الأخوة بين الأقارب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836977 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379480 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191306 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 667 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 953 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1111 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2020, 01:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي الأخوة بين الأقارب

الأخوة بين الأقارب


فتحي حمادة





يا مَن قطعتم أرحامكم، يا مَن أعرضتُم عن أقاربكم، هل تعلمون أن الأمر عظيم؟ ألم تسمعوا أن العقاب شديد؟ ألم تعلموا أن من أسماء الله ما تقطعونه؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله - تعالى -: أنا الرحمن، وهذه الرحم، لها اسم من اسمي، فمَن وصلها وصلتُه، ومَن قطعها بَتَتُّه))، الدم الواحد يجري في عروقكم، فدمكم واحد، ألم تقرؤوا قول الله - تعالى -: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1]، وقال الله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾ [الرعد: 21]؟

قد أصابنا الوَهَن بعد أن قطِّعت الأرحام، قد أصابنا الذلُّ بعد أن تقطَّعت الأرحام، أصبحت العَلاقة بين الأخ وأخيه عَلاقة مصلحة، لا علاقة محبة، أصبحت العلاقة علاقة مال، أصبحت العلاقة علاقة منفعة، فإذا انتهت المنفعة انتهت العلاقة، وكأن الدم الذي يجري في العروق أصبح ماءً، ووأد الأخ رَحِم أخيه، وانفكت القيود التي كانت تربطهما، ألم تسمعوا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - تعالى - خَلَق الخَلْق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقامُ العائذِ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضَيْن أن أصلَ مَن وصلك، وأقطع مَن قطعك، قالت: بلى، قال: فذلك))، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]))، وفي رواية البخاري: ((فقال الله - تعالى -: مَن وصلك وصلتُه، ومَن قطعك قطعتُه))؛ (البخاري ومسلم).

فذكَر اللهُ - سبحانه وتعالى - في الآية أن الذين يفسدون في الأرض ويقطِّعون أرحامهم ملعونون؛ أي: مطرودون ومُبْعَدون عن رحمة الله - تعالى - وقد أصمهم اللهُ - تعالى - أي: جعلهم لا يسمعون الحق، ولو سمعوا ما انتفعوا به، فأعمى أبصارهم فلا يرونَ الحقَّ، ولو رَأوه لم ينتفعوا به، فسدَّ عنهم طرق الخير.

صلة الرحم نعمة أنعمها اللهُ - تعالى - على الإنسان؛ لأن الإنسان بدونِ أقارب؛ كالشجرة بدون جذور، قد تقتلعها الرياح، فالأقارب عِزوة تُعِين الإنسان على احتياجاته، ويستمد منها كل احتياجاته، ولا يشعر بذلك إلا مَن افتقد ذلك، فتجدهم في المصائب أشدَّاء، وتجدهم في الأفراح أحبَّاء، تجدهم في المرض دواءً، فما أحلى مَن قدَّم لأخيه رباط الرحم دون البحث عن منفعة أو مصلحة، فإن النصر على أعدائنا - وأولهم الصهاينة - لن يأتي إلا إذا عادت الرحم إلى مكانها، وهذا ما نراه مع الإخوة الفلسطينيين، الذين انحازوا لمصالحهم على وطنهم الذي سُلِب منهم، فنرى بعضهم يقاوم من أجل الحرية وعودة أراضيهم المسلوبة، فنرى دماءهم تسيل، وتروي جذور أشجار أرضهم، ونرى آخرين تركوا أرضَهم من أجل مصلحة ومنفعة؛ ظنًّا منهم أن الأرض تُبَاع وتشترى، وأن دينهم لن يستطيع مقاومة عدوِّهم، ولكن هيهات هيهات؛ فإن الدين غالب لا مغلوب، وإن النصر قادمٌ لا محالة، فهناك إخوة تقاوم، وهناك إخوة تنافق، فعودوا إلى رشدكم، يا مَن تخليتم عن أرضكم، عودوا إلى دينكم، يا مَن بعتم أرضكم؛ فإن الكرسي والمال والسلطان لن يدوم.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سرَّه أن يُنْسَأ له في أثره، ويوسَّع عليه في رزقه؛ فليَصِلْ رحمه))، وفي رواية أخرى: ((مَن سرَّه أن يُمَدَّ له في عمره، ويوسَّع له في رزقه؛ فليتقِ الله، وليَصِلْ رحمه))، وقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الناس أفضل؟ قال: ((أتقاهم لله، وأوصلهم لرحمه، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر)).

صلة الرحم ما أحلاها، ما أجملها، ما أنفعها، فصِلْ رحمك يا مسلمُ، حتى لو قطعها أخوك ابن أبيك، فإن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أَصِلُهم ويقطعونني، وأُحسِن إليهم ويُسِيئون إليَّ، وأَحلُم عنهم ويَجْهَلون عليَّ، فقال: ((لئن كنتَ كما قلت، فكأنما تسفُّهم المَلَّ، ولا يزالُ معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلك))؛ (رواه مسلم)، والمَلُّ هو الرماد الحار؛ أي: كأنما تُطْعِمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لِما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، فأبشر - يا مسلم - فإنه لا يزال معك من الله - تعالى - ظهير، ما دمتَ على ذلك.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها))؛ (رواه البخاري)، فالإنسان الواصل ليس المكافئ، الذي إذا وصله أقاربه وصلهم، ولكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها؛ فتكون صلته لله - تعالى - لا مكافئة لعباد الله - تعالى - ولا من أجل أن ينال بذلك مدحًا عند الناس، ولا ننسى في هذا الأمر الصلة للوالدين، فإن مَن وصل والديه كمَن أعدَّ طريقه إلى نصر عظيم؛ فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين سأله عبدالله بن مسعود: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قدَّم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله - تعالى - فبرُّ الوالدين أول طريقٍ إلى النصر.

وقد يسألُني سائل: ما الرابط بين النصر وبر الوالدين؟


وأجيب سائلاً: إن لم يبرَّ الابنُ والدَه، فكيف ينصر اللهَ وينصره اللهُ - تعالى؟
فإن النصر ليس جهادًا وقتالاً في ميدان المعركة فقط، وإنما يبدأ بما أمر الله، وبما ينهى عنه، فضلاً عن الثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وفي كل الأحوال، فإن بر الوالدين من مقومات الإيمان بالله - تعالى.

قال - تعالى -: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]، وقال - تعالى -: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]؛ فهذه الآيات تدلُّ على عظم حق الوالدين، لا سيما وأن الأمر عظيم، ألم تسمع - يا مسلم - أن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: "أقبل رجلٌ إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبايعُك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله - تعالى - قال: ((فهل من والديك أحدٌ حي؟))، قال: نعم، بل كلاهما، قال: ((فتبتغي الأجر من الله تعالى؟))، قال: نعم، قال: ((فارجع إلى والديك، فأحسِنْ صحبتهما))، وفي رواية أخرى: جاء رجل فاستأذنَه في الجهاد فقال: ((أحيٌّ والداك؟)) قال: نعم، قال: ((ففيهما فجاهد))؛ (متفق عليه).

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يجزي ولدٌ والدَه حتى يجدَه مملوكًا فيشتريه فيعتقه))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الجنة يوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها عاقٌّ ولا قاطع رحم))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((برَّ أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك)).

فبر الوالدين يعدُّ منزلة من منازل الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله - تعالى - فمِن أجل النصر لا بدَّ أن نبرَّ الوالدين؛ فالوالد أوسط أبواب الجنة؛ فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رجلاً أتاه، فقال: إن لي امرأة، وإن أمي تأمرني بطلاقها، فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئتَ فأَضِعْ ذلك الباب، أو احفظه))؛ (رواه الترمذي).

ومع كل هذا لا ننسى بر الوالد بولدِه، فكلما كان الوالد على حق، فإن الولد سيرد هذا الحق، والحق هنا المعاملة الحسنة، والتربية السليمة من خلال الكتاب والسنة، وتطبيق الحقوق الواجبة في مكانها المناسب، وعلى ذلك، فإن النتيجة هي وضع الرحمة في موضع العلوِّ، فالرحمة لها طريق واحد وهو البر، بر الوالد وبر الولد؛ فقد جاء رجل إلى عبدالله بن المبارك فشكا إليه بعض ولده، فقال: هل دعوتَ عليه؟ قال: نعم، قال: أنتَ أفسدتَه، ورأى الأقرع بن حابس النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقبِّل الحسن، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ واحدًا منهم! فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم))، وقال يزيد بن معاوية: أرسل أبي إلى الأحنف بن قيس، فلما وصل إليه قال له: يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟ قال: يا أمير المؤمنين، ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصُول على كل جليلة؛ فإن طلبوا فأعطِهم، وإن غضبوا فأَرْضِهم، يمنحوك ودَّهم، ويحبوك جهدَهم، ولا تكن عليهم ثقلاً ثقيلاً، فيملوا حياتك، ويودوا وفاتك ويكرهوا قربك؛ فقال له معاوية: لله أنت يا أحنف، لقد دخلتَ عليَّ، وأنا مملوء غضبًا وغيظًا على يزيد، فلما خرج الأحنف من عنده رَضِي عن يزيد، وبعث إليه بمائتي ألف درهم ومائتي ثوب؛ فأرسل يزيد إلى الأحنف بمائة ألف درهم ومائة ثوب فقاسمه إيَّاها على الشطر.


ومن كل هذا البِر بين الوالد وولده، وبين الولد ووالده، لا تتعجب إن قلت: إن النصر على الأعداء لن يأتي إلا بهذا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.79 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]