الصرع بين الميثولوجيا والطب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850895 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386896 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60073 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي

الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-06-2019, 09:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الصرع بين الميثولوجيا والطب

الصرع بين الميثولوجيا والطب- 1










الدكتور حكمت فريحات









الصرع من الحالات المرضية التي تشغل بال الناس وتثير اهتمامهم ، ليس بما يكتنف هذه الحالة من غموض في اسبابها واعراضها وعلاجها ، وما تحاط بها من هالة وقدسية وما يحاك حولها من اساطير وخرافات فحسب . بل وبما يترتب عليها من مضاعفات ونتائج سلبية على المريض الى حد الرفض الاسري له ، وعلى الاهل من عناء ومشقة ونفقات مالية وجهد حثيث في التعامل مع الابن المصاب بالصرع .
تعريف :


الصرع ليس مرضا بحد ذاته ، بل هو عرض من اعراض امراض اخرى تصيب الدماغ (المخ ). ويمكن ان نعرفه على اساس فسيولوجي واساس سريري :
فسيولوجيا :


الصرع عبارة عن عملية تفريغ كثيف (شديد) سريع مفاجئ ، متناوب وموضعي للعصبونات ( الخلايا العصبية ) الموجودة في المادة السنجابية (الرمادية ) في قشرة الدماغ ، فموضع الخلل موجود في هذه المنطقة ، ولا يوجد اي مبرر او دليل على وجوده في اي مكان آخر خارج المادة الرمادية للدماغ .
اما سريريا فالنوبة الصرعية عبارة عن اضطراب نمطي ومتقطع في المزاج والعواطف والوعي اوظائف الحركية والادراكية والحسية ناجمة عن التفريغ العصبوني المذكور آنفا .
البدايات :


الصرع معروف منذ العصور القديمة ، وكان يطلق عليه اسماء عديدة منها :
"داء هرقل " لان الامبراطور الروماني كان مصابا به وكذلك اطلق عليه اسم "الداء الالهي "والداء المقدسي" والداء الهابط ونظرا للدهشة المفزعة التي كانت تنتاب الشخص الذي يشاهد ما يجري للمصاب بنوبة الصرع فقد اطلقوا عليه اسم إبلبسياوهي كلمة اغريقية تعني "المسكة او الصرعة" ، ومن الاسماء التي اطلقت على الصرع : ام الصبيان ، النقطة القرينة ، التكريزة والشمرة ، واطلق عليه الرومان اسم " داء الكوميشيا " ( والكوميشيا هي اجتماع شعبي واسع يتم فيه مناقشة امور الدولة السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية ، فهو يشبه مجلس الامة حاليا ) وذلك بسبب انفضاض الاجتماع وهلع الحاضرين عند حدوث نوبة صرعية لاحد الحاضرين للاجتماع ( الكوميشيا).

إن اول ذكر صريح ورد في قانون حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، حيث نص على ان من اشترى عبدا وثبت انه مصاب بالصرع خلال شهر من شرائه فيحق له ان يعيد العبد الى صاحبه ويسترد الثمن الذي دفعه ، وكان الصرع يتصف بالاسطورية والخرافية ، فيعزوه الناس لاسباب ميتافيزيقية ( غيبية) وكانوا ينظرون للمصاب بالصرع نظرة تجمع بين التقدير والاحترام من ناحية وبين الخشية منه من ناحية اخرى بسبب اعتقادهم ان رأس المصاب استوطنته روحا ذات قوة خارقة ، وهي قد تكون روحا ربانية او روحا شيطانية وهذا ما اعطى المصاب بالصرع الهيبة والخشية والقدسية ، وكانوا يعزونه مرة للاله وتارة للشيطان واحيانا للريح او الاشباح ، ويقولون للمريض مسكون اومركوب من جن او شيطان او روح شريرة دخلت الى المخ ، حتى ان بعض المصادر العلمية تقرر ان الثقوب الموجودة في الجمجمة وجدت ليخرج منها الشيطان ، وحتى القرن التاسع عشر الميلادي ظل الناس بمن فيهم الاطباء يعزونه لاسباب تتعلق بالنزوات والشهوات " كالاستنماء " ( العادة السرية ) والافراط في ممارسة العلاقات الجنسية وتعاطي الدخان ، وعلى العموم القيام بأي عمل لا اخلاقي . ويعتبرونه نوبة عصبية ونوعا من " الجنون" ويصنفه الاطباء من ضمن الامراض العصابية وهي جزء من الامراض العقلية ، وما زال الخلط بين الصرع والامراض العقلية سائدا في الاوساط الشعبية حتى يومنا هذا ، ففي الجزائر مثلا يصف الناس نوبة الصرع حسب شدتها باسماء تدل على هذا المعنى للصرع ، فيقولون :
- يطيح : إذا كانت الوبة مجرد فقدان للوعي
- يكرز : إذا كانت النوبة فقدانا للوعي مصحوبا بتشنجات
- مقرون ( القرينة) : إذا صاحب فقدان الوعي اضطرابات في المزاج والسلوك .
وكان الطبيب والعالم الاغريقي ابقراط الملقب " ابو الطب " قد نفى عن الصرع صفة الالهية والقسية ، فقال بأن الصرع لا يختلف عن الامراض الاخرى في شيء وفي ان الاسباب التي تسببه هي اسباب طبيعية وليست روحية . ثم جاء الطبيب والعالم المسلم ابو بكر الرازي ليقرر في كتابه " الحاوي " ان اسباب المرض إنما توجد في المخ ، فكتب يقول :"الصرع تشنج يعرض في جميع البدن إلا انه ليس بدائم لان علته تنقضي سريعا، وما ينال فيه الاعضاء التي في الرأس من جميع الجسد من المضرة يدل على ان توالد العلة إنما هي في الدماغ . وبهذا الكلام الواضح يكون الرازيٍ ققد حدد سبب المرض الحقيقي وأنه سبب مادي ، طبيعي يصيب المخ ، فيكون قد سبق العالم الاوروبي جاكسون الذي عاش في أواخر القرن التاسع عشر وافترض وجود بؤرة الصرع في الدماغ .
الوبائية :


