القلب الورع (5) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2020, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي القلب الورع (5)

القلب الورع (5)


د. محمد ويلالي





سلسلة أنواع القلوب (31)






الخطبة الأولى


دار حديثنا - في الجمعة الماضية - حول علاقة "القلب الورِع" بجارحة البصر، التي عرفنا أنها أوسع الأبواب إلى القلب، وأسرع الحواس نفوذاً إليه. وأنها جهاز الاستقبال المرئي، الذي ينقل الصور والمشاهد، فتنفعل بها النفس إيجاباً وسلباً، بحسب نوعية ما يقع عليه البصر، الذي عَلِمنا أنه مستنطق يوم القيامة عن توظيف صاحبه له: أين وضعه؟ وفيم أرسله؟ وذكرنا خطر استحواذ الشبكية (الإنترنت) - على العين، حين تستخدم في الاتجاه السلبي -، وكيف أخذت بلب كثير من الناس، حتى ألهتهم عن ذكر الله، وصرفتهم عن عبادته، وكيف أن المشاهد الخليعة فيها مثلت 25% مما يبحث عنه الناس، وأن أكثر من 28 ألف شخص يتصفح مواقع إباحية في كل ثانية.



ولأهمية هذا الموضوع، ومسيس حاجتنا إلى الوقوف على بعض تفاصيله، نسترسل اليوم - إن شاء الله - في بيان ما آلت إليه الدراسات الموثقة، من نتائج تنذر بكارثة أخلاقية واجتماعية حقيقية، تحدق بنا وبشبابنا، إلا أن يتداركنا الله بجميل توبته، وحَسَن أوبته.



ولا شك أن هذه الإنترنت سلاح ذو حدين، فإما أن تستثمر في الخير، فينتفعَ بها مرتادها، ويستفيدَ الباحث عن العلم النافع فيها، ويقتنص المبحر فيها فرائدها وفوائدها ، وإما أن تستخدم في الشر، فتردي صاحبها، وتهلك مدمنها. ومن ثم فليست الإنترنت شرا كلها، يجب التخلص منه جملة وتفصيلا.



والمستمسك بالنصوص الشرعية، والتوجيهات الربانية، والوصايا النبوية، يكون - إن شاء الله - بمنأى عن الاستعمال السلبي لهذه الأداة، وسيحرص على جانب الخير فيها، الذي ظهرت الحاجة إليه، وسلامةُ الانتفاع منه. والله تعالى يقول: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ﴾ [النساء: 71].



فالمسلم يعلم أن حب النساء شهوة زينت للرجال، فلا تستعمل هذه الزينة إلا في حقها، فوجب الحذر من المواقع التي تحرك النفس إلى النظر الحرام، وتدعوها إلى الوقوع في حمأة الرذيلة، وتستجلب لها سوء الفضيحة. قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]. قال ‏ ‏عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "‏اللَّهُمَّ إِنَّا لاَ نَسْتَطِيعُ إِلاَّ أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَهُ لَنَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أُنْفِقَهُ فِي حَقِّهِ" البخاري. فكما ننفق المال في حقه، فكذلك ننفق النظر في حقه، وننفق الوقت في حقه.



والمسلم يعلم أن ما تعرضه الشبكية من مغريات، وما تبثه من مشتهيات، وما تستقطب به زبناءها من أفلام ساقطة، وتقتنص به مرتاديها من صور هابطة، وعروض جاذبة، ما هو إلا ضرب من ضروب ملذات الدنيا، التي حذرنا شرعنا من مغبتها أيما تحذير. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، و رب متخوِّض فيما اشتهت نفسه، ليس له يوم القيامة إلا النار" صحيح الجامع.



وروي عن عيسى - عليه السلام - أنه قال: "لا تتخذوا الدنيا رَبًّا، فتتخذَكم عبيدا". وها هي الإنترنت اتُخذت - عند بعض المدمنين من الشباب - رَبًّا يُعكَف عليه من دون الله. فقد تبين أن 420 مليون مستخدِم، أي: ما يعادل قرابة 6% من سكان العالم ، يعانون من إدمان الإنترنت، متوسط أعمارهم بلغ 18.50 سنة. وهي نسبة مرشحة للازدياد بشكل مضطرد في السنوات القادمة، حتى إن أمريكا افتتحت أواخر 2013م قسماً خاصا لعلاج إدمان الإنترنت، الذي يؤثر على أزيد من 11% من مستعملي الإنترنت في بعض البلاد العربية، مع ما يستتبع ذلك من أعراض نفسية، وصحية، ومجتمعية خطيرة. ونحن اليوم - وبحسب الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في المغرب - نتحدث عن امتلاك المغاربة ل 15 مليون هاتف ذكي، قرابة 95% من الذين يتراوح سنهم بين 12 و65 سنة منهم يتوافرون على هاتف محمول، وقرابة 14% منهم يتوافرون على أكثر من هاتف واحد.



وفي دراسة لتحليل سلوك قرابة 90 ألف شخص في 31 دولة، تبين أن هذا الإدمان يستغرق جل وقت المرتادين، الذين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالقلق والتوتر، وبخاصة عند انقطاع الاتصال، لدرجة أن إحدى الفتيات وضعت حدا لنفسها بعد أن منعها أبوها من هاتفها المحمول، كما أفصحت الدراسة عن إهمال المدمنين للواجبات الاجتماعية، والأسرية، والوظيفية، والاستيقاظ من النوم بشكل مفاجئ لمشاهدة البريد الإلكتروني، أو قائمة المتصلين.



ومن عجب أن صفحات الدعارة، والمواقع الإباحية، والصور الخليعة هي أشد الصفحات إقبالا في العالم كله.



فإحدى الشركات الإباحية - مثلا - تزعم أن قرابة 5 ملايين شخص يزور صفحاتها في الأسبوع الواحد. واكتشفت شركة إباحية أخرى أن بعض صفحاتها يزورها أزيد من 280 ألف شخص في اليوم الواحد، وأن صفحة واحدة - فقط - من هذه الصفحات، قد استَقبَلت خلال سنتين قرابة 44 مليار زائر. وواحدة من هذه الجهات تزعم أن لديها أكثر من ثلاثمائة ألف صورة خليعة، تم توزيعها أكثر من مليار مرة،. ومئات الصور الجديدة تضاف كل يوم إلى رصيد هذه الشركات.



كما تفيد الإحصاءات بأن 63% من المراهقين الذين يرتادون صفحات وصور الدعارة، لا يدري أولياء أمورهم طبيعة ما يتصفحونه على الإنترنت، علما بأن الدراسات تفيد أن أكثر مستخدمي المواد الإباحية تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة .



وفي دراسة دولية، شملت عددا من الدول الصناعية الكبرى، ما بين السنوات 1953 و 1997م، تضمنت 74 بحثا مختلفا على قرابة 13 ألف شخص، كلها تدرس تأثير المواد الإباحية الجنسية على الجرائم الجنسية بشتى أنواعها، فكان من نتائج هذا البحث أن نسبة الانحطاط الخلقي العام - حسب معايير الغرب - هي 28%، تشمل التعري، والتجسس على أعراض الآخرين بالكاميرات الخفية، والاحتكاك الجسماني بالآخرين في الأماكن المزدحمة، وغير ذلك. ووجدوا أن نسبة جرائم العنف والاغتصاب، تزداد عند متداولي المواد الإباحية بنسبة %30، وأن نسبة الانحطاط في العلاقات الزوجية والقدرة الجنسية مع الزوجة، تتدنى بنسبة 32%، وأن نسبة تقبل جرائم الاغتصاب وعدم المبالاة بها ارتفعت بنسبة 31% . وثبت عندهم أن 50% من المغتصِبين، عَرَضوا أنفسهم على مواد خليعة، لتهيئة وتنشيط أنفسهم جنسيا قبل مباشرة جريمتهم. واعترف 57% ممن أجريت عليهم دراسة أخرى، أنهم كانوا يقلدون مشهدا رأوه في الإنترنت حين تنفيذهم لجريمتهم. "وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ" . وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" البخاري.



الخطبة الثانية


هذه الصور والأفلام والفيديوهات، تتلقفها العيون التي لم تنبثق عن قلبٍ وَرِع، ديدنها الترصد والتلصص، وهجيراها التجسس والتقصص، لم تنفعها رسالات التحذير التي تشع من كتاب ربنا، ولم تؤثر فيها الوصايا والنصائح التي بُثت في سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم -.



يقول الله - تعالى - في التحذير من خيانة أمانة البصر، الذي أنعم الله تعالى به علينا لنعمله في الخير النافع: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾. قال الشوكاني: "خائنة الأعين هي مسارقة النظر إلى ما لا يحلّ النظر إليه". وقال ابن عباس: "يَعلم الله - تعالى - من العين في نظرها، هل تريد الخيانة أم لا؟". وقال سفيان: "هي: النظرة بعد النظرة". وقال الضحاك: "هو الغمز، وقولُ الرجل: رأيتُ، ولم ير، أو: لم أر، وقد رأى".



ويقول تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]. فالله تعالى لم ينه عن الزنا فقط، بل نهى عن كل ما يقرب منه، وأعظم أبوابه النظر. ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ. فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ" مسلم. وزنا العينين أن يتتبع بهما محاسن النساء، وزنا الأذنين أن يسمع بهما كلام النساء وغناءهن، وزنا اليد أن يمس بهما من لا تحل له من النساء، وزنا الرجل أن يمشي بها إلى أماكن اللهو والفساد. غير أن المسلم إذا تحصن بدينه، وطهر قلبه ونفسه بشرع ربه، عصمه الله من كل ذلك.




تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها

من الحرام ويبقى الإثم والعارُ



تبقى عواقب سوء في مغبتها

لا خير في لذة من بعدها النارُ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.13 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]