ذكريات أثرت في حياتي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2021, 11:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي ذكريات أثرت في حياتي

ذكريات أثرت في حياتي


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة ولَدَي - ولله الحمد - أولاد وبنات.
مشكلتي أنني إنسانة محرومة من الحبِّ، أبحث عن الحب، أتمنَّى أن أجد أحدًا يُحبِّني؛ فقد حُرِمتُ من حبِّ أبي وأمي وهما موجودان، فأبي كان قاسيًا جدًّا معي، أنا بالذات، كان يحب إخوتي إلاَّ أنا، لا أستطيع أن أنسى ضرْبَه الوحشي لي، رُبَّما تكون أفكاري غيرَ مُرتَّبة، فلا تلوموني؛ فهو حصاد ثلاثين سنة من المعاناة والأسى، كم تمنَّيْتُ أن أشتري لُعبة جميلة وأنا صغيرة؛ فقد عِشنا في فقرٍ، ولكن الحمد لله على كلِّ شيء.
حُرِمت من أن أعيش طفولة جميلة كباقي البنات، فأبي كان راتبه يكاد يكفي البيت ومطالب المدرسة، المدرسة التي كانت المُتنفَّس الحقيقي لي؛ إذ كنت أعتبرها مكانًا أهرُب إليه من ضَرْب وسوء معاملة أمي وأبي، فقد كانا جاهِلَيْن بكيفيَّة تربيتنا تربية صحيحة، ربَّيَانا على الخوف وانعدام الشخصيَّة، وقلة احترام الذات، تربَّيْنا على المَسَبَّات واللعنات منهما، لا أتذكَّر أني سَمِعت كلمة حُلوة من أبي وأمي؛ مِن شِدَّة سوء معاملة أبي وأمي لنا.
أخي الكبير أُصيبَ بحالة نفسيَّة من سوء معاملة أبي وضَرْبِه له، وهذه الحالة هي تقليع ونَتْف شعر رأسه، ومع مرور الوقت أصبَحْت أُقَلِّده، فصِرْت أنْتِف شعر رأسي بعد أن كان عندي شعر جميل، يا الله ما زِلت أتذكَّره، كنت أهتمُّ به كثيرًا، كان ناعمًا وطويلاً، أتذكَّر أمي عندما كانت تعمل لي جدايلَ في الابتدائية، فأكون سعيدة ومُبتهجة؛ لأنني كنت أحب هذا النوع من التسريحات، المهم أني أصبحتُ أُقَلِّد أخي، وأنتف شعر رأسي، وكلما يزداد طولاً، أرجِع وأنْتِفه، وهذا منذ أن كان عمري 13 سنة، ولَم أقْدر على التخلُّص من هذه العادة السيِّئة التي أثَّرت على نفسيَّتي، فعندما أذْهَب إلى عُرس وأرى شعور النساء، أتحسَّر على نفسي.
المهم ذهَبت أمي بي إلى الكثير من أطباء الأمراض الجلديَّة، ولكني كنتُ في حاجة إلى طبيب نفسي؛ لكي يساعدني.
ومع أنني متزوجة وعندي أطفال، إلا أنني ما زِلت على هذه العادة السيِّئة، فأقوم عند زوجي بلُبْسِ باروكة في البيت.
المشكلة الثانية:
وهي عندما كنت في المدرسة الابتدائيَّة، بدأَت معاناتي عندما بدأتُ أسرق من مقصف المدرسة وأنا عمري 8 سنوات، ربما من الجوع؛ لأن أبي لَم يكن يعطيني مصروفًا، فصِرْتُ أحقد على البنات عندما أرى معهن حقائبَ الأكل وأنا لا، فأصبَحت أسرق منهنَّ النقود، واسْتَمَرَّت هذه العادة إلى الآن، فقد تطوَّرت السرقة عندي لاحقًا.
دخَلْت الجامعة ولَم أُكمل تعليمي؛ لأن أبي اختار لي تخصُّصًا لا أحبه، فَفَشِلت فيه، وتعمَّدت أن أخرج من الجامعة، وتعلَّمت دورات تعليميَّة، مثل: الكمبيوتر، والتجميل، وعملت سكرتيرة في الخُطوط الجويَّة، وعندما كنت أستلم الراتب، كنتُ أعطيه لأبي، وكان بالمقابل يُعطيني كفًّا على وجهي، ولا أدري سببَ كُرْهِه لي وسوء معاملتي، كم تمنَّيْتُ أن أسمعَ منه كلمة حانية! ولكن للأسف حتى عندما تزوَّجت كان يقول لي: لن تُكملي أكثر من أسبوع مع زوجك، وسوف تُطَلَّقين، وأنا في ليلة العرس قال لي هذا الكلام، وبعدها بمدة تقدَّم لي رجل، ولَم أكن أريد الزواج من هذا الرجل، فأبي قد كرَّهني في جنس الرجال كلهم، كنت أتمنَّى ألاَّ يتمَّ هذا الزواج؛ لأنه ليس بالرجل الذي كنتُ أحلم به، فقد كنتُ إنسانًا مغرورةً، ولا يُعجبني أحد، كنتُ أَحْلم بمواصفات رجلٍ غير كل البشر، رجل بمعنى الكلمة، رجل وسيم وجميل وطويل، ولكنَّ الله لَم يُقَدِّر ذلك، وتمَّت الخطوبة، واسْتَخَرتُ وقلتُ: على الأقل يُصبح لي بيت أرتاح فيه من معاناتي مع أبي وأمي وقَسْوتهما، وتزوَّجت، ولكن ليس اقتناعًا مني بالشخص؛ وإنما لأن الزواج سُنَّة، وأيضًا هَرَبًا من معاملة أبي وأمي السيِّئة، وحاوَلت ألاَّ تتمَّ هذه الخِطبة، فاتَّصَلْت على خطيبي، وقلت له: عندي تساقُط في شعري، وشعري خفيف، وتوقَّعت أن يتراجَع عن الخِطبة، ويَرفض أن يُكمل معي، ولكنَّ إرادة الله أبَت إلاَّ أن يَكتمل هذا الزواج، فلله ما أعطى ولله ما أخَذ، ولا نقول إلاَّ ما يُرضي الله.
