|
|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مسؤوليات الرجل بعد الطلاق
مسؤوليات الرجل بعد الطلاق اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي فرَض الله على الرجال معاشرة زوجاتهم بالمعروف، فقال سبحانه: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]. وإذا حدَث طلاق، ثم أرجع الرجل زوجته إلى عصمته، عاد القرآن ليؤكد مرة أخرى ضرورة إمساكها بمعروف، وليس من أجل إيقاع الضرر بها، فقال: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ [البقرة: 231]. أما إذا كان الفِراق، فقد أمر الله أن يكون ذلك أيضًا بالمعروف والإحسان، فقال: ﴿ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾ [البقرة: 231]. ﴿ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229]. ولما كان المعروف والإحسان يمكن أن يشتمل على جانب أخلاقي يتمثل في المعاملة والسلوك، وجانب آخر مادي يتمثل في البذل والعطاء، فقد أكد القرآن على قيام الرجل الذي طلق زوجته بدفع تعويض مادي لها، سماه: متعة، تقوم حياتها به في فترة ما بعد الطلاق، إلى أن يجعل الله لها مخرجًا من أزمتها، وقد اعتبرت هذه المتعة حقًّا للمطلقة، فقال سبحانه: ﴿ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 241]. ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ * وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 236، 237]. وبالنسبة للإسكان والإنفاق، وخاصة ذوات الأحمال منهن، يقول الله: ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 6، 7]. لقد رأينا كيف يقوم الطلاق في التوراة على مجرد ورقة مكتوبة يعطيها الرجل لمطلقته، ثم جاءت تعاليم الإنجيل لتمنع الطلاق إلا لعلة الزنا - حسَب قول متى، أما في القرآن، فهناك مواجهة لواقع الحياة الذي برهن على حاجة الحياة الزوجية إلى اللجوء إلى الطلاق كمتنفس أخير، وعلاج بغيض لا بد منه في بعض الحالات، لكن هذا العلاج تسبقه خطوات وإجراءات تكبح اللجوء إليه، ثم تعقبه تبعات ومسؤوليات يتحمل الرجل الغُرم المادي فيها بوجه عام.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |