"الكيان الصهيوني" يسعي لردع غزة واستنزاف مقاومتها

[فتي الاْسلام]

تحليلات| 2010-11-01

غزة- رامي خريس- الرسالة نت
في غرفة عمليات خاصة يراقب "الإسرائيليون" التطورات التي تجري في قطاع غزة في مناحي مختلفة سياسية أو عسكرية أو أمنية ، وتخدم التكنولوجيا العملاء وأجهزة الاحتلال الأمنية التي تقدم تقاريرها الاستخبارية للمستوى السياسي الإسرائيلي الذي يقرر على أساسها كيفية التحرك والتعامل مع غزة.
كان هذا مشهد افتراضي لطبيعة المتابعة الإسرائيلية لغزة التي تحدد على أساسها خطوتها التالية تجاهه .
وإن كانت بدأت بشن حرب نفسية على سكانه عبر تهديداتها المتصاعدة والحديث بشكل مبالغ فيه عن إمكانيات التسليح لدى فصائل المقاومة فإنها مقبلة على شن عدوان جديد عليه وهو ما يتفق على وقوعه المراقبون ومعظم المحللين العسكريين ولكن الخلاف حول متى ستكون ساعة الصفر .

عوامل الردع والاستنزاف

وقبل الحديث عن تحديد تلك الساعة فإن هناك ضوابط يتم على أساسها القرار السياسي الإسرائيلي الذي لا تتم المصادقة النهائية عليه قبل مشاورة قيادة الجيش أو الحصول على توصيات واضحة ومحددة .
والضوابط أو العوامل التي تدفع باتجاه اتخاذ قرار الحرب أو التهدئة بحسب ما يرى ذلك بعض المراقبين يتمثل في أمرين هامين أساسيين هما عاملي الردع والاستنزاف .
وتشعر أوساط في جيش الاحتلال أن هاذين العاملين قد زال مفعولهما بعد مرور فترة ما على حرب الفرقان أو عملية "الرصاص المسكوب" كما يطلقون عليها ويرون أن المقاومة تعافت بشكل كبير من آثار العدوان وعادت للعمل على تطوير قدراتها .
ومع انهم يهولون من قدرات الفصائل وكتائب القسام تحديداً إلا أن جزءاً كبيراً من كلامهم يعكس القلق الذي يشعرون به فعلياً ، وبحسب بعض الخبراء العسكريين فإن حكومة الاحتلال استفادت من تجربة حرب تموز في الجنوب اللبناني وتعمل على تلافي ما تقول انه أخطاء تمثلت في ترك حزب الله يعمل على تطوير قدراته وبعد ذلك شنت الحرب في وقت متأخر ، وربما يكون هذا هو احد الأسباب التي دفعتها لشن حرب الفرقان وقد يكون نفس العامل الذي قد يدفعها لشن حرب جديدة.

خط أحمر

وبالعودة إلى الوقت المحتمل فيه شن عدوانهم الجديد -بعد فصل الحسابات السياسية الأخرى- فإن ما يحدده هو اللحظة التي يشعرون فيها أن المقاومة تجاوزت بقدراتها الخط الأحمر الذي وضعوه ودرجة الخطورة التي تشكلها .
وقد يلجأ جيش الاحتلال إلى توجيه ضربات مركزة ضد أهداف معينة في قطاع غزة يكون الهدف منها ضرب قدرات المقاومة ويتحقق هذا عملياً إذا كانت استخباراته قد جهزت سلة أهداف جديدة ، بحيث تكون هذه الضربات بديلاً للعدوان الشامل المحتمل.
على أية حال فإن المقاومة وفصائلها إمام اختبار جديد يتطلب منها استعداداً مستمراً وتوقع أسوأ الاحتمالات.