ثوابت علمية في تعليم وتعلم العربية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         همسة في آذان الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من آداب الدعاء... إثبـــات الحمـــد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 3015 )           »          الاستعمار وأساليبه في تمكين الاستشراق الحلقة الرابعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 609 )           »          قواعد عقاب الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 15795 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-09-2019, 01:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي ثوابت علمية في تعليم وتعلم العربية

ثوابت علمية في تعليم وتعلم العربية


عبدالعزيز لمين







قبل أن نقف عند أهم الثوابت والركائز التي قد تسهم في تعليم العربية، لا بد أن نتوقف عند أهم مفهومين في عملية تحصيل اللغة العربية: الأول مصطلح "تعليمية"؛ وهي صفة تطلق على العمل الأدبي الذي يكون هدفه الرئيس نقل رسالة أخلاقية أو دينية أو علمية، فهي إذًا تدخل في تعليمية النحو، وهو ما يُسمَّى "قواعد النحو التعليمية"، هذه الأخيرة: "قواعد تُدرَّس في المدارس، وتحاول إزالة الهوة بين علم اللغة من ناحية، وتدريس اللغة من ناحية أخرى؛ وذلك بمحاولة ربط هذه القواعد اللغوية بالتجارب الواقعية للذين يستخدمون هذه اللغة، وبالتالي للذين يتعلمونها"[1].

فالتعليمية إذًا: هي مجموع الطرق والمناهج والأسس المتَّبعة في تحصيل اللغات.

المفهوم الثاني في العملية التعليمية: هو "المنهج"؛ ويقصد به تعليم العربية كلغة ثانية، ويتم ذلك بتزويد الطلاب بمجموعة من الخبرات المعرفية والوجدانية التي تُمكِّن الطلاب من الاتِّصال باللغة العربية التي تختلف عن لغاتهم، وتُمكِّنهم من فهم ثقافتها، وممارسة أوجه النشاط اللازمة، وهناك مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في المقبِل على تعلُّم العربية، فبالإضافة إلى القدرات الذاتية، ينبغي له أولًا التعرُّف على الثقافة العربية.

فهناك علاقة وطيدة بين اللغة والثقافة، ولا يمكن لفرد معين أن يعرف "الدَّالَّ" وهو لا يعرف "المدلول".

"إن اللغة تعبير عن ثقافة وبيئة معينة، والذي لا يدرك دلالات ومعاني الألفاظ، لا يمكنه أن يعيَها ويفهمَها، إن اللغة وعاء الثقافة، وهي الوسيلة الأولى والوحيدة في كثير من المجالات، للتعبير عنها، وإذا كان هذا الأمر يصدق عن اللغات المختلفة وثقافتها، فهو أصدق ما يكون على اللغة العربية وثقافتها؛ فهما يسيران يدًا بيدٍ، ومن العسير على دارس أجنبي أن يفهم العربية فهمًا دقيقًا أو أن يستخدمها استخدامًا جيدًا، دون أن يفهم ما يرتبط بها من مفاهيم ثقافية معينة"[2].

أما بخصوص معلم اللغة العربية، فيشترط فيه أن يكون على وعي بالاتجاهات المعاصرة في التدريس في ميدان تعليم اللغات الثانية، كما يجب أن يكون المعلم مُلِمًّا بالجوانب النفسية الخاصة بالدارس، ومن ذلك دوافعهم من تعلُّم العربية، وحاجاتهم، وقدراتهم، ومستوياتهم في العربية.

أما طبيعة المادة، فتعترضها مجموعة من القضايا؛ فحشد الكلمات والمفردات في كتب معينة، قد لا يكون مفيدًا في تعليم العربية؛ بل قد يزيد في صعوبة العملية التعليمية؛ لذا يجب في تعليم العربية تقسيم مراحل التعلُّم إلى مستويات ثلاثة:
المستوى الابتدائي: وفيه يجب الاقتصار على أهم الألفاظ التي قد يتواصل بها المتعلم، وهذا ما يمكن أن نسميه العربية الأولية؛ إذ يجب الاقتصار على بعض الكلمات المعروفة؛ كالتحايا وغيرها.

المستوى المتوسط: وفيه يجب أن ينتقل المتعلم من مرحلة التعرف على الألفاظ الشائعة إلى تركيب جمل.

المستوى العالي: وهنا تبدأ مرحلة تعليم "النحو" ومزايا وخصائص اللسان العربي.

إن الغاية من هذا التقسيم، هو تحديد ما يمكن للمتعلم أن يستوعبه، وكذا مراعاة التدرُّج في تقديم المادة اللغوية للمتعلم.

هذا ويجب أن نقف عند تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها على مجموعة من الثوابت والمرتكزات والتي تتلخَّص فيما يأتي:
الثابتة الأولى: من المعلوم أن اللغة العربية أصوات يُعبَّر بها كل قوم عن أغراضهم، ومن المعلوم أيضًا أن العرب الأوائل كانوا ينطقون العربية من غير علم بالكتابة، ومعروف أن أول آية نزلت على النبي الأُمِّي صلى الله عليه وسلم هي: ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1]، فكل هذه العوامل تثبت الدور الذي يلعبه النطق في العملية التعليمية، ومن هنا أمكن القول إن الثابتة الأولى في تعليم اللسان العربي هي "السماع"، فالسمع أبو الملكات اللسانية كما يقول العلامة ابن خلدون، خصوصًا إذا علمنا أن حضارة العرب حضارة منطوق، ثم مكتوب، والإسلام قرآن ثم كتاب، وهذه الركيزة تعتمد على ثلاث مراحل أساس، هي: "اسمع واقرأ واكتب"[3].

الثابتة الثانية: وتتمثل في ثابتة الاستعمال على نحو كلام العرب، وفي هذا يعرف العلامة ابن جني النحو بقوله: "هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرُّفه من إعراب وغيره؛ كالتثنية والجمع والتحقير والتكسير والإضافة والنسب والتركيب وغير ذلك؛ ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة، فينطق بها وإن لم يكن منهم، وإن شذَّ بعضهم عنها، رد به إليه"[4].

من هنا يتضح أن النحو ليس هو الإعراب؛ بل هو القوانين التي تحكم الكلام العربي، ومن ثم فإن النحو يعنى بدراسة الجملة، وبالتالي يمكننا القول إن التركيب هو التعبير الصحيح عن علم النحو على اعتبار أنه يدرس الجملة؛ ومنه يمكن اعتبار النحو قاسمًا مشتركًا بين الناطقين وغير الناطقين بالعربية.

وعلى الرغم من أهمية علم النحو، إلا أن العربية ليست نحوًا وصرفًا فقط؛ بل هي مجموعة متكاملة من المستويات.

الثابتة الثالثة: إن عملية تعليم العربية، مستويات متكاملة ومترابطة؛ لذلك فإن هذه الثابتة تتمثل في ربط النحو بالبلاغة؛ يقول إمام البلاغة العربية عبدالقاهر الجرجاني: "وليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله، وتعرف مناهجه التي نهجت، فلا تزيغ وتحفظ الرسوم التي رسمت لك، فلا تخل بشيء منها"[5].

وفي موطن آخر، يؤكد الإمام الجرجاني على ارتباط معاني النحو بالبلاغة في قوله: "وقد لا تدرك الفرق في المعنى بين قولنا: أنا ما سمعت، وما سمعت أنا؛ لكن علم المعاني هو الذي يعلمنا هذه الفروق على المعاني المتباينة بين كل هذه التراكيب؛ لذلك قالوا: إنه معاني النحو"[6].

هذا وإن الوظيفة الأساس التي تؤديها هي الإبلاغ، وفي رأينا لا يحصل الإبلاغ إلا عن طريق ربط النحو بالبلاغة، وفي الأخير تنبَّه الناطقون بغير العربية، إلا أن تعلم العربية يبلغ حد الوجوب، على حد تعبير الرازي في "المحصول"، وإذا كان تعلُّم اللغات الأخرى أكيدًا لغرض العادة، وتحصيل المعارف والفنون، فإن تعلُّم العربية أوكد لغرض العادة والعبادة التي من أجلها خلق الإنسان؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56].

وإذا كنا ننشد تعليم العربية للناطقين بغيرها، فإنه يجب ألا نغفل واقع العربية بين أهلها، وواقع الحال يقول بفساد سليقة وملكة من كانت العربية لغتهم الأم؛ لذلك فإن العلماء تنبَّهُوا إلى هذا منذ عدة قرون، من بينهم العلامة عبدالرحمن بن خلدون؛ حيث يقول في مقدمته في نصٍّ بعنوان "في تعلم اللسان المضري".

"اعلم أن ملكة اللسان المضري لهذا العهد قد ذهبت وفسدت، ولغة أهل الجيل كلهم مغايرة للغة مضر التي نزل بها القرآن؛ وإنما هي لغة أخرى لامتزاج العجمة بها كما قدمناه، إلا أن اللغات لما كانت ملكات كما مرَّ كان تعلُّمها ممكنًا شأن سائر الملكات.

ووجه التعليم لمن يبتغي هذه الملكة ويروم تحصيلها أن يأخذ نفسه بحفظ كلامهم القديم الجاري على أساليبهم من القرآن والحديث وكلام السلف ومخاطبات فحول العرب في أسجاعهم وأشعارهم، وكلمات المولدين أيضًا، حتى يتنزل لكثرة حفظه لكلامهم والمنثور منزلةَ من نشأ بينهم، ولقن العبارة عن المقاصد منهم، ثم يتصرَّف بعد ذلك في التعبير عما في ضميره على حسب عباراتهم وتأليف كلماتهم، أو ما وعاه وحفظه من أساليبهم وترتيب ألفاظهم، فتحصل له هذه الملكة بهذا الحفظ والاستعمال..."[7].

قبل أن نقف عند أهم المفاتيح التي قدَّمها ابن خلدون في هذا النص، ينبغي التأكيد على أن الهدف من وراء تعليم العربية هو الأخذ بيد الناشئة إلى حذق لغتهم العربية، وإجماعهم على أهمية هذه اللغة في حفظ الهوية وتراث هذه الأمة الديني والثقافي، واللغة جزء من الشخصية، لا يكون إلا برعاية جميع مكوناتها.

والذي لا يختلف عليه اثنان هو تفشِّي الضعف اللغوي، وقلة البضاعة عند الطلاب، ويرجع هذا الضعف إلى مجموعة من العوامل، منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو متعلق بالمناهج، ويمكن إجمالها فيما يأتي:
نسبة قليلة من المدرسين لخريجي اللغة العربية تعمل في مجالات غير التدريس.
نظرة المجتمع غير المشجعة لمدرسي اللغة العربية.
تكدُّس مناهج اللغة العربية.
ضعف الطلبة في اللغة العربية من الأساس، قواعد النحو مثلًا.
كثير من العرب يتحدثون بلغات أجنبية في المحافل الدولية واللقاءات الصحفية.
عدم توحيد المصطلحات العلمية في الوطن العربي.

عدم إعطاء المجتمع لغته العربية ما تستحقه من تقدير (مادي وأدبي) واعتزاز بعض الأفراد باللُّغات الأجنبية والسخرية ممن يتحدث بالعربية الفصحى.

لذلك فإن علماء العربية قدموا مجموعة من المقترحات؛ لتقويم الاعوجاج والضعف اللغوي؛ فابن خلدون ومن خلال النص الذي أوردناه، يصف العربية في عصره ويقول: إنها ذهبت وفسدت، وأن اللغة المستعملة هي لغة أخرى ممتزجة بعجمة، إلا أنه يعتبر اللغات ملكات يمكن تعلمها؛ لذا فهو يقترح:

حفظ كلام العرب القديم الموجود في أساليب القرآن والحديث وكلام السلف وأشعار العرب القديمة فتحصل له الملكة (ملكة الحفظ).

معارضة ومحاكاة العبارات المحفوظة من القدامى للتعبير عن المقاصد (ملكة الاستعمال). خاتمة:
إن تعليم العربية لأهلها مرتبط أساسًا بتطوير مناهج تدريسها في المراحل الأولى، وحسن اختيار موضوعات ونصوص هذه المناهج، كما يجب توجيه الطلبة إلى حفظ القرآن الكريم، وكذا تدريس العربية في مختلف الكليات والتخصصات، وأخيرًا تجب العناية بإعداد المعلم المؤهل لتدريس العربية في جميع المراحل التعليمية.


[1] علية عزة عياد: معجم المصطلحات اللغوية والأدبية، ألماني، إنجليزي، عربي ص37.

[2] رشدي؛ أحمد طعيمة: "الأسس المعجمية والثقافية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: مناهجه وأساليبه، منشورات إيسسكو- الرباط 1410ه/ 1989م، ص34.

[3] ساسي؛ عمار: "اللسان العربي وقضايا العصر"، ص92.


[4] ابن جني؛ أبو الفتح عثمان: "الخصائص"، ج1، تح: د عبدالحميد هنداوي، ط 3، 2008م/ 1429ه دار الكتب العلمية، بيروت ص33.

[5] الجرجاني؛ عبد القاهر: "دلائل الإعجاز"، قراءة وتعليق: أبي فهد محمود محمد شاكر، دار المدني، ط3/ 1413ه ص64.

[6] دلائل الإعجاز، مرجع سابق، ص64.

[7] ابن خلدون؛ "المقدمة" ج2، دار قتيبة، تونس ص728- 729.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.53 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]