الصرع بنتشر عند جميع الامم والاعراق ويصيب الناس في جميع الاعمار بدء من الشهر الأول من العمر ومرورا بالطفولة والشباب والكهولة والشيخوخة ، ولكنه ينتشر بين الأطفال اكثر من الشباب لأسباب تتعلق بقابلية الوراثة وضعف المناعة وبالتلي إصابتهم بالأمراض الفيروسية والجرثومية وكذلك الإضطرابات الإستقلابية والتشوهات الخلقية ، ونقص الاوكسجين والشد على الرأساو الشفط بسبب عسر الولادة ، وكذلك تأخر نضوج الجهاز العصبي ، ثم يزداد في مرحلة الشيخوخةبسبب كثرة الامراض التي تصيب كبار السن مثل اورام الدماغ ، والإحتشاء الدماغي ، وضمور الدماغ وهو يصيب الذكور اكثر قليلا من الاناث ، وتشير الأدبيات الطبية ان 50% من الحالات تظهر قبل سن العشرين من العمر ، ولكن أظهرت دراسة أجريتها أنا شخصيا في المستشفى الجامعي في مدينة قسنطينةبالجمهورية الجزائرية سنة 1981 على 42 حالة أدخلت المستشفى أن مانسبته 75%من الحالات هي لأشخاص تتراوح أعمارهم مابين 1-20 سنة ، وجاءت هذه النتيجة متوافقة مع دراساتأجريت في فرنسا في تلك الفترة .
أنواع الصرع :


هناك تصنيفات عديدة لنوبات الصرع ، ولكن حتى لا ندخل في تفاصيل لا تناسب غير ذوي الإختصاص فإننا نرى أن نكتفي بذكر التصنيف المقبول عالميا والذي وضعته الجمية العالمية لمكافحة الصرع والذي يصنف النوبات حسب كونها موضعية أو منتشرة عامة ، ويقسمها الى نوعين رئيسيين كل نوع منهما يشتمل على أنواع فرعية اخرى ، وهما:
اولا : النوبة العامة : وهي تشمل جميع الجسم وقد تكون كبيرة ومظاهرها شديدة ومتنوعة ، وقد تكون أقل شدة وأهم علاماتها فقدان عميق للوعي إلى جانب علامات أخرى ، وقد تكون مجرد فقدان بسيط للوعي ، وهي تشمل جانبي الجسم ولا يوجد فيها أعراض بؤرية .

ثانيا : النوبة الجزئية وهي إما أن تكون بسيطة أومعقدة ، والبسيطة يكون فيها الوعي سليما ، وتظهرفقط علامات حركية أو حسية او عضوية او تلقائية فتكون مصحوبة بمزاج وسلوك مضطرب وانخفاض في مستوى الوعي وتلقائية وعادة ما تظهر في الفص الصدغي .
اولا : النوبة العامة : أهم أنواعها هما :


الداء الكبير التوتري – الرجفاني والداء الصغير .داء الشدوة أو الغياب .
أ - الداء الكبير التوتري – الرجفاني (الرمعي) ، عادة يظهر هذا الداء في العقد الثاني من العمر و 90%من النوبات تحدث بعد الاستيقاظ من النوم في أي ساعة من اليوم ، وكذلك وقت الاسترخاء مساء ، وعادة تسبق النوبة مرحلة قبلية تدعى مرحلة الانذار ولكنها هنا غير موجودة فلا يشعر المصاب بعلامات تنذره بدنو حدوث النوبة وهي تمر بثلاث مراحل
أ – مرحلة التوتر او التصلب : تبدأ النوبة بصرخة شديدة تحدث بسبب انقباض الحنجرة وعضلات التنفس والحجاب الحاجز وفتحة المزمار ، ويفقد المريض الوعي ، ويسقط بشدة بشكل مفاجئ على الارض ، وتحدث التشنجات التي تنتشر الى كل الجهاز العضلي الإرادي ، فتتمدد الاطراف وتتصلب ويتوقف التنقس ويزرق لون الوجه وتشخص العينان لأعلى ، وتتسع الحدقتان ولا تستجيبان لأي منبه ، ويصتك الفك السفلس على الفك العلوي وغالبا ما يحدث عض اللسان والشفتين ، ويمتلئ الفم باللعاب الذي يظهر على شكل زبد ورغوة ، وكذلك يحدث التبول اللاإرادي بسبب انقباض المثانة وأحيانا يحدث التبرز وتستمر هذه المرحلة من 25 -30 ثانية .
ب- المرحلة الرجفانية او الاهتزازية ( الرمعية ) : تبدأ هذه المرحلة بشهقة تشنجية ، ويتغير لون الوجه من الأزرق الى المحتقن ، ويكون معرضا لخطر الإختناق ، وتحدث حركات إهتزازية في جميع أنحاء الجسم فتتحرك يداه ورجلاه ، ويتقلب على ظهره وبطنه وجوانبه ويحاول النهوض ولكنه يسقط ثانية وتستمر هذه الحالة من دقيقة ونصف الى دقيقتين تنتهي بالإرتخاء العضلي .

ج – مرحلة الغيبوبة : بعد انتهاء المرحلة الإهتزازية يحدث للمريض ارتخاء تام في جميع عضلاته فيسهل التنفس ، ويدخل في غيبوبة عميقة تستمر من 10 – 15 دقيقة وقد تتحول الى نوم عميق لعدة ساعات ليسيقظ بعدها وهو لا يعلم ولا يشعر بأي شيء مما حدث له . وفي بعض الحالات تظهر على المصاب حالات ذهانية أهمها ما يظهر من آليات حركية بعد النوبة حيث يحاول النهوض ويتعلق بأي شيء في متناول يده ، ويتفوه بكلمات متقطعة المفاصل غير مكتملة وغير مفهومة ولا يتعرف على أحد ممن حوله وهي غيبوبة ذهولية تمتد من دقائق الى ساعات، ومن علاماتها كف الادراك وصعوبة الكلام والنسيان الرجعي .
2- الداء الصغير او الغياب او السرحان :


عبارة عن نوبة من فقدان الوعي البسيط غير مصحوب بتشنجات ولا رجفان وتبدأ بأن يصفن المريض فجأة ، ويحدق ببصره للامام او الأعلى فيبدو على هيأة سرحان ، او شدوه ويتوقف عن اداء العمل الذي كان يؤديه. وقد يحتفظ المصاب بهيئته التي هو عليها ويمكن أن يستمر أو يتابع العمل الذي كان يؤديه بصفة آلية ودون شعور ، فمثلا قد ينتقل من الكلام الواضح الى التمتمة المفككة ، وإذا كان يعزف موسيقى يستمر في دق لوحة مفاتيح الآلة الموسيقة بدون انتظام وتستمر هذه النوبة من 5 – 15 ثانية ، ويكون المريض في حالة تشبه الإغماء او الخفوت ، وينهي النوبة بابتسامة سطحية لا معنى لها ولا يتذكر شيئا مما حدث معه ، وفي بعض الحالات قد يشحب لوت الوجه ويعلك ويتمتم بعبارات غريبة ويقوم بحركات عضعضة دون ان يشعر بشيء من ذلك . وفي 30 %من هذه الحالات تختفي النوبات نهائيا عند عمر 15 سنة وقد يرافق هذه النوبات ما يعرف بالمتعادلات النفسية أو السبورات الصرعية ، وتسمى المتعادلات لمفاجأتها وطابعها الاستطرادي وشببها للأعراض التحذيرية الشبيهة بالعرض الأولى للصرع ، والسلوك الشديد العنف ، فقد يرتكب المصاب جريمة قتل فظيعة ولا يعلم عنها شيئا سوى شعور غامض بأنه قد فعل شيئا ما ، فمثلا أحد المرضى ركب أثناء النوبة سيارة أجرة وقتل سائقها وألقى الجثة داخل السيارة وقادها وعاد بها الى منزله ، فدخله وترك السيارة أمامه ، وعندما حضر رجال الشرطة كان يقف على الشرفة يبتسم كأنه يرشدهم على نفسه . ومن أبسط المتعادلات النفسية أن يستمر المريض في أداء العمل الذي كان يعمله قبل بدء النوبة – رغم فقدانه للوعي – بطريقة غير صحيحة ، فمثلا إذا كان يمشي فإنه يتابع سيره في نفس الاتجاه الذي يقصده لكنه لا يصل الى المكان المقصود ، وإذا كان يكتب فإنه يستمر في الكتابة ولكن كلمات وألفاظ وعبارات غير مترابطة ولا تؤدي الغرض ، ومن المتعادلات النفسية حلات الرؤى الشفقية التي منها غفوة الصرع وهي آلية تجولية يقوم فيها المصاب بالسفر من مكان الى آخر مع القيام بشراء تذاكر السفر والذهاب الى محطة القطار أو موقف الباصات والتحدث الى المسافرين ، ولما تنتهي النوبة ويجد نفسه في هذا المكان لا يعرف لماذا هو هنا .
3- النوبة العامة التصلبية :


وهي حدوث الدور التصلبي دون ان يتبعه الدور الارتجاجي مع بقاء نفس المراحل الذكورة في النوبة التصلبية – الارتجاجية ، وما بعد النوبة أخف من الأولى
4- النوبة العامة الارتجاجية :


وفي بعض الحالات يحدث الدور الارتجاجي دون ان يحصل الدور التصلبي مع بقاء نفس المراحل ، وكذلك ما بعد النوبة أخف وأقصر
5- النوبة الارتخائية أو اللا تصلبية :


تتصف بارتخاء عضلات الجسم جميعها بشكل مفاجئ بسبب تثبيط الحزم العصبية الحركية الشوكية – الشبكية فلا يقوى المصاب على الوقوف قيسقط على الارض لفترة وجيزة جدا لا تتعدى بضع ثوان قد يحصل فيها فقدان للوعي .
6- النوبة اللا حركية :

وهي تشبه النوبة الارتخائية ولكن دون فقدان للوعي ودون اية حركات عضلية .
يتبع في الحلقة القادمة متابعة الحديث عن النوبات الصرعية الجزئية البسيطة منها والمعقدة ، وكذلك الحالة الصرعية العنيدة ثم نتحدث عن تفريق النوبة الصرعية عن غيرها من الامراض التي تتصف بفقدان الوعي أو السقوط على الارض ، وكذلك نتحدث عن أسباب الصرع في مختلف مراحل العمر




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-06-2019, 09:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصرع بين الميثولوجيا والطب

الصرع بين الميثولوجيا والطب- 2










الدكتور حكمت فريحات
تحدثنا في الحلقة الاولى عن تعريف الصرع و بدايات التعرف عليه و نظرة المجتمعات القديمة له و تطور هذه النظرة من اعتباره مرضاً الهيا او شيطانياً الى التوصل الى حقيقته من انه عبارة عن علامة و ظاهرة لمرض يصيب الدماغ , ثم تحدثنا عن انواع الصرع و فصلنا الحديث عن النوبات الصرعية العامة الشاملة بانواعها المختلفة و في هذه الحلقة نتابع الحديث عن لنوبات الصرعية الجزئية و عن الحالة الصرعية .

ثانياً : النوبات الجزئية: و هي كما ذكرنا سابقاً اما ان تكون بسيطة او معقدة , و هي بؤرية اي انها ناتجة بسبب اصابة بؤرة او جزء محدد من الدماغ فتكون اعراضها غير عامة و غير شاملة لجميع اجزاء الجسم و انما تظهر على جزء محدد من الجسم حسب البؤرة المصابة في الدماغ و تختلف النوبة الصرعية الجزئية البسيطة عن المعقدة ان الاولى تظهر على شكل حركات عضلية فقط و لا تترافق بفقدان الوعي , بينما المعقدة يرافقها اضطراب في السلوك و المزاج و هلوسات بصرية او سمعية او شمية حسب موقع بؤرة الاصابة الدماغية.
1- النوبة الجزئية البسيطةو هي نوبة صرع بؤرية تحدث في جزء محددمن الدماغ , فهي موضعية تصيب وظيفة واحدة دون ان يصاحبها فقدان الوعي مثل حركة ارتجاجية ( رجفانية ) في احد الاطراف , او نبض حسي غير طبيعي بشكل وخز و من انواعها :
أ‌- نوبة صرع جاكسون : نسبة الى العالم الذي حددها, و تحدث بسبب اصابة قشرة الدماغ في المنطقة الحركية , حيث تكون عملية تفريغ الشحنات الكهربائية للعصبونات ( الخلايا العصبية ) محددة في المنطقة الحركية لقشرة المخ , و لهذا تظهر على شكل حركات في احد الاطراف فإذا اصيبت المنطقة الحركية برجفان الابهام و الشاهد ثم يمتد الارتجاف الى الذراع فالكتف و قد يصل الى الفم , و احيانا يتبع هذه الحركة ضعف في الذراع او الطرف المصاب و هو ما يعرف بشلل تود , و لكن يبقى الوعي سليماً و كذلك المزاج و السلوك و الفكر لا تصاب باي اضطراب اي ان النوبات تقتصر على رجفان و اهتزاز الذراع
ب‌-النوبة الجزئية البسيطة الحسية : تكون الاصابة في المنطقة الحسية من قشرة الدماغ , و في بعض الحالات قد تظهر هلوسة سمعية او حسية او ذوقية او شمية , فقد يشم المصاب رائحة غريبة غير موجودة اصلاً و غير مالوفة مطلقاً , و قد يحرك فمه و شفتيه و يعلك كمن يتذوق شيئاً ما و قد يقوم بحركات تلقائية ( الية ) مثل كثرة العبث باصابعه او شواربه , او يمارس المشي القهري و من الهلوسات البصرية انه قد يرى الشيء اصغر او اكبر من حجمه الحقيقي
ت‌- نوبة صرع رولاندو : و فيها ايضا تكون بؤرة الاصابة ايضا في المنطقة الامامية لقشرة الدماغ , و يكون فيها الوعي سليماً و لكن العلامات التي تظهر تكون حركية او حسية او تلقائية و هي عبارة عن احساس بخدران بجهة واحدة من الوجه و الشفتين و الخد ( الوجنة ) و الحنجرة مصحوبا برجفان او توتر ( تصلب ) هذا الجانب مما يسبب عدم القدرة على الكلام , و هذه النوبة تكثر عند الذكور , وهي اكثر انواع النوبات انتشاراً , اذ ان نسبة انتشارها تتراوح ما بين 15 – 20 % من نوبات الصرع .
ث‌-النوبات الجزئية البسيطة الذاتية : تنشأ عن اصابة المنطقة المحيطة بوظائف الجهاز العصبي الذاتي و بالتالي يحدث اضطراب في وظائف الاعصاب اللا ارادية مثل تغيير اللون او التعرق او الم في البطن او الصدر او في فقدان السيطرة على المثانة او الامعاء فيحدث التبول او التبرز اللاارادي
2- النوبات الجزئية المعقدة و تدعى بالنوبات الصدغية لانها تظهر بسبب اصابة الفص الصدغي من الدماغ , و هي نفسية – حركية تتصف باضطراب جزئي في الوعي مصحوب باعراض فكرية و مزاجية و حركية الية , و كثيراً ما تبدأهذه النوبة بالهلوسة الشمية اذا كانت الاصابة في المنطقة الانسية ( لداخلية من الفص الصدغي و علوسة تذوقية ثم ينخفض مستوى الوعي و لكنه لا يفقد كلياً , ثم تحدث حركات اوتوماتيكية التي قد تصيب الفم على شكل حركات مضغية , او تصيب الاطراف على شكل حركات متكررة و رتيبة و على شكل مشي متكرر , و تستمر بضع دقائق و يعود المصاب بعدها الى وضعه الطبيعي مع نسيان تام لما حصل له ثم يعاني من الصداع لفترة قصيرة .
و في هذا النوع من النوبات تحدث اعراض حركية كثيرة كحركة الفم وا لشفتين و اللسان لا ارادياً كمن يتذوق , و حركات بلع و حركات تلقائية اخرى مثل اعبث بالاصابع او الشوارب او المشي القهري و التبول احياناً و قد تحدث اعراض نفسية كثيرة كالخوف و القلق و الاحساس بقرب الموت و كذلك يحدث ادراك اشياء على انها معروفة و مألوفة له في حين انه لم يسبق ان رأها و على العكس قد يرى اشياء مألوفةعلى أنه لم يرها من قبل .
التشخيص التفريقي:

هناك العديد من الامراض التي تسبب فقدان الوعي و التشنجات , و لهذا لكي نؤكد ان الحالة هي نوبة صرع لا بد من تمييزها عن هذه الامراض و هي :
1- نوبة فقدان الوعي او الاغماء او الغشيان بسبب نقص الاكسجين الناجم عن عملية اختناق و ضيق التنفس او بسبب عدم تروية الدماغ بالدم مما يؤدي الى عدم وصول الاكسجين فيختنق الدماغ و يحدث الاغماء و فقدان الوعي و لكن بدون تشنجات , و ينخفض ضغط الدم الشرياني بينما في الصرع قد يرتفع ضغط الدم , و المريض يشعر انه سيفقد الوعي فيتجنب السقوط المباشر على الارض و الاصابة بالاذى
2- فقدان الوعي بسبب امراض القلب وضعف الدورة الدموية و بالتالي انخفاض كمية الاكسجين و عناصر الغذائية الواصلة للدماغ بمختلف خلايا الجسم , و في هذه الحالة يكون المريض في حالة انحطاط القوى و شحوب اللون
3- الاغماء بسبب نقصان بعض الاملاح المعدنية مثل الكلس او انخفاض السكر بالدم , و في هذه الحالة يشعر المريض بالجوع و الصداع و التعرق و تسارع في دقات القلب و زغللة البصر و اختلاط ذهني
4- فقدان الوعي بسبب عدم كفاية الدهليز في الاذن : و هذا الاضطراب يختلف عن نوبة الصرع بحدوث دوخة و غثيان و قيء و كذلك حدوث ازدواجية الرؤية و العمى المؤقت و طنين الاذن و صعوبة الكلام و البلع و يصاب بالضعف العام و خدران ااطراف و هذه الاعراض غير موجودة في نوبة الصرع
5- الوبات الاحتشائية : يمكن ان يكون من الصعب التفريق بين هذه النوبات و النوبات الصرعية و لكن المبدأ العام للتفريق هو سلبة الاعراض في الاحتشائية و ايجابية ااعراض في الصرعية فمثلاً نوبة صرعية في القشرة الحركية اليسرى تتسبب في رجفان عضلات الوجه و الذراع و الرجل اليمنى بينما في الهجمات الاحتشائية تسبب الشلل
6- اللازمات : و هي اكثر تعقيداً من رجفان العضلات البسيط و المصاحب لنوبة الصرع , اذ هي عبارة عن حركات متتالية ارتجاجية لا ارادية لعضو ما تحدث بشكل مستمر و اقل شدة من رجفان الصرع
7- النوب العصبية – النفسية الناجمة عن اضطراب نفسي و ليس عصبي مثل الهستيريا , و تختلف هذه النوبات عن النوبات الصرعية انها تبدأ ببطء و يدرك الشخص بدنو حدوثها فلا يسقط على الارض بشدة و فجأة , و المصااب لا يؤذي نفسه فلا يعض لسانه و لا يتبول و يكون مدركاً لما حوله و لكنه لا يتفاعل معه
8- نوبات المشي خلال النوم : فهناك من الاشخاص من ينهضون من فراشهم اثناء الحلم و يمشون مسافات بعيدة و يعودون الى فراشهم و هم نائمون دون ان يدركو ذلك .
9- نوبات الخور : و هي حالة انحطاط القوى تصيب الانسان عند تعرضه لموقف عاطفي مفاجئ سواء كلان محزناً او مفرحاً مثل سماعه خبر وفات عزيز او رسوب في امتحان او نجاح في امتحان
اسباب الصرع:

يجب التأكيد على ان الصرع ليس مرضاً بحد ذاته و انما هو عرض من اعراض امراض الخرى تصيب الدماغ و قد تكون هذه الاصابات بؤرية محدودة في مناطق معينة من الدماغ و قد تكون الاصبة عامة و شاملة لنصفي كرة الدماغ , و بناء على ذلك يتحددنوع النوبة الصرعية و الاعراض المرضية المصاحبة لها . و هناك اسباب مشتركة لجميع الاعمار و اخرى تختص بفئة عمرية دون اخرى او تكثرفي عمر اكثر من عمر اخر و في ما يلي نبين الاسباب حسب الفئات العمرية :
اولاً : الاسباب عند حديثي الولادة خلال الشهر الاول من العمر :
1- التشوهات الخلقية مثل ضمور المخ او استسقاء دماغي
2- اضطرابات الاملاح المعدنية مثل انخفاض الصوديوم و الكالسيوم و المغنيسيوم في الدم , و ذلك انخفاض فيتامين ب و زيادة حموضة ( ب هـ ) او قلويته
3- انخفاض سكر الدم
4- امراض فايروسية و بكتيرية و فطرية مثل مرض القطط التي تنتقل اليه العدوى من امه عبر المشيمة او اثناء الولادة , التهاب السحايا الجرثومي , التهاب الدماغ الحلائي و دمل دماغي و غيرها من الالتهابات الانتانية
5- الاضطرابات الاستقلابية مثل اضطراب استقلاب الاحماض الامينية و الكربوهيدراتية و الدهنيات
6- الاصابات و الرضوض اثناء الولادة مثل شد الرأس او شفط الجنين بالشفاط او بالملقط او نزف الدماغ او الاختناق بسبب نقص الاكسجين اثناء الولادة العسرة
7- الاحتشاء الدماغي او الاورام الدماغية الخلقية

ثانياً : الاسباب عند الاطفال

: يضاف الى الاسباب انفة الذكر اسباب اخرى تكثر بين الاطفال مثل :
1- ارتفاع درجة حرارة الجسم لاكثر من 39ْ م و خاصة اذا تكرر ذلك اكثر من مرة , لان ارتفاع درجة حرارة الجسم يصيب خلايا الدماغ بالتلف فيؤدي ذلك الى حدوث نوبات الصرع
2- حوادث السقوط و السيارات و هي ايضا تخص الاطفال اكثر من حديثي الولادة بسبب نشاطهم الزائد و كثرة اللعب و التسلق و الركض و الصعود الى المرتفعات و الاصطح و الشرفات و كذلك اللعب بالشوارع و دون انتباه
ثالثاً : الاسباب عند الشباب و وسط العمر:

اضافة الى كل ما تقدم نذكر الاسباب التالية :
1- التشوهات الخلقية التي تظهر بعد عدة سنوات من الولادة
2- اسباب وراثية
3- اورام دماغية تظهر خاصة في سن 30 – 40 سنة
4- التوقف المفاجئ عن تناول الادوية المضادة للصرع
5- التسمم الحملي عند النساء
رابعاً : الاسباب في مرحلة الشيخوخة :
1- الاورام الدماغية حيث تكثر في السنوات المتقدمة من العمر
2- الاحتشاء و النزف الدماغيين بسبب تصلب الشرايين و ارتفاع ضغط الدم الشرياني و حدوث الجلطات
3- حوادث السيارات و السقوط لضعف القوة الجسمانية
4- امراض ضمور الدماغ مثل مرض زهايمر
5- امتداد نوبات صرعية سابقة او عودة نوبات اختفت ثم عادت
6- التوقف المفاجأ عن تناول الادوية المضادة للصرع او عدم الانتظام في تناولها .
يتبع في العدد القادم الحلقة الثالثة و الأخيرة من الحديث عن الصرع و التي سنتحدث فيها عن علاج النوبات الصرعية و تطور هذا العلاج من استخدام الوسائل الخرافية و اساليب الشعوذة الى النهج النبوي في العلاج و اخيراً استخدام الادوية و العقاقير و نبين اهم ااسس و المبادء التي يرتكز عليها العلاج الحديث للصرع و كذلك ما يجب على الحاضرين ان يفعلوه للمصاب بالنوبة الصرعية

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-06-2019, 09:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصرع بين الميثولوجيا والطب

الصرع بين الميثولوجيا والطب- 3
الدكتور حكمت فريحات


تحدثنا في الحلقة الثانية عن النوبات الصرعية الجزئية البسطة منها و المعقدة و عن الحالة الصرعية العنيدة ثم ذكرنا ضرورة تفريق نوبة الصرع من الامراض التي لها اعراض تشنجية و فقدان للوعي و اخيراً تحدثنا عن اسباب الصرع في مختلف مراحل العمر , و في هذه الحلقة سنتحدث عن علاج الصرع و تطرة هذا العلاج عير العصور

الاجراءات التشخيصية :


قبل البدء بعلاج النوبات الصرعية يجب تشخيصها بدقة و التأكد من ان الحالة هي نوبة صرع و ليست مرض اخر , و بعد ذلك يجب تحديد نوع النوبة ليتم اختيار الدواء المناسب لها , و هذا كله يتطلب القيام بما يلي :
1- ملاحظة الاعراض و العلامات الظاهرة على المصاب مثل : الصداع , اضطراب المزاج , و الخبل و رجفان عضلي و كذلك مرحلة الانذار التي تسبق النوبة بمدة قصيرة , و تمييزها عن تلك التي تظهر في الامراض الاخرى التي سبق ذكرها في الحلقة السابقة عند الحديث عن التشخيص التفريقي
2- اجراء التخطيط ادماغي الكهربائي و خاصة اثناء النوبة ان كان ذلك ممكنناً لانه يبين الموجات الكهربائية للتفريغ العصبوني و يحدد انواعها و بالتالي يؤكد التشخيص , و لكن عدم ظهور الموجات غير الطبيعية خارج اوقات النوبة لا ينفي الاصابة بها
3- اجراء الصور الشعاعية و خاصة الصور الطبقية و الرنين المغناطيسي , فهي ذات اهمية بالغة بالمرض الذين يظهرون اعراضاً عصبية بؤرية
4- التحاليل المخبرية : كل مصاب يزيد عمره على 10 سنوات يجب اجراء تحاليل مخبرية له تشمل تحليل مكونات الدم و معدل سكر الدم و كذلك الكلس و الشوارد المعدنية الاخرى في الدم و كذلك قياس وظيفة الكلية و الكبد

العلاج :

ارتبط علاج الصرع بنظرة المجتمع و اعتقاده باسبابه و طبيعته , ففي العصور القديمة و حتى ايامنا هذه عند بعض المجتمعات حيث النظرة للصرع نظرة ميتافيزيقية ( غيبية ) تربط الصرع باسباب فوقية روحية شريرة او غير شريرة , و الى ظواهر طبيعية كالريح جعلتهم يلجأوون في علاجه الى وسائل غير علمية تقوم في معظمها او كلها على اساس الشعوذة , و كانو يقومون بضربه ضراً مبرحاً لاخراج الجن او الشيطان من داخله و كانو يكبلونه بالسلاسل الحديدية خشية منه , و قد شاهدت هذا التقييد بالسلاسل في بداية النصف الثاني من القرن الماضي لاحد المصابين بالصرع من اهل قريتنا , و كانوا يسارعون لعرضه على المشعوذين و الدجالين الذين يستغلون جهل الناس فيبتزون اموالهم و يخدعونهم و يكذبونهم و يدجلون عليهم بوصف علاجات خرافية و غريبة توهم الاهل بنجاعتها في شفاء مريضهم , فمثلا يصفون له ان يأكل ( حرباء ) بعد قتلها و تجفيفها و طحنها و سحقها ليتخلص من السحر الذي سبب له هذا المرض , و بعضهم يوهمهم بان علاجه في كلام متقطع غير مفهوم او خطوط متعرجة و تشكل على شل حرز او حجاب , او في تعليق تميمة في عنق المريض , و هذه التمائم حرمها الاسلام و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من تعلق تميمة فلا اتم الله له , و من تعلق ودعة فلا ودع الله له ) ( رواه احمد في المسند 4 – 154 و قال المنذري في الترغيب 4- 1316 أ , قالوا : ما هو ؟ قال : الهرم "
(الامام احمد برقم 18645 و صححه الالباني في صحيح ابن ماجه برقم 2772 ) و هذا دليل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بالتداوي , و ان التداوي لا ينافي التوكل على الله كما لا ينافيه دفع داء الجوع و العطش و الحر و البرد باضدادها .
اخرج الشيخان من حديث عطاء بن ابي رباح قال : قال ابن عباس : الا اريك امرأة من اهل الجنة ؟ قلت : بلى .
قال : هذه المرأة السوداء اتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : اني اصرعو اني انكشف فادعو الله لي فقال : ان شئت صبرت و لك الجنة و ان شئت دعوت الله لك ان يعافيك فقالت : اصبر . قالت : فاني انكشف فادعو الله لي ان لا انكشف فدعا لها "
فقوله صلى الله عليه و سلم ان شئت صبرت و لك الجنة دليل على ان صرعها مما يحتاج الى الادوية الطبيعية , فخيرها بين الصبر و الجنة و بين الدعاء لها بالشفاء من غير ضمان فاختارت الصبر و الجنة و لكنها طلبت منه ان يدعو لها بان لا تنكشف فدعا لها .
و من افضل الرقى التي يرقى بها ما كانت من كلام الله تعالى او من كلام رسوله عليه الصلاة و السلام , و اعظم الرقى هي : سورة الفاتحة و قراءة الاية الكريمة : " افحسبتم انما خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون " . و كذلك المعوذتان و الاخلاص . و من الرقى ايضا الرقية التي رقى بها جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك , من شر كل نفس او عين حاسد الله يشفيك , بسم الله ارقيك " و كذلك : " اللهم رب الناس اذهب البأس , اشفي انت الشافي لا شفاء الا شفائك شفاء لا يغادر سقمه " و كذلك : " اعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان و امة و من كل عين لامة " . فتقرأ هذه الرقى بخشوع و يقين و قبول و تكرر فتنفق بمشيئة الله

العلاج الدوائي :

ان علاج نوبات الصرع بالادوية المضادة للصرع امر عظيم تترتب عليه امور كبيرة للمريض و اهله تؤثر على مجرى حياته , و لذلك يجب بذل الجهود للوصول الى تشخيص دقيق للتشنجات و ليس هناك ما يبرر استخدام " العلاج بالتجربة " و على العموم لا يجوز البدء بالعلاج من اول نوبة تشنجات و انما يجب الانتظار حتى تتكرر النوبة و يتم اجراء الفحوصات المخبرية و الشعاعية , و يبدأ العلاج اذا حدث نوبتان خلال سنة و يجب الاخذ بعين الاعتبار بين علاج نوبات التشنج على انها صرع و بين التأثيرات الجانبية لادوية الصرع . و عند اتخاذ القرار ببدء المعالجة يجب استخدام علاج واحد فقط من علاجات الخط الاول , و لا مجال للمعالجة لاول مرة باستخدام دوائين او اكثر او بعلاج من علاجات الخط الثاني و يجب البدء بجرعة بسيطة تزداد تدريجياً تحت المتابعة و المراقبة حتى الوصول الى اقل جرعة كافية للسيطرة سيطرة تامة على النوبات بدون ظهور التأثيرات الجانبية ,وقد يتساءل الكثيرون هل يمكن ايقاف العلاج ام انه لا بد من الاستمرار عليه مدى الحياة ؟ و هل يمكن الشفاء من المرض ؟ و الجواب على ذلك انه من الصعب الاجابة على هذين السؤالين بدقة لانه لا يمكن ضمان الامان و عدم الانتكاسة بعد وقف العلاج لاسباب لعل اهمها دقة عملية وقف العلاج ووقتها و مع ذلك فنقول ان بعض المرضى يحتاجون الاستمرار في العلاج مدى الحياة و لكن هناك رأي يقول انه اذا لم تحدث و لا نوبة لمدة 3 سنوات متتالية فانه يمكن ايقاف العلاج و خاصة اذا توفرت العوامل المساعدة مثل : بداية المرض في سن الطفولة , و اذا كانت البداية نوبة عامة و ليست جزئية و عدم وجود افات دماغية , و قصرالمدة التي تستغرقها المعالجة و اذا كان تخطيط الددماغ طبيعياً . غير ان بعض الدراسات وجدت ان نسبة الانتكاس و عودة النوبات عند المرضى الذين اوقفوا العلاج بعد توقف النوبات مدة 2 – 3 سنوات بلغت حوالي 30% بينما اظهرت دراسات اخرى ان 60 – 70 % من المرضى لم تعد اليهم النوبات بعد ايقاف العلاج بعد 15 سنة من التداوي , و هذا ما يرشدنا الى انه كلما طالت مدة التداوي كلما كان احتمال الانتكاسة و عودة النوبات اقل و احتمالية الشفاء اكبر , و مع كل ذلك فانه يجب توعية الاهل و تثقيفهم و تحذيرهم من خطورة ايقاف العلاج قبل 3 سنوات من تاريخ اخر نوبة و كذلك ايقاف الدواء فجأة لانه سيؤدي الى انتكاسة عنيفة غالباً ما تكون " الحالة الصرعية المتواصلة " و لهذا يجب ان يكون ايقاف الدواء تدريجياً و بطيئا جداً خلال مدة قد تصل الى العام و تحت اشراف الطبيب الاخصائي المعالج . و قد لا يكفي دواء واحد للسيطرة على النوبات , فعدها يجب اعطاء المصاب دواء ثان او اكثر حسب قاعدة ادوية الخط الاول و الخط الثاني حسب نوع النوبة و في ما يلي بيان بادوية الخط الاول و الخط الثاني .
ادوية الخط الاول : يلاحظ ان دواء فالبروات هو من ادوية الخط الاول المناسب لجميع انواع النوبات , و دواء كاربما زيبين مناسب للسنوية العامة و الجزئية و مثله دواء فينتوين ودواء فينوباربيتون ، بينما الدء الصغير فيناسبه إيثوسكسمايد .

أما ادوية الخط الثاني : فإن دواء كلوبزام يناسب الداء الكبيروالنوبات الاهتزازية والنوبات الجزئية ثم دواء كلونازيبام الذي يناسب جميع انواع النوبات.
وهناك ادوية حديثة اضيفت الى هذه الادوية الكلاسيكية القديمة مثل : جابابنتين و لوموتريجين و توبايرامات و فيجابترين و غيرها .
و يجب التذكر ان جميع الأدوية المضادة للصرع لها تاثيرات جانبية سلبية كيرة و هذا ما يفرض على الطبيب المعالج ادرارة عملية العلاج باقل السلبيات و هناك قواعد هامة يجب اخذها بالاعتبار بالمعالجة الدوائية و هي :
1- اختيار الدواء الافضل لنوع النوبة حسب قاعدة الخط الاول و الخط الثاني
2- اختيار دواء واحد و عدم البدء بدوائين من المرة الاولى
3- الاخذ بعين الاعتبار التأثيرات الجانبية السلبية لكل علاج عند اختياره
4- يجب تحديد الجرعة حسب وزن الجسم و و توزيعها على ساعات اليوم حسب مدة مفعول الدواء و نصف عمره , و يفضل الدواء الذي يستمر مفعوله 24 ساعة او 12 ساعة لسهولة تناوله مرة واحدة او مرتين يومياً
5- اذا لم تتم السيطرة التامة على النوبة فيضاف دواء اخر , و اذا تمت السيطرة يسحب الدواء الاول تدريجياً و ببطء اذا ثبت انه ليس له اهمية
6- في بعض الحالات يحتاج المصاب الى اكثر من دوائين للسيطرة على النوبات فيجب اختيار الادوية التي لا تتداخل مع بعضها البعض و لا تتفاعل فيما بينها فيبطل مفعولها جميعها
7- عند الحاجة الى اضافة دواء او اكثر يجب قياس مستوى الدواء المستعمل في الدم للتأكد من ان المصاب يتناول العلاج الاول او العلاجين الاول و الثاني حسب ما هو محدد , لانه احيانا يكون عدم السيطرة على النوبات راجع اما الى قلة الجرعة او عدم تناول العلاج او عدم الانتظام بتناوله
8- يجب التنبيه على الاهل انه لا يجوز ايقاف العلاج فجأة او عدم الانتظام بتناوله , لان ذلك سيؤدي الى حدوث نوبات متواصلة .
9- لا يجوز باي حال من الاحوال ايقاف العلاج قبل مرور 3 سنوات على توقف النوبات توقفاً تاماً و على ان يتم سحبه تدريجياً و ببطء على سنة كاملة
10- يجب ان يكون اي تغيير او عديل او ايقاف للدواء تحت اشراف مباشر للطبيب الاخصائي المعالج و بالتنسيق التام و التعاون ما بين الطبيب و المريض و الاهل .

