التقوى دواء لكل داء - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855032 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389887 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2019, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي التقوى دواء لكل داء

التقوى دواء لكل داء


الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل





الحمد لله الذي أباح لنا الطيب النافع، وحرَّم علينا الخبيث الضارَّ، أحمده - سبحانه - وأشكره، والشُّكر له على نِعمه، وأُصلي على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وأسلِّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ:
فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى؛ فإن مَن اتقاه وقاه، واعلموا أننا في حاجة إلى إصلاح ما فسَد، ولا بدَّ مِن التعاون في ذلك مِن الجميع، كلٌّ بحسبه ومَقدرته؛ فأولاً: العبد في حاجة إلى إيمانٍ صادق، يَحمله على العمل الصالح، ويَردعه عن العمل السيئ؛ حتى لا يَحتاج إلى رقيب مِن البشر؛ فإن الرقيب يَغفل - كما قيل - فلا بدَّ أن يكون الرقيب مِن داخل النفْس، ونحن في هذه الحياة في دار ابتلاء وامتحان، دار فناء لا دار بقاء، ومهما تزخرفت فهي مشوبةُ الغُصَص؛ ما أَضحكَتْ إلا وأبكَتْ، إنها دار عمل؛ فمَن يعمل مثقال ذرة خيرًا يرَه، ومَن يعمل مِثقال ذرة شرًّا يره، فمَن لم يَشغلْ نفسه بالعمل الصالح، شغلتْه بالعمل الفاسد، وغدًا في الدار الآخِرة دار البقاء يَصير الإنسان: إما إلى جنَّة وإما إلى نار، فنسأل الله الثبات على دِينه.

وفي هذه الحياة لا بدَّ مِن آمِر ومأمور، ورئيس ومرؤوس، والله - جل وعلا - مطَّلع على الجميع، لا تخفَى عليه خافية؛ فعلى كل واحد أن يتَّقي الله فيما يأتي ويَذر، ويَحرص كل الحِرص على العمل الصالح، ويَحذر كل الحذر مما يُفسِده؛ ومِن ذلك الرياء والسُّمعة، وأكْل الحرام الذي انتشَر؛ مثْل: أكل الرِّبا، والغش في المعاملات، وتنوُّع أساليب الخِداع.

فعلى كل فرد أن يتَّقي الله في نفسه، وفي مَن تحت يده، وفي المجتمع عامَّةً؛ فإن الجميع في سفينة واحدة، وخَرقُها يضرُّ بالجميع، وعلى مَن له سلطة أن يَستعمِل سلطته فيما فيه مصلحة الجميع ودرْء المَفسدة عن الجَميع؛ ولو بعِقاب المُفسد إذا لم يَرتدع بنفسِه؛ فإنَّ رَدعه مصلحة له كما في الحديث: ((أَعِنْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا)).

إننا - نحن المسلمين - نُريد أن يَبدأ الإصلاح مِن البيت والجارِ والحيِّ، ومِن المدرسة ودائرة العمل؛ حتى يُستنكَر الفساد، ويَندُر وجودُه، ويُحاسَب كل مسؤول عن وجوده، ويَشعُر كل مسؤول أن وجوده ناشِئ عن إهمال مسؤوليَّته، لا أن يَفتخِر بضبْط الكثير؛ لأن ضبط الكثير يدلُّ على الأكثر.

إننا نُريد مُجتمَعًا إسلاميًّا يَعرف ما له وما عليه، يَعرِف الأوامر ويَمتثِلها، والنواهيَ ويَجتنِبها، يُريح نفسه ويُريح غيره، نُريد مجتمعًا مُتآلفًا، يأخذ الضعيف حقَّه مِن الغني دون مشقَّة ولا عناء؛ حتى تقلَّ الخُصومات، ويقلَّ النزاع؛ فالفقير له حقٌّ في مال الغني، يَأخذه وهو مرفوع الرأس بلا مِنَّة، فأين مليارات الزَّكوات مع وجود ملايين الفقراء العاجِزين عن لقمة العيش، وعلاج الأمراض والأعضاء المُصابة بالعجْز، وتشتُّت الأُسَر؛ مما كان سببًا في فساد الأخلاق، والحقْد على المُجتمع، والسَّرقة والسطو على الأماكن الآمِنة؟!

إننا نُريد صحوةً ورجوعًا إلى تعاليم دينِنا الحنيف، الذي حَفظ للبشرية حقَّها في هذه الحياة؛ حتى للكفار الذين لم يُسلموا وانقادوا لتعاليم الإسلام، ولم يتعرَّضوا له ولا للمسلمين بسوء؛ يقول ربُّنا - جل وعلا - لنبيِّه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

إنَّ مَن وحَّد الله، وامتثَل أوامره، واجتنَب نواهيَه سَعِد في دنياه وأُخراه، ومَن بقي على كُفرِه، سعد في الدنيا بجِسمه وشَهوته، وعاش فيها كما تعيش البهائم، ومصيره إلى النار، ونحن في حاجة إلى نشر الإسلام وتعاليمه السامية، وذكْر ما وصَل إليه مِن فتوحات وقوة بهرَت أكبر الأمم في زمان عزة الإسلام، وما وصلَت إليه البشرية مِن أمْن واستِقرار، بخلاف ما عليه الأمم الكافرة مِن خوف ورعْب وإفساد في الحرث والنَّسل، والله - جل وعلا - يقول: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56].

إن أكثر الأمم تدَّعي محاربة الإرهاب، ومنهم وفيهم ظهَر الإرهاب وانتشر، يتباكَون لحقوق الإنسان، مع أنهم أول المُنتهكين لحقوق الإنسان؛ مدنٌ تُدكُّ على أهلها بوسائل الهدْم والتدمير، صُنعت بقُوت البشر، ومِن العجيب أنهم يَعترضون على الحكْم بقتْل القاتل ظلمًا وعُدوانًا، والله يقول: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179]، أي: حياة للقاتِل؛ فلا يُقدِم على القتل فيُقتل، وحياة للمقتول فلا يُقتَل، ويَعترضون على قطع يد السارق بعد توفُّر شروط القطع، ولا يَنظرون إلى حرمة المال المسروق، وحرمة اليد وقيمتها ما دامتْ أمينةً؛ حيث فيها نصف دية النفس.

وعلى كل حال؛ فنحن في حاجة إلى الرجوع إلى الله بصدْق وأمانة واحتِساب، وإصلاح ما فسَد، ووقاية لما يَصلُح؛ فالوقاية خير مِن العلاج؛ فإن تَكلِفة الوقاية أقلُّ مِن تكلفة العلاج، فتكلفة الوقاية امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وهذه لا تَحتاج إلى جهْد؛ بل تحتاج إلى إيمان صادق، واحتساب الثواب مِن الله، والخوف مِن عقابه؛ أما العلاج فيحتاج إلى وسائل ومواد وثروات كبيرة، وبشرٍ يَعملون ليلاً ونهارًا، وقد لا يُفيد العلاج بعد أن يَستفحل الداء؛ فكم من أكْلة أو شربة أضرَّت بصاحبها؛ لا سيَّما مِن التفنُّن في المأكولات والمشروبات والتخليط في هذه الأزمان، مع المغالاة في أثمانها؛ فقد تكون داءً فتَّاكًا يُصرَف في علاج آثارها أموالٌ طائلة، وقد لا تُفيد الأموال، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31]، يقول أحد السلف عن هذه الآية الكريمة: "جمَع الله الطبَّ في نصْف آية"، ويقول نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه - في الحديث: ((ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنِه)).

ومن العلاجات غير المُناسِبة لبعض الأخطاء التي تقع مِن بعض الموظَّفين ويترتب عليها أضرار ومَفاسد: نقْل الموظف مِن بلد إلى بلد بنفس الوظيفة والدائرة المُماثِلة، وقد يرى المسؤول عن نقله أن هذا تأديب له لقاءَ أخطائه المتعمَّدة، وهذا غير صحيح؛ فقد يكون نقله لمكان أفضل مِن مكانه المنقول منه؛ كما أنه قد يَستفيد مِن المكان المنقول إليه أكبر فائدة مادية باللعب واستِغلال الوظيفة؛ حيث يكون جديدًا على المكان وأهله؛ لأنهم لا يَعرفونه؛ بخلاف المكان الذي نُقل منه، فقد عُرف فيه بالتلاعب؛ فهو يَحتاط لنفسه في المكان الأول أكثر مما يَحتاط في المنقول إليه، والذي وجَد فيه أرضًا خصبةً لتلاعُبه؛ فمثْل هذا يحاكم ويُطرَد من العمل، وإذا كان قد استولى على أموال بطريقة غير مشروعة بسلطته ووظيفته، فإنها تُصادَر منه وتَدخُل في بيت المال للمصلحة العامَّة، ويُشهر أمرُه؛ حتى يَرتدع أمثالُه.

أما مَن أخطأ خطأً غير مقصود، أو تساهَل بعض التساهل في عمله، فيُنبَّه ويُحذَّر مِن عواقب الأخطاء والتساهُل؛ حتى تسير الأمور على وفْق المصلحة العامَّة، ويأمن كل فرد في المجتمع على مَصالحه.

أرجو الله أن يُصلح أحوال المسلمين، ويولي عليهم خيارهم، ويُبعد عنهم أشرارهم، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.58 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]