خطأ لغوي في ديوان شوقي - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215416 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2023, 03:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي خطأ لغوي في ديوان شوقي

خطأ لغوي في ديوان شوقي
محمد جمعة الدربي




قد يتبادر إلى الذهن أنني أشير إلى قول شوقي:
أنا مَن بدَّلَ بالكُتْب الصِّحابا *** لم أجدْ لي وافيًا إلا الكِتابَا

حيث يدَّعي كثيرٌ من الباحثين أن الباء لا تدخل إلا على المتروك[2]، مستدلين بالاستعمال القرآني؛ مثل قول الله تعالى: ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ [البقرة: 108]، ولكننا نطمئنُّ إلى أن ما جاء به النص القرآني يصلُح للإثبات، ولا يصلح للنفي، بمعنى أنه يصلُح دليلًا على صحة الاستعمال المعيَّن، لكن لا يصلُح دليلًا على خطأ ما عداه، فالقرآن لم يجمَع اللغة العربية جميعها، والقرآن ليس هو المصدر الوحيد للصحة اللغوية، وربَّ عبارة لم يأتِ بها القرآنُ، جاء بها غيرُه من النصوص الموثقة، فارتفَع الحرَجُ عن استعمالها))[3]، وقد كان في إمكان أمير الشعراء أن يقول:
أنا مَن بدَّل بالصَّحْبِ الكِتابا ..... ..... ...... .....

ولكنه أدخَل الباء على المأخوذ غيرَ مضطرٍّ، موافقًا لصحة - بل فصاحة - ذلك الاستعمال؛ فقد جاء في شعر الطفيل بن عمرو الدوسي - لَمَّا أسلَم - في وصف النبي صلى الله عليه وسلم[4]:
فأَلهَمَني هُداي اللَّهُ عنه *** وَبَدَّلَ طالعيْ نَحْسي بسَعْدِي
على الرغم من قدرته على أن يقول:
..... ..... ..... ..... وَبَدَّلَ طَالِعَيْ سعدي بنحسي

وقد كان في إمكان الطفيل أن يقول أيضًا محافظًا على القافية:
.... .... .... .... وبدَّل طالعي سعدي بنَكْدِ[5]

ونقل ثعلب عن الفراء أنه يقال: أبدلتُ الخاتم بالحَلْقة: إذا نحَّيتَ هذا وجعلتَ ]هذه[ مكانه، وبدَّلتُ الخاتم بالحلقة: إذا أذبتَه وسوَّيتَه حلقةً، وبدَّلتُ الحلْقة بالخاتم: إذا أذبتَها وجعلتَها خاتمًا))[6]، وجاء في المصباح المنير: وأبدلتُه بكذا إبدالًا: نحَّيتُ الأول وجعلتُ الثاني مكانه))[7].

ولم يكن غريبًا أن تتخذ لجنةُ الأصول بمجمع اللغة العربية بالقاهرة قرارًا بجواز إدخال الباء على غير المتروك، وأن تجعل المدار في تعيين ذلك على السياق[8].

أما الخطأ الذي نودُّ الإشارة إليه، فهو كلمة مناه) في قول شوقي:
كشَّافةُ مصر وصِبيتُها *** ومَناهُ الدار ومُنيتُها

فقد ضُبِطت الكلمة في إحدى الطبعات بالتاء المضمومة، وإهمال حركة الميم[9]، وكذلك فعلت وزارة التربية والتعليم المصرية في مقرر الصف الأول الإعدادي على مدار عدة أعوام، وفسَّرتها بالأمل، وسألتْ الطلاب في بعض الأنشطة والتدريبات عن مفرد الكلمة[10]! وضُبِطت في طبعات أخرى بالتاء المضمومة مع فتح الميم[11]، في حين ضبطتْها مكتبة الآداب بضم الميم والتاء[12].

وفي نقاش بين الباحثين، زعَم بعضُهم أن الكلمة محرَّفة عن بُناه، وهذا زعمٌ لا دليلَ عليه؛ لأنه يعني أن بالكلمة تحريفين، وإذا كان من السهل تحريف التاء المربوطة إلى هاء، فمن الصعب تحريف الباء إلى ميم في الدواوين الحديثة، فضلًا عن ضَعف المعنى الذي يُسبِّبه هذا الزعم! أليس وصفُ الكشَّافة بأنهم شرفُ الدار وسُمُوُّها في المستقبل، أبلغَ من وصفهم بأنهم بناةٌ فقط؟!

ورأى آخرون أنها جمع مانٍ؛ مثل: قاضٍ[13]، وهذا يُوقع أمير الشعراء في حرَج لغوي وديني؛ حيث إن لفظ الماني يَرِدُ بمعنى المُقدِّر؛ كما في قول أبي قلابة الهذلي[14]:
ولا تَقولَنْ لشيءٍ سوفَ أفْعَلُه *** حتى تبيَّنَ ما يَمني لك الماني
أي: يقدِّر لك القادرُ.

والذي أَطمئنُّ إليه أن أمير الشعراء أراد مَناهُ بفتح الميم وبالهاء المضمومة، وهي مصدر ميمي من: ناهَ الشيءُ ينوه: إذا علا وارتفع أو قوِي، فمَناهُ الدار: شرفُها وسُمُوُّها، أو قوَّتُها[15]. وقد فطِن إلى هذا الأستاذ إبراهيم الإبياري، وإن لم يفطَن إلى صحة - وربما فصاحة - إدخال الباء على المأخوذ[16]!

--------------------------
[1] باحث معجمي ومحقِّق لغوي، جمهورية مصر العربية.

[2] معجم الأخطاء الشائعة؛ للدكتور محمد العدناني، مكتبة لبنان، بيروت، ط2/ 2003م، (ب د ل)، ص36.

[3] العربية الصحيحة؛ للدكتور أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة، ط2/ 1998م، ص202.

[4] مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج؛ للشيخ محمد الشربيني الخطيب، مكتبة مصطفى الحلبي، القاهرة، ط/ 1958م، كتاب الصلاة، باب صفة الصلاة، ج1 / 158.

[5] بفتح النون وإسكان الكاف لهجة، وقرأ بها ابن محيصن وطلحة بن مصرِّف قول الله تعالى: ﴿ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾ [الأعراف: 58]؛ انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (ن ك د)، ج3/ 472، وتاج العروس للزبيدي (ن ك د)، ج 6/ 236-238، وانظر تفسير الطبري، ج 12/ 497، والكشاف للزمخشري، ج2/ 112، وتفسير القرطبي ج7/ 231، والبحر المحيط لأبي حيان، ج 4/ 319.

[6] تهذيب اللغة للأزهري (ب د ل)، ج 14/ 132 وما بين المعقوفين وقع بلفظ: (هذا)، والسياق يقتضي ما أثبتُّه، وانظر مغني المحتاج للشربيني، ج1/ 158 بلفظ: (هذه)، وانظر عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد للسيوطي؛ تحقيق أحمد تمام، وسمير حلبي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1/ 1987، ج1/ 79-80، وراجع معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة للدكتور محمد العدناني، مكتبة لبنان، بيروت، ج1/ 1984م، (ب د ل)، ص50؛ حيث ذكر العدناني هذا النص دون أن يفيد منه صحة إدخال الباء على غير المتروك!

[7] المصباح المنير للفيومي، (ب د ل)، ج1/ 39.

[8] القرارات المجمعية في الألفاظ والأساليب من 1934 إلى 1987م؛ إعداد محمد شوقي أمين، مطبوعات المجمع، القاهرة، ط/ 1989م، ص279، وأرجو أن يكون القرار إكمالًا وإصلاحًا لما جاء في المعجم الكبير، مطبوعات مجمع اللغة العربية، القاهرة، ط1/ 1981م، (ب د ل)، ج2/ 144: "وبدَّل الشيءَ بالشيء: جعل الأول مكان الثاني، وعِوضًا عنه، وفي القرآن الكريم ..."!

[9] المختار من شعر أمير الشعراء لأديب مصري، مطبعة السعادة، القاهرة (د.ت)، ص101، والشوقيات، دار الكتب العلمية، بيروت (د.ت)، ج2/ 137، والشوقيات، دار الكتاب العربي، بيروت (د.ت)، ج4/ 199، والشوقيات؛ تحقيق د/ علي عبدالمنعم عبدالحميد، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، القاهرة، ط/ 2000م، ص959، وفي الهامش: ((مناة الدار: قصدها وهدفها))! وانظر: ثناء الأستاذ الشاعر فاروق شوشة على هذه الطبعة في كتابه: زمن للشعر والشعراء، ومقالة: الشوقيات في طبعتها الجديدة البهية (1)، ( 2)، الأهرام اليومي بتاريخ 7 ،14 مايو 2000م.

[10] اللغة العربية للصف الأول الإعدادي، كتاب الأنشطة والتدريبات، وزارة التربية والتعليم، قطاع الكتب، القاهرة، ط 13، 2014م، ص88، 100، وقد سار في ركاب هذا الخطأ كثيرٌ من الكتب الخارجية، ومنها أشهرهذه الكتب في مصر: كتاب الأضواء الصادر عن دار نهضة مصر التي سبق لها - كما سيأتي - أن أصدرت طبعة الحوفي بفتح الميم؛ انظر: الأضواء، الصف الأول الإعدادي، الفصل الدراسي الثاني، ط/ 2014م، ص43، وفيه أن الكلمة بمعنى ((ميزان، والمراد عماد))! وانظر: الامتحان، الصف الأول الإعدادي، الفصل الدراسي الثاني، إعداد نخبة من خبراء التعليم، الدولية للطبع والنشر، القاهرة، ط/ 2015م.

[11] ديوان شوقي، ترتيب وتعقيب الدكتور الحوفي، دار نهضة مصر، القاهرة، ط/ 1980م، ج2/ 247، وراجع ص16-24؛ حيث وقف الدكتور الحوفي على بعض الكلمات الغريبة في ديوان شوقي!

[12] الشوقيات؛ تدقيق محمد فوزي حمزة، مكتبة الآداب، القاهرة، ط2/ 2012م، ص252.



[14] ديوان الهذليين، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2/ 1995م، ق3/ 39، وراجع تاج العروس للزبيدي؛ تحقيق مجموعة من الأساتذة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ط/ 1965م - 2001م، (م ن ى)، ج 39/ 556.

[15] الصحاح للجوهري؛ تحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط3/ 1984م، (ن و هـ)، ج6/ 2254.

[16] الموسوعة الشوقية؛ ترتيب وتعقيب إبراهيم الإبياري، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة ط 82/ 1983م، ق1 م1/ 156، ق1، م4/ 59، ولم يرد نص (نحن الكشافة) في الشوقيات للمدارس، مطبعة المعارف، القاهرة، ط/ 1927م، ولم أقف عليه في الشوقيات، مطبعة مصر، القاهرة، 1939م، ولا في الجزء الثاني من الشوقيات، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة ط/ 1948م!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-02-2023 الساعة 02:41 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.36 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]