انصهار العلم والثقافة مفتاح القرن الحادي والعشرين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-02-2019, 04:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي انصهار العلم والثقافة مفتاح القرن الحادي والعشرين

انصهار العلم والثقافة







مفتاح القرن الحادي والعشرين


للدكتور المهدي المنجرة


ترجمة: د. محمد بريش:
ينبغي العدول عن ربط الحَداثة بالتغْريب، والإمساك عن عزل العلم عن الثقافة، والإحجام عن الاعتقاد بأن هنالك نموذجًا فريدًا للتنمية يَكمُنُ مِفتاحه في تكنولوجية تدَّعي الحِياد.
بل على العكس، من العاجل الاعتراف بأن العلم والثقافة جدُّ مرتبطين، وأن استمرارية الحياة على الأرض تمر عبر القَبول بالتنوع الثقافي، ذلك الشرط الضروري للحوار، واللازم ترسيخه كي تجمع الإنسانية على برنامج للبقاء.
في هذا الفضاء، يُدوِّي الإنذار الموجه من الدكتور المهدي المنجرة، والمستند إلى أبحاث حديثة حول فلسفة العلوم، وإلى تجربة اليابان الفريدة من نوعها بدون شك، إنذار مصحوب بتحليل غير مجاملٍ لتخلف مؤسساتنا وأساليب ضبطنا، ولا مغازلٍ لأزمةِ قِيَمنا، ونُظمِ تعليمنا، آخذًا في الأخير شكل دفاع قوي في صالح تجديد للثقافة كمِفتاح للبقاء.
♦ ♦ ♦ ♦


يشترط البقاء تضامنًا مكانيًّا - المشاركة -، وتضامنًا زمانيًّا - الابتسار[1] - وأهم العقبات أمام تحقيق هذين الشرطين هي:
1 - التفاوتات الاقتصادية الكبرى داخل الدول وفيما بينها، والظلم الاجتماعي الناتج عنها.
2 - هَيْمنة نظام القيم الثقافية - الاجتماعية الغربية أو اليهودية - المسيحية منذ قرنين من الزمان.
3 - البِنيات العقلانية ومناهج التعليم غير الملائمة لمسايرة تسارع حركة التاريخ الحثيثة التي لم يشهد مثلها، والتواتر السريع للتطور، الملزمين بصحوة كبيرة واتصال ثقافي أكثر توازنًا.
والفرضية الأساسية في هذا المقال هي عدم ضمان البقاء دون "تحالف جديد" يذهب إلى حدود انصهار العلم والثقافة، فلقد تغذَّتْ الثورة الصناعية من خلال إبراز صورة لمجتمع يملك ثقافتين: الأولى علمية، والثانية غير علمية.
والمجتمع ما بعد الصناعي، المنتقل من حضارة مواد خام وإنتاج رؤوس أموال، إلى حضارة معرفة وإعلام ولا مادية، سيلغي حتمًا هذا التقسيم.
إن انصهارًا كهذا سيثير عديدًا من القضايا، أذكر منها على الخصوص: مراجعة تلك القاعدة القديمة القائلة بـ "عالمية" و"محايدة" العلم.
أتذكر هنا ردود الفعل الحيَّة التي أثرتُها منذ ربع قرن، في كل مرة كنت أضعُ فيها هذه "العقيدة" محلَّ نقاش، كان لا بد لي من الاعتراض عليها للوصول إلى تصفية تلك "المعادلة" التي ما قَبِلت بها قطُّ، والمدعية أن "الحَداثة" مرادفها "التغريب".
إن رفض هذا الادِّعاء هو ما قادني إلى تركيز بحوثي على المستقبلية، والتكنولوجيات المتقدمة، والتغيير الثقافي، ومثال اليابان.
معادلة الحداثة/ التغريب:
ثم إني لم أفهم قطُّ التفسيرات المفرطة في التبسيط، والمتغطرسة ثقافيًّا، والمختزلة للتقدم الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والثقافي لليابان في مجرد "تقليد" للغرب، وكنت دومًا أُدِينُ وما زلت هذا الشكل البدائي من الانتقاص.
ويسرُّني أن تغيَّرت الأحوال اليوم، حيث يحلل باطراد تقدم اليابان بصيرورة داخلية ذات ارتباط مباشر مع قيم ثقافية مضبوطة، مع الإشارة إلى أنه ليست هناك ظاهرة أخرى معاصرة تستطيع مَدَّنا بمزيد من الإبانة عن العَلاقة المتينة بين العلم والثقافة أكثر من النموذج التنموي الياباني، والذي يستحيل - كأي نموذج حقيقي للتنمية - تقليده بداهة.
وحتى تزداد إدراكًا للعلاقة بين العلم والثقافة، يجدر بنا أن نقرأ الدراسة التي نشرها "المعهد الياباني لتقدم البحث" سنة 1988 تحت عنوان: "تقرير حول البحث، البرنامج الياباني للتسعينيات"[2]، والتي تنص مقدمتها على تعدد الحضارات كأساس للمجتمع ما بعد الصناعي.
"من الآن فصاعدًا، ينبغي النظر إلى العالم بشكل مغاير، وذلك بأن تضع جانبًا ذلك الحكم العديم الاستدلال، والقاضي بوجود نظام عالمي منضد (مفرَّع إلى طبقات) تحت ظل الإمبراطورية الأمريكية. إن النظام العالمي الجديد، والذي يمكن نعتُه بعصر تنوع الحضارات، يرتكز على تعايش عديد من الحضارات، فإذا كان التغريب قد ساهم في تنمية العالم على الصعيد المادي، فإن حَداثة اليابان تشهد على الفرق بين الحداثة والتغريب...
وحتى نقدر العالم حق قدره، يلزمنا فحص البِنية الداخلية للعالم المتعدد الأقطاب...، فلعل العالم يبحث عن أشكال لتنمية حضارات تعدُّديَّة في عالم متعدد الأقطاب، وحتى يكون اليابان في مستوى ذلك، فإن عليه توسيع الأبعاد المكانية والزمانية لمفهوم الفائدة أو المنفعة الشخصية".
تلخص الفِقرة المذكورة العناصر الأساسية لإشكالية القرن الواحد والعشرين، إنها تجلي القطيعة الجيو- سياسية مع الماضي، مبرزةً دور التنوع الثقافي في عالم تعددي يتطلب فيه البقاء تصفيةَ كل أشكال الهيمنة، والنقطة الوحيدة التي أغفلتْها الدراسة: هي طرح ومعالجة ذلك السؤال الدقيق حول "إعادة التوزيع".
وهو إغفال خطير في حق بلد تجاوز حاصل رواجه سنة 1988 حاصل الولايات المتحدة.
ويُعدُّ الرجوع إلى المصادر اليابانية خير سند ثقافي بالنسبة للقادم من العالم الثالث، والذي سبق له الدفاع عن نفس الأطروحات في وقت كان قليل من اليابانيين مَن يَجْرُأُ على الكلام بمثل ذلك الوضوح والثقة؛ ذلك أنه (أي الرجوع إلى المصادر اليابانية) يسهم في خلق إطار داخلي يتم فيه فحص العلاقة بين العلم والثقافة في فجر القرن الواحد والعشرين[3].
التحالف الجديد، علم - ثقافة:
لقد أضحى العلم والثقافة من الآن فصاعدًا المحددينِ الأساسيين للنظام الدولي، ودون الرجوع إلى السياق الثقافي، الذي هو قبل كل شيء إنتاج ثانوي للقيم الثقافية - لا يمكننا بتاتًا فهم العلم والتكنولوجية، لقد ولى زمن "العلم من أجل العلم" و"الفن من أجل الفن"، والقرن الواحد والعشرون يفرض صيغةً ثقافيَّةً واجتماعيَّةً أحسن تحديدًا، لا تستطيع البقاء تحت وهم "العالمية" و"الحياد" للعلم والتكنولوجية؛ لذلك يتوجب إعادة تحديد هذين المصطلحين حسب المفهوم الواسع والعالمي حقًّا لمعنى "العالمية".
شرح "إيليا بريغوجين" (Ilyaprigogine) في كتابه "التحالف الجديد" (La Nouvelle Alliance) إحدى أطروحات المركزية، والمتجلية في "أن قضايا ثقافة يمكن أن تؤثر على تطور النظريات العلمية، بل ذهب أبعد من ذلك فقال: "أضحى من العاجل أن يتعرف على العلم كجزء لا يتجزأ من الثقافة التي تطور بين أحضانها"[4].
وإن لبريغوجين لتواضعًا وأمانة بنصه على القضية المتجلاة في "أن العلم سينفتح على العالمية عندما ينتهي من نكران اهتمامات المجتمع، ويعدل عن اعتبار نفسه غريبًا عنها، فيصبح بالتالي قادرًا على محاورة الناس من جميع الثقافات واحترام تساؤلاتهم".
ولن نجد توضيحًا أحسن من هذا لإبراز تفاهة "عالمية" عصبية، وللنص على ضرورة الكشف عن عالمية للعلم جديدة وعالمية، يستحيل الوصول إليها دون المرور بادئ ذي بدء عبر بوابة الثقافة والقيم الثقافية، فذاك هو الثمن الحقيقي للبقاء.
وليس "بريغوجين" وحده المدافع عن هذه الأطروحة بالغرب، فلقد كتب فيها "ميشيل سيريس" (Michel serres) حول ما سماه "المتعدد"؛ ففي كتابه "التكوين"[5] يوجه "سيريس" النداء التالي: "لتنسلخ تلك المعرفة العلمية من غطرستها، ولْتتعرَّ من فستان عظمتها الكنسي المزين، ولْتَدَع عدوانيتها الحربية، وادِّعاءَها الحاقد في أنها دومًا على صواب، ولا تقول إلا صدقًا! فلتنزل (من برج كبريائها) مسالمة، نحو الاعتراف المشترك".
وتفسيرنا الخاص لما ذهب إليه "سيريس": هو أن على العلم عقد الصلح مع الثقافة والقيم الإنسانية، فالمشكلة أن الغَطْرسة لا تكمُنُ في العلم، بل في النسيج الثقافي الذي يرعى ذلك العلم.
وبالفعل، ترتبط مشكلة الغطرسة بإدراكات الزمان والمكان؛ فالنظرة إلى العالم ومستقبله تختلف حسب الزمن الثقافي الذي وضعْنا أنفسنا فيه، وحينما نعتقد أن الحضارة الإنسانية يمكنها أن تقلص تاريخيًّا إلى قرنين من الزمان - بالنسبة للفترة المعاصرة -، ومن اثنين إلى خمسة آلاف سنة على الأكثر بالنسبة لمجموع تاريخها، فإن علينا أن نعيش مع الأسطورة المولدة للغطرسة عبر الانتقاص الثقافي.
ومشكلة الثقافة "الغربية" أن مدتها محدودة نسبيًّا، وأنها تحاول - بوعي أو بدون وعي - أن تعوِّض هذا الحد بانتقاص قدر زمان ومكان الثقافات الأخرى، إنها مغترَّة بنفسها وبنجاحاتها المادية إلى درجة أنها لم تجد السبيل للتفكير أو للشعور بكيفية تفكير وشعور الآخرين.
وتبادل جرى بين "طاغور" [6] (Tagor) و "أنشتاين" [7] (Einstein) خلال حوار جرى ببرلين بتاريخ 14 يوليو (تموز) 1930 يبرز تلك القطيعة في الاتصال الثقافي:
طاغور: "إنه من الصعب تحليل الأثر الروحي للموسيقا الشرقية والغربية عندنا، إنني متأثر بعمق بالموسيقا الغربية، إني أراها خارقة، فبِنيتُها واسعة، ومحتواها عظيم، إن النداء الغنائي الأساسي لموسيقانا يؤثر عليَّ بعمق أكثر، وللموسيقا الأوروبية خاصية ملحمية، إنها ترتكز على ثقافة واسعة ولها بنية قوطية (gothique)".
أنشتاين: "إنها مسألة لا نستطيع نحن الأوروبيين الإجابة عنها بدقة؛ فنحن شديدو الأُلْفة بموسيقانا، إننا متطلعون لمعرفة هل موسيقانا اتفاق أم شعور إنساني أساسي؟ هل من الطبيعي الشعور بتوافق الأنغام وتنافرها أم أنه اتفاق نقبل به؟"[8].
فلا يمكن أن نتوقع تبادلاً كهذا في القرن الحادي والعشرين، إن صراحة أنشتاين تدل بوضوح على أن الباحث "الشرقي" يمكنه بذل المجهود لفهم التعابير الثقافية لـ "الغرب" بكيفية مقارنة وبمرجعية مفتوحة، لكن "الأوروبي" عاجز عن القيام بنفس المسعى؛ لأنه مُنكمِشٌ على ذاته ثقافيًّا، وقاصر عن كل فهم ثقافي مقابل.
من هنا بزغ مشكل الاتصال الذي يهيمن على العالم المعاصر، عالم النهضة والعلم والحساسية الجمالية.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 115.38 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]