الخميسية الوفائية (ندوة الوفاء بعد وفاة عبد العزيز الرفاعي)

[ابوالوليد المسلم]

الخميسية الوفائية (ندوة الوفاء بعد وفاة عبد العزيز الرفاعي)


د. أحمد الخاني








كان معالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي في السنتين الأخيرتين قبل وفاته كثير السفر، فكان يسافر للعلاج إلى أمريكا وألمانيا، مما يؤدي إلى انقطاع الندوة فترة غيابه، وقد كان الرواد الكرام يحزنون لذلك الانقطاع ويشتاقون للقاء، ومنهم الشيخ أحمد باجنيد الذي فكر في استمرار الندوة ولو في غياب الأستاذ الرفاعي، وفي ذلك يقول:

استأذنت الشيخ عبد العزيز أن تكون الندوة في بيتي أيام سفره وتنتقل تلقائياً إلى بيت الرفاعي إذا حضر إلى الرياض، فشعرت بفرح وسرور يغمر الشيخ الرفاعي، وبادر بإعلان ذلك في نفس الجلسة، وقد كان في الجلسة الكثير من الرواد من هو أكبر مني سناً وأجل فضلاً، وشعرت بأن هناك من تمنى لو أنه كان صاحب المبادرة، فحمدت الله أن الهمني ذلك، وكأنه قد قيل في المجلس: سبقك بها عكاشة.



واستمرت الندوة تعقد في منزل الشيخ باجنيد لمدة سنتين متتاليتين، إلا بعض الأسابيع القليلة التي كان الرفاعي فيها موجوداً في الرياض. وبعد وفاة الرفاعي رحمه الله بشهرين تقريباً، دعا الشيخ باجنيد محبي الرفاعي ورواد ندوته الكرام، وكانت أمسية مؤثرة في رثاء الرفاعي رحمه الله، حيث تتابع الرواد في رثائه نثراً وشعراً وفاضت عيون الكثير منهم حزناً لفقد ذلك الرجل النبيل صاحب الأخلاق العالية، وأعلن الشيخ باجنيد في تلك الأمسية عن استمرار الندوة وفاءً لذكرى مؤسسها رحمه الله، ودعا الرواد الكرام للحرص على الحضور قياماً بواجبهم في الوفاء للفقيد رحمه الله.



ومن ذلك التاريخ استمرت الندوة في الانعقاد أسبوعياً بانتظام، وبالأسلوب والنهج التي كانت تسير عليه أيام الشيخ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله.





طريقة الندوة ومنهجها المعتاد:

ولم يكن للندوة في أيام مؤسسها الشيخ الرفاعي موضوع معين بل تأتي موضوعاتها عفوية.



ثم رأى عدد من روادها أن منهج الندوة بحاجة إلى تغيير، وتم الاتفاق على أن يكون في كل أمسية متحدث رئيسي يعد موضوعًا في حدود نصف ساعة، ثم يتم الحوار والمداخلات حول الموضوع، ويخصص ما بعد الضيافة للشعر كما دأبت على ذلك الندوة. وأصبح يعد لكل فصل برنامج يوضح فيه عنوان الموضوع واسم المحاضر وتاريخ الأمسية. وتعلن الندوة برنامجها في بداية كل فصل دراسي.



والندوة تحظى بحضور جيد ولله الحمد حيث إن متوسط الحضور حوالي 50 شخصاً، ويدير الندوة سعادة الدكتور عايض الردادي وكيل وزارة الإعلام، وقد كان يديرها سابقاً سعادة الفريق يحي المعلي رحمه الله إذا كان حاضراً. ويديرها أحياناً سعادة الدكتور عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية.



وأمسيات الندوة تسجل على شريط كاسيت، ويحتفظ بذلك في أرشيف الندوة، بالإضافة الى المحاضرات التي يقدمها أصحابها مكتوبة.



وهناك أرشيف للقصائد الشعرية التي تلقى في الندوة والتي تصور وتوزع على الرواد في الأمسية التالية.



وتطمح الندوة في المحافظة على مكانتها بين الندوات، كأقدم ندوة في بلادنا والتي تعد سنة حسنة سنها الشيخ عبدالعزيز الرفاعي أجزل الله له المثوبة والأجر. وتأمل أن يستمر روادها الكرام بدعمها ومؤازرتها بالحضور والتواصل باقتراحاتهم وآرائهم.



خميسية الوفاء والإنترنت:

يهدف القائمون على الخميسية الاستفادة من الإنترنت في تحقيق الأهداف التالية:

• تعريف الجمهور بخميسية الوفاء.

• توثيق وحفظ الناتج الثقافي للخميسية.

• نشر الناتج الثقافي للخميسية.

التواصل مع الجمهور لمتابعة أمسيات الخميسية والمشاركة والتعليق حول ما يطرح من موضوعات.



تعريف بالشيخ أحمد محمد باجنيد:

هو أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر الفقيه باجنيد، من مواليد عام 1363هـ. وهو من أسرة حضرمية تلقب بآل الفقيه لاشتغال رجالها بالفقه والقضاء، حيث عمل الشيخ محمد بن عمر والشيخ عمر بن أبو بكر، أجداد الشيخ أحمد بالقضاء في وادي دوعن بحضرموت.



نشأ الشيخ أحمد باجنيد بحضرموت، وتلقى تعليمه الأولي على نظام الكتاتيب. ثم انتقل إلى جدة بأقليم الحجاز لمرافقة والده الذي كان يقيم هناك. وفي جدة واصل تعليمه وأنهى الشهادة المتوسطة بالدراسة الليلية.



عمل الشيخ أحمد باجنيد في بداية حياته العملية مع والده الذي كان يعمل مخلصاً في جمرك جدة.



ثم عمل أميناً للصندوق في شركة شنكار وبن زقر.



وفي عام 1386هـ قرر الأخ الأكبر للشيخ أحمد – وهو الشيخ عمر باجنيد – الانتقال الى مدينة الرياض للعمل لدى إحدى الشركات، فحرص الشيخ أحمد على مرافقة أخيه، فاستقال من عمله بجدة وانتقل إلى الرياض. وفيها بدأ الشيخ أحمد بالعمل التجاري، وأسس مؤسسة باجنيد للتجارة، وهي اليوم ولله الحمد من المؤسسات الرائدة في مجال تجارة حديد التسليح والمواد العازلة في مدينة الرياض.



والشيخ أحمد بالإضافة إلى مكانته في مجال التجارة، شخصية اجتماعية بارزة ومعروفة، ويقصده كثير من أبناء مجتمعه للاستعانة به وبرأيه وخبرته في حل مشكلاتهم الأسرية والاجتماعية. وله جهوده المباركة في خدمة بلده حضرموت، وهو عضو في عدد من المجالس والجمعيات ومنها:

• عضو مجلس أمناء جامعة الأحقاف بحضرموت.

•عضو شرف رابطة الأدب الاسلامي العالمية.

• عضو في الجمعية الخيرية المساندة للصحة والتعليم بالجمهورية اليمنية.



ويستضيف الشيخ أحمد باجنيد في منزلة بحي الروضة بمدينة الرياض خميسية الوفاء الأسبوعية منذ عام1413 هـ، والتي يحضرها عدد كبير من الشخصيات العلمية والفكرية والأدبية.



لستِ هنداً ولستُ عمر

(شعر: محمد الجابري)

تقولين لي: هل تحب القمر

وهل تحتسي نشوة من زهر؟

تقولين هل يصطفيك الغرام؟

وأين غرامك عني استتر؟

أراك تقلب راح الأماني

وتبذلها قصة للسهر

تناغم طيف الروى بارتجال

وخلف الأصيل تنش السحر

رضيع هوى لم تزل عاكفاً

على نهد ذكرى اللقا والسمر

تدور الثواني تلم الزمان

وتبلغه، ليتها تنتظر

هناك استحال الرماد حريقاً

وعاد لقلبي اخضرار الشجر

تقولين: من وأد الأغنيات

ومن للبلى يستميت الوتر؟

تقولين ماذا؟ وسعي ثقيل

فكيف أعي المبتدأ والخبر؟

وبيني وبينك همس الحروف

يروم الردى سوطه المستعر

فقومي لدنياك ياظبية

فلستِ بهند ولستُ عمر