الإحسان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2019, 03:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي الإحسان

الإحسان [1]




الشيخ محمد بن صالح الشاوي





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي، الذي بعثه ربه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

أما بعد:
فإن الله خلق الثقلين الجن والإنس لحكمة بالغة، وأمرهم أن يسيروا في الأرض ويضربوا في نواحيها - باحثين عن مصالحهم ومنافعهم، كل هذا لحكمة بالغة، وتلك الحكمة هي اختبارهم وابتلاؤهم ليتبين المحسن من المسيء، وليتبين الخبيث من الطيب، قال الله عز وجل: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، فصدق الله العظيم وجلَّت من حكمة بالغة.

والإحسان باب عظيم يمس جميع نواحي الحياة.

فالإحسان مع الله تعالى: هو أن يعلم العبد أن الله لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وأن يراقبه في صلاته أو غيرها، في خشوع ورهبة حتى كأنه يرى الله عيانًا، فإذا لم يستطع فليعلم أن الله مطلع عليه، وأنه بين يدي علَّام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، كما قال جبريل عليه السلام لمحمد صلوات الله وسلامه عليه حينما سأله عن الإحسان فقال له: «الإِحْسَانُ: أَنْ تَعْبَدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»[2].

فالإحسان مع الله: هو أن يراقب الإنسان الله في حركاته وسكناته، وأن يدرك تمام الإدراك أن الله علّام الغيوب يراه؛ وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

وأما الإحسان في السوق ومع عامة الناس: فهو أن يمشي الإنسان بسكينة ووقار، وأن يُفشي السلام على كل مسلم، وأن يَسْلَمَ المسلمون من يده ولسانه، وأن يعطي السائل ويحسن إليه على قدر استطاعته، كما روي أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: «لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»[3]، وقال الشاعر المقنع الكندي:
لَيْسَ العَطَاءُ مِنَ الفُضُولِ سَمَاحَةً
حَتَّى تَجُودَ وَمَا لَدَيْكَ قَلِيْلُ




وأن يحسن معاملته مع الناس في بيعه وشرائه وصدقته، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]، وعليه أيضًا أن يجعل قول الشاعر نصب عينيه:
مَنْ يَفْعَل الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ
لا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ الله وَالنَّاسِ




وقول الآخر:
ازرعْ جميلًا ولو في غيرِ موضعِه
فلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرعا




أما الصدقة فينبغي أن تبذل لمستحقيها إحسانًا وتفضلًا، فليس من المروءة في شيء أن تعطى لغير أصحابها، فأصحابها أولئك المساكين والفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافًا، تعرفهم بسيماهم من رقة الحال ومن ضعف المسكنة، وهي إن لم تعط لهؤلاء فليس لها ثواب كامل ولا تسمى إحسانًا، قال الشاعر:
إنَّ الصَّنيعةَ لا تكون صنيعةً
حتى يصابَ بها طريقُ المصنَعِ




وعلى كل: حال فباذل الخير والإحسان ينبغي أن يضعه في موضعه اللائق به، حتى يعطى جزاءَه كاملًا مضاعفًا يوم القيامة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20]، وقال: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

فينبغي أن تبادروا أيها المسلمون في هذا الشهر المبارك، شهر العطف والرحمة، شهر المحبة والإخاء، شهر الإحسان والمواساة، وواسوا فقراءكم بالإحسان إليهم، فليس للإنسان إلا ما سعى وقدم.

والإحسان ليس مقصورًا على العطاء وبذل المال للآخرين، فإرشاد الأعمى إلى الطريق الذي يريده إحسانٌ، وجاه صاحب الجاه إذا توجه لإنسان على الوجه الشرعي إحسانٌ، وإفشاء السلام إحسانٌ، والتواضع ولين الجانب إحسانٌ إلى النفس وإلى الآخرين.

ثم يجب أن يكون الإنسانُ محسنًا في بيته، وعند أسرته، وأن ينشئ معهم حب الإحسان بإحسانه إليهم، وقد جرت العادة أن يقلد الصغار الكبار في أفعالهم، فأروا أطفالكم أفعالكم الحميدة وخصالكم الطيبة لكي يشبوا خيرين طيبين، قال الشاعر:
يَنْشُو الصَّغِيرُ عَلَى مَا كَانَ وَالِدُهُ
إنَّ الْأُصُولَ عَلَيْهَا تَنْبُتُ الشَّجَرُ




وقال الآخر:
إذا كان ربُّ الدار بالدف ضاربًا
فلا تلُم الصبيانَ فيه على الرقصِ





أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال، وأن يعيننا على الصيام والقيام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

من كتاب "رسالتان في القدر والربا ومقالات متنوعة" للمؤلف.


[1] كلمة ألقيت في إحدى المساجد بتاريخ: 17/9/1375هـ.

[2] جزء من حديث جبريل الطويل وقد سبق تخريجه.

[3] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3/227)، رقم (3398)، عن عائشة رضي الله عنها، وإسناده ضعيف جدًّا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.82 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]