نقض العهد ونتائجه السلبية على الإنسان: دراسة في الآية (13) من سورة المائدة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          يوم القيامة {يوم يقوم الناس لرب العالمين} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نصائح نبوية للآباء والأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 191 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853571 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388680 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214085 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2020, 09:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,908
الدولة : Egypt
افتراضي نقض العهد ونتائجه السلبية على الإنسان: دراسة في الآية (13) من سورة المائدة

نقض العهد ونتائجه السلبية على الإنسان


(دراسة في الآية 13 من سورة المائدة)


أمين حجي الدوسكي


قال تعالى في محكم كتابه عن اليهود وكيفية تعاملهم مع الله وكلامه: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13].

والآية الكريمة تبين أحد أصول الأخلاق الفاسدة عند اليهود؛ ألا وهو: نقض العهود والمواثيق مع الله تعالى وأنبيائه وأتباعهم، وقد تخلف عن ذلك نتائج سلبية على الفرد والمجتمع؛ ومن نتائجها السيئة:
1- استحقاق لعنة الله: ﴿ لَعَنَّاهُمْ ﴾؛ وهو البعد من رحمة الله، وهذه من أكبر المصائب؛ لأن رحمته وسعت كل شيء؛ ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، ورحمته سبقت غضبه؛ ((إن رحمتي سبقت غضبي))؛ [رواه البخاري]، وله من الرحمات مائة درجة يرحم بها عباده وخليقته، ونشر بيننا واحدة من رحماته فنرحم بها أنفسنا، وتحيا بها الكائنات في الأرض؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة))؛ [رواه مسلم (6908)]، فمع واسع رحمة الله، ثم يستحق إنسان الطرد منها والبعد عنها، هذه لَعَمري مصيبة كبيرة في الدين أعاذنا الله منها.

2- قسوة اللقب: ﴿ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ﴾، وقسوة القلب تورث العمى في البصيرة، فلا يبالي صاحبها بترك الحق واتباع الباطل؛ لأن الحياة التي كانت تحرك الأخلاق الحسنة في النفس من المحبة والوفاء والخضوع والشكر للمنان قد ماتت، فلم يبقَ من محرك لها؛ ولذلك كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها؛ ((اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع))؛ [رواه الترمذي، كتاب الدعوات، باب: حدثنا أبو كريب، برقم (3482)، وأبو داود، كتاب الوتر، باب: في الاستعاذة، برقم (1549)]، وهو الأمر الذي قرنه جل وعلا في آية الحديد بقسوة القلب؛ فقال: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].

فمن قسى قلبه، بعُد عن ذكر الله، و((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت))؛ [رواه البخاري، رقم: (102)]، ومن هذا حاله لا يقبل من الحق إلا ما يوافق هواه.

3- تحريف كلام الله وتغير معانيه لكي يوافق مصالحهم وأهواءهم: ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13]، وهذه آخر نتائج نقض العهود والمواثيق؛ وهو الكفر في آيات الله والكفر بها، والكفر في أصل اللغة: هو المحو والطمس والإخفاء، وهؤلاء أرادوا إخفاء كلام الله بتحريف كلماته المكتوبة المصونة في التوراة والإنجيل إلى غير مقاصدها الأساسية، ويريدون طمس حقائق آيات الله بغيرها من كلام البشر؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 68].

وتلك الآيات التي حُرِّفت معانيها وبُدلت معالمها الأساسية؛ منها ما تعلقت بالله وأسمائه وصفاته وآلائه، ومنها ما تعلقت بسيرة أنبياء ورسل الله عليهم الصلاة والسلام، ومنها ما تعلقت بنبوات خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وغيرها، وليس هذا موضع بسطها.

4- نسيان ما ذُكِّروا من فروض وواجبات: سواء تعلقت بالعبادات، كما نسوا توحيد الله واتباع مناهج رسل الله، ومحبة وتقدير أنبياء وأولياء الله، وعدم التعرض لسيرتهم والحفاظ على مكانتهم - أو تعلقت بالمعاملات والعلاقات الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، ومنها نقض اليهود لعهودهم مع معظم أنبياء الله وقتلهم على أيديهم؛ ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 155]، فبسبب نقضهم للعهود قست قلوبهم، وطُمست الحياة في بصيرتهم؛ فأعلنوا محاربة الله بالكفر به، ومن ثم ارتكاب الإجرام بحق الأنبياء عليهم صلوات الله بقتلهم، فاستحقوا اللعنة وغلف القلوب والطبع عليها، فلا يؤمنون إلا قليلًا، وذلك في عدم اشتراكهم لمعظم الجرائم تلك، أو من اشتركوا في بعضها ولكن تابوا وأنابوا ورجعوا، فالذي يكفر ولا ينقض الميثاق فقد ترك للتوبة مجالًا، ومن نقض العهد وقتل الأنبياء، فقد فتح جميع أبواب الكفر والشر على نفسه.

5- الخيانة: ﴿ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾؛ فمن آثار نقض العهد، والبعد عن منهج الله ورحمته، وقسوة القلب - هو الخيانة والطعن من الخلف والغدر مع المنعم عليه، وهذه صفات لا تبقى الحياة قائمة معها؛ لأن الخيانة عدو الصدق والاستقامة، فلا يظل للحياة والعيش بقاء معها؛ لأنها متعلقة بالنفس الأمارة بالسوء، المتخلقة على نقض العهود والطعن في الدين؛ لشدة توقانها إلى الفجور والمعصية، ومن ثَمَّ كانت الخيانة ملازمًا لها، فلازم بملازمتها كدر العيش وتذبذب الحياة، إلا إذا استعمل مع أصحابها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والعفو والصفح عما بدر منهم؛ كي يظهر لهم عظمة خلق الإسلام، فينظروا حقيقته الساطعة ورحمته الواسعة، فيقبلوه ويدخلوه أو يتركوا شرهم؛ كما أمر الله تعالى معهم بالعفو والصفح فقال: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ﴾، وإلا فالحذر وحدُّ الحديد ينفعهم، الذي ينفذ في خيانتهم فيلقى أثرها على مفصل رأس أصحابها، كما تذوقت يهود بني النضير وقينقاع وقريضة جزاء خيانتهم ونقضهم للعهود؛ أن طُردوا وهُجِّروا وقُتل رأس الفتنة فيهم، وكلما ترك وضعف صعقُ الحديد على ناقضي العهد والخائنين، قويت شوكتهم واستفحل أمرهم وضاقت الحياة منهم، وكلما اشتد حره عليه، انكمش وتوارى وغاب عن الأنظار لوهلة وفرصة أخرى، وقد يُستنبط من آخر الآية: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ﴾ وفق قاعدة رجوع الضمير لأقرب معهود في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ - أن العفو والصفح مأمور به بحق من قلَّت خيانته ونقض عهوده بحق المسلمين، أما من كانت الخيانة والغدر شيمته، فلا ينفع معه إلا قوة الدفع والردع.

ولو يتأمل في الآية التي بعد آية المائدة (13) في قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [المائدة: 14]، سيجد أنه جل وعلا لم يشتد في أمرهم مثل أمر بني إسرائيل (اليهود) في الآية التي قبلها؛ لأن النصارى نسَوا مواثيقهم، ولم ينقضوا عهودهم التي تعاهدوها مع محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما كان هو حال أمثال نصارى نجران وغيرهم، وكذلك الذين اتبعوا المسيح عليه السلام، بل كان نقض العهد والخيانة هو ديدن اليهود مع أنبيائهم ومع المسيح عليه السلام، وكذلك مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإلى الآن؛ ولذلك قال تعالى في آيات بعدها عن اليهود والنصارى ومن تخلَّق بخُلق اليهود من المشركين: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [المائدة: 82]، وعن المشركين الذين تخلقوا بخلق اليهود السوء؛ قال تعالى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186]، والصحابة رأوا الأذى من يهود المدينة وخيبر وما جاورها، ومن مشركي مكة وأطرافها، ومن المنافقين فيها، وقد عادى كسرى المجوسي الثانوي عظيم الفرس رسالةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم ومزقها، فدُعيَ عليه، فمُزِّق ملكه وقُتل بيد ابنه شيرويه، وأما هرقل عظيم الروم والمقوقس، فلم يسلما وأهدى المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم جاريتين، ومنهما أمنا مارية القبطية أم إبراهيم رضي الله عنها، والنجاشي أسلم.

وفي الختام قد تبين أن كل من تخلق بتلك الخلال السيئة من الكذب والخيانة ونقض العهود، فهو في خطر من اللعن، والبعد عن منهج الله الذي هو الرحمة منه إلى الناس، وسيكون وبالًا على البشر.

ولما لم يُرَ في المسلمين ودولهم بأفرادها ومجتمعاتها على مر التاريخ من نقض العهود والمواثيق، والخيانة والغدر بالآخرين في غالب سيرتهم - تبين أن السبب وراء ذلك:
أولًا: صحة الاعتقاد الديني عندهم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34].

ثانيًا: استقامة مكارم الأخلاق فيهم؛ ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))؛ [رواه أحمد]، وقال الصحابي أبو ذرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((رأيته يأمر بمكارم الأخلاق))؛ [رواهالبخاري]، ومن مكارم الأخلاق العدل والإحسان وصلة الأرحام؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

ثالثًا: وإبقاء مصادر تشريعهم على ما هي عليها زمن البعثة؛ وهما: الكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، والحفظ يشملهما، ومن أسباب حفظ الكتاب تدوين قراءاته زمن النبوة، وجمعها جمعين كاملين زمن الخلافة الراشدة، وكان للمسلمين قوة ودول تحمي كتاب ربهم وسنة نبيهم وتذود عنهما، بخلاف الأديان الأخرى التي لم يبقَ لهم كتاب بنسخة أصلية، وتأخرت كتابتها وتدوينها زمن البعثة النبوية وقتها، وكذلك أتى عليهم دهورًا لم يبقَ لأصحاب الديانات الإبراهيمية وغيرها قوة مدانة لها، تحمي معتقدهم الصحيح من طغيان الكافرين وظلم بعضهم بعضًا؛ فكانت عرضة للضياع والحرق والإهمال؛ بسبب الجهل بنسخها الأصلية، والخوف من إعلان تدينها، والبعد عن مصادرها الأولية الأصلية.


فالله العظيم المنان الرحيم نستعين وندعو أن يبعدنا ويحفظنا من كفر الكافرين، وغدر ناقضي العهود الخائنين، في كل وقت وحين.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.73 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]