشة: اعتراض من قائلٍ على جزئيَّة أنَّ الحالة النفسيَّة السيِّئة للكاتب تكون سببًا في العزوف عن الكتابة، وإمساك القلم، وأنَّه يَجب أن يكون على مزاج صافٍ وعالٍ لكي يُبدِع أو يطاول سموات الإبداع.

لقد تطرَّقتُ لتلك الجزئية وقلتُ:
إنَّ الكتَّاب في ذلكم فِرَقٌ؛ منهم مَن لا يَكتب إلَّا إذا خلَت من الهموم والمشكلات رأسُه، ساعتها يقول: أنا مستعدٌّ لورود نَهر الإبداع والغوص فيه، ومنهم مَن لا يَكتب إلَّا إذا كانت حالته النفسيَّة في همٍّ وضِيق، ساعتها سيفرِّغ طاقاته المشحونة بالهموم في الكتابة، ويقال: عن تجربة ذاتية يَكتب.

والأمثلة في ذلك كثيرة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر الشاعر الفقيد "أمل دنقل"، الذي كتب أَغلى وأَثمن قصائده فَترةَ مرضِه الأخير.

وكذلك مثال من المقال الثالث من التحليق بسماء المصدر الرباعي "إبداع": الشاعر الفذُّ، الذي كنتُ قد أدرجتُ له عددًا من أبياته الرائعات في المقال: مؤيد الدين الطغرائي، في رائعته المعروفة بلاميَّة العجَم، كتب القصيدة تلك وهو في حالةٍ نفسية مُحبطة، يلاحِظ ذلك المتابع لحالة الشَّاعِر ما بين اليأس والرَّجاء، ولعلَّ مِن أروع ما كَتب زاهدًا قوله:
اطرَحِ الدنيا فمِن عاداتِها
تخفض العالي وتُعلي مَن سَفَلْ

عيشةُ الرَّاغِب في تَحصيلها
عيشةُ الجاهِلِ فيها أو أقَل

كم شجاعٍ لَم ينَل منها المُنى
وجبانٍ نال غاياتِ الأمَل

(الطغرائي)

وفي مَطلع قصيدة لشاعرنا الجليل محمود سامي البارودي رحمه الله يقول فيها:
وهَل يَعُودُ سَوَادُ اللِّمةِ البَالِي؟
ردوا عليَّ الصِّبا من عصريَ الخالي
وَهَل يَعُودُ سَوَادُ اللِّمَّةِ البَالِي؟

ماضٍ منَ العيش ما لاحت مخايلهُ
في صفحةِ الفكر إلَّا هاجَ بلبالي

سلتْ قلوبٌ فقرَّت في مضاجعها
بَعدَ الحَنِين وَقَلبِي لَيسَ بالسَّالِي

لم يدرِ من باتَ مسرورًا بلذَّتهِ
أنِّي بنارِ الأسى من هجرهِ صالي

يا غاضبينَ علينا هل إلى عِدَةٍ
بالوصلِ يومٌ أناغي فيهِ إقبالي

غِبتُم فَأَظلَمَ يَومِي بَعدَ فُرقَتِكم
وَساءَ صنعُ الليالي بعدَ إجمالِ[1]


وكذلك أمير الشعراء حين أنشد "اختلاف النهار والليل ينسي" في مَطلع رائعته في المنفى: "غربة وحنين"؛ إذ يقول فيها بصِدق وحرارة فؤاد شوقًا للوطن:
اختلافُ النَّهارِ واللَّيلِ يُنسِي
اذكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنسِي

وَصِفَا لِي مُلاوَةً مِن شَبابٍ
صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ ومَسِّ

عَصَفَت كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّت
سِنَة حُلوَة ولَذَّة خلسِ[2]


وكثير ممَّن كانَت تَجاربهم الذاتيَّة القاسية محكًّا لإشعال لهَب الإبداع لديهم، فلا مناص ولا مهرب من أنَّ الحالة النفسيَّة وإن ساءت لدى الشَّاعِر أو القاصِّ أو أي متطرِّق لجنسٍ أدبيٍّ تؤثِّر إمَّا بالسَّلب أو الإيجاب.

