|
|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المد الفرعي: تعريفه وأسبابه
المد الفرعي: تعريفه وأسبابه حامد شاكر العاني تعريف المدِّ الفرعي: هو: المدُّ الزائد عن مقدار المدِّ الطبيعي ويتوقف على سبب من همز أو سكون. وسميَ بالفرعي لتفرعه من المدِّ الطبيعي، أو لزيادته على المدِّ الطبيعي. ويسمى أيضاً بالمزيدي، لزيادة مدِّه على مقدار المدِّ الطبيعي[1]. سبب المدِّ: إن الزيادة على القصر لا تكون إلاَّ بسبب، وهذا السبب إما أن يكون لفظياً وهو الأقوى لدى العلماء[2]، أو معنوياً وهو الأضعف[3]. والسبب اللفظي إما أن يكون بسبب الهمز أو بسبب السكون. وهذا المبحث يتكون من مطلبين: الأول: المد بسبب لفظي وأقسامه. والثاني: المد بسبب معنوي وأنواعه. المدُّ بسبب لفظي، أقسامه السبب اللفظي إما أن يكون بسبب الهمز أو بسبب السكون كما قلنا، ولكلٍّ من القسمين أنواعه من المدود، وحاصل جمع القسمين يكون عدد المدود بسبب لفظي خمسة. وتتفاوت هذه المدود من حيث قوتها وحكمها: فأقواها اللازم، ثم المتصل، ثم العارض، ثم المنفصل، ثم البدل. قال الناظم في مراتب المدود حسب قوتها [4]: أقوى المدودِ لازمٌ فما اتصل ♦♦♦ فعارضٌ وذو انفصالٍ وبدل وقال ابن الجزري في (باب المدِّ وأقسامه) [5]: والمدُّ لازِمٌ وواجبٌ أتى وجائزٌ وهو وقصرٌ ثَبَتا فلازمٌ إنْ جَاءَ بعدَ حرفِ مدّْ ساكنُ حالينِ وبالطولِ يُمدُّ وواجبٌ إن جاء قبلَ همزةٍ مُتصلاً إِن جُمِعا بِكِلمَةِ وجائزٌ إذا أتى منفصلاَ أَو عرَضَ السكونُ وقْفاً مُسجلا ولكن تقسيم هذه المدود سيكون على أساس السبب وليس على أساس القوة، هذا ما درج عليه علماؤنا قديماً وحديثاً، وهي على قسمين: بسبب الهمز والسكون، وأكثرهم ما يبدأُ بسبب الهمز. والقسمان هما: القسم الأول: المدُّ بسبب الهمز وهو على ثلاثة أنواع: المتصل، والمنفصل، والبدل وتفصيل ذلك: النوع الأول: المدُّ المتصل تعريف المدِّ المتصل: هو: اجتماع حرف المدِّ والهمز في كلمة واحدة ولا يكون في كلمتين مطلقاً نحو: ﴿جَاء﴾، ﴿يَشَاء﴾، ﴿السَّمَاء﴾، ﴿سُوء﴾، ﴿قُرُوء﴾، ﴿سِيئَت﴾، ﴿خَطِيئَاتِهم﴾، ﴿يُضِيء﴾. وسميَ متصلاً لاتصال حرف المدِّ بالهمز في كلمة واحدة، أو لاتصال الشرط بالسبب في كلمة واحدة، والشرط هو حرف المدِّ، والسبب هو موجبه [6]. حكم مدِّه: اتفق أهل الأداء جميعاً على وجوب مدِّه، أي زيادة المدِّ على الطبيعي، لأن حرف المدِّ ضعيف خفي والهمز قوي صعب فزيد بالمدِّ تقوية للضعيف عند مجاورته للقوي، وقيـل ليتمكن من النطق بالهمز[7]. فلم يُؤْثَر أن أحداً من القرَّاء قد قصر المتصل - أي ترك الزيادة على الطبيعي - ولم يُؤْثَر أيضاً أنهم أجازوا قصره، بل ورد الدليل على مدِّه كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه الأنف الذكر[8]والذي يعتبر نصاً في هذا الباب. قال ابن الجزري (رحمه الله): (وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة بل رأيت النص بمدِّه) [9]. سبب مدِّه: يُعزى سبب مدِّه إلى أن الهمزة ثقيلة في النطق لكونها حرف شديد مجهور، ولأجل أن يتمكن القارئ بالنطق بها يمدُّ بالمقدار المقرر إيفاءً لحقها. الفرق بين المدِّين الواجب واللازم: المدُّ اللازم: هو ما لزم مدَّه لجميع القرَّاء واتفقوا على مقدار مدِّه ست حركات.