الاستهزاء وأثره في الأطفال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 534 - عددالزوار : 91713 )           »          الجويني ومنهجه العلمي والإبداعي في استخراج آرائه الاجتهادية​ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          التوبـــة قبــــل رمضـــان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          15 خطوة نحو بر الوالدين بعد الزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أقل مدة الحمل بين النص والواقع الاستثنائي لحماية الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          شهر الصبر والجهاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أيها الشباب ماذا أنتم فاعلون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          ماذا لو عطس؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          فضل عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حتى تستمر الحياة نصائح ووصايا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2023, 06:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,363
الدولة : Egypt
افتراضي الاستهزاء وأثره في الأطفال

الاستهزاء وأثره في الأطفال
عدنان بن سلمان الدريويش


قد يُبتلى الطفل بنقص في بعض قدراته أو مهاراته أو في خَلقه؛ كأن يكون قصيرًا أو طويلًا أو أعرجَ أو أعمى؛ فتكون هذه نقيصة عليه في نفسه وأمام الآخرين، فتجد بعض الآباء والأمهات من يرتكب منهم أخطاءً بقصدٍ أو بغير قصدٍ، أو نتيجة عدم علم، أو لجهلٍ بحق أطفالهم من استهزاء وسخرية تصل إلى مرتبة الجرم؛ لما تخلفه من آثار نفسية خطيرة تلقي بظلالها الكثيفة على شخصية الطفل طول حياته.

وكثيرٌ من الأطفال يتعرضون لأشكال عديدة من السخرية والاستهزاء سواء في المدرسة من معلميهم أو زملاء لهم أو من أقاربهم أو من جيرانهم لسبب من الأسباب، وسرعان ما تلتصق هذه الدعابات أو تلك المواقف الساخرة، أو تلك التسميات أو النعوت الساخرة بهم طول حياتهم.

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ [الحجرات: 11]، فأحيانًا تكون البنت طويلة القوام، فعندما تمرُّ أمام أهلها، فبدل من سماع الثناء على قوامها الجميل، وكلمات الحب، تبدأ بسماع الهمز واللمز منهم: (مرَّت علينا الزرافة، الطول طول نخلة.... وغيرها)، وتلك الكلمات تجعلها تنفر من والديها، وقد تكون سببًا في البحث عن تقدير الذات من خارج البيت فتقع فريسةً في أيدي الذئاب البشرية.

وكذلك الابن عندما يأتي بالشهادة وفيها ضعف في إحدى المواد بسبب ضعف قدراته العقلية، أو لأي سبب تربوي أو اجتماعي، فهنا يوجِّه إليه الوالد الكلمات النابية التي تجعله محطمًا خاصة عندما يكون أمام إخوته، وهم يضحكون عليه، فتكون سببًا لكره الدراسة، والوقوع في أيدي رفقاء السوء.

ويؤدي هذا النوع من التعامل السلبي مع الابن أو البنت إلى:
نظرته السلبية لذاته، وبناء صورة مشوَّهة عن نفسه، فهو لا يستطيع إلا رؤية الأخطاء والعثرات وجوانب الضعف التي يسلط والداه عليها الضوء ويصفانه بها.

عدم رؤية قدراته وإمكاناته مهما عظمت؛ حيث يميل سلوكه إلى التردُّد وعدم الثقة بالنفس.

الميل للعزلة والانسحاب؛ تجنبًا للآخرين وانتقاداتهم، فهو يتوقع أن ينظر إليه الآخرون كما ينظر إليه والداه، بل لا يستطيع النظر إلى ذاته إلا عبر المنظار الذي يراه منه والداه ويحكمان من خلاله عليه.

خلق نظرة مضادة نحو الأسرة والمجتمع، وإحساس بالظلم والإجحاف، فيميل إلى اتِّباع السلوكيات العدوانية نحو الآخرين الذين لا يتفهمونه ولا يقدرونه، ولا يسمحون له بإيجاد مكان بينهم.

عمل سلوكيات غير مقبولة اجتماعيًّا؛ كإتلاف الممتلكات العامة أو الاعتداء على ممتلكات الآخرين أو الميل إلى الانتقام.

أخي الأب وأختي الأم، يجب أن تعلما أنكما المعلم الأول الذي يتعلم منه الطفل، ويكتسب منهم الخبرات والمهارات والعادات الاجتماعية، فالأولى بكما تعزيز ثقته بنفسه بدلًا من السخرية والاستهزاء به.

علينا أن نفكر جيدًا في أثر أفعالنا على نفوس أطفالنا، وعلى تكوين شخصياتهم، كما يجب علينا الاهتمام بغرس القيم والأخلاق الحسنة والصفات التي تعزز من نفسية الطفل وتدعم من قدراته وشخصيته، وتساعد في خلق شخصية سويَّة عندها استعداد لمواجهة المستقبل بكل ما فيه.

أسأل الله أن يبعد عنا وعنكم سوء الأخلاق، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.75 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]