ذكرى الاحتضار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4927 - عددالزوار : 2004403 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4501 - عددالزوار : 1286679 )           »          فوائد من سورة الفاتحة جمعتها لك من كتب التفسير فاغتنمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حديث: كان الإيلاء الجاهلية السنة والسنتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3095 - عددالزوار : 360945 )           »          الاستعاذة باعتبار المستعيذ والمستعاذ به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أعمال يسيرة وأجور عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إطعام الطعام يورثك النضرة والسرور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تشجير متن الدليل في علم التفسير (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نسخة الصغاني (النسخة البغدادية) لصحيح البخاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2019, 05:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,462
الدولة : Egypt
افتراضي ذكرى الاحتضار

ذكرى الاحتضار




د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم





الحمد لله المتفرد بالبقاء، ذي المجد والثناء، والعظمة والكبرياء، أحمده على الآلاء، وأستعينه على البلاء، وأشهد ألا إله إلا الله فاطر الأرض والسماء، وجاعل النور والظلماء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام الحنفاء، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجهم وأحسن الاقتفاء.

أما بعد، فاتقوا الله - عباد الله -، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ... ﴾ [الحشر: 18].

أيها المؤمنون!
الدنيا ساعات محدودة، وأنفس معدودة، سريعاً ما تمضي وتنقضي، أيام مراحل؛ كل مرحلة تسلمنا لأختها حتى نقف على شفير دار وعتبة أخرى، وتحل بنا ساعة لن نستقدم عنها ولن نستأخر؛ إنها ساعة الاحتضار، ونزول الموت، وخروج الروح، ووداع الدنيا، واستقبال الآخرة. وصفها الله وصفاً تنخلع له القلوب وتَذرف به الدموع فقال: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]، وقال: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين ﴾ [الواقعة: 83 - 87]، وقال: ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [القيامة: 26 - 30].

أيها المسلمون!
الاحتضار سكرات ذات كرب شديد، تغشّت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يدخل يده في ركوة ماء ويمسح بها وجهه الشريف ويقول: " لا إله إلا الله؛ إن للموت لسكرات " رواه البخاري. وصف هذه السكراتِ كعبُ الأحبار - رحمه الله - حين سأله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: " حدثنا عن الموت "، فقال كعب: " نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، غُصْنٌ كَثِيرُ الشَّوْكِ أُدْخِلَ فِي جَوْفِ رَجُلٍ، فَأَخَذَتْ كُلُّ شَوْكَةٍ بِعِرْقٍ، ثُمَّ جَذَبَهُ رَجُلٌ شَدِيدُ الْجَذْبِ، فَأَخَذَ مَا أَخَذَ، وَأَبْقَى مَا أَبْقَى " رواه ابن أبي شيبة. وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: " «عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لَا يَصِفُهُ؟! »، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: فَصِفْ لَنَا الْمَوْتَ وَعَقْلُكَ مَعَكَ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، الْمَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوصَفَ، وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ مِنْهُ شَيْئًا، أَجِدُنِي كَأَنَّ عَلَى عُنُقِي جِبَالُ رَضْوَى، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ فِي جَوْفِي شَوْكَ السِّلَاحِ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نَفْسِي تَخْرُجُ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ» رواه الحاكم. وقال سفيان الثوري: " ما من موطن من المواطن أشدَّ علي من سكرة الموت؛ أخاف أن يشدد علي، فأسألَ التخفيف، فلا أُجاب؛ فأفتن ". ومن شدة لحظة الاحتضار هول المطلع بعدها، قال ابْن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ - رضي الله عنه - حِينَ طُعِنَ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -، أَسْلَمْتَ حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ حِينَ خَذَلَهُ النَّاسُ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلَافَتِكَ اثْنَانِ، وَقُتِلْتَ شَهِيدًا، فَقَالَ: «أَعِدْ عَلَيَّ»، فَأَعَدتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ! » رواه ابن أبي شيبة وصححه ابن حبان. وبكى الحسن البصري عند موته، وقال: " نفس ضعيفة، وأمر مهول عظيم؛ إنا لله وإنا إليه راجعون ". ولما نزل الْمَوْت بِسُلَيْمَان التَّيْمِيّ قيل لَهُ: أبشر؛ فقد كنت مُجْتَهداً فِي طَاعَة الله -تعالى-، فَقَالَ: لَا تَقولُوا هَكَذَا؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا يَبْدُو لي من الله - عز وَجل -؛ فَإِنَّهُ يَقُول سُبْحَانَهُ: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]. قال المزني: " دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها، فقلت: كيف أصبحت؟، فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، ولسوء أعمالي ملاقياً، وعلى الله - تعالى - وارداً؛ فلا أدري: روحي تصير إلى الجنة؛ فأهنيها؟ أو إلى النار فأعزيها؟ ثم بكى، وأنشأ يقول:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما

ومازلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منه وتكرما


عباد الله!
ومن شدة ساعة الاحتضار ختم الأعمال بها، والبعث عليها، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنما الأعمال بخواتيمها " رواه البخاري، ويقول: " يبعث كل عبد على ما مات عليه " رواه مسلم. وذاك ما أزعج قلوب الصالحين، بَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ: كُلُّ هَذَا خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ؟ فَأَخَذَ تِبْنَةً مِنَ الْأَرْضِ، وَقَالَ: الذُّنُوبُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا، وَإِنَّمَا أَبْكِي مِنْ خَوْفِ سُوءِ الْخَاتِمَةِ. قال ابن القيم - رحمه الله -: " وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْفِقْهِ: أَنْ يَخَافَ الرَّجُلُ أَنْ تَخْذُلَهُ ذُنُوبُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحُسْنَى ".

