|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ضيق وشعور بالتقيؤ عند الحديث مع أقرب الناس إلي
ضيق وشعور بالتقيؤ عند الحديث مع أقرب الناس إلي أ. شروق الجبوري السؤال مشكلتي ظهَرت فجأة منذ سنة تقريبًا، عندما بدأْتُ أشعر بضيقٍ في الصدر وصعوبة في التنفُّس والتقيُّؤ، عندما أُحدِّث أقرب الناس لي فقط، كوالدتي وأخي الكبير، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرًا، وأودُّ منكم توضيحَ سبب هذا الضِّيق وعلاجه، ولماذا يأتيني في حديثي مع أقرب الناس إليّ، مع العلم أني أُعاني من الوسواس القهري؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نودُّ بداية أن نرحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونشكر لك ذلك، سائلين المولى القدير أن يُسدِّدنا في تقديم ما يَنفعك وينفع جميع المستشيرين. لا شكَّ أنَّ ما تعانيه مهمَا بدا في ظاهره جسمانيًّا - صعوبة التنفُّس والتقيُّؤ - لكنَّه يُمثِّل أعراضًا نفسيَّة بَحتة، ويُعبِّر عنها بشدَّة، وأرى أنَّ هذه التلكُّؤَات الصحيَّة قد جاءَت بعد تدهورٍ في الوضع النفسي؛ نتيجة عدم الاهتمام بمعالجة الوسواس القهري وإهماله؛ ولذلك لا بدَّ لك - يا أخي الكريم - من الشروع في أمرين مهمَّين: الأوَّل هو مُتابعتك للوسواس والعمل على علاجه مع مُختصٍّ، دون التهاون في اتِّباع إرشاداته أو تناوُل الأدوية التي يَصفها، إن لَم تتسبَّب لك في أيِّ عارض جانبي. أما الأمر الثاني، فأنصحك بمراجعة مُجريات حياتك التي عِشتها قبل سنة، وتحديدًا في المدة القريبة التي سبَقت ظهور هذه الأعراض الجسمانيَّة، وتأمَّل مَليًّا في أحداثها، والمواقف التي تَضمَّنتها، ولا سيَّما السلبيَّة؛ سواء ما تمثَّل منها في سلوكيَّات وتصرُّفات من قِبَل المحيطين بك، أو آلام وصراعات نفسيَّة عِشتها مع ذاتك فقط، ولا بدَّ أن يكون ذلك بدافعيَّة واهتمام منك أولاً، ثم باتِّزانٍ ووضوحٍ وتركيز فكري، فإنك يا أخي إن قمتَ بذلك بهدوء وفكرٍ جليٍّ، ستَضَع يدك على الأسباب الحقيقيَّة التي أثارَت فيك مشاعرَ سلبيَّة، وقلقًا وتوجُّسًا كبيرًا، فتعامَلت أنت معها بكَبتٍ وإنكار واضحٍ. ولا شكَّ أنَّ أيَّ مشكلة نفسيَّة، يَصعب التعامل معها وعلاجها دون تحرِّي أسبابها، وأن وصولك إلى تلك الأسباب وتَقصِّيك لها، سيكون إنجازًا مهمًّا لك، ليس في تخلُّصك من أعراضها وحسب، بل إنه سيقدِّم إلى ذاتك دعمًا وقوة وثقةً، تُساعدك في القضاء على المشاعر السلبية التي تَكمن لديك بوعي أو دون وعي منك بها. وبما أنَّك قد حدَّدت مثالك بشخصيتين دون سواهما - والدتك وأخيك الكبير - في ظهور تلك الأعراض، فإني أظنُّ في علاقتهما - بشكلٍ مباشر أو غير مباشر - بأسباب مشكلتك؛ ولذلك لا بدَّ لك من البَدء بمراجعة تفاصيل علاقتك بهما تحديدًا، وتقييم مشاعرك (الحقيقيَّة) تُجاههما، فإن لَم يكن فيها أيُّ اضطراب يُمكن أن يكون هو سبب المشكلة، فعليك بمراجعة المواقف المؤلِمة أو السلبيَّة السابقة، والتي ارتبَطَت بوجودهما أثناء تلك المواقف، أو عَقِبها مباشرة. وأجد من المهم أن أُشير إلى أن تلك الخُطوات، تُعدُّ خطوات مهمَّة في تحري أسباب ظهور الوسواس القهري لديك أيضًا، فكل عارض له مُسبباته وعواملُ أدَّت إليه، ولا بدَّ من اكتشافها؛ لتحييدها وإبعادها، وعدم الاكتفاء بعلاج النتائج فقط. وإنَّ إهمال هذا الجانب هو الذي يجعل العلاج النفسي صعبًا، حتى مع تعاطي الأدوية، أو عودة العارض إلى صاحبه بعد حينٍ. كما أنصحك يا أخي الفاضل، بممارسة إحدى الرياضات المُحبَّبة إليك بشكلٍ منتظمٍ ما استطَعت ذلك؛ فإن في ذلك تصريفًا مهمًّا لكثيرٍ من المشاعر السلبيَّة، بالإضافة إلى أثرها في تدعيم الذات، وبالتأكيد الصحة الجسمانيَّة. وأخيرًا: أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ شأنَك كله، وينفع بك، وكلنا أمل في سماع أخبارك السارَّة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |