تهديد اللسان العربي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74452 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2019, 12:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي تهديد اللسان العربي

تهديد اللسان العربي

أ. د. خالد فهمي
يمثل الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، مناسبة جيدة لمعاودة تأمل ما أسهمت به في مسيرة الإنسانية المعرفية والإبداعية والحضارية. لقد مثل حضور العربية المبهر في بعض الحقب التاريخية صمام أمان للتراث الإنساني بكل ما تعنيه العبارة هذه، ومن دون أي غلو يمكن أن تحمل عليه.
ومنذ فترة والمهددات التي تطيف باللسان العربي موفورة، تتبدى العلامات عليها، ويتنامى ظهور عدد من أبعادها، وتتنوع جهات إطلاق نيرانها.
إن الاحتفال مسألة مهمة جدا من الوجهة النفسية، ولكنها مهمة جدا حين تتخذ منحى إيجابيا يسهم في معالجة قضية التهديد التي يمتد الشعور بها منذ زمان بعيد من عمر العصر الحديث.
إن مراجعة التاريخ العربي المعاصر تشهد حضورا للشعوب بالتهديد اللغوي يمتد على الخريطة الثقافية العربية المعاصرة جميعا ويمتد زمنيا كذلك.
فالعقاد مثلا وانطلاقا من الهوية الواقية فتش عن ملامح اللغة الشاعرة، ثم جاء مالك ابن نبي ليعلن بصرامة ووضوح أن بقايا الاستعمار ماثلة في عجمة اللسان العربي، ثم جاء فهمي هويدي معلنا البيان المنذر المرعب: عروبة الخليج في خطر.
هذه ثلاثة أصوات فقط تتوزع على الخريطة، مشرقا ومغربا، وتمتد زمنيا لتغطي قرنا منصرما ومطلع قرن نعاني معيشته، وهي تعلن جميعا أنه لم يعد هناك وقت للاحتفال المعزول عن مخاوف التهديد.
وهذه المقالة تسعى إلى أن ترفع الصوت بنمط جديد من الاحتفال من منظور إيجابي يستهدف التنبيه السريع على التحديات التي تواجه اللسان العربي، وتدعو لحياطة هذا اللسان الشريف النبيل بما من شأنه أن يحفظ كرامته ويقيم اعتباره لما فيه تعافيه وصحته.
> تحديات الوضع الراهن

بسبب من تغيرات حضارية واقتصادية وسكانية، أطلت مجموعة من علامات تهديد اللسان العربي. إن كثيرا من التحديات المتنوعة تضعنا في قلب الشعور بالأزمة وأعراضها.
وقد استفاض هذا الشعور بالتهديد، وانتقل من الأروقة البحثية والعلمية إلى الفضاء الصحفي، وهو ما يعني تمدد الوعي بالحالة المعرفية الخاصة بتهديدات اللسان العربي. يقول فهمي هويدي في مقالته: «عروبة الخليج من واجبات الوقت» (جريدة «الشرق الأوسط»، 13 ديسمبر 2006م، عدد 10242): «ثمة أسباب متعددة للهزيمة اللغوية التي مرت بها الأمة العربية، لعل أهمها حالة الهزيمة الحضارية والسياسية المخيمة التي جعلت المغلوب يسعى إلى تقليد الغالب وتمثله، ونحن نشاهد تجليات ذلك التقليد في مختلف نواحي السلوك الاجتماعي، الأمر الذي لا يستغرب منه أن ينسحب التقليد على لغة التعامل بين الناس. غير أن وطأة الهزيمة بدت أشد، وثمنها غدا باهظا في المجتمعات الخليجية التي تعاني الجذب السكاني، وتعتمد بنحو كبير على العمالة الوافدة التي جاءت بلغاتها المتعددة».
إن هذه الفقرة من هذه المقالة تستهدف تعيين العلامات التي تعكس التهديد الذي يحيط باللسان العربي، ذلك أن تعيين هذه العلامات هو المقدمة الضرورية للمثاقفة حول استراتيجيات المواجهة لهذه المهددات.
> التحدي الحضاري

يمثل التحدي الحضاري أهم العلامات التي تهدد اللسان العربي. والمقصود به: هو العجز العربي المروع في ميادين إنتاج المعرفة!
لقد تراجع المجتمع العربي تراجعا يرادف الموت، أو التوقف منذ قرون طويلة عن إنتاج العلم، وهو الأمر الذي انسحب بالضرورة على إمداداته المنعدمة للمعجم العلمي العالمي.
هذا الشعور الحاكم مستفيض في كتاب اللسانيين العرب الكبار المعاصرين. يقول سعد مصلوح في مقدمة ترجمته لكتاب إدوين غينتسلر في نظرية الترجمة: اتجاهات معاصرة: «(المنظمة العربية للترجمة 2007م بيروت، ص18) اللغة العربية لا يمكن أن تعد من اللغات المحدودة الانتشار، لا من جهة عدد الناطقين بها، ولا من جهة نفوذها الديني والثقافي في بلاد الإسلام. وقل مثل ذلك في وضع الثقافة العربية الإسلامية ودورها في تاريخ التطور الحضاري للفكر البشري، حضورا وتأثيرا. ومع ذلك، فإننا حين نشخص واقعة نجد - بلا ريب - أن لغة العرب وثقافتهم تكادان تكونان كلتاهما قابلتين للانضواء تحت القسيم الثاني الذي يتصف بمحدودية الانتشار وضعف التأثير».
إن هذا الذي قرره هذا اللسان العظيم، وإن كان جاءه بفحص سهمة العرب في نشاط الترجمة فهو صحيح جدا بفحص سهمة العرب المعاصرين في نشاط إنتاج العلم والمعرفة، ومن ثم تجديد اللسان وتجديد المعجم.
إن التراجع الحضاري للأمة العربية في أعلى تجلياته وأظهرها ينسحب بصورة مؤكدة على التراجع اللغوي للعربية، استعمالا ومعجما.
> التحدي النفسي

يمثل التحدي النفسي واحدا من أهم التحديات التي تشكل واقع التهديدات التي تتعرض لها اللغة العربية في الوقت الراهن، ويمكن تلخيصه في أن العرب يعيشون حالة غرام مريض بالغرب!
لقد حاول كثير من المفكرين العرب المعاصرين المنتمين إلى الهوية اللغوية أن يشخصوا هذا التحدي النفسي، فكشفوا عما سموه الاستعداد للاستعمار، على حد تعبير علال الفاسي، ثم سمي القابلية للاستعمار عند مالك بن نبي، وهو المفهوم الذي استقر في بنية الفكر العربي المعاصر وظهر في تسمية واضحة تفسيرية في ما سبق نقله من فهمي هويدي باسم الهزيمة! وكل ذلك موصول بالقانون الذي أبدعه ابن خلدون قديما عندما قرر أن المغلوب مولع بتقليد الغالب.
إن هذا التحدي النفسي يبدو أثرا ونتيجة من آثار التحدي الحضاري ونتائجه على المستوى النفسي والعقلي للشخصية العربية المعاصرة في الغالب.

> التحدي السياسي

لقد استيقظت حركات التحرر الوطني في العالم العربي على آثار الفعل المجرم للاستعمار اللغوي في الشعوب العربية، فقادها الضمير الوطني، ومطالب تحرير الشخصية العربية إلى إعادة تقرير الارتباط باللسان العربي بما هو واحد من محددات الهوية العربية، التي خضعت قهرا لمحاولات استلاب لغوي بشع. ظهر هذا التقرير في دساتير الدول العربية جميعا بعد تحريرها، وتراكم الإعلان عن الارتباط باللغة العربية بما هي مقوم من مقومات الإنسان العربي والدولة العربية معا. لقد كان واضحا أن ضبط اللسان وإصلاح معجمه نشاطان سياسيان، على حد تعبير كلود حجاج في «إنسان الكلام» (ص265).
ومع مرور الوقت، والتغيير الذي أحدثه الاستعمار العالمي على مستوى الاستراتيجيات، ظهرت آثار للتحدي السياسي تهدد اللسان العربي، ولعل أظهر هذه الآثار يتمثل في ما يلي:
أولا - تحدي معاندة الأقليات اللغوية: من مثل: النوبية والقبطية في مصر، والأمازيغية في دول المغرب، وغيرها.
ثانيا - تحدي تشجيع التعلم باللغات الأجنبية والحفاوة بمتعلميها في الأجهزة العليا في الأنظمة الحاكمة.
ثالثا - تراجع رعاية مطالب تحسين اللغة العربية في الدساتير العربية.
رابعا - تنامي الآثار السلبية التي أثارت الفصحى.
خامسا - انعدام الدعمين القانوني والتشريعي لتقدم اللغة العربية مع انعدام التخطيط لمستقبلها.
> التحدي الاجتماعي

كان للتغير الاجتماعي الذي أصاب المجتمعات العربية، على تفاوت بينها، أثره في تنامي علامات تهديد العربية، ذلك أن التغيير السكاني (الديموغرافي) الذي أصاب منطقة الخليج تعيينا، وزيادة أعداد العمالة الأجنبية غير العربية فيها، أثر تأثيرا ظاهرا على تراجع العربية الفصيحة.

وهو خطر حقيقي دعا كثيرين أن يشعروا بحرج الوضع اللغوي العربي في هذه المنطقة تعيينا.
وكان للتفاوت المرعب في مستويات الدخول، وتغير أنماط الحياة اليومية، وشيوع النمط الاستهلاكي والسلوكي المنقول من الغرب، أثرها في تزايد الشعور بعلامات التهديد أيضا.
وكان لنمط الخدمات المقدمة إلى المواطن العربي في كثير من مجالات الحياة العامة، وانتشار وسائل الاتصال الحديثة المستوردة، أثرهما كذلك في تنامي علامات تهديد اللسان العربي. إن التغريب والبعد عن العادات والأعراف المنتمية إلى الثقافة العربية التي شكلها الدين كانا علامتين ظاهرتين في سياق قراءة التهديد، لاسيما أن تاريخ الدين هو بمعنى ما تاريخ للغة، على حد تعبير موريس اولندر في «لغات الفردوس» (في187).

> التحدي الاقتصادي

إن تراجع معدلات الإنفاق الحكومي على التعليم، بوجه عام، وتراجع معدلات الإنفاق الحكومي على تعليم اللغة العربية وبرامج ترقيتها، يعد ملمحا ظاهرا جدا في سياق قراءة التحديات التي تواجه اللسان العربي.
ذلك في الوقت الذي تشهد اللغات الأجنبية، لا سيما اللغة الإنجليزية، زيادة حقيقية في معدلات الإنفاق والتمويل لمشاريع تعليم اللغة الإنجليزية ودعمها حكوميا.
ويؤازر هذا الثقافي للدعم المالي في الإنفاق والتمويل على تعليم اللغة الأجنبية مجموعة من العوامل المعينة من مثل:
أولا - الدعم القانوني والتشريعي الذي يعين على نشر اللغة الأجنبية داخل الحدود وخارجها.
ثانيا - تنامي ظهور برامج علمية بحثية تبشر بقدرات الإنجليزية مثلا في حركة العلم العالمي: لدرجة وصلت بعدد من اللسانيين المعاصرين إلى أن يحذروا من وجود لسانيين استعماريين من أمثال دافيد كريستال، على حد تعبير لويس جان كالـفيه في «حرب اللغات والسياسات اللغوية» (ص286).
إن هذه التحديات كاشفة بشكل مبدئي عن خريطة التحديات التي تصور علامات التهديد الذي يواجه اللسان العربي في الوقت الراهن، وعدم التنبه إليها مؤذن بالسير في طريق الإبادة اللغوية للعربية والتحديد اللغوي الأجنبي في فراغات ما تخلفه هذه الإبادة.

3 - جهات تهديد اللسان العربي
لعل أخطر ما في أمر جهات تهديد اللسان العربي أنها صارت مؤسسات ضخمة، تتحرك عن وعي من جانبها، وغفلة من جانب أبناء اللسان العربي. وتتمثل هذه الجهات المهددة في:
أولا - النشاط الاستعماري (الغربي) على مستويات دعم اللغات الأجنبية في الداخل العربي، تمويلا وإنفاقا وتشريعا.
ثانيا - الروح التغريبية المدعومة من جماعات التغريبيين بين الداخل، وهي جماعات موزعة على كثير من المؤسسات الأكاديمية والإدارية والإعلامية.

ثالثا - غياب الإرادة السياسية للأنظمة الحاكمة في الغالب.

4 - آثار التهديد
لقد خلف ازدياد التحديات وتعاون جهات التهديد عددا من الآثار السلبية التي انعكست على وضع اللغة العربية في الوقت الراهن، وهي التي يمكن إجمالها في ما يلي:
أولا - إضعاف اللغة العربية.
ثانيا - إضعاف الثقافة العربية.
ثالثا - إضعاف المقيم.
رابعا - إخفاء العرب.
إن هذه الآثار ربما تقود إلى ما يسميه الدكتور عقيل سعيد محفوظ بـ «الحلول»، وهو الأمر الذي تترتب عليه إزاحة اللسان وإزاحة ثقافة هذا اللسان، على ما جاء في كتابه «الأكراد واللغة والسياسة: دراسة في البنى اللغوية وسياسات الهوية» (ص109 وما بعدها).

5 - استراتيجيات المواجهة
إن فحص المهددات والتحديات، التي تواجه اللسان العربي في الوقت الراهن، يفرض مجموعة من سياسات المواجهة يمكن إجمالها في السياسات التالية:
أولا - إعادة تصدير حقيقة ربط اللسان بالدين

لقد كان مستقرا في الوعي العالمي في الأمة أن تفهم العربية من الديانة على حد التعبير المحكم الذي أطلقه الثعالبي في مقدمة كتابه «فقه اللغة وسر العربية». وهي سبيل ناجعة على طريق مواجهة التهديدات التي تواجه اللسان العربي، وهي سبيل تحفها مجموعة من العلائق الدينية والإيمانية تتعلق بالكتاب العزيز الذي هو عربي. والنبي الكريم الذي هو عربي أيضا، وهو ما ينبغي أن يشيع ويترسخ في البرامج التعليمية والإعلامية والبحثية معا.

ثانيا - إعادة تصدير حقيقة الربط بين اللسان والقومية

إن دراسات القومية دأبت، على اختلاف مناهجها ونظرياتها، على النظر إلى اللسان بما هو مقوم أساسي في بناء الشخصية القومية. ومن المدهش أن الباحثين في حقل القومية، على اختلاف نزعاتهم وتوجهاتهم الفكرية، يجمعون على هذا الذي نقرره. وهو ما يلزم إعادة إحيائه في برامج تربية المواطنين العرب من الوجهة القومية.
ثالثا - دعم الأبعاد العاطفية على طريق الارتباط باللسان العربي

إن إعادة بناء صرح عاطفي ووجداني نحو اللغة العربية تعد مقدمة أساسية في اتجاه مقاومة علامات التهديد التي تحيط بها.
ذلك أن الدعم الواصل للغة من وجدان أبنائها يمثل سلاحا ناجعا على المستوى النفسي والاجتماعي ويعد تمهيدا وتهيئة لإجراءات استعادة المكانة.
رابعا - إحداث تحول سياسي في الإرادات الحاكمة

إن التحول في الإرادة السياسية نحو مشاريع تطوير اللسان العربي، من شأنه تحقيق سرعة ملموسة في البرامج والتنفيذ العملي نحو تقوية حضورها في الحياة.
وترتبط بهذا المبدأ مجموعة من الإجراءات لا يمكن تحقيقها من دون تدخل مباشر من الدولة، تتلخص تحت ما يعرف بالتخطيط اللغوي.
والتخطيط اللغوي جهد حكومي في الأساس، على ما يقرر لويس جان كالـفيه في كتابه «حرب اللغات والسياسات اللغوية» (ص22، ترجمة: د. حسن حمزة، ومراجعة: سلام بزي حمزة، المنظمة العربية للترجمة، بيروت 2008م): «تبدو السياسة اللغوية... مرتبطة بالدولة، وليس هذا خيارا نظريا، وإنما هو تقرير للواقع». وتتمثل خطوات ما بعد التحويل الإيجابي في الإرادات السياسية للأنظمة الحاكمة في البلدان العربية في ثلاث خطوات أساسية: وهي: (ص:220):
1 - مرحلة التفكير في المشكلة اللغوية.
2 - مرحلة التقرير واتخاذ القرارات.

3 - مرحلة التطبيق، أو وضع القرارات موضع التنفيذ.
خامسا - تعزيز إنتاج المعرفة باللسان العربي

إن التحدي الحضاري، الذي يفرض تهديدا حقيقيا للسان العربي، يفرض مواجهته بتعزيز إنتاج المعرفة باللسان العربي عن طريق إجراءات منضبطة تتعلق بما يلي:
أ ـ إصدار حزمة من التشريعات الدستورية والقانونية الصريحة التي تدعم التعافي اللغوي للعربية.
ب ـ إصدار حزمة من القرارات والقوائم في الجامعات ومراكز البحوث القومية بشأن كتابة الرسائل العلمية والبحوث باللغة العربية، بما أنها اللسان الوطني للأمة.
ج ـ دعم المجامع اللغوية في حقول التعريب تعيينا.
د ـ التوسع في إنشاء معاهد مختصة في اللسانيات والتخطيط اللغوي على وجه التعيين.
إن التهديد الذي يواجه اللسان العربي شديد، وشدته واردة من تنوع أشكاله، وتنوع جهات صدوره بما يجعل مشكلة العربية مشكلة معقدة مركبة متجاوزة.
وهذا التنوع يفرض تنوعا حقيقيا في استراتيجيات المواجهة لتتوزع على الأذرع العلمية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والتعليمية معا.
إن قضية مواجهة التهديدات التي تحيط بالعربية هي في الحقيقة قضية إحياء بالمعنى المادي أو البيولوجي أولا لأبناء الأمة العربية، ثم هي في الحقيقة إحياء بالمعنى العقلي والنفسي والحضاري لها مرة ثانية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.10 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]