قلها ولو كذبا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2021, 02:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي قلها ولو كذبا

قلها ولو كذبا


مها الجريس


في زحمة الحياة اليومية..وصراعات الأعباء المتكاثرة تنشأ تلك الأسرة الصغيرة على ضفاف الحياة الجديدة..تظللها المحبة..وتكدرها حيناً عواصف الأيام..
تبدأ الحياة الزوجية بوهج حميم من العاطفة..ثم تخبو حرارته مع الأيام..ليتساءل الزوجان بحيرة:
كيف يعود الدفء من جديد؟
في ظلال الأسرة.. يجب أن تكون العواطف أسخا عطاءً من الهدايا والهبات..
ولنتأمل سريعاً قضية الكذب بين الزوجين لتبدو لنا ملامح عاطفيه مهمة، فالكذب من الكبائر في ما عدا الرخصة وهو من أشنع الصفات وأقبحها إذ إنه علاوة على ما فيه من الخداع، يقتلع جذور الأمان من القلب وينتزع الثقة التي هي أعظم ضمان من الوقوع في المشكلات.
روى مسلم في صحيحه[1] عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاتي بَايَعْنَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ « لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْراً وَيَنْمِى خَيْراً » . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ في شيء مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلاَّ في ثَلاَثٍ الْحَرْبُ وَالإِصْلاَحُ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا[2]
وهذا الحديث يدل على جواز أن يكذب الرجل على زوجته وكذلك المرأة على زوجها ولكن أهل العلم قيدوا كذب الرجل على امرأته وعكسه بأن يكون الكذب فيما يتعلق بأمر المعاشرة وحصول الألفة بينهما.
قال الخطابي رحمه الله:
[ كذب الرجل على زوجته أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه يستديم بذلك صحبتها ويصلح من خلقها][3].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
[ واتفقوا على أن المراد بالكذب في حق المرأة والرجل إنما هو فيما لا يسقط حقاً عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها][4].
وقال الإمام النووي رحمه الله:
[ وأما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك.
فأما المخادعة في صنع ما عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرام بإجماع المسلمين)[5] .
فالأصل بين الزوجين الصدق والأمانة لأنه لا ثقة بلا صدق, ولا أمان ولا سكن للنفس بلا ثقة بالزوج أو الزوجة, لكن قد يلجأ أحد الزوجين إلى الكذب على الآخر إما أحياناً -ويكون لذلك دواعيه- وإما غالباً وعندها تكون المشكلة خلقية وفي صميم تكوين شخصية هذا الكذاب.‏
وإذا كذب أحد الزوجين على الآخر واكتشف أحدهما أنه مخدوع فإنه يفقد ثقته بالطرف الكاذب, وحتى لو تفهم أسباب كذبه فإنه يفقد إعجابه به لأن الضعف والهروب من المسؤولية شيء لا يثير الإعجاب أبداً, إذ النفوس مفطورة على الإعجاب بالقوة لما تتجلى من خلال تحمل الإنسان لعواقب أفعاله, وهنا يكون الصدق شجاعة وقوة وثقة بالنفس إن هو ترافق مع حسن النية والاعتراف بالخطأ لا المكابرة وإنكار المسؤولية وعندها يكون الصدق مقوياً للعلاقة الزوجية ومرسخاً لها وللأمن النفسي فيها.‏
وليس من الكذب الجائز إطلاقاً ما يسمى ( الكذب التخيلي ) إذ يعبر عند أحد الزوجين عن إحساس عميق بالنقص والدونية باختلاق قصص لأحداث يدعي أنها وقعت له ويكون فيها بطلاً وشخصاً مهماً, أي حكاية محبوكة جيداً وممتعة ولا عيب فيها إلا أنها كذب ليشعر من حوله أنه موهوب وهذا النوع من الكذب يجلب المزيد من الإعجاب من الطرف المخدوع حتى يأتي يوم يفطن فيه إلى مقدار الكذب في هذه الحكايات وعندها يضعف الإعجاب ويقل الاحترام وتفقد المصداقية.‏
أما الزوجة أو الزوج صاحب الشخصية المسرحية الذي يجعل من الأحداث اليومية دراما مثيرة مليئة بالعواطف والانفعالات فإنه ميال للكذب من خلال المبالغة والتهويل وهؤلاء الأشخاص في البداية يكسبون الإعجاب, إلا أن من يعيش معهم ويتبين مقدار المبالغة والتهويل في أحاديثهم يقل احترامه لهم ويفقد إعجابه بهم ولهذا أثره في الحياة الزوجية.‏
فالكثير من الأزواج والزوجات تساهل في هذا الباب، حتى أغلق فمه عن الرخصة الحلال فيما يخص المشاعر وأطلقه جهلا وهوى أحيانا في غير موطن الرخصة.
إن الكذب أحياناً يكون رحمة وتلطفاً بالمكذوب عليه لأن من الحقائق ما هو مّر، ومن الصراحة والصدق ما يقطع أواصر المحبة والمودة، لكن هذا لا يعني أن تقوم حياتنا الزوجية على الكذب إنما يعني أن لا نجرح بعضنا بعضاً بصدق وصراحة ضارين.‏
أما التواصل الناجح الذي لا بد منه للسعادة الزوجية فليس كما كان يظن, أي أن يعبر كل منهما عن كل ما في نفسه نحو الآخر, بل هو التواصل الحكيم المحسوب الذي يتم فيه معالجة المشاعر السلبية دون التعبير عنها، لحماية الحياة الزوجية من الحقائق المرة التي قد لا تستسيغها الأنفس.‏
قال الإمام السفاريني رحمه الله: " والكذب للزوجة هو أن يعدها ويمنيها، ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه ليستديم بذلك صحبتها، ويصلح به خُلُقها. قاله البغوي رحمه الله في شرح السنة"

وقد روي أن رجلا في عهد عمر قال لزوجته: ناشدتك بالله هل تحبيني؟ فقالت أما إذا ناشدتني بالله فلا, فخرج الرجل حتى أتى عمر رضي الله عنه, فأرسل إليها فقال: أنت التي تقولين لزوجك لا أحبك, فقالت يا أمير المؤمنين نشدني بالله أفأكذبه؟ قال: نعم فأكذبيه, ليس كل البيوت تبنى على الحب. ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والإحسان".
إن الزوجين في جانب العواطف أحوج إلى التنازل والملاطفة من الصدق والوضوح، الأمر الذي جعل الإسلام في عظيم تعاليمه يرخص في أمرٍ حذّر منه أيما تحذير في غير هذا الموطن.
ذلك أن النفوس البشرية ليست نسخة متطابقة فيما تحب وتكره وإن إفساح المجال للصدق في ما يخص الطرف الآخر، قد ينتهي إلى فرقة وشقاق.
أجمل ما في رخصة الكذب في العواطف هذه أنها تحمل معنى التنازل والتضحية، وتلك المعاني تترجم الحب بصورة أخرى، صورة أرقى من مجرد الإعجاب وموافقة هوى النفس وتلاؤم الطباع.
إن التأمل الحكيم في هذه الرخصة الشرعية يكشف حقيقة العظمة في هذا الدين الذي جعل جبر الخواطر وإدخال السرور وارتياح النفوس أولى من مقام الصدق حين لا يحمد معناه.
ولنتخيل زوجة تتباهى أمام زوجها بثوبها الذي اشترته له أو بطعام صنعته وأمضت في تفننها فيه من أوقاتها الكثير، فيصفعها بقوله أنه ليس كما كان يتوقع!
أو أنه زائد عن المقبول في ملوحته أو عكس ذلك!
إن الأمر قد وقع وانتهى..وبالإمكان تأجيل الملحوظات الصادقة لوقت آخر لتكون في البال مرة أخرى، أما والمرأة تنتظر الثناء فليس إلا الثناء..وليس إلا أن تعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه! بكلمة تروي القلب وترضي الغرور، تغتبط بها الزوجة وتدفعها للمزيد من العطاء.
فقلها ولو كذبا..




[1] ) كتاب البر والصلة والآداب باب .27

[2] ) التحفة 18353 - 2605/101.

[3] ) عون المعبود 13/179.

[4] ) فتح الباري 6/228.

[5] ) شرح النووي على مسلم 16/158 .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.92 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]