أيها الإخوة في الله!
في ساعة الاحتضار تنقشع الغشاوة، وتنجلي الحقائق التي طالما غيبتها الدنيا بملاذها وسكرها؛ ولذا باتت وصايا المحتضرين من نفيس القول، وعميق معناه، وبالغ عظاته؛ لصدورها من صدق نفس وثقب نظر.

وبتأمل تلك الوصايا يلحظ دورها على ثلاثة أمور غالباً:
الأول: الاستعداد للموت:
لَمَّا نَزَلَ بِعامر بن عبدالله الْمَوْتُ بَكَى ثُمَّ قَالَ: «لِمِثْلِ هَذَا الْمَصْرَعِ فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ تَقْصِيرِي وَتَفْرِيطِي، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْت »، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حَتَّى مَاتَ. وقال عبدالعزيز بن أبي رواد: " دخلت على المغيرة بن حكيم في مرضه الذي مات فيه، فقلت: أوصني، قال: اعمل لهذا المضطجع ". ودخل رجال على محمد بن واسع وهو يحتضر، فقال: " يا إخوتاه! هبوني وإياكم سألنا الله الرجعة، فأعطاكموها ومنعنيها؛ فلا تخسروا أنفسكم! ".


وثاني الأمور التي تدور عليها وصايا المحتضرين: الندم على عدم الازدياد من الخير:
بَكَى أبو هريرة - رضي الله عنه - فِي مَرَضِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي لَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى بُعْدِ سَفَرِي، وَقِلَّةِ زَادِي، وَإِنِّي أَمْسَيْتُ فِي صَعُودِ مَهْبَطَةٍ عَلَى جَنَّةٍ وَنَارٍ، لَا أَدْرِي إِلَى أَيَّتِهِمَا يُؤْخَذُ بِي ». ولما حضرت معاويةَ بن أبي سفيان الوفاةُ قال: أقعدوني، فأقعد، فجعل يسبح الله - تعالى - ويذكره، ثم بكى، وقال: تذكر ربك - يا معاوية - بعد الهرم والانحطاط! ألا كان هذا وغصن الشباب نضر ريان؟! وبكى حتى علا بكاؤه، وقال: يا رب، ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي! اللهم أقل العثرة! واغفر الزلة! وجد بحلمك على من لا يرجو غيرك ولم يثق بأحد سواك! وَلما حضرت مُحَمَّد بن سِيرِين الْوَفَاة بَكَى، فَقيل لَهُ: مَا يبكيك؟ فَقَالَ: أبْكِي لتفريطي فِي الْأَيَّام الخالية، وَقلة عَمَلي للجنة الْعَالِيَة، وَمَا ينجيني من النَّار الحامية. هذا قيلهم ونزلهم في التقى علي؛ فما قيل المسرفين أمثالنا؟!

والأمر الثالث: بيان حقيقة الدنيا:
كان الخليفة عبدالملك بن مروان في مرض الموت فقال: ارفعوني، فرفعوه حتى شم الهواء، وقال: يا دنيا، ما أطيبك! إن طويلك لقصير، وإن كثيرك لحقير، وإنا كنا بك لفي غرور. ولما حضرت الخليفة المأمون الوفاة أمر بحلّ دابته، ففُرِش له، فاضطجع عليه، ووضع الرماد على رأسه، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم اليوم من قد زال ملكه. وقال الخليفة أبو جعفر المنصور عند احتضاره لوزيره الربيع: يا ربيع، هذا السلطان، لا سلطان من يموت. ودخل رجل على الأمير عبدالله بن طاهر وهو يحتضر فقال: السلام عليك أيها الأمير، فقال: لا تسمني أميراً، وسمني أسيراً. ولما احتضر الخليفة الواثق جعل يردد:
الموت فيه جميع الناس مشترك
لا سوقة منهمُ يبقى ولا ملِكُ

ما ضرّ أهلَ قليل في تفارقهم
وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا


الخطبة الثانية

أيها المؤمنون!
إن لساعة الاحتضار أعمالاً تشرع، تحسن بها الخاتمة، وتزكو بها المِيتة، ومن تلك الأعمال: الاستعداد لذلك المضطجع بالعمل الصالح، والتحرز من المظالم والمآثم، ومداومة التوبة وتجديدها. قال القعقاع بن حكيم: " قد استعددت للموت منذ ثلاثين سنة "، واحتضر بعضُ الصَّالِحين فَبَكَتْ امْرَأَته، فَقَالَ: مَا يبكيك؟ قَالَت: عَلَيْك أبْكِي، قَالَ: إِن كنت باكية فابكي على نَفسك، فَأَما أَنا فقد بَكَيْتُ على هَذَا الْيَوْم مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة.

وبسالف الاستعداد بالصالحات يحب المؤمن لقاء ربه، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»، قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قَالَ: « لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ » رواه البخاري ومسلم. و عند نزول الموت يُغلَّبُ الرجاء على الخوف، ويُحسّن الظن بالله - تعالى -، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ» رواه مسلم، ودخل عَلَى رجل وَهُوَ فِي النزع فَقَالَ: «كَيفَ تجدك؟ » فَقَالَ: أجدني أَخَاف ذُنُوبِي، وَأَرْجُو رَحْمَة رَبِّي، فَقَالَ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم -: «مَا اجْتمعَا فِي قلب عبد فِي هَذَا الموطن إِلَّا أعطَاهُ الله مَا رجا وأمّنه مِمَّا يخَاف» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ النَّوَوِيّ: إِسْنَاده جيد. والتلفظ بشهادة التوحيد نطقاً وتلقيناً خير أعمال الختام، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لقِّنوا موتاكم: لا إله إلا الله " رواه مسلم، ويقول: " من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة " رواه أبو داود وصححه الحاكم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]