محبة الخير لأخيك من الأعمال القلبية الواجبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الأخبار المستقبلية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف نقرأ قرناً من الصراع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الإمام أبو حنيفة قادح زناد الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صرخة في وجه الفساد الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من حسنت بدايته حسنت نهايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أسباب منع نزول المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          اللغة العربية أهميتها ومكانتها وعلومها - وحي الألم ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          في المقاومة الثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4431 - عددالزوار : 867139 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3962 - عددالزوار : 400245 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-05-2023, 02:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,432
الدولة : Egypt
افتراضي محبة الخير لأخيك من الأعمال القلبية الواجبة

محبة الخير لأخيك من الأعمال القلبية الواجبة


عبد الله يوسف الأحمد


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤمِن أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه»؛ (رواه البخاري (13)، ومسلم (45)، عن أنس رضي الله عنه، ولفظ مسلم: «حتى يُحِبَّ لجاره أو لأخيه» بالشكِّ.

وخرَّجه الإمام أحمد، ولفظه: لا يبلغ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتى يُحِبَّ للناس ما يُحِبُّ لنفسه من الخير.

• قال النووي في شرحه على مسلم (2/ 17): «وذلك سهل على القلب السليم، وإنما يعسر على القلب الدغل عافانا الله وإخواننا».

• وقيل في هذا الحديث: إنه ربع الإسلام.
وقال بعض العلماء: في هذا الحديث من الفقه أن المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة، فينبغي أن يحب له ما يُحِبُّ لنفسه من حيث إنهما نفس واحدة كما جاء في الحديث الآخر: «المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالحُمَّى والسهر»؛ (شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد، ص 22 و 64).

• وذكر ابن تيمية أن ذلك من الحقوق الإيمانية التي تجب للمؤمن على المؤمن، والتزامها بمنزلة الصلاة والزكاة والصيام والحج، والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما أوجب الله ورسوله، وهذه ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن؛ (مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية 1/ 159).

تطبيقات عملية:
١. قال ابن عباس: إني لأَمُرُّ بالآية من القرآن فأفهمها فأودُّ أن الناس كلهم فهموا منها ما أفهم؛ (فتح الباري لابن رجب 1 / 46).

٢. قال الشافعي: وددتُ أن الناس كُلَّهم تعلَّمُوا هذا العلم ولم يُنسَب إليَّ منه شيء.

٣. قال عليٌّ وغيره: هو ألا يحب أن يكون نعله خيرًا من نعل غيره، ولا ثوبه خيرًا من ثوبه.
فأما حب التفرُّد عن الناس بفعل ديني أو دنيوي: فهو مذموم، قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83]؛ (جامع العلوم والحكم، ت: الأرنؤوط، 1/ 302 و305).

٤. كان محمد بن واسع يبيع حمارًا له، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبِعْه.
وهذه إشارة منه إلى أنه لا يرضى لأخيه إلَّا ما يرضى لنفسه، وهذا كله من جملة النصيحة لعامة المسلمين؛ (جامع العلوم والحِكَم: 1/ 308).

٥. أنه إذا رأى في أخيه المسلم نقصًا في دينه، اجتهد في إصلاحه.

قال بعض الصالحين من السَّلَف: أهل المحبَّة لله نظروا بنور الله، وعطفوا على أهل معاصي الله، مقتوا أعمالهم، وعطفوا عليهم ليزيلوهم بالمواعظ عن فعالهم، وأشفقوا على أبدانهم من النار، ولا يكون المؤمن مؤمنًا حقًّا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه، وإن رأى في غيره فضيلة فاقَ بها عليه فتمنَّى لنفسه مثلها، فإن كانت تلك الفضيلة دينية، كان حسنًا، وقد تمنَّى النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه منزلةَ الشهادة.

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلَّا في اثنتينِ: رجل آتاه الله مالًا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقرؤه آناء الليل وآناء النهار».

وقال في الذي رأى من ينفق ماله في طاعة الله، فقال: «لو أن لي مالًا، لفعلت فيه كما فعل، فهما في الأجر سواء»، وإن كانت دنيوية، فلا خير في تمنِّيها، كما قال تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [القصص: 79، 80].

وأما قول الله عز وجل: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32]؛ فقد فسَّر بتمنِّي ما هو ممتنع شرعًا أو قدرًا؛ كتمنِّي النساء أن يكن رجالًا، أو يكون لهُنَّ مثل ما للرجال من الفضائل الدينية؛ كالجهاد، والدنيويَّة؛ كالميراث، والعقل والشهادة ونحو ذلك. وقيل: إن الآية تشمل ذلك كله.

ومع هذا كله، فينبغي للمؤمن أن يحزن لفوات الفضائل الدينية؛ ولهذا أمر أن ينظر في الدين إلى مَنْ فوقه، وأن ينافس في طلب ذلك جهده وطاقته، كما قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]، ولا يكره أنَّ أحدًا يُشاركه في ذلك، بل يحب للناس كلهم المنافسة فيه، ويحثُّهم على ذلك، وهو من تمام أداء النصيحة للإخوان.
كما قال الفضيل: إن كنت تحب أن يكون الناس مثلك، فما أدَّيْت النصيحة لربِّك، كيف وأنت تحب أن يكونوا دونك؟! يُشير إلى أن النصيحة لهم أن يحب أن يكونوا فوقه، وهذه منزلة عالية، ودرجة رفيعة في النصح، وليس ذلك بواجب، وإنما المأمور به في الشرع أن يحب أن يكونوا مثله، ومع هذا، فإذا فاقه أحد في فضيلة دينية، اجتهد على لحاقه، وحزن على تقصير نفسه، وتخلفه عن لحاق السابقين، لا حسدًا لهم على ما آتاهم الله، بل منافسة لهم، وغبطة وحزنًا على النفس بتقصيرها وتخلُّفها عن درجات السابقين.

وينبغي للمؤمن ألَّا يزال يرى نفسه مُقصِّرًا عن الدرجات العالية، فيستفيد بذلك أمرين نفيسين: الاجتهاد في طلب الفضائل، والازدياد منها، والنظر إلى نفسه بعين النقص، وينشأ من هذا أن يحب للمؤمنين أن يكونوا خيرًا منه؛ لأنه لا يرضى لهم أن يكونوا على مثل حاله، كما أنه لا يرضى لنفسه بما هي عليه؛ بل يجتهد في إصلاحها؛ (جامع العلوم والحكم: 1/ 308).

قال ابن عثيمين: فإذا قال قائل: ما هو ميزان النصيحة للأمة - المأمور بها في حديث: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».


فالميزان هو ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام؛ بقوله: «لا يؤمن أحدكم حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه»؛ ا.ھ.

وقال الشيخ يوسف الغفيص في شرح الطحاوية (شرح الطحاوية بترقيم الشاملة 24/ 8): فهذا من أصول الإيمان وهو الولاء للمؤمنين؛ ا.ھ.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.40 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]