والواجب: هو ما وجب مدَّه واختلفوا في مقداره فمنهم من يمدُّه ثلاثاً ومنهم من يمدُّه أربعاً وخمساً وستاً. فهذا الخلاف هو سبب التمييز بينهما. اختلاف أئمة الأداء في مقدار مدِّه: اختلف أئمة الأداء في مقدار مدِّ المتصل، فهم على هذا مذاهب شتى كما ذكرهم الإمام ابن الجزري في النشر[10] وأهمها خمسة: المذهب الأول: أنهم جعلوا مدَّه قدراً واحداً مشبعاً من غير إفحاش ولا خروج عن منهاج العربية [11]. والمذهب الثاني: أنهم جعلوا مدَّه على ثلاث مراتب: الطول، والتوسط، وفويق القصر[12]. والمذهب الثالث: أنهم جعلوه أربع مراتب: فويق القصر، والتوسط، وفويق التوسط، والطول[13]. والمذهب الرابع: أنهم جعلوه ثلاث مراتب: فويق التوسط، والتوسط، وفويق القصر[14]. والمذهب الخامس: أنهم جعلوه مرتبتين فقط: الطول، والتوسط[15]. [1] ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري للمرصفي 1/ 276. [2] ينظر: النشر 1/ 269. [3] المدُّ بسب معنوي لا يتعامل معه كثير من أهل الأداء لكونه من غير طريق الشاطبية، لكن البعض الآخر من العلماء يأخذون به إذا كان طريقهم طيبة النشر. [4] بعض العلماء يسلك في تقسيم المدود بسبب لفظي إلى جائز وواجب ولازم. [5] ينظر: متن الجزرية للإمام ابن الجزري الأبيات (69 - 72). [6] ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/ 281. [7] ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/ 282. [8] الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه كان يقرئ رجلاً فقرأ الرجل ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ﴾ (التوبة الآية 60) مرسلة - أي مقصورة - فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وكيف أقرَأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال أقرأنيها: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ﴾ فمدهارواه الطبراني في الكبير: 9/ 137، الهيثمي في الزوائد: 7/ 321، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. [9] ينظر: النشر 1/ 247. [10] ينظر: النشر 1/ 247. [11] هم أئمة أهل الأداء من أهل العراق إلاَّ القليل منهم وكثير من المغاربة. نص على ذلك أبو الفتح بن شيطا وأبو طاهر بن سوار وأبو العز القلانسي وأبو محمد سبط الخياط والحافظ أبو العلاء الهمداني وغيرهم حتى بالغ أبو القاسم الهذلي في تقرير ذلك راداً على أبي نصر العراقي. ينظر: النشر 1/ 247. [12] ذكره أبو القاسم الهذلي عن أبي نصر العراقي، وقال: (هو مذهب أهل الحجاز غير ورش وسهل ويعقوب، واختلف عن أبي عمرو). ينظر: النشر 1/ 247. [13] هو مذهب أبي الحسن طاهر بن غلبون والحافظ أبي عمرو الداني وأبي علي الحسن بن بليمة وأبي جعفر بن الباذش وغيرهم. ينظر: النشر 1/ 248. [14] هو مذهب أبي بكر بن مهران في البسيط وأبي القاسم بن الفحام وأبي علي الأهوازي وأبي نصر العراقي وابنه عبد الحميد وأبي الفخر الجاجاني وغيرهم. ينظر: النشر 1/ 248. [15] هو مذهب أبي بكر بن مجاهد وأبي القاسم الطرسوسي وأبي الطاهر بن خلف وغيرهم. ينظر: النشر 1/ 248.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |