إبراهيم الأسود - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16157 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 94 )           »          أحكام شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2023, 03:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي إبراهيم الأسود

إبراهيم الأسود



د. محمد حسان الطيان


شاعر يجري ولا يجرَى معهْ [*]





إني من الفئة الذين تلبَّثوا

وشَأَتْهمُ الأقدارُ عمَّا شاؤوا



المتعَبونَ وما بهم من علَّةٍ

إلا مجرَّدُ أنَّهمْ شعراءُ





عندما تستحيل الموهبة إلى عناءٍ ومعاناة، وحين يغدو الغنمُ غرمًا، والسموُّ سمًّا، والعلوُّ بعدًا، والمجدُ سدًّا؛ فنحن أمام ظاهرة عجيبة تُسمَّى إبراهيم الأسود.

إبراهيم الأسود هذا الشاعر المتعَب بشعره، المثقَل بحرفه، الشقيُّ بفنِّهِ شقاوةَ المتنبي بعقله:
ذو العقل يشقى في النَّعيم بعقلِه *** وأخو الجَهالَة في الشَّقاوة ينعَمُ

هذا الشاعر الفذُّ الذي ألقى إليه الشعر مقاليدَه، وملَّكه مفاتيحَه، وعرض عليه بحورَه، فهو يعُبُّ منها كيف يشاء.
يروي العطاش الظامئين...لكنه لا يرتوي.
يهدي السُّراة الهائمين... لكنه لا يهتدي.
يُرضي الندى يجلو الصدى... لكنه لا يرتضي!

ولعمري إن هذا شأن المبدع، يطلب شأوًا يُعجِز الطيرَ بعدُهُ، ثم لا يعجز عنه، ويرقى سُلَّمًا لا تكاد تستبين منتهاه، ثم لا يكفُّ عنه، ويرسم لوحةً لا حدود لها، ثم لا يفرغ منها.

تسمع منه الشعرَ عذبًا، جزلًا، فحلًا في زمنٍ كثُر فيه الشعراء، وقلَّ فيه الشعر، فلا تكاد تسمع منهم ما يُطرب الأذن، أو يرضي الذائقة، أو يهزُّ الوجدان.
إذا الشعر لم يهززْك عند سماعه *** فليس خليقًا أن يُقال له شعرُ

على حين تسمع من الأسود ما يُبهج الرُّوح، ويُحيي النفس، ويُرضي الذائقة، ويُخالط الضمير نقاوةً وعبيرًا.

استمع إليه يصف نفسه، ويُعبِّر عن مُعاناته:


أنا لفظٌ ذو معنيينِ يُؤَدِّي

كلُّ معنًى حَسْبَ السياقِ مؤدَّى



صَحَّفَتْهُ الدنيا فصارَ مُعَيْدِيْ

يًا وقد كادَ أن يكونَ معَدَّا



وَسَقَتْني الحياةُ وسْقَيْنِ هَمًّا

وسَقَتْني المُنى الكواذِبَ شهدا



جرَّعَتني الصبرَ الذُّعافَ وقالت

إن تشأ مُتْ أو ربما الصبرُ أجدى



غازلَتْني دونَ السِّتارِ وأوحَتْ

أن خلْفَ الستارِ شيئًا مُعَدَّا



هي أجْرَتْ من كل عينٍ عينًا

وهْيَ جَرَّت في كل خَدٍّ خَدَّا



زَرَعَت في الفؤاد غاباتِ يأسٍ

وأعَدَّت لها من الدمعِ عدَّا



وكددتُ الأراضيَ السبعَ سعيًا

وزماني (أعطى قليلًا وأكدى)

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-02-2023, 03:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إبراهيم الأسود

وبَرَتْني الأيامُ بَرْيًا مُلِحًّا

وانبرى لِي الزمانُ خصمًا ألدَّا



ليَ أهدت دَمًا وفَرْثًا وأهدت

لَبَنًا سائغًا لغيري وزُبْدا



ونأتْ بِي عمَّا أريدُ ومَن نَا

وَأَنِي أكسبَتْهُ حمدًا ومجدا



أسمعَتْني نقدًا وأعطته نقدًا

ولعَمري شَتَّان نقدًا ونقدا



وإذا ما استأديتُها بعضَ حقِّي

فكأني قد جئتُ شيئًا إدَّا




ثم قل لي بربك، هل في شعراء اليوم مَنْ يحسن مثل هذا أو قريبًا منه؟!
أيُّ وادٍ عبقريٍّ تهدَّى إليه، فغرف من قراره، وعزف على أوتاره؟!
وأيُّ غربةٍ يعيشها شاعرُنا بين شعراء عصره؟!
وأيُّ ظلم هذا الذي حلَّ بساحته، فأخذ منه كل شيء، ولم يُعطِه شيئًا!
أيُّ قسمة ضيزى تناله؟! وأي كأس حنظلٍ تجرَّع؟!

إنها معاناة شاعر، واتتْه الموهبة، وأخلفَه الحظ، وانقادت له القوافي والكلمات، وجافَتْه المنابر والمنصَّات.

وأنا أقول له: أكرم بها من غربةٍ أهدت إلينا شاعرًا عزَّ بين الشعراء نظيرُه! وأنعم بها من معاناة! أنعمت علينا بأديب ينفث السحر في الكلمات ليصوغ منها أبدع الألحان وأجمل العبارات.

وإذا أردت أن تعرف مقدار الرجل ومَكِنَتَه، وقدرته واستطاعتَه، ومحلَّه ومنزلته، فاستمع إليه يُعارض الحطيئة في تقسيمه المشهور للشعراء:


الشعراء اثنان ليسوا أربعه

فشاعرٌ لا شيء إلا الجعجعه



يختال في موهبةٍ مرقَّعه

وطائشٌ كريشةٍ في زوبعه



وشعره ذو صورةٍ ملمَّعه

يُلبِسه نظارةً وقُبَّعَه



ودائمًا يجري وراء المنفعه

وحيث كان مطمعٌ كان معه

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-02-2023, 03:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إبراهيم الأسود

فذاك لا يشعر حتى تُشبعَه

فأخْفِ عنه الجُرْنَ كي لا يبلَعه



وإن تشأ ثَبِّتْ عليه البرذعه




وشاعرٌ سَنَّ الزمانُ مِبْضَعَه

وانتابَهُ بنائباتٍ مُفْظِعَه



لكنه فَرْطَ الأناةِ والسَّعَه

أبدى ثناياهُ وأخفى أدمُعَه



واصطخبت دنياه فاختار الدَّعَه

وانمازَ عن تواضعٍ لا عن ضَعَه



وإن أضاع الوُضَعاءُ مَوْضِعَه

لم يكثرثْ ولم يَعَضَّ إصبعَه



فذاك عَرَّابُ المعاني المُبْدَعَه

وَهْوَ مع الدنيا ولا دنيا معَه



وهل تُعابُ دُرَّةٌ في قوقعَه





لا لا يُعابُ الدرُّ أنَّى وقع، ولا يُنال الصقر إمَّا ارتفع، يجوب فضاء الكَلِم، يتخيَّر منه أحلاه، ليصوغ عقودًا يزدان بها جيدُ الزمان، وتبلغ عند الذائقين درجة الإحسان.
♦ ♦ ♦

وأما الحوار الذي بين يديك أيها القارئ الكريم، فقد رأيتُــني ألتهمُه بنَـهَـمٍ كما يلتهم الجائع طُعْمَتَه، وأعبُّ منه بلذَّةٍ كما يرتوي ظامئٍ من شُربته، وأقرأه بشغف كما يقرأ المحبُّ روايته، وأتابعه بمتعة كما يتابع المشاهد فلمه.

