جنون الكرة

[زارع المحبة]

أخواني الكرماء .. أخواتي الكريمات .
تحية طيبة مباركة من أخيكم إسماعيل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اسمحوا لي أن أدخل في هذا الموضوع دون مقدمات فوقتي محدود جدا غير أنني أتمنى أن يُقرأ هذا الموضوع بتعقل وتفهم .
إخواني:
إلى وقت قريب كنا نسمع عن بعض التلاميذ يتغيبون عن مقاعد الدراسة أيام المباريات الحاسمة ثم يعنَّفون أو يعاقبون .
أما اليوم فأصبح المعلمون والأساتذة هم من يتغيب ! بل أصبح يوم المباراة يعلن يوم عطلة من أعلى المستويات , وأصبح من كان يعنِّف بحاجة إلى تعنيف ومن كان يربي بحاجة إلى تربية !
فداخل حجرة الدراسة وفي الوقت الذي كان مفترضا أن يخصَّص لتقديم الدروس وشرح ما عجز التلاميذ أو الطلبة عن فهمه , في هذا الوقت بالذات أصبح الحديث عن الكرة-1- وعن بطولات اللاعبين المزعومة-2-, هذا فضلا عن مجالسنا ونوادينا التي لم يعد فيها حديث عن أي شيء ينفع أو يفيد لا في دين ولا في دنيا.
وقد بلغ الأمر مداه عندما انتقلت هذه العدوى الى المساجد , فلم يعد هناك حديث عن فقه ولا تفسير وإنما الكل يُظهر براعته في تحليل هذه المبارات أو تلك والتعليق عليها أو التكهن بما سيكون عليه الحال في مباراة قادمة , وكما يقول المثل المحلي عندنا: (غرقت بإمامها) . فهل سيصل بنا الحال أن نتخذ الكرة معبودا من دون الله نترك لأجلها أعمالنا بل وعباداتنا ولأجلها نوالي ولأجلها نعادي ؟

البعض أطلق على الكرة مصطلح :(معبودة الجماهير!).
فهل سنجعلها كذلك ؟
يوم أمس فقط الاثنين 25/01/2010 وعند صلاة الظهر, وداخل المسجد , تقدم إلي شيخ عمره عمر أبي , والله يفوق 70 سنة وجعل يحدثني عن الكرة وما يقع في أنغولا ..... وكان عهدي بهذا الشيخ انه يبغض الكرة , ويقول عنها (إنها لم تجلب لنا أي خير إلا أن انكسر ابني فلان, وضاع فلان وما جنينا منها ألا العداوات بين هذا الحي أو ذاك أو هذه المنطقة وتلك).
فلما رأيته متحمسا حماس الشباب أو يفوق , قلت له مالك أيها الشيخ ؟ وجعلت أذكّره بما كان يقول سابقا عن الكرة.
فلم يعجبه كلامي واتهمني بعدم الغيرة على الوطن !

فهل علي أن أجنْ حتى أصبح غيورا على الوطن ؟
هل علي أن أقاطع إخواني وأعادي أصدقائي حتى أصبح غيورا على الوطن ؟
هل علي أن أبيت طول الليل أجوب الشوارع والطرقات في صياح وصراخ حتى أصبح غيورا على الوطن !
أليس من الجنون أن ينفق أحدنا (250000.00) دينار-3- للذهاب الى أنغولا في حين أنه كان قبل أيام فقط عاجزا عن 10000 دينار للذهاب الى مكة فهل عندهم أنغولا تفوق مكة فضلا ؟
إ خواني أنا لا أنكر الرياضة وإنما أدعوا الى التعقل والاعتدال عند وقبل وبعد ممارستها, كما هي سمة ديننا الحنيف , لنهتم بباقي شؤون حياتنا كما نهتم بالكرة على الأقل .
لا مانع أن نفرح لكن لا نؤذي غيرنا بهذا الفرح .

إخواني , وحيث أنني كتبت هذا الموضوع الآن فقط على عجالة ودون مراجعته فمن وجد خطأ أو أخطاء ـ وهولا شك واجد ـ فليعذرني ولينبهني إليه مشكورا .

أخيرا تقبلوا تحيات أخيكم إسماعيل الذي يحبكم ويتمنى لكم كل خير.

جمعنا الله جميعا في دار كرامته ومستقر رحمته في الفردوس الأعلى من الجنة .

الســــــــــــلام عليكم.

-1- أنا على يقين بأن الأغلبية الغالبة من تلاميذنا سوف يرسبون هذا العام بسبب هذه الأحداث . فلم يعد هناك أحد يَدرُس أو يتحدث عن دراسة .

-2-نحن نتحدث عن بطولات وانتصارات ونرقص فرحا , بينما إسرائيل هناك تهدم وتبني ...

-3-هذا المقدار مبلغ ضخم يمكّن من شراء سيارة رائعة أو الزواج أو فتح مشروع بناء بيت الخ.. فمن المؤسف أن يضيع في لعبة.

[شروق الاجزجي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ما عساي أقول..

فقد قلت فصدقت ..
جزاك الله خيرا اخي اسماعيل

[sima2]

وسلام عليكم و رحمة الله و بركاته لقد اصبت الحديث فعلا لقد اصبحت الكرة تستقطب الصغير و الشيخ و حتى النساء