ومثال صدرتُ به كلامي - سواء على الورق أو حلقات المناقشة - عن الشاعر المرحوم "أمل دنقل" حين قال أروع قصائده - وإن كان مِن شعر التَّفعيلة - لكن الشيء بالشيء يُذكر في معنونةٍ له "أوراق الغرفة 8" حين أنشد:
عميقٌ حَد الوجع
من فرط العُمق تكاد تشعُر بوخز الوجعِ في أوصالك.
وصفُ الموت واقترابُه وانتظارُه.. ووصف المرَض وملازمة الفراش قسرًا لا يُمكن أن يأتي بالتخيُّل.
أحاسيس كهذه تَحتاجُ إلى "التجربة"؛ حتى تصِل إلى هذه الدرجة من تجسيد (الوجع) باحتراف.
"ضد من؟
ومتى القلبُ في الخفقانِ اطمأن؟"
"والطيور التي لا تطير
طوتَ الرِّيش واستسلمَت
هل تُرى علِمَت
أنَّ عُمْر الجناح قصير.. قصير؟
الجناحُ حياة
والجناح ردًى
والجناح نجاةٌ
والجناحُ.. سدًى"[3].

أما القول الثاني:
الذي هو مدعاة للعجب أكثر منه للردِّ والإقناع، فقولُ أحد الأدباء حين تطرَّقتُ لاقتباس نماذج إبداعيَّة - سواء في التصوير والتشبيه، أو الإيجاز والإنجاز، على فَرض أني اعتبرتُ هذين العنصرين من معايير الإبداع - رفض معللًا:
القرآن هو القرآن؛ لا يجوز أن نَقتبس منه؛ فهو مقدَّس في ذاته!
بالطبع القول بالتقديس مسلَّم به لا محالة، لكن الخطر يأتي من تلك النَّظرة لكتاب الله أو النصِّ القرآني بمَنع التعرُّض له في إبداع نُصوصه وإيجازه وتصويره، فكيف هذا ولديَّ السَّنَد القوي والحجَّة الدَّامغة القاطعة على التريُّض في بستانه والأخذ منه؟ ولعلَّ قول ربنا في محكم التنزيل: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17] مَدعاة ودَعوة عامَّة لكلِّ الأمَّة بالالتفاف حولَ مائدته والنَّيل من خيراتها، والتفكُّرِ في مفرداته وكلماته التي هي مِن كلام ربِّ القوى والقدر، فتيسيرُ القرآن للذِّكر لا يَقتصر وفقط على سهولة حفظه للكبير والصَّغير، العربي والأعجمي؛ بل ميسَّر لمن أراد أن يَقتبس منه الإبداعَ والروعة، فليس القرآن أستاذي بكتابٍ يدرج ضمن مقتنياتك للفلاسفة والمستشرقين والمستغربين؛ لأنَّه ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1].

وما تكاد سورة من سورِه الأربع عشرة بعد المائة تَخلو من دَعوةٍ وحضٍّ على التفكُّر في ألفاظه وعباراته، وكيف أنَّ حرفًا واحدًا قد يغيِّر المعنى إن لم يُنطق بالشَّكل المنزَّل به، وسبحان الله العظيم.

ومن قصَّة لي بعنوان: "المحبوب على حرف" نُشرت بشبكة الألوكة الطيبة بيتَان اعتزُّ بهما، هما مِن نَظمي، وممَّا علَّمني ربي، أقول فيهما ردًّا مختصرًا على تلك الجزئيَّة:
"من أيِّ بحور الحِكمة صِرنا نغترف؟
ومداد بحار الدنيا ما تصف
قدرًا للبحر الممتدِّ بأرفدة وجداولَ تأتلف"[4].

وأما القول الثالث:
جزئية النِّسبي والمطلَق في الإبداع، فلقد عارَضني أستاذي على تِلك الجزئيَّة حين قلت بأنَّ الإبداع نِسبيٌّ - ولا زلتُ - مؤكِّدًا على قَدر فهمي وعِلمي أنَّ الإبداع البشري نسبي لا طلاقةَ فيه إلَّا بإذن الله تعالى، وقد علَّل أنَّ أوروبا وكتَّابها وفنانيها لهم في الإبداع سَبق واستباق.

قلتُ: لو كان الإبداع سوف يتعرَّض لمسألة الأخلاق، فليقِف عند هذا الحدِّ؛ إذ لا إبداع مِن تجاوز لِمناطق الخطَر التي سبق أن أشرتُ إليها من ثوابت وعقيدة، فمطلقٌ هو الإبداع، حتى إذا كاد يتخطَّى حدوده ويتعدَّى على حريَّات الآخرين ومبادئهم، فليقف؛ فهنا حدوده.

وخروجًا لبعض ما يسمَّى بالإبداع غير الأدبي المكتوب، حين ينحت النحَّات جسدَ امرأةٍ عارية، أو جسَد رجل بلا ثياب تَستره، مُظهِرًا العورة والجسد، ويقول: هذا إبداع! فعفوًا؛ ذلك إن سمِّي إبداعًا، فهو مخالِف لشرائعنا ومبادئ ديننا الحنيف.

كذلك أيضًا حينما أصف في كتاباتي موقفًا مخزيًا بكلِّ تفاصيله غير مراعٍ لجانب الحياء العام؛ لا يعدُّ ذلكم إبداعًا أبدًا، والله المستعان.

وحتى لا يَحدث خَلط - وسَبق أن أشرتُ لذلك في المقال الأول - أنَّ أي إنسان، وبخاصَّة فصيل الكُتَّاب على اختلافِ ألوانهم مِن شعر وقص، ومقال أو مسرح، يبدِعون، ويقال عنهم: مبدعون لزمانهم، فإن تطاول العهدُ بهم خَرج عليهم مَن يَنتقدهم ويُخرج العيبَ والخطأ من بين ثنايا صفحاتهم التي طال عليها الأمَد حتى اعتبرناها مقدَّسة، وهذا ما يتنزه عنه النصُّ القرآني؛ إذ لا يستطيع بشَر أن يُخرج من كِتاب الله كلمةً لم تكن بموضعها، وإنَّه لكتابٌ عزيز في كلِّ شيء نصًّا وموضوعًا.

والقول الرابع:
سبق أن قرَعني به قَلمي في سلسلة "وتمرد القلم" حين قال لي معلِّمي:
إنَّك حينما تتطرَّق لجزئيَّة الإبداع تلك - العظيمة الموضوع الشائكة - لا بدَّ وأن تَأتي بأمثلة للمحدَثِين لا القدامى؛ أمثال مؤيد الدين الطغرائي وابن النبيه المصري، وغيرهم ممَّن أدرَجْت أشعارًا لهم بجزئيَّة الإيجاز والإنجاز في المقال الثالث.

هداني الله تعالى، وهو نِعم المولى ونِعم النَّصير، لِمقالةٍ من كتاب "دُرر الحكم"؛ لأبي منصور الثعالبي، الذي أدرجتُ كثيرًا منه في جزئيَّة النثر في المقال السابق، تقول:
"قيل للحسن بن سهل:
ما بال كلام الأوائل حجَّة؟
قال: لأنَّه مرَّ على الأسماع قبلنا، فلو كان زللًا لما تأدَّى إلينا، وما تناقل الرواةُ إلَّا صحيحًا أو مستحسنًا"[5].

ربَّما هو يَقصد الأحاديثَ النبويَّة، لكن لو أخذنا الكلمات على العموم لانطبقَت على مستحسن كلام الأوائل، وكيف أنه عاش حتى مرَّ على أسماعنا وأبصرَته عيونٌ مكتوبًا بشتى أشكال التقنية.

وبوجهة نظَر ذاتيَّة بَحتة أقول: أنا أحبُّ أن أَذكر أمثلةَ القدامى، وللمحدَثين مَن يَذكر لهم، فخلُّوا الكتَّاب على طرائق؛ واحد للقديم متابع وملاحِق، وآخر للجديد مواكِبٌ ومسايِر، فلو أنَّنا طوينا كلَّ قديم، ما استطعنا تَهذيبًا للجديد، ومن لم تكن له أصول في الأرض ثوابت، ذهبَت أوراقه أدراجَ الرِّياح.

والقول الخامس:
وهو ما لم أفكِّر لحظة واحدة في كيفية ردِّه، لكن توفيق الله الذي يُحالفني قد أَلهمني الردَّ السَّريع حين قال لي أستاذي:
وبعد كل هذا ماذا تريد؟! هل أتيتَ بجديد؟
لم أجد ردًّا أبلغ ولا أقوى مِن قول الله عزَّ وجل على لسان نبيِّه شعيب لقومه: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

ما أجمل أن نفتِّش في أوراق الإبداع ومسألة الماضي، وإلزام الكاتب الجيِّد ألَّا يتبرَّأ من القديم، لأن فيه الحكمة والموعظة، وما كتب من ثلاث في هذا المجال استعراضًا ولا تضييعًا للوَقت، أو تفريغًا لشحنة كلام؛ لكن محبَّة الأدَب والغوص في مناقب الحِكَم تَدعو كلَّ ذي قلَم أن يَدخل إلى الساحة منتشيًا غير منتقص حق المبدعين، وقل ربِّ زدني علمًا.

والحمد لله في بدء ومختتم.


[1] محمود سامي البارودي: رئيس وزراء مصر الأسبق؛ محمود سامي بن حسن حسين بن عبدالله البارودي المصري، هو شاعر مصري، ورائد مدرسة البعث والإحياء في الشِّعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابيَّة، وتولَّى وزارة الحربيَّة ثمَّ رئاسة الوزراء باختيار الثوَّار له، لُقِّب بربِّ السيف والقلم.

[2] وُلد أحمد شوقي في بيئة عربيَّة مسلِمة، وبها نشأ وتعلَّم وتثقف، وقد أتمَّ شاعرنا دراستَه الابتدائية فالمتوسطة فالثانوية، ثمَّ التحق بكليَّة الحقوق التي كان السبب في دخولها أستاذه الشيخ البسيوني حسب ما ذكره الشيخ أحمد زكي، وكان زميلًا لأحمد شوقي في كلية الحقوق قال: إنَّ المرحوم الشيخ البسيوني البياني من علماء الأزهر الأجلَّاء كان يدرس لهم علوم البلاغة في كتابه "حسن الصنيع في المعاني والبيان والبديع".

[3] ولد أمل دنقل بقرية القلعة مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر، وقد كان والده عالمًا من علماء الأزهر الشريف ممَّا أثَّر في شخصية "أمل دنقل" وقصائده بشكلٍ واضح، سمِّي أمل دنقل بهذا الاسم لأنَّه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة العالمية.
رحل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراستَه الثانويَّة في قنا، وفي القاهرة التحق بكلية الآداب، ولكنَّه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل، عمل أمل دنقل موظفًا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية، ثمَّ بعد ذلك موظفًا بمنظمة التضامن الأفروآسيوي، ولكنَّه كان دائمًا ما يترك العملَ وينصرف إلى كتابة الأشعار، كمعظم أهلِ الصعيد شَعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة في أول مرَّة، وأثَّر هذا عليه كثيرًا في أشعاره، ويظهر هذا واضحًا في أشعاره الأولى، عاش أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصريَّة ممَّا ساهم في تشكيل نفسيَّته، وقد صُدم ككلِّ المصريين بانكسار مصر في 1967، وعبَّر عن صَدمته في رائعته: "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث".
شاهد أمل دنقل بعينيه النصرَ وضياعَه، وصرخ مع كلِّ مَن صرخوا ضدَّ معاهدة السلام، ووقتها أطلق رائعتَه "لا تصالح"، التي عبَّر فيها عن كلِّ ما جال بخاطر كلِّ المصريين، وآخر مجموعه شعريَّة له "أوراق الغرفة 8"، عرف القارئ العربي شعره من خلال دِيوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" 1969، الذي جسَّد فيه إحساسَ الإنسان العربي بنَكسة 1967، وأكَّد ارتباطَه العميق بوَعي القارئ ووجدانه.

[4] "المحبوب على حرف"؛ قصة قصيرة، شبكة الألوكة الكبرى، محمد صادق عبدالعال.

[5] كتاب درر الحكم؛ لأبي منصور الثعالبي، تحقيق ودراسة أ/ محمد إبراهيم سليم، ص 83.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.64 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]