12-07-2019, 12:04 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة :
|
|
التشاور بين الزوجين
التشاور بين الزوجين
خالدة النصيب
لا يختلف اثنان أن بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من أفضل البيوت الزوجية، يرى ذلك كل
من عرف سيرته قال ابن القيم - رحمه الله -: «وكانت سيرته - صلى الله عليه وسلم -مع أزواجه حسن المعاشرة وحسن الخلق» ولما كان - عليه الصلاة والسلام - مشرعا لنا ويبين لنا كل أمور ديننا كان لنا أسوة إذ قال - تعالى - في حقه: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر (الأحزاب /21) قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: «استدل الأصوليون في هذه الآية على الاحتجاج بأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -» وقال الحافظ ابن كثير: «هذه الآية أصل كبير في أقواله وأفعاله وأحواله» وقال سفيان بن عيينة: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه فما وافقها فهو الحق، وما خالفها هو الباطل». ومن هديه - صلى الله عليه وسلم -: مشاورة النساء في أموره، فمن ذلك ما حصل معه - عليه الصلاة والسلام - في صلح الحديبية عندما شاور أم سلمة - رضي الله عنها - في شأن أصحابه ورفضهم التحلل لاحتمال عندهم أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم -أمرهم بالتحلل أخذا بالرخصة في حقهم، وأنه يستمر على الإحرام أخذا بالعزيمة في حق نفسه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما» (فتح الباري برقم 2731). وعرف النبي - صلى الله عليه وسلم -ما أشارت به ففعله، وفي الحديث فضل المشورة، وجواز مشاورة المرأة الفاضلة، وهو من المعاشرة بالمعروف، وعد بعض العلماء من الحقوق المشتركة بين الزوجين الشورى بأن يشاور أحدهما الآخر؛ لأن هذا مما يزيد الألفة و المحبة بين الزوجين، قال - تعالى - في فطام الصبي قبل الحولين: فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور (سورة البقرة /233) بأن يكونا راضيين فيما بينهما، هل هو مصلحة للصبي أم لا؟ فالزوج إن لم يشاور زوجته حرمها من المشاركة، وإن لم تشاوره هي حرمت نفسها من أجمل صفة عند المرأة الصالحة، وهي التعاون مع الزوج وعونه في أمور دينه ودنياه، قال - عليه الصلاة والسلام -: «ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة» (صحيح الجامع برقم 5355) فكونا عونا لبعضكما في السراء و الضراء، وفي الحزن والسرور، حتى يتشبع الجو الأسري بالمودة والرحمة، ومتى كانت الشورى مبدأ يسير عليه الزوجان كان الوفاق والنجاح الدائم، وستقوى العلاقة بين الزوجين وستتمكن المودة في نفوس أهل الدار وستقل نسبة الخطأ في الأسرة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|