وتندُّ عني بين الفينة والأخرى ضحكات يكاد ينشقُّ لها حلقي حتى أستغْرِب[1]، فترتسم على مَنْ حولي علامات الاستغراب والاستنكار، فأبادر إلى إعادة قراءة ما مرَّ بي من بديع القول ولاذع السخرية ورائع الاستشهاد، بصوت مسموعٍ، دافعًا عن نفسي أيَّ ظنٍّ قد يحيق بي، والله المستعان.

وأصل بقراءتي إلى حقيقةٍ أقرِّرُها هنا فأقول: إن أبا خليل ناثــرًا لا يقلُّ عنه شاعــرًا، وإن نثره الجميل يكاد يرتقي ليلامسَ شعره النبيل إبداعًا وإمتاعًا، وقلَّما سما النثر سموَّ الشعر!

فقد أوتيَ قلمًا مُحْكَمًا، وأسلوبــًا عاليًا، وسردًا مشوِّقًا، وسخريةً لاذعةً، وبيانًا بليغًا، لا يملك القارئ المتذوق للبيان إلا أن يُعجب به.

وإلى ذلك كله جذوة تتوهَّج في قلمه، فتجعل قارئه نُــهْــبَــى لمشاعرَ شتَّى، يختلط فيها الإكبار والتقدير بالإشفاق والحسرة، والاعتزاز بصحبة هذا المبدع بالمشاركة في ظلمه والحيف الذي وقع عليه.

إن أمَّةً لا تقدِّر علماءَها ومبدعيها غيرُ جديرة بحياة كريمة، وسرعان ما تقع في حَــوْبَــة الندامة والحسرة، ولاتَ ساعةَ مَــنْــدَم. وإن من يقف على روائع هذا الرجل ليدرك أي مبدع هو، وأي مكانة مكانته، وأي منزلة منزلته!

أما أنا فقد فرغت من قراءتي وأنا أقول: كم ظلمناك يا أبا خليل نحن الذين عرفنا قدرك وما قدَّرناك قدرَك! وتذوَّقْـنـا أدبَــك وما أنزلناك منزلتَـك! ولا مكَّنَّاك مكانتَــك! وتبًّا ثم تبًّا لورقةٍ لا تشهد لك بعلوِّ كعبك، وعظم شأنِك، وتميُّز أدبك!

فأنت لعمري أكبر من أي شهادة، ومثلك جدير بأن يمنحَ الشهادات ويقوِّمَ الشعراء ويقضي بين الأدباء. ولستَ بدعًا في هذا، فكم من عالمٍ لم يكن يحوز شهادة وكان أستاذًا لأرباب الشهادات، وقبلةً لأولي النهى والألباب! وكم من شاعرٍ ملأ الدنيا وشغل الناس دون أن يدرس في مدرسة أو يتخرَّج في جامعة!

وقد أحسن الأخ الدكتور عبدالله غليس كلَّ الإحسان - وهو أهل للإحسان - حين أجرى هذا الحوار، فأخرج لنا خبيء هذا الشاعر المفنِّ، وأوقفنا على الكثير من أخباره وأسراره، ومتَّعنا بصفحات ناصعات عشنا بها زمنًا رغدًا في زمن عزَّ فيه الأدب وكل الشعر! فله مني ومن كل محبٍّ للأدب أجزل الشكر وأطيبه، زاده المولى عطاءً ومضاءً.
♦ ♦ ♦


وأنت يا أبا خليل دمتَ في عزٍّ وشعر، ولا زال إلهامُك ينفحنا بكل رائع وبديع، رفع الله قدرك كما رفعت قدر الكلمة، وأعلى الله ذكرك كما أعليت ذكر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وصفًا ومدحًا وابتهاجًا، وجعل لسانك حجةً لك وشعرَك زلفى عند ربِّك، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

والحمد لله ولي النعم.




[*] هذه الكلمة من تقديم الأستاذ الدكتور محمد حسان الطيان للحوار الذي أجراه الدكتور عبدالله غليس مع الشاعر الأستاذ إبراهيم الأسود.



[1] استغرب: أغرق في ضحكه حتى بدت أواخر أسنانه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.45 كيلو بايت... تم توفير 2.85 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]