بعد مدة من زواجي حاوَلت أن أُفْسِد هذا الزواج، فلم أكن سعيدة بزواجي؛ فزوجي كأي رجل شرقي عنده قائمة بالممنوعات: ممنوع الهاتف، والخروج، والصَّديقات، والعمل.
وفي يوم من الأيام قرَّرت أن أُفْسِد هذا الزواج، فانْتَظَرت خروجه، وذَهَبت إلى محل ملابس، وقُمت بسرقة النقود من مَكْمنها، ولكنَّهم أمسكوا بي، وفُضِحت أمام أهلي وزوجي، وكنت متوقِّعة أنه سيُطَلِّقني، ولكنه قال: إنه سوف يُبقيني من أجْل بناته وأولاده فقط.
المهم مرَّت بنا السنون والأيام والشهور، وكانت أيَّامًا صعبة، وفي بداية زواجي اكتَشَفت أنَّ زوجي يشاهد أفلامًا إباحيَّة، وله علاقات ويَسهر خارج البيت، وينام خارج المنزل، وكانت له علاقة مع فتاة في عمله، فذات مرَّة بحثتُ هاتِفَه المحمول، فوجَدت رسالة كانت تَعْرض عليه فيها أن يتزوَّجها زواجًا عرفيًّا، وعندما واجَهته، أنْكَر وحَلَف أنها تَمزح.
المهم أصبَح لا يُنفق إلاَّ على طلبات المنزل فقط، وأنا عندما أطلب منه مصروفًا لا يُعطيني، ويسألني وكأني في تحقيقٍ كامل: لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ وما سبب طلبي للمال؟
المهم أصبح ينام كلَّ أسبوع خارج المنزل، وبدلاً من أن يُخرجنا أنا وأولاده، يأخذ حقيبته ويذهب إلى فندق كلَّ آخر أسبوع ليغيِّر جوًّا، وذات مرَّة اكْتَشَفت أنه يحوِّل نقودًا إلى مغربية وسورية، واكْتَشَفت أنه يستعمل واقيًا ذكريًّا وحبوبًا للتقوية، فواجَهْته وأنْكَر، فقرَّرت الانتقام منه، فصِرْت أسرق من مِحْفظته كلَّ أسبوع تقريبًا؛ لكي أشفي غليلي منه، فأنا لا أفعل ذلك حبًّا للمال أو حاجة إليه، ولكن انتقامًا منه، وما زِلت إلى هذا اليوم أسرق منه، ولا أدري إذا كان يعرف أم لا؟ لكني أتوقَّع أنه يعرف؛ لأنه كثيرًا ما يُمسك مِحفظته، ويَعُدُّ نقودَه.
ماذا أفعل؟ ساعدوني؛ لكي أُرَتِّب أموري، وأُرجع ثِقتي في نفسي، فأنا أكره حياتي، وتمنَّيت لو أنَّ الله لَم يَخلقني على هذه الأرض، فأنا إنسان محرومة من الفرحة، ففرحتي دائمًا يتيمة، عندما أرى فلانة سعيدة وزوجها كما تريد، يوسوس لي الشيطان.
الحمد لله بدأتُ أُصلح علاقتي بالله: بالقيام، والاستغفار، وعَمَلِ الحسنات؛ علَّ الله أن يفرِّج بها عني، وزوجي لا يُصلي، وأحاول أن أنصحه، وأدعو له، فهو يصلي بمزاجه، ودائمًا يشكو من الاكتئاب والقلق، والتوتُّر والهَمِّ، ودائمًا أقول له: بسبب المعاصي والذنوب، وتَرْكك للصلاة، لكنه لا يُصَدِّقني.
أريد أن أنفصلَ عنه، ولكن ما ذَنْبُ الأولاد، وأهلي لن يستقبلوني كمُطَلَّقة.
حاليًّا أنا مستمرة على الاستخارة؛ إن كان بقائي خيرًا معه، ييسِّره الله، وإن كان شرًّا، يَصْرِفه الله عني.
لكن لا أعرف كم أستمرُّ على الاستخارة، حاوَلت أن أتقبَّله وأعامله بما يُرضي الله، والله يَشْهد لَم أُقَصِّر معه في شيء، ولا في أي حقٍّ من حقوقه، والبيت عندي دائمًا مُرَتَّبٌ ونظيف، ورائحته فوَّاحة، وأنا دائمًا نظيفة، وأغتسل كثيرًا، وأضَع الكثير من العطور ومزيل العَرَق، وأدوات التجميل، وهو عند العلاقة لا يستحم ولا يَغْسل أسنانه بالفرشاة، فهو إنسان فَوْضَوي، وغير مُرتَّب.
أريد أن أكون قويَّة وعندي ثقة في نفسي، وأغيِّر حياتي للأفضل.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قَدْ عِشْتُ فِي النَّاسِ أَطْوَارًا عَلَى طُرُقٍ
شَتَّى وَقَاسَيْتُ فِيهَا الْلِّينَ وَالفَظَعَا

لاَ يَمْلأُ الهَوْلُ صَدْرِي قَبْلَ مَوْقِعِهِ
وَلاَ أَضِيقُ بِهِ ذَرْعًا إَذَا وَقَعَا



كم وكم تُكسب تلك الذكريات الأليمة بمشاهدها الحزينة، وزَفراتها الكئيبة، ولياليها الطويلة من القوَّة والتحمُّل، ما لا تُكسبه الحِكم والمواعظ! وكم تُعلِّم من الصبر والتجلُّد ما لا تعلِّمه السنون الطوال! تجرَّعتِ كؤوس الأحزان، وارْتَشَفتِ رحيق الهموم منذ نعومة أظفاركِ، ولاقَيْتِ من البطش والغِلظة ممن كان يُفترض بهم أن يكونوا الملاذَ الآمن والحِصن المانع، والصدر الحنون وقتَ الأزمات واشتداد النَّكبات، فلم تَجِدي في نهاية المطاف إلا صِدق اللجوء إلى ربِّ الأرض والسماوات.
لا أُخفي عليكِ أني شعرتُ وكأني تائهة في دهاليز متفرِّعة وممرَّات متنوعة، كلَّما خرَجتُ من باب ولِجتُ أوسعَ منه، وكلما ظنَنتُها النهاية، وجَدت معها بداية، كلُّ ذلك وأنا أقرأ رسالتكِ التي تنوَّعتْ فيها المشكلات ما بين نفسيَّة وجسميَّة ودينيَّة ودنيويَّة، منها ما قد تُحرزين فيه تقدُّمًا، وتُنجزين فيه نجاحًا - بإذن الله - ومنها ما نقف أمامه عاجزين وله مُسلِّمين، وبه راضين قانعين، ذاك هو (القَدَر).

مشكلاتكِ النفسية:
1- ذكريات الماضي وأثرها على حياتكِ.
2- نَتْف شعر الرأس.
3- عدم الرضا عن الزوج.

مشكلاتكِ الجسدية:
1- السُّمنة.
2- الأسنان.
3- عدم تناسُق لون البشرة.

مشكلاتكِ الدينية:
1- السرقة.
2- دعوة الزوج الفاسد.
3- وصْل الشعر.

أولاً: مشكلاتكِ النفسيَّة:
1- ذكريات الماضي وأثرها على حياتكِ:
أعوذ بالله من أن أغشكِ أو أكْذب عليكِ، أو أتظاهر بالمواساة التي لا طعمَ لها ولا لون، لكن لنفكر معًا، قد مضى ما مضى من العمر، وارتحَل مع ما به من همومٍ، حَمَل معه آلامكِ وحَفِظ أنَّاتكِ، سطَّر الحزن عليه أقسى درجات العذاب النفسي والجسدي، فهل بإمكاننا تغييرُه؟
ليس ذلك لبشر، ولكن ليكن لسانُ حالنا كما قال الشاعر:

فَدَعِ التَّفَجُّعَ وَالتَّوَجُّعَ وَالأَسَى
وَخُذِ الأَجَلَّ مِنَ الفَتَى وَالأَجْمَلا

خَيْرٌ مِنَ المَاضِي لَنَا البَاقِي وَمِنْ
ثَاوٍ تَعَجَّلَهُ الرَّدَى مَنْ أُجِّلاَ



قلِّبي صفحات الماضي كما تشائين، وابْكي عليه كما تحبِّين، لكن لا أُوافقكِ على جَعْله مانعًا في وجه تحقيق النجاح، وعائقًا ضد الرُّقي بالنفس وحقِّها في التمتُّع بالحاضر.
انظري إلى ماضيكِ نظرة إيجابيَّة مِلْؤها التفاؤل؛ ألستِ قد تحمَّلتِ كلَّ المآسي، وعايشتِ المِحَن بقلبٍ صامد ونفسٍ ثابتة، وتمكَّنتِ من التغلُّب على مشكلاتكِ؟! صحيح أنَّكِ لَم تجدي حلاًّ لكِ إلاَّ الهروب إلى بيت الزوجيَّة الذي لا تعلمين عن عالمه شيئًا، لكنَّكِ اتَّخذتِ خطوة الرحيل، والتي كانت الحلَّ الوحيد آنذاك، اتَّخذتِ قراركِ بكلِّ شجاعة، وتمكَّنتِ من التعامل مع الزوج بعد أن شُوِّهت صورة الرجل لدَيكِ، وهذا خير دليلٍ على القدرة على التعايش مع المشكلات، والتغلُّب على العثرات.
لقد شوَّه الماضي صورة الطفولة الجميلة، وقضى على أحلام الصِّبا الرقيقة، وحطَّم آمال الشباب العريضة، لكنه لن يتمكَّن من إعاقة الزوجة عن الاستمرار في محاولة إصلاح زوجها وبيتها، وبَذْل الغالي والنفيس؛ لتحقيق السعادة لهذا البيت وإعادة الاستقرار لأبنائه.

2- نَتْف شعر الرأس:
اضطراب نَتْف الشعر أو Trichotillomania يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وأعراضه لا تختلف كثيرًا عن بقيَّة أنواع الوسواس القهري، من حيث استبصار المريض ووقوفه على خطورة ما يفعل، مع العجز عن التغلُّب على المشكلة؛ لذا قد ينفع معه العلاج السلوكي المعرفي، وبما أنَّكِ كبقيَّة النساء في بلادنا العربية، من حيث استنكارُ فكرة زيارة الطبيب النفسي؛ فأنْصَحكِ بممارسة بعض السلوكيَّات التي من شأنها أن تُخَفِّف من حِدَّة المشكلة، وتُقَلِّل الرغبة في ممارسة السلوك غير المرغوب:
أ- جلسات الاسترخاء وتمارين التنفُّس، بإمكانكِ تعويد النفس عليها، واكتشاف كيف أنها تُخَفِّف من حِدَّة التوتُّر الباعث على ممارسة عمليَّة نَتْف الشعر وتُريح الأعصاب، اجْلِسي في مكان مُريح وهادئ، ويُفَضَّل أن تكون الإضاءة خافتة، ثم قومي بأخْذ نفسٍ عميق بالتدريج وببُطءٍ شديد، حتى إذا ما غلَب على ظنِّكِ أنَّ الرئتين قد امتلأَتَا بالأكسجين، توقَّفي لعدة ثوانٍ، ثم أخْرِجي الزفير ببُطءٍ، وكَرِّري العملية عدَّة مرات.
ب- ممارسة الرياضة، خاصة المشي، ففوائد الرياضة لا تَنحصر في أنها تحافظ على صحة الجسم وتحسِّن القوام، بل إن لها مفعولاً في إفراز هرمون الإندروفين endorphin، والذي يُطلق عليه "هرمون السعادة"؛ لفَعاليته في تحسُّن المزاج بدرجة عالية، وتَخفيف الشعور بالألَم.
ج- داوِمي على شُرْب المُهَدِّئات الطبيعية من الأعشاب، كالبابونج، والينسون، والنعناع، والشمر، يُشرَب من هذه الأعشاب في أيِّ وقت من اليوم، دون تَحْليَة، أو بتَحْلِيَتها بقليل من عسل النحل.
د- جرِّبي أن تربطي بين ممارسة تلك العادة، وتخيُّل سلوك مُنفرٍ أو مُقَزِّزٍ، واعملي على رَبْطه بها؛ بتخيُّلِ نفسك وأنت تمارسين عمليَّة نَتْف الشعر، وتتذكَّرين معه أمرًا مُنفِّرًا، سيتولَّد في نفسكِ بشكلٍ تدريجي الرَّبْطُ بينهما، وسيحدث الشعور بالنفور من تلك الفَعْلة؛ فيَسهُل الإقلاع عنها - بإذن الله.

3- عدم الرضا عن الزوج:
في الغالب هو شعور مصاحب لأفعاله السيِّئة، والتي تسبَّب بغضُها الشديد في نفسكِ في بُغض كلِّ ما يخصُّه من شكلٍ وقولٍ وفِعلٍ، وغيرها من ردود الأفعال الطبيعية لأفعاله غير المقبولة في نفسكِ، وأنصحكِ بتذكُّر عيوبكِ؛ لتهون عليكِ عيوبه الشكليَّة، واعْمَلي على تحسين ما تستطيعينه لتغيير مظهره، كمساعدته على تصفيف شعره بطريقة أفضلَ، أو استخدام بعض أنواع العطور المفضَّلة لَدَيكِ، أو غيرها مما قد يُعينكِ على تقبُّله، وحاوِلي ألاَّ تركِّزي على ما يسوءكِ منه؛ لئلا يتضخَّم، بل ركِّزي على أيِّ صفة جيدة، وفَكِّري فيها وتأمَّليها.

ثانيًا: مشكلاتكِ الجسدية:
1- السُّمنة: لا بدَّ لِمَن تبحث عن الرشاقة وتَنشُدها بحقٍّ أن تكون ذات هِمَّة عالية وعزيمة صَلْدة، لماذا تَرَيْنَ النساء من حولكِ في قوامٍ رشيق وشكل أنيق؟ لماذا يذهب زوجكِ لغيركِ ويَنجذب إليها؟ لماذا لا تكونين في صورة أجمل وحُلَّة أبهى؟ الأمر لا يحتاج إلاَّ لرحلة من الصبر والتحدِّي، في الحقيقة لا أرى في برامج الحِمْيَة تلك الصعوبة التي تتصوَّرها بعض النساء، فلِمَ لا تجرِّبين بعض برامج الحِمْيَة وتَنتقي المناسب لكِ؟ مع المداومة على القليل من المشي اليومي المنتظم، بحيث لا يزيد على نصف ساعة، صَدِّقيني لو جرَّبتِ هذا النظام لمدة لا تزيد على شهر، فلن تتخلَّي عنه؛ لِمَا سيحدث في نفسكِ من أثرٍ طيب وسعادة ستُغيِّر حياتكِ للأفضل.
2- مشكلة الأسنان المركبة لَم تَعُد تسبِّب ذلك الأرق الذي كان في الماضي؛ فقد صِرْنا نتمتَّع بخيارات متعدِّدة وعلاجات متنوعة، بإمكانكِ الاطلاع عليها بزيارة طبيبة الأسنان المختصَّة في التقويم.
3- عدم تناسُق لون البشرة، مَن مِن النساء لَم تعانِ شيئًا من هذا؟! ادخُلي على المواقع المختصة بالبشرة ومشكلاتها؛ لتعلمي أنَّكِ لستِ وحدك في تلك المشكلة، فالفتيات قبل الزواج لا همَّ لهنَّ في الغالب إلاَّ اختلاف لون البشرة؛ لهذا لستِ بحاجة لعَرْض بعض الوصفات، أو انتقاء أحد الكِريمات، وإنما أدعوكِ لتتجوَّلي في المواقع المختصة والاستفادة منها، والاطلاع على بعض الكتب التي تُناقش تلك المشكلة، فلا داعي لأن تَبقى المرأة في حالة تحيُّر وتحسُّر على حالها في زمنٍ أصبَح علاج أغلب مشكلات البشرة غير المرَضيَّة، لا يحتاج إلاَّ لعدَّة أيام.

ثالثًا: مشكلاتكِ الدينية:
1- السرقة: تحيَّرت أأضَعها مع المشكلات النفسية أم الدينية؟ إذ إن بها شِقٌّ نفسي وآخر ديني، فقد كانت السرقة في الماضي لتعويض حِرمان نفسي ومادي، والآن لتنفيس انفعالي انتقامي من الزوج، فهل يستحق الأمر التعرُّض لسَخَطِ الله وعقوبته؟
أتدرين عقوبة السارق؟﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38]، ثم أتبَع الله وعيده بدعوة للتوبة والأَوْبَة؛ ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39].
فاقرئي هاتين الآيتين كلَّ يومٍ، وطالعي من تفسيرهما شيئًا يُعينكِ على الرجوع إلى الله، وتَرْك ذلك الداء الشائن، ثم إن الانتقام من زوجكِ لا يكون بكَسْب السيِّئات، والتعرُّض لعذاب الله، فأنت بذلك تُشركين نفسكِ في هذا الانتقام!
2- دعوة الزوج الفاسد والسعي في هدايته:
لتعلَم كلُّ امرأة ابتلاها الله بزوجٍ يتكاسل عن الصلاة، ولا يتورَّع عن إقامة العلاقات مع النساء، ويفعل من المحرَّمات ما يفعل، ويَقترف من كبائر الذنوب ما يقترف - أنها مخيَّرة في تَرْكه أو الاستمرار معه، ما لَم يَخرج من المِلَّة، وأنتِ وغيركِ من النساء على ثغرة عظيمة، فبصلاح هذا الزوج تكسبين من الأجر العظيم والخير الكبير ما وصَفه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بحُمر النَّعم، وتكسبين أبًا لأبنائكِ، وتكسبين بيتًا مسلمًا يفوح فيه عبيرُ التقوى وشَذا الطاعة، لكنَّ الحال لا يبشِّر بسرعة النجاح، فأنت بحاجة ماسَّة للتصبُّر والتجلُّد والترفُّق، فابدئي بأشد المُوبقات وأكثرها ضرَرًا، وانصحي له وذَكِّريه بفَضْل الصلاة، وأنها تقرِّب العبد من الله، وأنها سببٌ لصلاح الحال في الدنيا والفوز في الآخرة، وأنها سبب راحة العبد وتكفير ذنوبه؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، كفَّارة لِمَا بينهنَّ، ما لَم تُغْشَ الكبائر))؛ رواه مسلم. وواظبي على الدعاء له بصلاح الحال والهداية، وتجمَّلي له بما يحب هو؛ ليتسلَّح ضد فتنة النساء، والمقام يطول في شَرْح هذه النقطة، فتجوَّلي في المواقع الإسلاميَّة، وابْحَثي عن سُبُل نُصح الزوج الفاسد والعمل على إصلاحه، واللهَ أسأل ألاَّ يُخَيِّب رجاءَكِ.
3- وصْل الشعر:
أخبرتِ أنَّكِ ترتدين الشعر المستعار؛ لِمَا أصابكِ من سقوط مبالغ فيه لشعر رأسكِ، والوصل حرام، فليكُن امتناعكِ عن ارتداء "الباروكة" من أسباب شَحْذ هِمَّتكِ للكفِّ عن تلك العادة، متذكِّرة حُرمةَ ارتدائها، عازمة على التوقُّف عن تلك العادة التي قد تكون من أسباب انصراف زوجكِ عنكِ إلى غيركِ من النساء!
وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت: جاءَت امرأة إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسول الله، إن لي ابنة عُرَيِّسًا أصابَتْها حَصبةٌ، فتمرَّق شعرُها، أفأصِله، فقال: ((لعَن الله الواصلة والمستوصِلة))؛ رواه مسلم، وتمرَّق؛ أي: تساقَط.


أعانكِ الله ويَسَّر لكِ أمرَكِ، وأرجو أن تَجدي فيما سبَق الوقود اللازم لتحقيق أُمنيتكِ: الثقة بالنفس، والتغيير للأفضل.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.67 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]