علاج الحالة الصرعية المتواصلة :

اذا حدثت الحالة الصرعية المتواصلة فيجب اعطاء المصاب فاليوم بمعدل 10 – 20 ملغم عن طريق الوريد لايقاف التشنجات و ارخاء العضلات , و بعد اعطائه الفاليوم يعطى دواء نوبة الصرع عن طريق الوريد ايضاً , و قد اثبت علاج فالبروات فاعلية جيدة و انه افضل العلاجات لمعالجة النوبات المتواصلة , و يأتي بعده في الفعالية علاج ايبانوتين و اذا لم تتم السيطرة على النوبة باستعمال دواء واحد يضاف دواء ثاني , و بعد استقرار الحالة و توقف النوبة يتم سحب العلاج الثاني تدريجياً .
دور الاهل و المحيطين بالمصاب عند حدوث الداء الكبير التصلبي الارتجاجي او الحالة الصرعية المتواصلة : ان الهدف من تدخل الاهل و الطبيب و المحيطين بالمصاب هو حمايته من الحاق الاذى و الضرر بنفسه و هو اذى لا ارادي , و ذلك يتتطلب منهم ما يلي :
1- متابعة حالة المصاب و مراقبته المستمرة للانتباه للنوبة قبيل حدوثها حتى يتمكنوا من مساعدته و حمايته .
2- حماية المصاب من الصقوط الشديد و المفاجئ على الارض و ف الاماكن الخطرة , و ذلك بدعمه و امساكه و بسط فرشة على الارض ان امكن .
3- التأكد من سلامة المسالك التنفسية و انها مفتوحة و الابقاء عليها مفتوحة و و ان التنفس طبيعي
4- وضع المصاب في وضعية الاستفاقة و هي تمديده على جانبه الايمن و ادارة رأسه باتجاه الارض حتى لا يرجع لسانه الى الخف فيغلق مجرى التنفس , و كذلك حتى يسهل خروج الافرازات و القيء من الفم فلا يختنق .
5- تنظيف فم المصاب و مسح او شفط الزبد و الرغوة من فمه
6- وضع انبوب تنفسي بلاستيكي في فمه ليمنع اصطكاك الفكين و الاسنان فيقي لسانه و شفتيه من العض , و يبقي على فمه مفتوحاً فيسمح للهواء بالدخول الى الرئتين فلا يختنق , و لا يجوز محاولة فتح الفك بالقوة حتى لا ينكسر
7- لا يجوز وضع اي شيء صلب او قطعة قماش في فمه , لان ذلك يعيق دخول الهواء و يسبب نقص الاكسيجين فحيدث الاختناق و الازرقاق
8- يجب عدم محاولة ايقاف التشنجات بالقوة او ضرب المريضض او وضعه مستلقياً على ظهره او الضغط على بطنه , لان ذلك يزيد من خطورة الاذى للمصاب .
9- و اذا كانت النوبة متواصلة فيجب نقله بسرعة الى اقرب مستشفى لاعطائه الادوية الخاصة بالحالة الصرعية عن طريق الوريد .
و ختاما نقول للمجتمع بان داء الصرع هو مثل جميع الامراض التي تصيب الانسان في اسبابه و مخاطره و في كونه خارج عن ارادة المصاب الذي ليس له اي دور في اصابته به , و ان هذا الداء ليس عيباً و لا عارا يلحق بالمصاب او باهله . و قد اثبتت الدراسات ان المصابين بالصرع غير قادرين على اقامة علاقة زوجية ناجحة و بناء اسرة , و ان المجتمع يلعب دوراً مهماً في هذا العجز عن افامة هذه العلاقة الانسانية , بل و ان 26 % من المصابين بالصرع تم رفضهم اسرياً , اما رفضا تاما ادى الى التشرد و الضياع و اما رفضا جزئياً بحيث تعتبر الاسرة ابنها المصاب بالصرع عاراً و عيباً فتحجبه عن الناس و تمنعه من ممارسة حياته بشكل عادي , و بذلك يكون المجتمع بما فيه الاسرة من خلال نظرته الدونية للمصاب و رد فعله اتجاهه , و الرفض العائلي الذي من صوره الحماية الزائدة له الى جانب تفاعل المصاب مع حالته و تناول المضادة للصرع بتأثيراتها السلبية و بتوليد احساس لدى المصاب بانه شخص غير طبيعي , كل هذه العوامل ادت الى تحطيم شخصية المصاب اكثر من تحطيم الصرع نفسه لشخصيته و عليه فالمطلوب من المجتع ان يغير نظرته الى المصاب بالصرع و يقدم له التعاون و الاحترام و يعمل على ادماجه في الحياة المجتمعية كانسان عادي غير موبوء




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.65 كيلو بايت... تم توفير 2.85 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]